أكدت حركة «حماس» الفلسطينية، السبت، مقتل قائدها العسكري في غزة محمد السنوار بعد أشهر قليلة من إعلان إسرائيل عن مقتله في غارة في مايو (أيار).
ولم تقدم «حماس» تفاصيل عن مقتل السنوار، لكنها نشرت صورته مع صور قادة آخرين في الحركة ووصفتهم بأنهم «القادة الشهداء الأطهار».

ومحمد السنوار هو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، قائد «حماس» الذي شارك في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، والذي قتلته إسرائيل في القتال بعد عام من ذلك.
وبقي محمد السنوار، وهو الشقيق الأصغر لقائد «حماس» الراحل يحيى السنوار، طوال الحرب على غزة هدفاً مهماً لإسرائيل، على الرغم من أنها لم تعلن رسمياً أنها استهدفته تحديداً طوال 18 شهراً من المعارك؛ الأمر الذي تتعزز معه الصورة الرائجة عن الرجل بصفته مُجيداً للتخفي، وأنه «هدف صعب الرصد».
وتمت ترقية محمد السنوار إلى المراتب العليا في الحركة بعد وفاة شقيقه، وفقا لوكالة «رويترز».
وفي مايو الماضي، أطلقت طائرات حربية إسرائيلية مساء الثلاثاء، عشرات القنابل والصواريخ على ساحة الطوارئ والساحة الخلفية في مستشفى غزة الأوروبي شرق خان يونس، وعلى مناطق محيطة وصلت في بعضها لنحو نصف كيلو متر، وأخرى من اتجاهات معينة بنحو 300 متر، كما أوضحت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط».

كان محمد السنوار أكثر من عقدين تقريباً، هدفاً لمحاولات اغتيال إسرائيلية متعددة، وكان أقربها في معركة «سيف القدس» عام 2021، عندما كان في داخل نفق برفقة رافع سلامة، قائد لواء خان يونس السابق، وقد أصيبا (السنوار وسلامة) بجروح طفيفة بعد استهدافهما.
ولاحقاً، اغتيل رافع سلامة برفقة محمد الضيف في يوليو (تموز) الماضي بمنطقة المواصي.
وفي سجل محاولات اغتيال محمد السنوار، تظهر أيضاً، تجربة انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) 2000، والتي أعقبتها محاولة تفجير عبوة ناسفة في جدار منزله عام 2003، لكنه نجا.
مؤسس «وحدة الظل»
يعدّ السنوار المؤسس لما عُرف بـ«وحدة الظل» التابعة لـ«كتائب القسام»، وذلك بعد أن استصدر أمراً بذلك من قِبل محمد الضيف، القائد العام للكتائب. وأشرف على تشكيل النواة الأولى لها محمد السنوار باختيار بعض المقربين منه من القيادات الميدانية في خان يونس.
وشكَّل السنوار هذه الوحدة بعد الدور الذي لعبه في أسر وإخفاء الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006 على حدود رفح جنوب قطاع غزة.
ومن شأن تأكيد موته أن يترك مساعده المقرب عز الدين الحداد، الذي يشرف حاليا على العمليات في شمال غزة، مسؤولا عن الجناح المسلح لـ «حماس» في جميع أنحاء القطاع.



