«ملكة الكيتامين» تقر بالذنب ببيع جرعة قاتلة لماثيو بيري

الممثل اشترى كميات كبيرة من المخدر منها قبل أربعة أيام من وفاته

جاسفين سانغا المعروفة باسم «ملكة الكيتامين» (حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي بـ«فيسبوك»)
جاسفين سانغا المعروفة باسم «ملكة الكيتامين» (حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي بـ«فيسبوك»)
TT

«ملكة الكيتامين» تقر بالذنب ببيع جرعة قاتلة لماثيو بيري

جاسفين سانغا المعروفة باسم «ملكة الكيتامين» (حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي بـ«فيسبوك»)
جاسفين سانغا المعروفة باسم «ملكة الكيتامين» (حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي بـ«فيسبوك»)

وافقت امرأة تُعرف باسم «ملكة الكيتامين» والمتهمة ببيع ماثيو بيري المخدر الذي أودى بحياته، على الإقرار بالذنب أمس (الاثنين).

وأصبحت جاسفين سانغا خامس وآخر متهمة في قضية وفاة نجم مسلسل «فريندز» بجرعة زائدة، تتوصل إلى اتفاق إقرار بالذنب مع المدعين الفيدراليين. وبعد أن أقرت في البداية ببراءتها، فإن تغيير إقرارها يعني أنها ستتجنب محاكمة كان من المقرر إجراؤها في أغسطس (آب).

ووصف المدعون سانغا بأنها تاجرة مخدرات نشطة، والمعروفة بين زبائنها باسم «ملكة الكيتامين»، مستخدمةً المصطلح كثيراً في البيانات الصحافية ووثائق المحكمة، بل ومُدرجةً في الاسم الرسمي للقضية، حسبما أفاد تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

ووُجهت إلى سانغا في لائحة اتهام فيدرالية تهمة واحدة بالتآمر لتوزيع الكيتامين، وتهمة واحدة بالاحتفاظ بمبنى متورط في تجارة المخدرات، وتهمة واحدة بحيازة الميثامفيتامين بقصد التوزيع، وتهمة واحدة بحيازة الكيتامين بقصد التوزيع، وتهمة واحدة بحيازة الكيتامين بقصد التوزيع، و5 تهم تتعلق بتوزيع الكيتامين.

نجم مسلسل «فريندز» الممثل ماثيو بيري في هوليوود (أ.ف.ب)

وصرح الادعاء العام بأن سانغا ستُغير إقرارها رسمياً إلى «مذنبة» في جلسة استماع مقبلة، حيث سيتم تحديد موعد النطق بالحكم. وقد يُحكم عليها بالسجن لمدة تصل إلى 45 عاماً.

ووُجهت لائحة اتهام إلى سانغا في يونيو (حزيران)، وأُلقي القبض عليها - مع 4 متهمين آخرين، من بينهم مساعدة بيري الشخصية وطبيبان - في أغسطس. ووُجهت إليها وإلى الدكتور سلفادور بلاسينسيا تهم التآمر لتوزيع الكيتامين، وتوزيع الكيتامين المؤدي إلى الوفاة، وحيازة الميثامفيتامين بقصد التوزيع، وتزوير سجلات متعلقة بتحقيق فيدرالي.

وكانت هي وبلاسينسيا، اللذان وقّعا على صفقة إقرار بالذنب في 16 يونيو. ووافق 3 متهمين آخرين - هم الدكتور مارك تشافيز، وكينيث إيواماسا، وإريك فليمنغ - على الإقرار بالذنب العام الماضي مقابل تعاونهم، والذي تضمن تصريحات تُورّطهما.

اشترى بيري كميات كبيرة من الكيتامين من سانغا (حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي بـ«فيسبوك»)

وعُثر على بيري ميتاً في منزله بلوس أنجليس على يد مساعده، إيواماسا، في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقرر الطبيب الشرعي أن الكيتامين هو السبب الرئيسي للوفاة.

وكان الممثل يستخدم هذا الدواء عن طريق طبيبه المعتاد كعلاج قانوني، ولكن خارج نطاق الترخيص، للاكتئاب الذي أصبح شائعاً بشكل متزايد. سعى بيري، البالغ من العمر 54 عاماً، للحصول على كمية من الكيتامين تفوق ما كان سيعطيه له طبيبه. وقال الادعاء إنه بدأ في الحصول عليه من بلاسينسيا قبل نحو شهر من وفاته، ثم بدأ في الحصول على المزيد من سانغا قبل نحو أسبوعين من وفاته.

وعثر بيري وإيواماسا على سانغا عن طريق صديقه فليمينغ. وفي اتفاقيهما للإقرار بالذنب، وصف الرجلان الصفقات اللاحقة بالتفصيل.

ووفقاً لوثائق المحكمة، أرسل فليمينغ رسالة إلى إيواماسا يقول فيها إن كيتامين سانغا «مذهل». وأرسلت فليمينغ رسالة نصية إلى إيواماسا تُخبرها بأنها تتعامل فقط مع «المشاهير والمشاهير الراقين. لو لم تكن أعمالها رائعة، لخسرت عملها».

وبفضل وساطة الرجلين، اشترى بيري كميات كبيرة من الكيتامين من سانغا، بما في ذلك 25 قارورة مقابل 6 آلاف دولار نقداً قبل أربعة أيام من وفاته. وقال المدعون إن هذا الشراء تضمن الجرعات التي تسببت في وفاة بيري.

نجم مسلسل «فريندز» الممثل ماثيو بيري (أ.ب)

وفي يوم وفاة بيري، طلبت سانغا من فليمينغ حذف جميع الرسائل المتبادلة بينهما، وفقاً للائحة الاتهام.

وفي مارس (آذار) 2024، داهمت إدارة مكافحة المخدرات منزلها في شمال هوليوود، بولاية كاليفورنيا، وعثرت على كميات كبيرة من الميثامفيتامين والكيتامين، وفقاً لإفادة خطية من أحد الوكلاء. ولم يُحكم على أي من المتهمين حتى الآن.

وعانى بيري من الإدمان لسنوات، منذ مشاركته في مسلسل «فريندز»، عندما أصبح أحد أبرز نجوم جيله بدور تشاندلر بينغ. وقام ببطولة المسلسل الناجح على قناة «إن بي سي» لمدة 10 مواسم من عام 1994 إلى عام 2004، إلى جانب جينيفر أنيستون وكورتني كوكس وليزا كودرو ومات لوبلان وديفيد شويمر.

وفي مذكراته «الأصدقاء، والعشاق، والأمر المروع»، الصادرة عام 2022، كتب بيري عن إدمانه الكحول في مراهقته، وكيف أصبح مدمناً على مسكنات الألم بعد حادث تزلج على الماء عام 1997. كتب بيري أن إدمانه أثر سلباً على حياته، إذ دخل في غيبوبة في مرحلة ما، وتكبد نحو 7 ملايين دولار للإقلاع عن الكحول. وبعد وفاته، أُنشئت مؤسسة باسمه لمساعدة من يعانون من الإدمان.


مقالات ذات صلة

هونغ كونغ تشكّل «لجنة مستقلة» للتحقيق في حريق المجمع السكني

آسيا حريق المجمع السكني في هونغ كونغ (أ.ب)

هونغ كونغ تشكّل «لجنة مستقلة» للتحقيق في حريق المجمع السكني

أعلن الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ الثلاثاء إنشاء «لجنة مستقلة» برئاسة قاضٍ للتحقيق بالحريق المدمر الذي اندلع في مجمع سكني وأودى بحياة 151 شخصاً الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
آسيا إن هاك جا زعيمة كنيسة التوحيد تصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع لمراجعة مذكرة التوقيف الصادرة بحقها بناء على طلب المدعين الخاصين في سيول (أرشيفية - رويترز)

كوريا الجنوبية تبدأ محاكمة زعيمة دينية بتهم فساد

بدأت اليوم (الاثنين) محاكمة زعيمة «كنيسة التوحيد» في كوريا الجنوبية بتهمة تقديم رشى للسيدة الأولى السابقة بينها حقيبة يد فاخرة وقلادة ماسية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ عناصر من الشرطة يعملون بموقع الحادث بعد إطلاق النار على أشخاص عدة خلال تجمع عائلي في ستوكتون بكاليفورنيا (رويترز)

مقتل 4 وإصابة 10 في إطلاق نار خلال حفل عيد ميلاد بكاليفورنيا

قالت الشرطة إن 4 أشخاص لقوا حتفهم بعد إطلاق النار على 14 شخصاً خلال تجمُّع عائلي في مدينة ستوكتون بشمال كاليفورنيا، مساء أمس (السبت).

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
أوروبا أشخاص يتجولون في محطة كولونيا المركزية للقطارات بألمانيا (د.ب.أ)

إصابة رجلين بجروح خطيرة في حادث إطلاق نار بألمانيا

أصيب رجلان بجروح خطيرة في حادث إطلاق نار بمدينة كولونيا الألمانية، حسبما أعلنت الشرطة والادعاء العام في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا أحد حوادث الطرق السريعة في مصر (أ.ف.ب)

حادث سير ينهي حياة أسرة كاملة في مصر

لقي 5 أشخاص من أسرة واحدة حتفهم إثر وقوع حادث انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الدولي الساحلي بنطاق مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم الأميركي مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم الأميركي مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم الأميركي مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم الأميركي مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، ودارين أرونوفسكي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.


إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
TT

إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)

اختفت من وسط بيروت منحوتة «جدار الأمل» للفنان هادي سي، أحد أبرز أعمال الفضاء العام التي وُلدت من انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول). العمل الذي استقرّ منذ عام 2019 أمام فندق «لوغراي»، وتحوَّل إلى علامة بصرية على التحوّلات السياسية والاجتماعية، أُزيل من دون إعلان رسمي أو توضيح. هذا الغياب الفجائي لعمل يزن أكثر من 11 طناً يفتح الباب أمام أسئلة تتجاوز الشقّ اللوجستي لتطول معنى اختفاء رمز من رموز المدينة وواقع حماية الأعمال الفنّية في فضاء بيروت العام. وبين محاولات تتبُّع مصيره، التي يقودها مؤسِّس مجموعة «دلول للفنون» باسل دلول، يبقى الحدث، بما يحيطه من غموض، مُشرَّعاً على استفهام جوهري: بأيّ معنى يمكن لعمل بهذا الوزن المادي والرمزي أن يُزال من عمق العاصمة من دون تفسير، ولمصلحة أيّ سردية يُترك هذا الفراغ في المكان؟

من هنا عَبَر الأمل (صور هادي سي)

ليست «جدار الأمل» منحوتة جيء بها لتزيين وسط بيروت. فمنذ ولادتها خلال انتفاضة 17 أكتوبر، تحوَّلت إلى نقطة التقاء بين الذاكرة الجماعية والفضاء العام، وعلامة على رغبة اللبنانيين في استعادة مدينتهم ومخيّلتهم السياسية. بدت كأنها تجسيد لما كان يتشكّل في الساحات. للحركة، وللاهتزاز، وللممرّ البصري نحو مستقبل أراده اللبنانيون أقل التباساً. ومع السنوات، باتت المنحوتة شاهدة على الانفجار الكبير في المرفأ وما تبعه من تغيّرات في المزاج العام، وعلى التحوّلات التي أصابت الوسط التجاري نفسه. لذلك، فإنّ إزالتها اليوم تطرح مسألة حماية الأعمال الفنّية، وتُحيي النقاش حول القدرة على الاحتفاظ بالرموز التي صنعتها لحظة شعبية نادرة، وما إذا كانت المدينة تواصل فقدان معالمها التي حملت معنى، واحداً تلو الآخر.

في هذا الركن... مرَّ العابرون من ضيقهم إلى فسحة الضوء (صور هادي سي)

ويأتي اختفاء «جدار الأمل» ليعيد الضوء على مسار التشكيلي الفرنسي - اللبناني - السنغالي هادي سي، الذي حملت أعماله دائماً حواراً بين الذاكرة الفردية والفضاء المشترك. هاجس العبور والحركة وإعادة تركيب المدينة من شظاياها، شكّلت أساسات عالمه. لذلك، حين وضع عمله في قلب بيروت عام 2019، لم يكن يضيف قطعة إلى المشهد بقدر ما كان يُعيد صياغة علاقة الناس بالمدينة. سي ينتمي إلى جيل يرى أنّ الفنّ في الفضاء العام مساحة نقاش واحتكاك، ولهذا يصعب عليه أن يقرأ ما جرى على أنه حادثة تقنية، وإنما حدث يُصيب صميم الفكرة التي يقوم عليها مشروعه.

يروي باسل دلول ما جرى: «حين أُعيد افتتاح (لوغراي) في وسط بيروت، فضّل القائمون عليه إزالة المنحوتة». يُقدّم تفسيراً أولياً للخطوة، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «قبل 2019، كانت المنحوتة تستمدّ الكهرباء اللازمة لإضاءتها من الفندق وبموافقته. ثم تعاقبت الأحداث الصعبة فأرغمته على الإغلاق. ومع إعادة افتتاحه مؤخراً، طلب من محافظ بيروت نقل المنحوتة إلى مكان آخر». يصف دلول اللحظة قائلاً إنّ العملية تمّت «بشكل غامض بعد نزول الليل، إذ جِيء برافعة لإزالة العمل بلا إذن من أحد». أما اليوم، فـ«المنحوتة موجودة في ثكنة مُغلقة بمنطقة الكارنتينا».

كأنّ المدينة فقدت أحد أنفاسها (صور هادي سي)

دلول الذي يتابع مسارات فنانين، من بينهم هادي سي، لا يتردَّد في الإجابة بـ«نعم» حين نسأله إن كان يرى الحادثة «محاولة محو للذاكرة». يخشى أن تصبح الأعمال الفنّية في بيروت مهدَّدة كلّما حملت رمزية جماعية أو امتداداً لذاكرة سياسية لا ترغب المدينة في مواجهتها. يرفض أن يتحوَّل الفضاء العام إلى مساحة بلا سردية، ويُحزنه، كما يقول، صدور هذا الارتكاب عن فندق «يُطلق على نفسه أوتيل الفنّ»، حيث تتوزَّع اللوحات في أروقته ويتميَّز تصميمه الداخلي بحسّ فنّي واضح. ومع ذلك، يُبدي شيئاً من التفاؤل الحَذِر حيال مصير المنحوتة: «نُحاول التوصّل إلى اتفاق لإيجاد مكان لائق بها، ونأمل إعادتها إلى موقعها».

أما هادي سي، فلا يُخفي صدمته لحظة تلقّي الخبر: «شعرتُ كأنّ ولداً من أولادي خُطف منّي». نسأله: هل يبقى العمل الفنّي امتداداً لجسد الفنان، أم يبدأ حياته الحقيقية حين يخرج إلى العلن؟ فيُجيب: «بعرضه، يصبح للجميع. أردته رسالة ضدّ الانغلاق وكلّ ما يُفرّق. في المنحوتة صرخة تقول إنّ الجدار لا يحمينا، وإن شَقَّه هو قدرُنا نحو العبور».

كان الجدار مفتوحاً على الناس قبل أن تُغلق عليه ليلة بيروت (صور هادي سي)

ما آلَمَه أكثر هو غياب أيّ إشعار مُسبَق. فـ«منحوتة ضخمة تُزال بهذه الطريقة» جعلته يشعر بأنّ «الفنان في لبنان غير مُحتَرم ومُهدَّد». يؤكد أنّ «الفعل مقصود»، لكنه يمتنع عن تحديد أيّ جهة «لغياب الأدلّة».

يؤمن سي بأنّ الفنّ أقرب الطرق إلى الإنسان، والذاكرة، وإنْ مُحيَت من المكان، لا تُنتزع من أصحابها. كثيرون تواصلوا معه تعاطفاً، وقالوا إنهم لم يتعاملوا مع المنحوتة على أنها عمل للمُشاهدة فقط، وإنما مرّوا في داخلها كأنهم يخرجون من «رحم أُم نحو ولادة أخرى». لذلك يأمل أن تجد مكاناً يسمح بقراءتها من جديد على مستوى المعنى والأمل: «إنها تشبه بيروت. شاهدة على المآسي والنهوض، ولم تَسْلم من المصير المشترك».

من جهتها، تُشدّد مديرة المبيعات والتسويق في «لوغراي»، دارين مدوّر، على أنّ الفندق «مساحة لاحتضان الفنّ واستضافة المعارض ومواكبة الحركة الثقافية البيروتية». وتنفي لـ«الشرق الأوسط» أيّ علاقة للفندق بقرار إزالة المنحوتة: «الرصيف الذي وُضعت عليه لا يعود عقارياً لنا، ولا نملك سُلطة بتّ مصيرها. بُلِّغنا، كما الجميع، بتغيير موقعها، لا أكثر ولا أقل».