أثارت واقعة إطلاق أسد على مواطن مصري يعمل في ليبيا حالة من الغضب في البلدين، وسط دعوات للتحقيق في الواقعة من قِبل النائب العام الليبي.
وجاءت حالة الغضب هذه، عقب تداول مقطع فيديو يوثق لحظة قيام صاحب مزرعة ليبي بإطلاق الأسد على العامل المصري، بداعي المزاح والتسلية.
ولم يتضح من الفيديو، المتداول على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي المصرية والليبية، مكان وزمان تصويره، لكنّ متابعين رجحوا أنه في شرق ليبيا.
وفيما لم يصدر رد فعل رسمي من جانب السفارة المصرية في ليبيا حتى لحظة كتابة هذه السطور، فإنّ مدونين مصريين ورواد صفحات تواصل اجتماعي مصرية، عبّروا عن غضبهم من هذه الواقعة، وطالبوا بحماية حقوق العاملين في الخارج.
ويظهر الفيديو، حالة فزع ظاهر انتابت العامل المصري، رغم محاولته الظهور متماسكاً، بعدما التف الأسد حوله بمخالبه، فيما أظهر التسجيل ضحكات صاحب المزرعة على العامل الذي ناداه بـ«علاء المصري».
سلوك «شائن»
واستنكر رئيس «المنظمة العربية لحقوق الإنسان»، المحامي علاء شلبي، سلوك صاحب العمل الليبي بحق العامل المصري، ووصفه بـ«الشائن».
وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الواقعة «امتهان للكرامة من ناحية، وتهديد للحياة والسلامة الشخصية من ناحية ثانية، وتُشكّل انتهاكاً لحقوق الإنسان».
وأكد شلبي «مسؤولية السلطات الليبية في النهوض بواجباتها لمكافحة هذه الظواهر الشائنة، وحماية حق كل البشر على أراضيها»، داعياً «النائب العام الليبي لفتح تحقيق عاجل، والتوصل لتفاصيل هذا الاعتداء الشائن، ومساءلة مرتكبه، وضمان حماية العامل المصري».
وامتدت مظاهر الاستهجان لهذا السلوك أيضاً إلى ليبيا، وهو ما أظهره تفاعل مواطنين ليبيين مع منشور تفاعلي أرفق الفيديو بسؤال: «هل ترويع النفس أصبح مزاحاً»؟ وذلك في موقع «ليبيا 24» الإخباري عبر منصاته بوسائل التواصل الاجتماعي.
وفيما استنكر مواطنون ليبيون تلك الواقعة، واصفين من أقدم على هذا الترويع بأنه «مريض نفسياً»، تساءل آخرون عن موقف الأجهزة الأمنية والنائب العام الليبي منها.
ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة
وتنتشر ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة في ليبيا، وسبق أن أثارت جدلاً على نطاق واسع العام الماضي على وقع حادث مروع شهدته مدينة أجدابيا، حيث قُتل طفل لم يتجاوز عمره أربع سنوات، بعد أن هاجمه نمر داخل مزرعة خاصة.
كما أعاد التسجيل المصور التذكير، بواقعة مقتل عامل سوداني بعد أن هاجمته مجموعة من الأسود كان يرعاها في مزرعة خاصة بمنطقة بوهادي في بنغازي قبل 3 أعوام.
ويصف الإعلامي الليبي فاتح مناع لـ«الشرق الأوسط» فيديو المصري والأسد بأنه «مقزز ومنفر»، وذهب إلى عدّ أن هذا التصرف «لا يجرّد الإنسان من كرامته فقط، بل ويهز في العمق معنى الاحترام المتبادل بين الشعوب».
ويستغرب مناع «عدم اتخاذ جهات الاختصاص الليبية موقفاً سريعاً يوقف مثل هذا الاستهتار بأرواح الناس».
وسبق أن أصدر رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، قرارات صارمة بشأن اقتناء الحيوانات المفترسة في صيف العام الماضي، «تضمنت حظر استيراد وتربية الحيوانات المفترسة، مع منح مهلة لتسليمها للجهات المختصة».
ورغم تلك الإجراءات، لا تزال الظاهرة قائمة في بعض المناطق الليبية.
وتستضيف ليبيا قرابة 2.1 مليون عامل أجنبي وفق إحصاءات رسمية أعلنها وزير العمل في حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة في صيف العام الماضي.
ولا تتوفر إحصاءات رسمية بشأن أعداد العمالة المصرية في ليبيا، إلا أن أرقاماً غير رسمية، تقدر أعدادهم بين 800 ألف ومليون عامل.



