فصائل فلسطينية: الأولوية القصوى الآن للوقف الفوري للعدوان على غزة

دعوة مصر لرعاية اجتماع للقوى للاتفاق على استراتيجية وطنية لمواجهة خطط إسرائيل

صبي فلسطيني يمر عبر مبانٍ مدمرة نتيجة الحرب في مدينة غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يمر عبر مبانٍ مدمرة نتيجة الحرب في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

فصائل فلسطينية: الأولوية القصوى الآن للوقف الفوري للعدوان على غزة

صبي فلسطيني يمر عبر مبانٍ مدمرة نتيجة الحرب في مدينة غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يمر عبر مبانٍ مدمرة نتيجة الحرب في مدينة غزة (أ.ف.ب)

قال قادة عدد من الفصائل الفلسطينية، الخميس، عقب اجتماع في القاهرة إنها ستواصل جهودها من أجل وقف «الحرب الإجرامية» على قطاع غزة، مؤكدة على تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل.

وأضافت الفصائل في بيان نشرته حركة «حماس» أنها بحثت جهود وقف الحرب في ظل المواقف الإسرائيلية «المعطلة والأخبار المتضاربة التي يبثها العدو حول مواقفه من هذه الجهود، وكان آخرها الانسحاب غير المبرر من المفاوضات في الدوحة بعد أن كادت المفاوضات غير المباشرة تصل إلى اتفاق جاد».

وأشارت الفصائل إلى أن «الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ودون عوائق»، وشددت على تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل «بما يحقق متطلباتنا الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار».

ودعت الفصائل الفلسطينية مصر إلى رعاية عقد اجتماع وطني طارئ لكافة القوى والفصائل الفلسطينية، بهدف الاتفاق على استراتيجية وطنية وبرنامج عملي «لمواجهة مخططات الاحتلال، ووقف الإبادة، وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته الوطنية».


مقالات ذات صلة

بريطانيا تعلن استضافة مؤتمر «لبناء السلام» لفلسطين وإسرائيل في مارس المقبل

أوروبا الحكومة البريطانية تعلن استضافة مؤتمر لإنشاء صندوق دولي للسلام من أجل إسرائيل وفلسطين (إ.ب.أ)

بريطانيا تعلن استضافة مؤتمر «لبناء السلام» لفلسطين وإسرائيل في مارس المقبل

أعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، أنها سوف تستضيف في الثاني عشر من مارس (آذار) المقبل مؤتمراً هاماً لبناء السلام والمساعدة في إنشاء صندوق دولي للسلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي فلسطينيون نازحون داخلياً بينهم أطفال يحملون أواني الطعام في أثناء تجمعهم لتلقي الطعام من مطبخ خيري في مدينة غزة أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

«يونيسف»: أعداد «صادمة» من أطفال غزة ما زالوا يعانون سوء التغذية الحاد

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم (الثلاثاء)، من استمرار ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية قوات إسرائيلية عند المعبر الحدودي الرئيسي بين الضفة الغربية والأردن (أ.ف.ب)

إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر اللنبي مع الأردن بدءاً من الأربعاء

أعلنت إسرائيل اليوم (الثلاثاء)، عزمها على إعادة فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين) مع الأردن غداً (الأربعاء) لنقل البضائع والمساعدات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أصدقاء وأقارب للفلسطيني الراحل محمد الجرو يحملون جثمانه خلال جنازته داخل دير البلح يوم 9 ديسمبر 2025 بعد استشهاده في غارة جوية إسرائيلية (أ.ف.ب) play-circle

«حماس»: لا حديث عن المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل التزام إسرائيل ببنود الأولى

أكد قيادي في حركة «حماس» أن الحركة تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي عناصر من «حماس» برفقة أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتوجهون إلى حي الزيتون في مدينة غزة للبحث عن رفات الرهائن المتوفين (أ.ب)

«الجهاد الإسلامي»: أغلقنا ملف الأسرى الإسرائيليين

سرايا القدس تقول إنها التزمت وبقية الفصائل الفلسطينية بكل بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعية الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل .

«الشرق الأوسط» (غزة)

قذائف تستهدف محيط مطار المزة بدمشق... ولا إصابات

تصاعد الدخان بعد غارات جوية إسرائيلية على دمشق في الصيف الماضي (رويترز)
تصاعد الدخان بعد غارات جوية إسرائيلية على دمشق في الصيف الماضي (رويترز)
TT

قذائف تستهدف محيط مطار المزة بدمشق... ولا إصابات

تصاعد الدخان بعد غارات جوية إسرائيلية على دمشق في الصيف الماضي (رويترز)
تصاعد الدخان بعد غارات جوية إسرائيلية على دمشق في الصيف الماضي (رويترز)

ذكرت قناة «الإخبارية السورية» التلفزيونية مساء اليوم الثلاثاء أن قذائف «مجهولة المصدر» سقطت في محيط مطار المزة في العاصمة دمشق، من دون أن تسفر عن أي إصابات.

وكانت القناة التلفزيونية قد أفادت قبل قليل بسماع دوي انفجارات في منطقة المزة.


لودريان يواصل لقاءاته في بيروت لتثبيت وقف إطلاق النار

رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان (رئاسة البرلمان)
رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان (رئاسة البرلمان)
TT

لودريان يواصل لقاءاته في بيروت لتثبيت وقف إطلاق النار

رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان (رئاسة البرلمان)
رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان (رئاسة البرلمان)

استكمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لليوم الثاني على التوالي، لقاءاته في بيروت بهدف تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

والتقى لودريان، الثلاثاء، كلاً من رئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش رودولف هيكل ورئيسي الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، والحالي النائب تيمور جنبلاط، كما اجتمع مساءً مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء على مأدبة العشاء في قصر الصنوبر.

وكان لودريان قد بدأ زيارته إلى بيروت، مساء الاثنين، بلقاء مع رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي أبلغه أن لبنان يرحب بأي دور فرنسي في إطار لجنة «الميكانيزم»، رافضاً كذلك الاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملاً.

وكان رئيس الجمهورية جوزيف عون أبلغ الموفد الفرنسي في لقائهما الاثنين «أن لبنان يرحب بأي دور فرنسي في إطار لجنة «الميكانيزم»، يسهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في إطار هذه اللجنة، والتي تهدف إلى وقف الأعمال العدائية، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية التي تحتلها، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتصحح النقاط العالقة على الخط الأزرق».

وأكد عون، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية، أن المواقف الداعمة للبنان التي أعلنها دائماً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعكس عمق العلاقات اللبنانية - الفرنسية المتجذرة في التاريخ، والتي نحرص على تطويرها في المجالات كافة».

وشرح عون للموفد الرئاسي الفرنسي المعطيات التي أدت إلى تفعيل اجتماعات لجنة «الميكانيزم»، وتولي السفير السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني، مشيراً إلى أن الاجتماع المقبل للجنة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يفترض أن يباشر البحث في النقاط المطروحة، وفق الأولويات المحددة، وقال: «موقفنا من تحريك اجتماعات (الميكانيزم)، يعكس رغبتنا في التفاوض لإيجاد حلول دبلوماسية لأننا لا نريد مطلقاً اعتماد لغة الحرب، ولعل ردود الفعل الإيجابية التي تلت موقف لبنان من الدول الشقيقة والصديقة، تعني التأييد لهذه الخطوة، وتخفف حتماً الضغط الذي كان سائداً مع استمرار الاعتداءات ضد لبنان».

وجدد الرئيس عون رفضه للاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملاً في جنوب الليطاني، وقال إن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

وأشار عون إلى أن القوات الإسرائيلية تواصل تدمير المنازل والممتلكات ولا تفتح في المجال أمام الجيش و«اليونيفيل» ولجنة «الميكانيزم» للتأكد من خلوها من العناصر المسلحة. وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على التنسيق الكامل القائم بين الجيش و«اليونيفيل»، لافتاً إلى ضرورة توفير العتاد والتجهيزات الضرورية ليتمكن الجيش من تنفيذ المهام الموكلة إليه والتي لا تقتصر فقط على جنوب الليطاني، بل تشمل كل الأراضي اللبنانية. ولفت الرئيس عون الوزير السابق لودريان إلى أن لبنان يؤيد أي تدقيق تقوم به لجنة «الميكانيزم» في الإجراءات المطبقة في جنوب الليطاني، وفق قرار مجلس الأمن 1701.

وكان لودريان نقل في مستهل الاجتماع إلى عون دعم الرئيس ماكرون للخطوات التي اتخذها بتسمية السفير كرم لرئاسة الوفد اللبناني إلى المفاوضات وتفعيل عمل لجنة «الميكانيزم»، مؤكداً أن بلاده تقف دائماً إلى جانب لبنان في خياراته الوطنية، وتدعم كل ما من شأنه أن يحقق أمنه واستقراره.

بري

استقبل بري لودريان والوفد المرافق، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو. وتناول اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة، بحسب بيان صادر عن رئاسة البرلمان، تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لاعتداءاتها على لبنان، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

«تثبيت وقف النار» مع «الاشتراكي»

والتقى لودريان، الثلاثاء، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، بحضور النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، وتم خلال الاجتماع استعراض التطورات السياسية الراهنة ومناقشة الأوضاع العامة في البلاد.

وشدد المشاركون، بحسب بيان «الاشتراكي» على ضرورة مواكبة الخطوات الإيجابية المطروحة لبنانياً، سواء ما يتعلق بتكليف السفير سيمون كرم بناءً على مبادرة رئيس الجمهورية، أو بالخطوات الميدانية التي يتولاها الجيش».

كما تناول البحث النقاط التي سبق أن طرحها وليد جنبلاط مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار، وتأمين عودة أبناء الجنوب وتحرير الأسرى، إلى جانب التأكيد على أهمية الدور الفرنسي في دعم المسار الإيجابي في العلاقات اللبنانية – السورية.

قائد الجيش

وأفاد بيان للجيش اللبناني بأن العماد هيكل استقبل لودريان على رأس وفد مرافق، و«جرى عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة».

كما التقى لودريان، الاثنين، وزير الخارجية يوسف رجي، مشدداً على «أهمية إيجاد آلية تتيح التحقق من مدى التقدم المحرز فعلياً لحصر السلاح في يد الدولة».

وقال إن «هدف زيارته الاطلاع على الموقف اللبناني قبل الاجتماع الثلاثي المرتقب عقده، الأسبوع المقبل، في باريس بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية، تحضيراً للمؤتمر المنتظر لدعم الجيش اللبناني، ودعم خريطة طريق لتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأجل».


ذكرى سقوط الأسد تعيد التوتر إلى لبنان

عناصر من الجيش اللبناني يواجهون معتصمين يرفعون أعلام «حزب الله» على طريق المطار حيث نفذوا في فبراير الماضي تحركات رفضاً لقرار لبنان عدم استقبال طائرة إيرانية (الشرق الأوسط)
عناصر من الجيش اللبناني يواجهون معتصمين يرفعون أعلام «حزب الله» على طريق المطار حيث نفذوا في فبراير الماضي تحركات رفضاً لقرار لبنان عدم استقبال طائرة إيرانية (الشرق الأوسط)
TT

ذكرى سقوط الأسد تعيد التوتر إلى لبنان

عناصر من الجيش اللبناني يواجهون معتصمين يرفعون أعلام «حزب الله» على طريق المطار حيث نفذوا في فبراير الماضي تحركات رفضاً لقرار لبنان عدم استقبال طائرة إيرانية (الشرق الأوسط)
عناصر من الجيش اللبناني يواجهون معتصمين يرفعون أعلام «حزب الله» على طريق المطار حيث نفذوا في فبراير الماضي تحركات رفضاً لقرار لبنان عدم استقبال طائرة إيرانية (الشرق الأوسط)

تُظهر تطورات الأيام الأخيرة أنّ الساحة اللبنانية لا تزال تتأثر مباشرة بالتحولات العميقة التي أحدثها سقوط نظام بشار الأسد وتولي الرئيس السوري أحمد الشرع الحكم قبل عام.

فعلى الرغم من انشغال بيروت بملفات داخلية متراكمة، فإن الارتدادات السورية لا تزال تجد طريقها إلى الشارع اللبناني وتتحول أحياناً إلى احتكاك أو توتر في مناطق شديدة الحساسية. وقد برز ذلك بوضوح مع تحركات احتفالية شهدتها مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، ومحيط منطقة قصقص في بيروت ليل الاثنين - الثلاثاء، حيث نجح الجيش اللبناني في تطويق التوتر، لكنّ أصداءه السياسية بقيت حاضرة.

وأحيت مدينة طرابلس ومناطق في شمال لبنان ذكرى عام على سقوط نظام الأسد برفع العلم السوري وصور الشرع.

وفي مدينة صيدا الجنوبية، تحولت مسيرة سيارات مؤيدة للشرع إلى توتر عند أحد مداخل المدينة القريبة من أحياء تُعد تاريخياً حاضنة سياسية لـ«حزب الله» و«حركة أمل». وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام بوقوع إشكال عند مدخل حارة صيدا، بين عدد من الشبان من المنطقة وآخرين كانوا يمرّون في مسيرة سيارات. وقد تطوّر إلى تلاسن وتضارب بالعصي، ما أدّى إلى تكسير عدد من السيارات في المكان».

والمشهد نفسه تقريباً تكرر في محيط منطقة قصقص في بيروت وعند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد تجمعات مرتبطة بالمناسبة، وسط انتشار أمني من دون تسجيل اشتباكات في منطقة لطالما شهدت سابقاً احتكاكات على خلفيات مشابهة.

وانتشرت مقاطع فيديو لشباب على دراجات نارية يرفعون أعلام «حزب الله» ويطلقون هتافات داعمة للرئيس السوري المخلوع، على غرار «نحنا رجالك يا بشار». كذلك انتشر فيديو يظهر اعتراض سيارة على طريق المطار وفي داخلها أطفال.

في هذا السياق، رأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم أنّ التحركات التي ظهرت في ذكرى سقوط الأسد،«تعبّر عن محاولة من (حزب الله) لإظهار حضور سياسي مضاد».

وقال كرم لـ«الشرق الأوسط» إنّ ما جرى هو «من أدوات الحزب في صناعة الفتن كلّما شعر بأن نفوذه يتراجع في لبنان أو سوريا».

وأضاف أنّ الحزب ««لا يؤمن أصلاً بمفهوم السيادة اللبنانية» وأنه «ينطلق في كلّ سلوكياته من مشروعه الأوسع المرتبط بالثورة الإيرانية وبتمدّدها الإقليمي»، مشيراً إلى أنّ حدود نفوذه «كانت تمتد حين كان النظام السوري حليفاً مباشراً له، أما اليوم، ومع تغيّر موازين القوى في دمشق وصعود نظام جديد أقل التصاقاً به، فقد انكفأ وبدأ يتصرّف وفق حدود نفوذ متقلّصة».

سعي للفتنة

ورأى كرم أنّ «أناشيد التمجيد لبشار الأسد تعبّر عن نوستالجيا لدى الحزب للعودة إلى زمن البعث السوري». وأكد أنّ الحزب «منزعج تماماً من الواقع السوري الجديد ويسعى إلى إشعال الفتن سواء داخل لبنان أو داخل سوريا أو حتى بين اللبنانيين والسوريين معاً»، مضيفاً أنّ الرسالة الواضحة من التحركات هي «رفض أي مسار لبناء دولة حقيقية في لبنان أو في سوريا، والتمسك بنموذج النفوذ الأمني القديم الذي انهار في دمشق ويحاول الحزب تعويضه داخل لبنان».

وتأتي هذه المؤشرات في لحظة تشهد تحولاً في موقع «حزب الله» داخل المعادلة السورية بعد صعود الشرع، خصوصاً بعدما أعلنت القيادة الجديدة في دمشق رفضها استخدام الأراضي السورية لمرور السلاح أو لتأمين نفوذ خارجي يتجاوز سلطة الدولة.

ملفات الذاكرة

من جهته، عدّ الناشط السياسي مالك مروة أنّ التحركات المضادة التي حاول أنصار «حزب الله» تنظيمها ضد المحتفلين بذكرى سقوط نظام بشار الأسد في عدد من المناطق اللبنانية «تعكس محاولة واضحة لفرض حضور استفزازي داخل بيئات لا تنتمي إلى نفوذ الحزب التاريخي»، مشيراً إلى أنّ «الحادثة ليست معزولة بل امتداد لسلوكيات مشابهة مورست طوال السنوات الماضية في أكثر من منطقة لبنانية».

وقال مروة لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «القوى المحسوبة على ثنائي (حزب الله وحركة أمل)، دأبت طوال نحو عشرين عاماً على تنظيم استعراضات مماثلة في المناطق السنية تحديداً، سواء عبر مواكب مؤيدة أو عبر إظهار سطوة مسلّحة أو حزبية في أماكن لا تمثّل بيئتهم السياسية».

ورأى أنّ «هذه التصرفات راكمت غضباً واسعاً لدى أغلبية اللبنانيين غير المناصرين لـ(حزب الله)، لكونها مثّلت في الوعي العام شكلاً من أشكال الفرض القسري للوجود السياسي والحزبي»، لافتاً إلى أنّ «اللبنانيين لم ينسوا حوادث الاقتحام السابقة لبيروت ولا الاغتيالات ولا التدخل العسكري في سوريا، وهي ملفات لا يمكن شطبها من الذاكرة بسهولة».

رسالة داخلية من «حزب الله»

ورأى مروة أنّ الرسالة التي حاول الحزب إيصالها «تبدو داخلية أكثر منها خارجية»، موضحاً أنّ «استعراض القوة في وجه مناسبة تحتفل بسقوط نظام الأسد، يحمل محاولة لردع أي مظهر سياسي لا ينسجم مع خيارات الحزب التاريخية، إلا أنّ ردود الفعل المقابلة أظهرت تغيراً في المزاج العام وتراجعاً في التسليم بما كان مفروضاً بالقوة».

وأكّد أنّ «الأيام تتغيّر وما كان يُفرض طوال ربع قرن لم يعد حقيقة ثابتة اليوم»، داعياً إلى «عودة الجميع إلى الدولة والتخلّي عن عقلية الاستقواء على الداخل»، لأنّ «أي تطور باتجاه التصعيد سيكون خطأً استراتيجياً جديداً لن يفيد (حزب الله) ولا لبنان».

عاجل سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة بدمشق (التلفزيون السوري)