الصدفية... مرض مناعي ذاتي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم

أغسطس... شهر التوعية به

الصدفية... مرض مناعي ذاتي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم
TT

الصدفية... مرض مناعي ذاتي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم

الصدفية... مرض مناعي ذاتي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم

يعتبر أغسطس (آب) من كل عام شهر للتوعية بمرض الصدفية (Psoriasis)، وهو مرض جلدي مزمن مناعي ذاتي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. لا يقتصر تأثيره على الجلد فحسب، بل يمتد إلى جودة الحياة والصحة النفسية، مما يجعل التوعية به أمراً ضرورياً لتقليل الوصمة الاجتماعية وتعزيز الدعم للمصابين.

تهدف التوعية خلال هذا الشهر إلى دعم المصابين بالصدفية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم فهمٍ أعمق للجمهور بهذا المرض المزمن.

مرض جلدي التهابي

* ما هي الصدفية؟ الصدفية هي مرض جلدي التهابي مزمن ينتمي إلى مجموعة أمراض المناعة الذاتية، حيث يختل عمل الجهاز المناعي فيرسل إشارات غير طبيعية تحفّز خلايا الجلد على الانقسام (التكاثر) بمعدل أسرع من الطبيعي، مما يؤدي إلى تراكم هذه الخلايا على سطح الجلد مكوّنة طبقات سميكة ومتقشرة مصحوبة باحمرار والتهاب.

تُعتبر الصدفية اللويحية (Plaque Psoriasis) أكثر الأنواع شيوعاً، حيث تظهر على شكل لويحات أو بقع بارزة حمراء اللون مغطاة بقشور بيضاء أو فضية. وقد تصيب مناطق مختلفة من الجسم، مثل فروة الرأس، والمرفقين، والركبتين، وأسفل الظهر.

* أنواع الصدفية: إلى جانب الصدفية اللويحية، هناك أنواع أخرى أقل شيوعاً تشمل:

- الصدفية النقطية (Guttate Psoriasis): تظهر كبقع صغيرة متفرقة، غالباً بعد التهابات الحلق البكتيرية.

- الصدفية البثرية (Pustular Psoriasis): تتسم بظهور بثور مليئة بالقيح فوق الجلد الملتهب.

- الصدفية العكسية (Inverse Psoriasis): تظهر في طيات الجلد مثل تحت الإبطين أو بين الفخذين، وتكون أقل تقشراً وأكثر احمراراً.

- الصدفية المحمرة للجلد (Erythrodermic Psoriasis): شكل نادر وخطير يغطي مساحات واسعة من الجلد مع التهاب شديد وقد يهدد الحياة.

ومن الجدير بالذكر أن نؤكد على أن الصدفية ليست مرضاً معدياً، أي لا يمكن انتقالها من شخص لآخر عبر اللمس أو التلامس المباشر، لكنها قد تتأثر بعوامل وراثية وبيئية ومحفزات مثل التوتر، والعدوى، أو بعض الأدوية. ويساعد فَهْمُ طبيعةِ المرض وأنواعه في التشخيص المبكر واختيار خطة العلاج المناسبة.

حقائق وإحصائيات

* على الصعيد العالمي: وفقاً للمؤسسة الوطنية للصدفية (The National Psoriasis Foundation)، فإن مرض الصدفية يؤثر على ما يُقدّر بـ125 مليون شخص حول العالم، أي ما يعادل 2-3 في المائة من السكان عالمياً. وفي بعض الدول الشمالية مثل النرويج، تصل معدلات الانتشار ما بين 8-11 في المائة من السكان (PMC).

* على الصعيد الإقليمي. خاصة منطقة الشرق الأوسط، لم تُجرَ دراسات واسعة النطاق، ولكن تظهر الفروقات بوضوح بين الدول والمناطق، حيث تتراوح معدلات الانتشار حسب الأساليب البحثية بين 0.5 في المائة إلى أكثر من 5 في المائة في بعض الدراسات (BMJ).

* على الصعيد المحلي (السعودية): وفقاً لسجل الصدفية الوطني (PSORSA)، فإن نسبة انتشار الصدفية في السعودية تبلغ نحو 5.33 في المائة من السكان.

وهناك تقديرات أخرى، من دار النشر الأكاديمية الطبية (Lippincott Journals)، والتي توصف بأنها أكثر اعتدالاً، تشير إلى أن انتشار الصدفية يتراوح بين 2-3 في المائة.

الأعراض والأسباب وعوامل الخطر

*• الأعراض:

- بقع جلدية سميكة حمراء أو وردية مغطاة بالقشور.

- حكة أو شعور بالحرقة في المناطق المصابة.

- جفاف وتشقق الجلد في بعض الحالات.

تغيرات في الأظافر مثل التعرجات أو التكسّر.

* الأسباب ودور جهاز المناعة: السبب المباشر وراء الإصابة بالصدفية غير معروف. وتُصنَّف الصدفية كأحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يختل عمل جهاز المناعة فيتعامل مع خلايا الجلد السليمة كما لو كانت أجساماً غريبة.

في الحالة الطبيعية، تقوم الخلايا التائية (T-cells) بحماية الجسم من العدوى عن طريق مهاجمة الفيروسات أو البكتيريا. لكن في الصدفية، تُصبح هذه الخلايا مفرطة النشاط، فتُطلق مواد كيميائية تُسمّى سيتوكينات (Cytokines)، أهمها الإنترلوكين-17 (IL-17) والإنترلوكين-23 (IL-23). وهذه المواد تحفّز خلايا الجلد على الانقسام بمعدل أسرع بكثير من الطبيعي، حيث تتسارع دورة حياة الخلية من 28 يوماً إلى 3-7 أيام فقط.

ويؤدي هذا التسارع إلى تراكم الخلايا غير الناضجة على سطح الجلد، مما يسبب ظهور اللويحات السميكة المتقشرة المصحوبة بالالتهاب والاحمرار والحكة. هذه العملية لا تقتصر على الجلد، بل قد يكون لها تأثيرات جهازية على الجسم، وهو ما يفسر ارتباط الصدفية بمضاعفات مثل التهاب المفاصل الصدفي وأمراض القلب.

* عوامل الخطر والمحفزات: رغم أن السبب الدقيق للصدفية غير معروف، فإن هناك عوامل تزيد من احتمالية ظهور النوبات أو شدتها:

- العوامل الوراثية (وجود تاريخ عائلي).

- الضغط النفسي الشديد.

- التهابات أو إصابات الجلد.

- الطقس البارد والجاف.

- بعض الأدوية (مثل حاصرات بيتا أو أدوية الملاريا).

* المضاعفات: إضافة إلى الألم والانزعاج الجسدي، فإن مضاعفات الصدفية قد تتجاوز تأثيرها على الجلد، وتشمل مشكلات جسدية ونفسية قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. ومن أبرز هذه المضاعفات:

- التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis)، وهي حالة التهابية تصيب المفاصل لدى بعض مرضى الصدفية. تسبب ألماً، وتيبساً، وتورماً في المفاصل. وإذا لم تُعالج قد تؤدي إلى تلف دائم في المفاصل.

- مشكلات في الأظافر. يتغير لون الأظافر أو ظهور حفر صغيرة فيها. تزداد سماكة الأظافر أو انفصالها عن قاعدة الظفر (Onycholysis).

- زيادة خطر الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، بسبب الالتهابات المزمنة. ارتفاع ضغط الدم. داء السكري من النوع الثاني. متلازمة التمثيل الغذائي (Metabolic Syndrome).

- مشكلات العين: التهابات في العين مثل التهاب القزحية أو التهاب الملتحمة.

- مشكلات نفسية واجتماعية: القلق والاكتئاب نتيجة المظهر الخارجي للجلد والألم المزمن، خصوصاً إذا واجهوا نظرات أو أحكاماً سلبية. الانعزال الاجتماعي وقلة الثقة بالنفس، ذلك، فإن التوعية المجتمعية تلعب دوراً أساسياً في تقليل هذه الوصمة وتعزيز التعاطف.

- آثار جانبية لبعض أدوية الصدفية: بعض العلاجات طويلة المدى قد تسبب آثاراً جانبية، مثل مشكلات الكبد أو الكلى أو ضعف المناعة، خاصة في العلاجات البيولوجية أو الجهازية.

اختلال عمل الجهاز المناعي يحفّز خلايا الجلد على التكاثر السريع غير الطبيعي

طرق العلاج والتحكم

حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ نهائي لمرض الصدفية، لكن التطور الطبي أتاح العديد من الخيارات التي تساعد على السيطرة على الأعراض، إطالة فترات الهدوء، وتقليل شدة النوبات. ويعتمد اختيار العلاج على نوع الصدفية، شدة الأعراض، ومساحة الجلد المصابة، وغالباً ما يتطلب الأمر مزيجاً من العلاجات.

* العلاجات الموضعية (Topical Treatments): تُعتبر الخيار الأول للحالات الخفيفة والمتوسطة، وتهدف إلى تقليل الالتهاب وإبطاء نمو الخلايا الجلدية. من أبرزها:

- الكورتيكوستيرويدات الموضعية: مثل كريمات أو مراهم الهيدروكورتيزون والبتياميثازون، لتقليل الالتهاب والحكة.

- نظائر فيتامين د (D): مثل كالسيبوتريول (Calcipotriol)، تساعد على إبطاء نمو خلايا الجلد.

- المستحضرات المرطبة والزيوت الطبية: للحفاظ على ترطيب الجلد وتقليل القشور. ثم حمض الساليسيليك (Salicylic Acid): لإزالة القشور وتحسين امتصاص العلاجات الأخرى.

* العلاج الضوئي (Phototherapy): يُستخدم في الحالات المتوسطة والشديدة أو عند فشل العلاجات الموضعية. يعتمد على تعريض الجلد لجرعات محددة من الأشعة فوق البنفسجية بـ(UVB) أو الأشعة UVA مع دواء السورالين (PUVA). وهو يساعد على إبطاء انقسام خلايا الجلد وتقليل الالتهاب. ويتم تحت إشراف طبي صارم لتجنب الحروق أو زيادة خطر سرطان الجلد مع الإفراط.

* العلاجات الجهازية (Systemic Treatments): تُستخدم في الحالات الشديدة أو المنتشرة، أو في حالة الصدفية المصاحبة لالتهاب المفاصل الصدفي. وتشمل:

- الأدوية التقليدية:

* الميثوتركسات (Methotrexate) يقلل نشاط الجهاز المناعي ويبطئ نمو الخلايا.

* السيكلوسبورين (Cyclosporine) يثبط الجهاز المناعي ويقلل الالتهاب.

* الأسيتريتين (Acitretin): نوع من الريتينويدات الفموية ينظم نمو خلايا الجلد.

* العلاجات البيولوجية (Biologics)

تُعتبر أحدث العلاجات، وتُعطى عن طريق الحقن، وتستهدف مكونات محددة من الجهاز المناعي مثل الإنترلوكين-17، الإنترلوكين-23، أو عامل نخر الورم (TNF-alpha)، وتشمل:

* أداليموماب (Adalimumab)

* إيكسيكيزوماب (Ixekizumab)

* أوستيكينوماب (Ustekinumab)

* نمط حياة صحي ودعم ذاتي، وتتوجه نحو:

- تخفيف التوتر: عبر التأمل، اليوغا، أو الرياضة، حيث إن التوتر النفسي من أبرز محفزات النوبات.

- العناية بالجلد: استخدام مرطبات مناسبة بانتظام، وتجنب الصابون القاسي أو الماء الساخن جداً.

- تجنّب المحفزات: مثل التدخين، والإفراط في شرب الكحول، وبعض الأدوية التي قد تزيد الأعراض.

- التغذية الصحية: بعض الدراسات تشير إلى أن اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات قد يساعد على تخفيف الأعراض.

- المتابعة الطبية المنتظمة: لضبط العلاج حسب الحاجة ومراقبة أي آثار جانبية.

التوعية بالمرض

وأخيراً، فإن الهدف من شهر التوعية بالصدفية هو إيصال رسالة أساسية وواضحة: الصدفية ليست مرضاً معدياً، والمصاب بها يستحق الدعم والاحترام لا العزلة أو التمييز. هذا الشهر ليس فقط مناسبة لزيادة المعرفة الطبية، بل هو فرصة لتعزيز التضامن الإنساني مع ملايين الأشخاص الذين يتعايشون مع هذا المرض يومياً.

التوعية تعني:

- تصحيح المفاهيم الخاطئة: فالكثيرون يظنون أن الصدفية مرض جلدي معدٍ، بينما الحقيقة أنها حالة مناعية مزمنة لا تنتقل من شخص لآخر.

- كسر حاجز الصمت: من خلال فتح المجال للمصابين لمشاركة قصصهم وتجاربهم مع العلاج والحياة اليومية، مما يقلل الشعور بالعزلة.

- تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي: إدراك أن الكلمة الطيبة، ونظرة التفهم، يمكن أن تكون جزءاً من رحلة التعافي بقدر أهمية العلاج الطبي.

- تشجيع الأبحاث الطبية: دعم الدراسات العلمية التي تهدف إلى فهم أعمق للمرض وإيجاد طرق علاجية أكثر فعالية.

هذا الشهر هو دعوة للجميع، أفراداً ومؤسسات، لأن يكونوا سفراء للتغيير بهدف نشر المعلومات الصحيحة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم فعاليات ومحاضرات توعوية في المدارس، أماكن العمل، والمراكز الصحية ودعم المبادرات الخيرية والجمعيات التي تقدم الرعاية لمرضى الصدفية.

اعتباراً من هذا الشهر، دعونا نتذكر أن التعاطف هو الدواء الذي لا يُصرف بوصفة، لكن أثره قد يفوق كل علاج، وأن الوعي هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع أكثر تفهماً، وتقبّلاً، ودعماً لكل من يعيش مع الصدفية.

* استشاري طب المجتمع.


مقالات ذات صلة

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

يوميات الشرق الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سمك السلمون يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات (بيكسلز)

ما أبرز فوائد السلمون للأطفال؟

يتميز سمك السلمون بلونه الوردي، ونكهته الغنية، مما يجعله من أشهى أطباق السمك. ولحسن الحظ، فهو أيضاً مفيد جداً للصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك انخفاض مستويات فيتامين «د» قد يكون مرتبطاً بالاكتئاب (رويترز)

لتحسين المزاج... 3 مكملات غذائية يجب تناولها مع المغنيسيوم

المغنيسيوم معدنٌ يحتاج إليه جسمك للعديد من العمليات الحيوية المهمة... ومن بين فوائده المحتملة الأخرى، قد يُساعد المغنيسيوم في تنظيم مزاجك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الغرف التي تضم نباتات تحتوي على غبار وعفن أقل من الغرف الخالية منها (بيكسلز)

بينها تخفيف التوتر والحساسية... 10 فوائد صحية للنباتات المنزلية

يحب الكثير من الناس إضفاء لمسة من الطبيعة على منازلهم حيث يلجأون إلى النباتات، والأزهار الملونة، ولهذه العادة الكثير من الفوائد الصحية التي قد نجهلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يُعدّ البيض جزءاً مهماً من أي نظام غذائي متوازن (بيكسباي)

ماذا يحدث لمستوى السكر في الدم عند تناول البيض بانتظام؟

يُعدّ البيض جزءاً مهماً من أي نظام غذائي متوازن، فهو غني بالعناصر الغذائية وقليل السكر والكربوهيدرات، ويمكن استخدامه بطرق متنوعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما أبرز فوائد السلمون للأطفال؟

سمك السلمون يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات (بيكسلز)
سمك السلمون يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات (بيكسلز)
TT

ما أبرز فوائد السلمون للأطفال؟

سمك السلمون يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات (بيكسلز)
سمك السلمون يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات (بيكسلز)

يتميز سمك السلمون بلونه الوردي، ونكهته الغنية، مما يجعله من أشهى أطباق السمك. ولحسن الحظ، فهو أيضاً مفيد جداً للصحة.

تقول جوليا زومبانو، اختصاصية التغذية المعتمدة: «يُعدّ سمك السلمون رائعاً لصحة القلب، والصحة النفسية، وكتلة العضلات. تناوله مرتين أسبوعياً فقط يُساعد على دعم نمط حياة نشط، والحفاظ على وزن صحي»، وفقاً لموقع «كليفلاند كلينيك».

بشكل عام، يُعدّ السمك مصدراً غنياً بالبروتين، والفيتامينات، والمعادن، والسلمون ليس استثناءً. لكنه يُقدّم فوائد أخرى مُحدّدة أيضاً.

توضّح زومبانو قائلة: «يُعتبر السلمون مفيداً جداً للصحة، لاحتوائه على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية، ونسبة منخفضة من الزئبق. قد يكون الزئبق ضاراً للإنسان بكميات كبيرة».

وللسلمون فوائد صحية متعددة للأطفال بشكل خاص، أبرزها:

دعم نمو الدماغ والتركيز

يُعدّ سمك السلمون غنياً بأحماض أوميغا-3، وخاصةً حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) الذي يُساعد على نمو أدمغة الأطفال، ويُحسّن الذاكرة، والتركيز. ويعتبر هذا الغذاء مثالياً للدماغ في مراحل نموه.

تقوية العظام وبناء العضلات

يحتاج الأطفال إلى البروتين لبناء العضلات والعظام، ويُعد سمك السلمون مصدراً رائعاً للبروتين الخالي من الدهون، والذي يسهل هضمه.

كما يعدّ سمك السلمون مصدراً غنياً بفيتامين دي، إذ تحتوي حصة 100 غرام (3.5 أونصة) من سمك السلمون على نحو 66 في المائة من القيمة اليومية الموصى بها.

يُعدّ فيتامين دي من المغذيات الدقيقة المهمة التي تلعب دوراً محورياً في صحة العظام من خلال تعزيز امتصاص الكالسيوم. تشير الأبحاث إلى أن انخفاض مستويات فيتامين دي قد يرتبط بزيادة خطر فقدان العظام، وانخفاض كثافة المعادن فيها لدى كبار السن.

يحتوي سمك السلمون أيضاً على الفوسفور، وهو عنصر غذائي آخر مهم للحفاظ على قوة العظام.

تعزيز المناعة

يحتوي سمك السلمون على نسبة عالية من فيتامينات دي، وبي12، وبي 6، مما يساعد على الحفاظ على قوة جهاز المناعة لدى طفلك، وصحة عظامه.

تحسين جودة النوم

يُعدّ تحسين جودة نوم طفلكِ أحد السبل لتعزيز ذكائه. ومن المثير للاهتمام أن سمك السلمون البري يُعتبر غذاءً مثالياً للدماغ. فقد ربطت دراسة حديثة بين تناول الأسماك بانتظام لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عاماً وجودة نومهم العالية. وارتبط هذان العاملان بارتفاع معدلات الذكاء عند بلوغهم سن 12 عاماً، وكانت التأثيرات متناسبة مع الكمية؛ بمعنى آخر، كلما زاد تناول الطفل للأسماك، تحسّن نومه، وارتفع معدل ذكائه.


لتحسين المزاج... 3 مكملات غذائية يجب تناولها مع المغنيسيوم

انخفاض مستويات فيتامين «د» قد يكون مرتبطاً بالاكتئاب (رويترز)
انخفاض مستويات فيتامين «د» قد يكون مرتبطاً بالاكتئاب (رويترز)
TT

لتحسين المزاج... 3 مكملات غذائية يجب تناولها مع المغنيسيوم

انخفاض مستويات فيتامين «د» قد يكون مرتبطاً بالاكتئاب (رويترز)
انخفاض مستويات فيتامين «د» قد يكون مرتبطاً بالاكتئاب (رويترز)

المغنيسيوم معدنٌ يحتاج إليه جسمك للعديد من العمليات الحيوية المهمة. ومن بين فوائده المحتملة الأخرى، قد يُساعد المغنيسيوم في تنظيم مزاجك، مما يُساهم في تخفيف القلق والتوتر. وقد تُعزز بعض المكملات الغذائية هذه الفوائد، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث»:

1. فيتامين «د»

يُعدّ فيتامين «د»، سواء تم تناوله من خلال الطعام أو المكملات الغذائية، عنصراً غذائياً آخر قد يُساعد في دعم الصحة النفسية؛ فبينما يُعرف بدوره في دعم صحة العظام، فإنه يُساعد أيضاً في الحفاظ على سلامة وظائف الخلايا العصبية (خلايا الدماغ)، مما يُساهم في تنظيم المزاج. وتشير بعض الأبحاث إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «د» قد يكون مرتبطاً بالاكتئاب أيضاً.

يُساعد المغنيسيوم جسمك على معالجة فيتامين «د» واستخدامه، مما يعني أنه عند تناول المغنيسيوم وفيتامين «د» معاً، قد تحصل على فوائد أكبر من كليهما.

2. الأشواغاندا

قد تُساهم الأشواغاندا في دعم الصحة النفسية بطرق مختلفة عن المغنيسيوم، مما يجعل الأشواغاندا والمغنيسيوم مزيجاً مكملاً غذائياً فعالاً لبعض الأشخاص. قد يُسهم تناولها معاً في:

- تعزيز الاسترخاء والنوم

- المساعدة على التعامل مع التوتر بشكل أفضل

- تحسين وظائف الدماغ وتنظيم المزاج

3. إل - ثيانين

يُعدّ إل-ثيانين مكملاً غذائياً تشير الأبحاث إلى أنه قد يُعدّل ويُوازن النواقل العصبية (المواد الكيميائية في الدماغ) للمساعدة على الشعور بمزيد من الاسترخاء. وتشير دراسات أخرى إلى أن إل-ثيانين قد يُساعد في تقليل القلق، وتعزيز التركيز، وجودة النوم، مما يُحسن المزاج بدوره.

يُوفّر الجمع بين إل-ثيانين والمغنيسيوم فوائد صحية نفسية أو مزاجية أكثر من تناول أيٍّ من المكملَيْن على حدة.

من الجدير ذكره أن أي فيتامينات أو مكملات غذائية، بما في ذلك المغنيسيوم، قد تُسبب آثاراً جانبية وتفاعلات دوائية، بما في ذلك مع أدوية ومكملات أخرى، ومواد مثل الكحول.

قبل الجمع بين أي مكملات غذائية لتحسين المزاج أو لأي فوائد أخرى، استشر طبيبك للحصول على إرشادات بناءً على تاريخك الصحي.


ماذا يحدث لمستوى السكر في الدم عند تناول البيض بانتظام؟

يُعدّ البيض جزءاً مهماً من أي نظام غذائي متوازن (بيكسباي)
يُعدّ البيض جزءاً مهماً من أي نظام غذائي متوازن (بيكسباي)
TT

ماذا يحدث لمستوى السكر في الدم عند تناول البيض بانتظام؟

يُعدّ البيض جزءاً مهماً من أي نظام غذائي متوازن (بيكسباي)
يُعدّ البيض جزءاً مهماً من أي نظام غذائي متوازن (بيكسباي)

يُعدّ البيض جزءاً مهماً من أي نظام غذائي متوازن؛ فهو غنيّ بالعناصر الغذائية وقليل السكر والكربوهيدرات، ويمكن استخدامه بطرق متنوِّعة. لا يُسبب البيض ارتفاعاً مفاجئاً في مستوى السكر في الدم، ويمكن إدراجه ضمن خطة غذائية لمرضى السكري، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

عناصر غذائية في البيضة

تحتوي بيضة واحدة كبيرة من الدرجة الأولى على:

  • بروتين: 6.2 غرام
  • دهون: 5 غرامات (معظمها في الصفار؛ أما بياض البيضة فيكاد يخلو من الدهون)
  • كربوهيدرات: 0.5 غرام

يحتوي البيض على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات، حيث يُشكّل البروتين والدهون معظم عناصره الغذائية الأساسية. وبفضل هذا التوازن، لا يُسبب البيض ارتفاعاً مفاجئاً في مستوى السكر في الدم بعد تناوله، مما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في الطاقة لاحقاً.

يحتوي صفار البيض وحده على جميع الفيتامينات باستثناء فيتامين ج، وتناول بيضتين يومياً يُمكن أن يُغطي من 10 في المائة إلى 30 في المائة من احتياجاتك اليومية من الفيتامينات.

بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية، يحتوي البيض على أحماض أوميغا 3 الدهنية.

تعرف على دور الكالسيوم في تحسين صحة العظام

كيف يؤثر البيض على مستويات السكر في الدم؟

يتحول كل ما تأكله أو تشربه في النهاية إلى غلوكوز، وهو ما يُستخدم مصدراً رئيسياً للطاقة في جسمك. ولكن زيادة الغلوكوز لا تعني بالضرورة زيادة الطاقة، وليست جميع الأطعمة متساوية.

يمكن تناول الأطعمة قليلة الكربوهيدرات البسيطة والسكريات دون التسبب في ارتفاع حاد بمستوى السكر في الدم بعد الوجبة. يندرج البيض ضمن هذه الفئة، حيث يُمكنه تزويد جسمك بمستوى ثابت من الطاقة لفترة أطول.

في المقابل، تُسبب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو السكريات، مثل المعكرونة والحلوى، ارتفاعاً حاداً في مستوى السكر في الدم يتلاشى بسرعة، مما يؤدي إلى فقدان الطاقة.

تتباين الأبحاث حول الكمية المُثلى من البيض التي يجب تناولها، ولكن تُشير معظم الدراسات إلى أن البيض خيار غذائي جيد لمعظم الناس.

ووُجد أن هذه الأطعمة تُحسّن مستويات سكر الدم أثناء الصيام مع تأثير محدود أو معدوم على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن الدهون والليبيدات التي تحتويها.

ما المؤشر الغلايسيمي؟

المؤشر الغلايسيمي (GI) هو مقياس لمدى تأثير الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات التي تتناولها على مستويات سكر الدم. كلما انخفض المؤشر الغلايسيمي للطعام، قلّ تأثيره في رفع مستويات سكر الدم.

الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض هي تلك التي يبلغ مؤشرها 55 أو أقل. وعادةً ما تكون منخفضة الكربوهيدرات أو تحتوي على كربوهيدرات معقَّدة، مع محتوى أعلى من الدهون والبروتين. تشمل الأمثلة ما يلي:

  • اللوز
  • التفاح
  • التوت الأزرق
  • البروكلي
  • البيض
  • العدس
  • الشوفان (غير المحلى، الشوفان الكامل أو الملفوف، وليس الشوفان سريع التحضير)
  • الزيتون
  • الكوسا

الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المتوسط تحتوي على مؤشر غلايسيمي متوازن، ويتراوح بين 56 و69. وتشمل هذه الأطعمة ما يلي:

  • الموز
  • الأرز البني
  • الكسكس
  • العنب
  • الأناناس
  • البطاطس
  • القمح الكامل

الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع تحتوي على أعلى نسبة من الكربوهيدرات والسكريات البسيطة، وقليل من البروتين أو الدهون. تميل هذه الأطعمة إلى التسبب في ارتفاعات حادة في مستويات السكر في الدم، ويبلغ مؤشرها الغلايسيمي 70 أو أكثر. وتشمل هذه الأطعمة ما يلي:

  • الخبز المحمص
  • رقائق الذرة
  • المعكرونة (المصنوعة من الدقيق الأبيض)
  • المشروبات الغازية
  • الخبز الأبيض
  • الأرز الأبيض

8 أطعمة تعزّز المزاج وتدعم صحتك النفسية

كيف يمكنك التحكم في مرض السكري من خلال النظام الغذائي؟

من الأفضل للجميع الانتباه إلى القيمة الغذائية للأطعمة التي يتناولونها، وهذا ينطبق بشكل خاص على مرضى السكري.

ففي حالة مرضى السكري، لا يستطيع الإنسولين موازنة الكربوهيدرات والسكريات بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراكم السكريات في الدم بدلاً من دخولها إلى الخلايا لتوفير الطاقة، وهذا يحرم الخلايا من الوقود اللازم لها، ويعرضها لخطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الناتجة عن ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وبشكل عام، يُنصح مرضى السكري باتباع نظام غذائي منخفض السكر والكربوهيدرات، مع التركيز على الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض والحدّ من الأطعمة ذات المؤشر المرتفع.

توصي الجمعية الأميركية للسكري بأن يركز النظام الغذائي الأمثل لمرضى السكري على ما يلي:

  • الحد من الكربوهيدرات
  • إعطاء الأولوية للخضراوات غير النشوية والبروتين الخالي من الدهون
  • التأكد من أن الكربوهيدرات المستهلكة معقدة وعالية الجودة
  • التقليل من السكريات والحبوب المكررة
  • الحد من الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة مضافة وصوديوم
  • تناول الأطعمة الكاملة أو قليلة المعالجة
  • تناول كمية كافية من الألياف
  • يُدرج البيض في الأنظمة الغذائية المقترحة لمرضى السكري، باستثناء الأنواع النباتية.

إذا كنتَ مصاباً بمرض السكري، خصوصاً إذا كنتَ تعاني من حالات طبية أخرى مصاحبة له، فمن الأفضل استشارة طبيب أو اختصاصي تغذية متخصص في مرض السكري للحصول على أفضل خطة غذائية تناسب احتياجاتك الفردية.