أفادت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كوانتلين بوليتكنيك الكندية، بأنّ الذكور المولودين في أشهر الصيف يكونون أكثر ميلاً لارتفاع درجات عوارض الاكتئاب لديهم، مقارنةً بالذكور المولودين في فصول أخرى من العام.
و«يظلّ القلق والاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً في جميع أنحاء العالم، إذ يُسهم كلاهما في الإعاقة طويلة الأمد، والأمراض الجسدية المُصاحبة له، وكذلك الخسائر الاقتصادية الكبيرة على مستوى الأفراد والمؤسّسات»، وفق بيان نُشر، الجمعة، على منصة «ساينس إكس نتورك».
وتُظهر البحوث العلمية أنّه في أثناء الحمل، قد يؤثّر التعرُّض لتغيّرات درجات الحرارة، ونظام الأمّ الغذائي، والالتهابات الموسمية، واختلاف ضوء النهار، في النموّ العصبي. وقد ارتبط موسم الولادة سابقاً بخطر الإصابة بأمراض نفسية، بما فيها الفصام، والاضطراب ثنائي القطب، والاضطراب الفصامي العاطفي.
وتُؤثر مجموعة من العوامل في الصحة النفسية على مدار العمر، بما في ذلك السكن، والدخل، والتعليم، والعمر. وقد أسفرت الدراسات التي تناولت موسم الولادة والاكتئاب عن نتائج متباينة، وغالباً ما كانت تتمّ من دون تصنيف الجنس.
في الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة «بلوس» للصحة النفسية، صمّم الباحثون دراسة استقصائية مقطعية لاختبار ما إذا كان موسم الولادة مرتبطاً بعوارض القلق أو الاكتئاب لدى البالغين.

وخلصوا إلى أنّ فصل الولادة قد يكون بمثابة مؤشر على تأثير التعرّضات البيئية المبكرة على خطر الإصابة بالاكتئاب، بشكل خاص وفق الجنس، موصين بضرورة إجراء مزيد من البحوث لاستكشاف المسارات البيولوجية التي تشمل فترة الضوء، وتغذية الأم، وتنشيط المناعة خلال الحمل.
شارك في الدراسة 303 أشخاص متطوّعين، غالبيتهم من النساء بنسبة 65 في المائة، وبمتوسط أعمار بلغ 26 عاماً، حيث جُمعت البيانات عبر الإنترنت بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) 2024، باستخدام استراتيجيات تجنيد في جميع أنحاء فانكوفر في مقاطعة كولومبيا البريطانية، غرب كندا.
أكمل المشاركون استبياناً عبر الإنترنت، تضمّن مقياسي «PHQ-9» و«GAD-7» لتقييم شدة عوارض الاكتئاب والقلق. واختبر الباحثون العلاقة بين موسم الولادة ودرجات أعراض الاكتئاب والقلق.
استوفت عوارض الاكتئاب الحدّ الأدنى المطلوب لدى 84 في المائة من المشاركين، فيما استوفت عوارض القلق لدى 66 في المائة منهم.
وتجاوز متوسط درجات الاكتئاب الحدّ المسموح به في معظم الفئات الديموغرافية. ولكن لم تُظهر النساء أي ارتباط يُذكر بفصل الصيف، رغم أنّ متوسط الدرجات كان أعلى قليلاً لدى المشاركات المولودات في الشتاء والربيع. كما لم تُظهر درجات القلق أي علاقة بفصول السنة أو التفاعل بين الجنسين.
وكانت دراسة سابقة أجراها باحثون من جامعة سيميلويس في بودابست بالمجر، قد أظهرت أنّ فصل الميلاد يؤثر بشكل كبير في خطر الإصابة باضطرابات المزاج. فالأشخاص الذين يُولدون في أوقات معيّنة من السنة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأنواع محدّدة من اضطرابات المزاج. ووفق الباحثة الرئيسية للدراسة زينيا غوندا: «أظهرت الدراسات البيوكيميائية أن موسم الميلاد يؤثّر في بعض النواقل العصبية، مثل (الدوبامين) و(السيروتونين)، وهو تأثير يمكن رصده حتى في مرحلة البلوغ. وهذا ما دفعنا إلى الاعتقاد أنّ موسم الميلاد قد يكون له تأثير طويل الأمد».




