الأمن المصري يرصد «أسلوباً جديداً» لـ«الإخوان» في الحرب الإعلامية

بيان رسمي ثانٍ حول «فيديو» زعم احتجاز ضابط شرطة بالقاهرة

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الداخلية المصرية على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الداخلية المصرية على «فيسبوك»)
TT

الأمن المصري يرصد «أسلوباً جديداً» لـ«الإخوان» في الحرب الإعلامية

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الداخلية المصرية على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الداخلية المصرية على «فيسبوك»)

فيما أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً جديداً أكدت فيه أن جماعة الإخوان «الإرهابية» تواصل نشر مقاطع من الفيديو المفبرك الذي زعمت فيه عناصر من الجماعة «احتجاز ضابط شرطة بأحد أقسام العاصمة للضغط من أجل فتح معبر رفح، وإدخال المساعدات إلى غزة»، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر (الإخوان) يتبعون أسلوب القفز على المشهد الكبير أو الحدث الأساسي الذي أكدت السلطات أنه لم يحدث، ويحاولون صرف انتباه الناس عن ذلك عبر نقل المناقشات إلى أجزاء من هذا الحدث المفبرك ليترسخ لدى المتابعين أن الواقعة حقيقية وليست مزيفة».

وعصر الأحد، قالت «الداخلية» إنه «في إطار ضبط القائمين على إعداد فيديو مفبرك بشأن احتجاز ضابط بأحد أقسام الشرطة بالقاهرة، ونشر وثائق لا تمت بصلة للواقع، فقد واصلت جماعة (الإخوان) الإرهابية نشر مقاطع فيديو مفبركة لذات الوثائق ترويجاً للأكاذيب المختلقة وتبنياً لأجندات خارجية، في إطار المحاولات اليائسة للجماعة الإرهابية وعناصرها الهاربة بالخارج للنيل من حالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد، والتشكيك في الدور المصري التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية»، مؤكدةً أنه «سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجي مقاطع الفيديو المشار إليها».

وأوضح المصدر الأمني أن «عناصر الجماعة بعد بيان النفي السابق من (الداخلية)، الذي أكد أن الفيديو مفبركٌ، وهو الأمر الذي أفشل محاولة الجماعة إثارة البلبلة، لجأوا بشكل ممنهج إلى اجتزاء مشاهد من الفيديو المفبرك ونسج أحاديث عنها باعتبارها حقائق لإلهاء الناس عن حقيقة أن الفيديو الأساسي مفبرك، والانتقال لمناقشة ما تضمنه على اعتبار أنه حقائق».

لقطة من الفيديو المتداول «زعم» ناشروه أنها «وثائق أمنية لبعض المقبوض عليهم بسبب غزة»

ونوه المصدر إلى أن «أجهزة الأمن يقظةٌ لهذا الأمر، وتعي تماماً أن الجماعة الإرهابية تخوض حرباً إعلاميةً متوازيةً مع حربها الإرهابية ومخططاتها التخريبية، ولذلك فإن بيانات الداخلية سريعةٌ للتعامل مع مثل هذه المخططات الإعلامية التي تهدف لإثارة البلبلة، ومحاولة تأليب الرأي العام وهدم حالة الاستقرار بالبلاد»، مشيراً إلى أنه «كان مثيراً للانتباه أيضاً قيام قنوات عربية بالتعامل مع الفيديو، ونشره على اعتبار أنه حقيقة بعد صدور النفي من (الداخلية) ودون الإشارة إلى هذا النفي».

مساء الجمعة، تم تداول مقطع فيديو بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الأشخاص أكدوا فيه أنهم «يحتجزون ضابطاً بجهاز الأمن الوطني المصري داخل قسم شرطة المعصرة في منطقة حلوان بالقاهرة»، بدعوى أن ذلك جاء «رداً على إغلاق السلطات المصرية معبر رفح البري، ومنع وصول المساعدات إلى أهالي غزة، الذين يعانون من التجويع حالياً»، كما أظهر القائمون على الفيديو أوراقاً قالوا إنها من «سجلات القسم، توضح أن هناك كثيراً من الأشخاص، الذين تم القبض عليهم بسبب حديثهم عن الأوضاع في غزة»، حسب زعمهم.

لكنَّ وزارة الداخلية المصرية أصدرت بياناً قالت فيه إن «مقطع الفيديو مفبرك وغير صحيح»، موضحةً أن عدداً من الأبواق الإعلامية التابعة لجماعة «الإخوان الإرهابية»، «تداولت فيديو بشأن احتجاز ضابط بأحد أقسام الشرطة بالقاهرة، وهو مفبرك». كما أكدت الوزارة أن «الوثائق التي تم تداولها في ذات الشأن لا تمتّ إلى الواقع بِصلة»، مبرزةً أنه تم ضبط القائمين على إعدادها وترويجها، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

مشهد من الفيديو الذي «زعم» احتجاز ضابط شرطة... ووزارة الداخلية المصرية أكدت أنه «مفبرك»

وبعد نفي «الداخلية» تم تداول منشورات بها مقاطع من الفيديو تتضمن الوثائق المزعومة عن «مقبوض عليهم» على اعتبار أن ما جاء بتلك الوثائق حقيقي، وأن الأسماء الظاهرة فيها قيد السجن أو التوقيف منذ سنوات، ما جدد الجدل حول حقيقة واقعة احتجاز ضابط الشرطة من الأساس.

المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية المصرية، اللواء هاني عبد اللطيف، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «ما تفعله جماعة (الإخوان) حالياً هو معركة إعلامية ضد إعلام وزارة الداخلية، فالتنظيم يحاول نشر الشائعات وإثارة الفوضى ونشر حالة من عدم الثقة في أجهزة الدولة، خصوصاً أجهزة الأمن، ووزارة الداخلية تتابع هذا بدقة وتعمل على توضيح الحقائق للمواطنين بشكل سريع».

السلطات المصرية تؤكد أن جماعة الإخوان تستغل القضية الفلسطينية وأزمة مساعدات غزة في حربها الإعلامية (رويترز)

وشدد عبد اللطيف على أن «هذا الفيديو المفبرك وغيره من منشورات حالية مستعرة ضد الدولة المصرية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفيديو الذي بثته حركة (حسم) الإرهابية أخيراً، معلنةً عودة نشاطها بمصر، وما قامت به أجهزة الأمن قبل أسبوع بإحباط مخطط تخريبي لها، فكلها أمور تؤكد أن المعركة ضد مصر إرهابية وإعلامية في الوقت ذاته، ولكن أجهزة الدولة المصرية يقظة تماماً لما يحدث».

تجدر الإشارة إلى أن خبراء علقوا في وقت سابق على الفيديو المزعوم لاحتجاز ضابط شرطة بأنه «مفبرك وضمن خطة ممنهجة من جماعة (الإخوان) لزيادة تجرؤ الناس على اقتحام مؤسسات الدولة، واستعادة ما فعلته جماعة (الإخوان) بأقسام الشرطة في عام 2011، وأن الجماعة تحاول استغلال القضية الفلسطينية في التشكيك بالدولة المصرية».


مقالات ذات صلة

مصر تتابع التطورات في اليمن وتثمن التعامل البنّاء للسعودية والإمارات

العالم العربي العاصمة المصرية القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر تتابع التطورات في اليمن وتثمن التعامل البنّاء للسعودية والإمارات

قال بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الثلاثاء)، إن القاهرة تتابع باهتمام بالغ الأوضاع الأخيرة على الساحة اليمنية.

يوميات الشرق جانب من التزاحم والفوضى في الزفاف (فيسبوك)

زفاف «كروان مشاكل» يُسلط الضوء على عالم مشاهير موازٍ في مصر

أزاح حفل زفاف «التيك توكر كروان مشاكل»، الذي أُقيم بمنطقة شبرا الخيمة (شمال القاهرة) الستار عن عالم موازٍ للمشاهير في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا ضبط منظومة الامتحانات أولوية حكومية في مصر مع تعدد أساليب الغش المبتكرة (وزارة التربية والتعليم)

«التعليم المصرية» تستنفر مبكراً للحد من أساليب غش مبتكرة بـ«الثانوية العامة»

قبل ما يقرب من 6 أشهر على انطلاق امتحانات «الثانوية العامة» في مصر (شهادة البكالوريا) تعددت اللقاءات على مستويات تنفيذية عليا استعداداً لها

أحمد جمال (القاهرة)
شمال افريقيا علاء مع عائلته في لندن بعد وصوله (حساب شقيقته على فيسبوك)

اعتذار علاء عبد الفتاح عن «تدويناته المُحرضة» لم يخفف الهجوم عليه

لم يخفف اعتذار قدمه الناشط المصري - البريطاني علاء عبد الفتاح عبر حساباته بمواقع التواصل بشأن «تدوينات تُحرض على العنف» كتبها سابقاً عبر حساباته، من الانتقادات.

أحمد عدلي (القاهرة)
المشرق العربي  الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السفير المصري علاء موسى في وقت سابق (الرئاسة اللبنانية)

السفير المصري في بيروت: لا إنذارات أو تحذيرات خفية موجهة إلى لبنان

أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن تنفيذ الاتفاقات والقرارات الدولية يشكّل المدخل الأساسي لتجنيب لبنان مزيداً من التوترات

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

 مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
TT

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

 مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)

وصف رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، مشروع الموازنة الطارئة للعام المالي 2026، التي أقراها مجلس الوزراء يوم أمس (الثلاثاء)، بـ«المعجزة»

مشيداً بضبط وزارة المالية الإنفاق وحسن إدارة موارد الدولة وزيادة الإيرادات في ظل ظروف استثنائية.

وأشار رئيس الوزراء السوداني إلى أن «المعجزة» الأولى هي توقع الموازنة بتحقيق معدل نمو في الناتج المحلي الاجمالي بحوالي 9 في المائة، والثانية خفض متوسط معدل التضخم خلال العام 2026 إلى 65 في المائة.

وأوضح وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم، أن الموازنة تشمل تحسين الأجور وتوفير وظائف في مداخل الخدمة، مشيراً إلى اعتماد توسيع قاعدة الإيرادات على التوسع الأفقي وعدم تحميل المواطن اي أعباء ضريبية جديدة، كما تستهدف الموازنة خفض متوسط معدل التضخم خلال العام 2026 الى 65 في المائة مقارنة بمعدل 101.9 في المائة للعام 2025.

وأبان إبراهيم، أن الموازنة تركز على إصلاح المالية العامة بترتيب أولويات الصرف المحددة والإنفاق العام، وتوفير احتياجات القوات والأجهزة النظامية، ومقابلة الإحتياجات الأساسية للوزارات والوحدات الحكومية، إضافة إلى تحسين أوضاع النازحين واللاجئين السودانيين بدول الجوار ومقابلة تكاليف توفير المساعدات الإنسانية لهم .

وأوضح وزير المالية، أن أداء موازنة العام 2025 جاء فوق التوقعات رغم استمرار تحديات الحرب، حيث حققت الايرادات العامة نسبة اداء 147 في المائة، واستمر الصرف على الاحتياجات الحتمية، مشيراً إلى أن الموازنة التزمت بتهيئة البيئة المناسبة للعودة للخرطوم وتأهيل مطار الخرطوم.


تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)
TT

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)

مددت تونس حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر تبدأ مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل حتى يوم 30 من الشهر نفسه.

ونشر قرار التمديد من قبل الرئيس قيس سعيد في الجريدة الرسمية. وكان آخر تمديد شمل عام 2025 بأكمله.

ويستمر بذلك سريان حالة الطوارئ في البلاد لأكثر من عشر سنوات، منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وأدى إلى مقتل 12 عنصراً أمنياً ومنفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش».


«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
TT

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وقالت المنظمة، في بيانٍ نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، إن مسحاً حديثاً أظهر أن أكثر من نصف الأطفال الذين جرى تقييمهم في محلية أم برو بالولاية يعانون سوء التغذية الحادّ، «في ظل استمرار القتال وقيود شديدة على وصول المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة».

ووفقاً للمسح، الذي أجرته «اليونيسف»، في الفترة بين 19 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يعاني واحد من بين كل ستة أطفال من «سوء التغذية الحاد الوخيم»، وهي حالة تهدد الحياة ويمكن أن تُودي بحياة الطفل في غضون أسابيع إذا لم يجرِ علاجها.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن «كل يوم يمر دون وصول آمن ودون عوائق يزيد خطر ضعف الأطفال ومزيد من الوفيات والمعاناة من أسباب يمكن الوقاية منها تماماً».

ودعت «اليونيسف» كل الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات بشكل فوري وآمن ودون عوائق، وحضّت المجتمع الدولي - بما يشمل الدول التي لها نفوذ على أطراف الصراع - على تكثيف الضغط الدبلوماسي والسياسي، بشكل عاجل، لضمان الاتفاق على هدنة إنسانية واحترامها.

وتابعت المنظمة: «دون هدنة إنسانية يمكن التنبؤ بها واحترامها، لن يكون بوسع عمال الإغاثة إيصال الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية وخدمات الحماية بأمان، ويستمر الأطفال في دفع الثمن الأكبر».