إعادة تأهيل «فتح» الممر الإلزامي لجمع السلاح الفلسطيني

هل استعان وفد رام الله بمدير المخابرات لترتيب أوضاعها؟

المبعوث الأميركي توم براك والسفيرة الأميركية لدى بيروت يجتمعان مع رئيس البرلمان نبيه بري (أ.ب)
المبعوث الأميركي توم براك والسفيرة الأميركية لدى بيروت يجتمعان مع رئيس البرلمان نبيه بري (أ.ب)
TT

إعادة تأهيل «فتح» الممر الإلزامي لجمع السلاح الفلسطيني

المبعوث الأميركي توم براك والسفيرة الأميركية لدى بيروت يجتمعان مع رئيس البرلمان نبيه بري (أ.ب)
المبعوث الأميركي توم براك والسفيرة الأميركية لدى بيروت يجتمعان مع رئيس البرلمان نبيه بري (أ.ب)

التزام الحكومة اللبنانية بحصرية السلاح بيد الدولة يبقى معلقاً على عدم حصول تقدُّم في المفاوضات التي جرت بين الوسيط الأميركي توم برّاك ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، بالإنابة عن نفسه وحليفه «حزب الله»، وهذا ما ينسحب أيضاً على جمع السلاح الفلسطيني بداخل المخيمات، بعد تفاجؤ أركان الدولة والقيادات الأمنية المعنية بجمعه، بأن التعهد الذي قطعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عون خلال زيارته لبيروت، غير قابل للتنفيذ، رغم أنه أوكل إلى أمين سر «منظمة التحرير الفلسطينية»، المسؤول عن الملف اللبناني، عزّام الأحمد، مهمة التعاون مع السلطات اللبنانية لتسهيل جمعه بجدول زمني اتُّفق عليه.

المفاوضات حول حصرية السلاح بشقيه اللبناني والفلسطيني بيد الدولة تراوح مكانها، وهذا ما يعرّض لبنان لمزيد من الأخطار الإسرائيلية كان حذّر منها برّاك، بغياب الضمانات الأميركية للجمها، رغم أنه يستبعد، كما نقل عنه نواب ووزراء التقوه على مأدبة العشاء التي أقامها النائب فؤاد مخزومي على شرفه، اندلاع حرب جديدة، لأن لا مصلحة للبلدين بالانجرار إليها.

ومع أن المفاوضات بين بري وبرّاك بقيت مرتبطة بالضمانات التي يطالب بها بري لوضع آلية تطبيقية لاتفاق وقف النار، في إطار حصرية السلاح بيد الدولة، فإن المشكلة التي عطلت سحبه فلسطينياً تكمن في افتقاد «حركة فتح»، كبرى الفصائل الفلسطينية، لعناصر القوة التي تتيح لها السيطرة على المخيمات، والضغط على الفصائل والمجموعات الإسلامية المتشددة لتسليم سلاحها.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية أن الأحمد صرف النظر، كما وعد، عن المجيء لبيروت فور انقضاء عطلة عيد الأضحى، وأن السبب يعود إلى تقديره بأن الجسم السياسي والتنظيمي لـ«فتح» يعاني الترهل، وتعدد الرؤوس الحامية، وافتقاده للمرجعية القادرة على ضبط أداء التشكيلات المنضوية تحت الحركة بما يسمح بتشكيل رأس حربة يمكّنها من فرض سيطرتها على المخيمات بدءاً بعين الحلوة الذي يحتضن الفصائل المتشددة والمجموعات الإرهابية، بخلاف المخيمات الأخرى.

وكشفت المصادر أن «فتح» تعاني خروقاً أمنية لا يستهان بها، وتفشي الفساد، وانعدام المسؤولية بداخل جسمها التنظيمي والسياسي، وهذا ما اصطدم به الأحمد، ما اضطره لصرف النظر عن المجيء لبيروت لمواكبة جمع السلاح على مراحل، على أن تشمل الأولى مخيمات صبرا وبرج البراجنة ومار إلياس، بصفتها تخضع لسيطرة «منظمة التحرير الفلسطينية»، وعدم وجود من يقاوم قراراتها.

ولفتت إلى أنه لا رابط بين جمع السلاحين، «حزب الله» والفلسطيني، وقالت إن عباس استعاض عن عدم مجيء الأحمد، بإيفاد وفد أمني وسياسي موسع من رام الله، يتألف من 16 عضواً، وعلى رأسه عدد وافر من الضباط برتبة لواء. وأكدت أنه التقى مسؤولين أمنيين لبنانيين أطلعهم على طبيعة المهمة التي أوكلها له الرئيس عباس.

وفي هذا السياق، تردد أن الوفد اضطر للاستعانة بمدير المخابرات الفلسطينية المركزية اللواء ماجد فرج، لأنه بحاجة إلى فائض من القوة لرفع منسوب الضغط على قيادات «فتح» المتعددة الرؤوس في لبنان لإعادة ترتيب أوضاعها على نحو يمكّنها من استرداد هيبتها ونفوذها بوصفها الممر الإلزامي لجمع السلاح من المخيمات، وأخطرها عين الحلوة، لما يحويه من عدد لا بأس به من المتهمين بجرائم تصنّف على خانة الإرهاب، ومطلوبين للقضاء اللبناني.

ورأت المصادر نفسها أن الوفد الآتي من رام الله لم يتطرق في لقاءاته مع القادة الأمنيين إلى مسألة جمع السلاح، وإنما حصرها بدوره بإعادة تأهيل «فتح»، بإشرافه شخصياً على اتخاذ حزمة من التدابير والإجراءات طابعها تأديبي بامتياز، ولم تقتصر على إعفاء السفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبّور من مهامه، بل شملت عدداً من القيادات ذات الرؤوس الحامية بعدما تبين له بالملموس أنها «فاتحة على حسابها»، ولا تأتمر بأوامر رام الله، بل تتمرد عليها وتقيم علاقات مع الفصائل المناوئة لـ«منظمة التحرير»، وبالأخص تلك الموجودة في عين الحلوة، وهذا ما جعل من «فتح» الحلقة الأضعف في المخيم، بخلاف ما يدّعيه عدد من مسؤوليها المحليين في صيدا والمخيمات.

وأوضحت المصادر أن لـ«حماس» وأخواتها تأثيراً لا يستهان به بداخل الجسم السياسي والتنظيمي لـ«فتح»، وهذا ما يعطّل تنفيذ ما تعهد به عباس، وبات يستدعي إعادة ترتيب «البيت الفتحاوي»، وربط جناحه الأمني مباشرة بالمرجعية الأمنية المتمثلة برام الله، وكشفت أن الوفد جال على معظم المخيمات وحط رحاله في صيدا على أمل أن يتمكن من القيام بحركة إصلاحية، هي أقرب إلى انتفاضة تنظيمية تأديبية من الداخل لتستعيد دورها القيادي بدءاً بعين الحلوة الذي يعد الملاذ الآمن لعدد من المتهمين بالإرهاب. لذلك فإن الوضع الهش الذي تتخبط فيه فتح كان وراء تعليق العمل بجمع السلاح وترحيله لوقت لاحق ريثما يتمكن الوفد من وضع يده على الأسباب الكامنة وراء الانحلال الذي تعانيه، وإيجاد الحلول المؤدية لإعادة تأهيل ضباطها وكوادرها على نحو يشكلون رافعة لجمعه وخط الدفاع الأول لإثبات مصداقية عباس في هذا الخصوص، وبالتالي إنهاء حالة تمرد بعضهم على قراره من جهة، ومنع توفير الغطاء السياسي للفصائل المتشددة والمتطرفة، وخصوصاً في عين الحلوة، وهذا ما أشارت إليه «حركة حماس» بذريعة أنه لم يتفاوض معها كونها غير ممثلة بـ«منظمة التحرير»، وتركت لأهل بيته الاعتراض على جمعه.

وعليه، لم يعد من خيار أمام «منظمة التحرير» سوى الانضواء تحت سقف الدولة اللبنانية لجمع السلاح وعدم التذرع بموقف «حزب الله» والتلطي خلفه. فهل ينجح الوفد الآتي من رام الله بإعادة الاعتبار لـ«فتح» باصطفافها خلف عباس، بدلاً من استخدامها درعاً للتفلت من إيداع السلاح بعهدة الحكومة اللبنانية، خصوصاً وأن هذا السلاح على أنواعه أصبح خارج الخدمة، بالمفهوم العسكري للكلمة، ولم يعد يستعمل سوى للاقتتال الداخلي وتصفية الحسابات، وإيواء المطلوبين للقضاء اللبناني، وإقلاق المناطق المجاورة للمخيمات وبالأخص في الجنوب؟ أم أن مواقع النفوذ بداخلها، ولو من موقع الاختلاف، هي التي ستبقى تتحكم بالقرار بعد أن تحولت إلى قوة أمر واقع ولا تخضع، إلا مالياً، للسلطة الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» محشور بـ«حصرية السلاح»... وحواره مع عون يراوح مكانه

خاص كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)

«حزب الله» محشور بـ«حصرية السلاح»... وحواره مع عون يراوح مكانه

تبقى الأنظار الدولية واللبنانية مشدودة إلى «حزب الله» للتأكد من استعداده للتجاوب مع الخطة التي أعدتها قيادة الجيش لاستكمال تطبيق حصرية السلاح.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الراعي متوسطاً عدداً من النواب ورجال الدين في مدينة طرابلس (الوكالة الوطنية للإعلام)

الراعي من مدينة طرابلس: السلام هو الخيار الدائم والأفضل

أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «السلام هو الخيار الدائم والأفضل»، مضيفاً أن «العيد لا يكتمل إلا بحضور المسلمين والمسيحيين معاً».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً رئيس الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم سيمون كرم (رئاسة الحكومة)

خاص سلام لـ«الشرق الأوسط»: «حصر السلاح» سيبدأ بين نهري الليطاني والأولي قريباً

أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح باتت على بُعد أيام من الانتهاء، وان الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية.

ثائر عباس (بيروت)
خاص الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نائب رئيس الحكومة طارق متري (رئاسة الجمهورية)

خاص نائب رئيس الحكومة اللبنانية: مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل لم ينطلق

نفى نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري أن يكون مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل قد انطلق، مع تعيين مفاوضين مدنيين من قبل الطرفين.

بولا أسطيح (بيروت)
حصاد الأسبوع جنود قرب مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان خلال عملية تسليم مجموعات فلسطينية سلاحها للجيش اللبناني يوم 13 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

لبنان: تدابير سياسية ــ عسكرية لتجنب جولة جديدة من الحرب

نجح لبنان الرسمي، إلى حد كبير، نتيجة التدابير السياسية والعسكرية التي اتخذها في الفترة الماضية، في وقف، أو «فرملة»، التصعيد الإسرائيلي الذي كان مرتقباً قبل نهاية العام، رداً على ما تقول تل أبيب إنها محاولات من قبل «حزب الله» لإعادة ترميم قدراته العسكرية. وتلعب واشنطن، راهناً، دوراً أساسياً في الضغط على إسرائيل لإعطاء فرصة للمسار السياسي - الدبلوماسي الذي انطلق مؤخراً مع موافقة الدولة اللبنانية على تطعيم الوفد الذي يفاوض في إطار لجنة وقف النار (الميكانيزم) بشخصية مدنية.

بولا أسطيح (بيروت)

تشييع 6 أشخاص قضوا بقصف إسرائيلي على مدرسة للنازحين في غزة

خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين بغزة (رويترز)
خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين بغزة (رويترز)
TT

تشييع 6 أشخاص قضوا بقصف إسرائيلي على مدرسة للنازحين في غزة

خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين بغزة (رويترز)
خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين بغزة (رويترز)

تجمّع عشرات الأشخاص، السبت، في مدينة غزة لتشييع 6 أشخاص قضوا بالأمس في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين، فيما عدته «حماس» «خرقاً واضحاً ومتجدداً لوقف إطلاق النار».

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، مساء الجمعة، ردّاً على استفسارات بشأن هذه الضربة إنه «خلال نشاط عملياتي في منطقة الخط الأصفر شمال قطاع غزة، تم رصد عدد من الأفراد المشبوهين في مراكز قيادة غرب الخط الأصفر»، مشيراً إلى أن قواته أطلقت النار على المشتبه بهم «للقضاء على التهديد».

وهو أقرّ بأنه «على علم بالادعاء المتعلق بوقوع إصابات في المنطقة، والتفاصيل قيد المراجعة»، معرباً عن أسفه «لأي ضرر لحق بالأفراد غير المتورطين»، وهو «يعمل على تخفيف الضرر قدر الإمكان».

خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين في غزة (أ.ب)

أما حركة «حماس»، فوصفت القصف المدفعي على مدرسة تؤوي نازحين في حيّ التفاح شرق مدينة غزة «وما أسفر عنه من استشهاد عددٍ من المواطنين، معظمهم من الأطفال» بأنه «جريمة وحشية تُرتكب بحقّ المدنيين الأبرياء، وخرق فاضح ومتجدّد لاتفاق وقف إطلاق النار».

وأشارت في بيان أصدرته، السبت، إلى أن «الاحتلال لا يكتفي باستهداف المدنيين، بل يُمعن في تعميق الكارثة الإنسانية عبر منع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إلى أماكن الاستهداف لإسعاف المصابين، وعرقلة عمليات الإنقاذ».

وطالبت «الوسطاء الضامنين للاتفاق والإدارة الأميركية بالاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات».

السبت، أمام مشرحة مجمّع «الشفاء»، وقف رجل يحمل بين ذراعيه جثّة طفل ملفوفة بكفن أبيض، بحسب صور التقطتها كاميرا «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت 5 جثث أخرى مكفّنة مصفوفة على الأرض. وأقام رجال صلاة الجنازة قبل دفن الضحايا.

وكان الدفاع المدني في غزة قد أبلغ بدايةً «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، عن «انتشال 5 شهداء جراء القصف الإسرائيلي لمركز إيواء مدرسة شهداء غزة» في حيّ التفاح شرق مدينة غزة.

والسبت، قال الناطق باسمه محمود بصل إن الحصيلة ارتفعت إلى 6 قتلى، في حين ما زال هناك شخصان مفقودان تحت الأنقاض.

فلسطيني يبكي شقيقه البالغ من العمر 5 أشهر الذي قُتل بقصف إسرائيلي أصاب مركز إيواء للنازحين بغزة (أ.ف.ب)

ومن بين الضحايا رضيع في شهره الرابع وفتاة في الرابعة عشرة من العمر وسيّدتان، وفق محمد أبو سلمية مدير مستشفى «الشفاء».

وقال نافذ النادر من أمام المستشفى: «هذه ليست هدنة، بل حمّام دماء نريده أن يتوقّف»، في إشارة إلى وقف إطلاق النار الساري منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) في غزة بين إسرائيل و«حماس».

وصرّح عبد الله النادر الذي فقد أقرباء له في الغارة الإسرائيلية: «كانت منطقة آمنة، مدرسة آمنة وفجأة بدأوا بإطلاق مقذوفات من دون سابق إنذار، مستهدفين نساءً وأطفالاً ومدنيين».

لا يزال وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، هشّاً مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاكه.

مقاتلون من «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)

وبموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل و«حماس» في غزة، انسحبت القوات الإسرائيلية إلى مواقع شرق ما تسميه «الخط الأصفر»، وهو خط غير محدد، داخل القطاع.

والسبت، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في القطاع عن مقتل 401 فلسطيني على الأقلّ بنيران الجيش الإسرائيلي منذ سريان وقف إطلاق النار.

وقضى مذاك 3 جنود إسرائيليين في غزة.


رئيس المخابرات التركية ناقش مع «حماس» المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة

عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)
TT

رئيس المخابرات التركية ناقش مع «حماس» المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة

عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)

ذكرت مصادر أمنية تركية ​أن رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالين التقى اليوم السبت مع رئيس حركة «حماس» في ‌قطاع غزة ‌وكبير ⁠مفاوضيها ​خليل ‌الحية، وناقشا الإجراءات اللازمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة.

مقاتلون من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)

وأوضحت المصادر، التي ⁠طلبت عدم الكشف عن ‌هويتها، أن ‍كالين التقى ‍بوفد «حماس» في ‍إسطنبول في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ،وأن الجانبين ​ناقشا الخطوات اللازمة لمنع ما وصفوها ⁠بانتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار.

وأضافت، دون الخوض في التفاصيل، أنهما بحثا أيضاً الإجراءات اللازمة لحل القضايا العالقة تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة.


«حزب الله» محشور بـ«حصرية السلاح»... وحواره مع عون يراوح مكانه

كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)
كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)
TT

«حزب الله» محشور بـ«حصرية السلاح»... وحواره مع عون يراوح مكانه

كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)
كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)

تبقى الأنظار الدولية واللبنانية مشدودة إلى «حزب الله» لمعرفة مدى استعداده للتجاوب مع الخطة التي أعدّتها قيادة الجيش لاستكمال تطبيق حصرية السلاح، على أن يبدأ ذلك من شمال نهر الليطاني فور الانتهاء من تنفيذ عملية سحب السلاح في منطقة جنوب النهر، وبمواكبة من قيادة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» ولجنة «الميكانيزم»، التي ستُعاود عقد اجتماعها في السابع من يناير (كانون الثاني) المقبل؛ حيث سيُدرج على جدول أعمالها تقويم مستوى الإنجاز الذي حققته الوحدات العسكرية عبر إحكام سيطرتها على جنوب النهر.

فـ«حزب الله» لا يزال يحتفظ بسلاحه، ولا يستخدمه التزاماً بوقف الأعمال العدائية، وحواره مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يراوح مكانه، وهذا ما ينسحب أيضاً على تواصله بفرنسا ومصر.

وأشار مصدر وزاري إلى أن «حزب الله» يمتنع عن كشف أوراقه، ويصر، عبر تصريح أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، على رفع سقوفه السياسية، متهماً حكومة الرئيس نواف سلّام بارتكاب خطيئة لموافقتها على حصرية السلاح، رغم تأييده بيانها الوزاري الذي نصّ على احتكار الدولة للسلاح، ومشاركته في الحكومة بوزيرين على هذا الأساس.

وكشف المصدر أن القيادة الإيرانية لم تستجب لوساطة فرنسا ومصر بالتدخل لدى «حزب الله» لإقناعه بإعادة النظر في موقفه بتسهيل استكمال حصرية السلاح.

وقال إنه ترتب على موقفها خفض منسوب التواصل، سواء معها أو مع الحزب، الذي لم يتجاوب مع الوساطة التي قام بها مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، والذي اقترح عليه الموافقة على خطة قيادة الجيش لتطبيق حصرية السلاح، بوصفها الممر الإلزامي لبسط سلطة الدولة على أراضيها تنفيذاً للقرار «1701».

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل يتفقّد موقع تفجير منشأة «حزب الله» في الجنوب (مديرية التوجيه)

ورأى المصدر أن هناك مبالغة في الحديث عن استمرار التواصل بين الحزب ومصر، مؤكداً أنه أقل من المطلوب في ضوء عدم تجاوب الحزب مع الأفكار التي طرحها اللواء رشاد خلال زيارته إلى بيروت.

وأوضح أن أحمد مهنا، العضو في الفريق الذي يرأسه رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد، والمكلّف بالحوار مع رئيس الجمهورية ميشال عون، التقى مسؤول الأمن في السفارة المصرية على هامش زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي إلى بيروت.

وأكد أن اللقاء لم يدم طويلاً؛ نظراً لأن الحزب لم يبدل موقفه تجاوباً مع إصرار الحكومة على حصرية السلاح وعدم العودة عن قرارها في هذا الخصوص.

وقال إن مهنا هو مَن يتواصل مع العميد رحال، الذي يلتقي عند الضرورة برعد، وإن كان الحوار بدا متقطعاً في الآونة الأخيرة، لأن الحزب يمتنع عن كشف أوراقه، وأن ما يُنقل إلى رحال يبقى محصوراً بمواقفه العلنية التي اعتاد قاسم طرحها، ما يعني، من وجهة نظر رسمية، أن الحزب يرفض التقاط الفرص للانخراط في مشروع الدولة بتخليه عن سلاحه.

الرئيس اللبناني جوزيف عون لدى اجتماعه برئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في قصر بعبدا أمس (الرئاسة اللبنانية)

وكشف أن رشاد موجود حالياً، وبتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في واشنطن لحث الإدارة الأميركية على الضغط على إسرائيل، ومنعها من توسعة الحرب وإلزامها بوقف الأعمال العدائية.

وأكد أن تواصل عون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري مستمر، ويكاد يكون تعويضاً عن المراوحة التي طغت على حواره بالحزب. علماً بأن العميد رحال مكلف بتكثيف تواصله مع بري، ليس لأنه يحمل تفويضاً من «حزب الله» الذي كان وراء التوصل، مع الموفدين الأميركيين، إلى اتفاق لوقف النار برعاية واشنطن وباريس فحسب، بل لأنه الأقدر على استيعاب موقف الحزب وضبط أدائه، وقيادة عملية احتضانه التسوية من أجل إعادة الاستقرار إلى الجنوب. كما أنه يلتقي الموفدين الدوليين والعرب إلى لبنان، على عكس الحزب الذي لم يعد له حليف سوى إيران، واضعاً كل أوراقه في سلتها.

وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي إن على قيادة «حزب الله» أن تُدرك جيداً أن هدر الوقت ليس لمصلحتها، ولم يعد أمامها أي خيار سوى الانخراط في مشروع الدولة، مشروطاً بتسليم السلاح، لأنها لا تملك، على الأقل في المدى المنظور، القدرة على استخدامه.

وتساءل المصدر: ما الجدوى من إيداع السلاح بعهدة طهران لاستخدامه لإعادة الاعتبار لمفاوضاتها مع واشنطن، كونها وحدها القادرة على تقديم الثمن لها، في مقابل تسليمها السلاح لأنها صاحبة الحق فيه وأمنت وصوله للحزب؟

وأكّد المصدر أن لدى أصدقاء لبنان قناعة راسخة بامتناع الحزب عن التجاوب مع الوساطات؛ لأنه ماضٍ في وضع سلاحه بخدمة إيران ليكون في وسعها تحسين شروطها في حال أبدت واشنطن استعدادها لمعاودة المفاوضات. وقال إن موقفها يؤدي حتماً إلى حشر الدولة، ويزيد من الإرباك الذي تتخبط فيه قيادة الحزب، ولا تأخذ بالنصائح لإنزالها من أعلى الشجرة.

ومع أن المصدر لم يستبعد مجيء وزير خارجية إيران عباس عراقجي إلى بيروت، فإنه يؤكد أن لقاءاته لن تُقدّم أو تؤخر، وأنه لا مجال أمامه للإمساك بالورقة اللبنانية لتسييلها، بالمفهوم السياسي للكلمة، لفتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يقف عائقاً أمام استئناف مفاوضاتها مع واشنطن.

وعليه، يقف لبنان حالياً على مشارف حسم موقفه بإعداد جدول زمني لاستكمال حصرية السلاح، في ضوء فترة السماح التي أُعطيت له من قبل الدول التي شاركت في الاجتماع التحضيري الذي رعته باريس لانعقاد المؤتمر الدولي لدعم الجيش في فبراير (شباط) المقبل.

الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان هذا الأسبوع (أ.ف.ب)