صقلية تحكي تاريخ العرب للسياح

تجربة تأسر الحواس وتنقلك عبر الزمن

ما تبقى من وادي المعابد (الشرق الاوسط)
ما تبقى من وادي المعابد (الشرق الاوسط)
TT

صقلية تحكي تاريخ العرب للسياح

ما تبقى من وادي المعابد (الشرق الاوسط)
ما تبقى من وادي المعابد (الشرق الاوسط)

حين تذكر صقلية، يتبادر إلى الذهن مشهد البحر الأزرق العميق، والبيوت ذات الطابع المتوسطي، وتاريخ طويل تتداخل فيه الحضارات من الإغريق والرومان إلى العرب والنورمان. تقع هذه الجزيرة الإيطالية في قلب البحر الأبيض المتوسط، وتُعدّ واحدة من أروع الوجهات السياحية التي تجمع بين الطبيعة الخلابة، والكنوز الأثرية، والنكهات الغنية للمطبخ المحلي. في صقلية، لا تزور مكاناً فحسب، بل تعيش تجربة تأسر الحواس وتنقلك عبر الزمن.

المطبخ الصقلي غني ومتأثر بالمنطقة العربية (الشرق الاوسط)

لنبدأ الرحلة...

من لندن بدأت رحلة اكتشاف صقلية النابضة بالحياة والتي تجمع بين سحر الشرق وبهاء الغرب. رحلة جوية مباشرة تحط رحالها في مطار باليرمو، المدينة الواقعة في شمال غربي جزيرة صقلية، وتُعدّ عاصمتها وأكبر مدنها. وكلوحة فنية فريدة من نوعها تتوزع شوارعها التاريخية، وأسواقها الشعبية العريقة، وكنائسها المزخرفة، وقصورها المهيبة؛ ما يجعلها وجهة مثالية لعشّاق التاريخ والثقافة والطعام المتوسطي. في هذه المدينة، يلتقي الماضي بالحاضر، وتُروى حكايات قرون مضت في كل زاوية وحجر.

إذا قررت البقاء في باليرمو للتعرف على أسواقها الشعبية ومعمارها القديم الذي لا يخلو من تذكير بالهندسة العربية، سوف تلاحظ أن اللغة العربية حاضرة؛ لأن معظم أسماء الشوارع هي عربية ينطقها الإيطاليون باللهجة الصقلية التي تختلف عن باقي اللهجات الإيطالية (بشهادة أهل البلد).

بركة سباحة تظللها أشجار النخيل (الشرق الاوسط)

كما أن المعمار الإسلامي ما زال ظاهراً في بعض المباني، والمطبخ الصقلي تأثر بوضوح تام بالمأكولات العربية؛ فستخدم فيه البهارات الشرقية. فمطبخ باليرمو هو بحد ذاته مغامرة، ومن ألذ أطباقه «الأرانشيني» (Arancini) وهي عبارة عن كرات أرز مقلية ومحشوة، و«الباستا ألا نورما» (Pasta alla Norma) التي تقدم مع الباذنجان وصلصة الطماطم، و«الكانولي» (Cannoli) و«الجيلاتو» (Gelato).

من الآثار المتبقية في وادي المعابد (الشرق الاوسط)

تُعرف باليرمو بكنوزها المعمارية التي تعكس تعاقب الحضارات التي تركت بصمتها عليها. لا تمكن زيارة المدينة دون الانبهار بجمال «القصر النورماندي» (Palazzo dei Normanni)، الذي يضم «الكنيسة البلاطية» (Cappella Palatina) الرائعة، والتي تُعدّ تحفة فنية من الفسيفساء الذهبية التي تروي قصصاً من الإنجيل. تُعد «كاتدرائية باليرمو» (Cattedrale di Palermo) أيضاً مَعلماً لا بد من زيارته، بتصميمها الذي يمزج بين الأساليب المعمارية المختلفة، من القوطية إلى الباروكية.

ولعشاق الفن، تقدم «غاليريا ريجنال دي باليرمو» (Galleria Regionale della Sicilia) مجموعة رائعة من الأعمال الفنية التي تعود إلى قرون مضت، بينما يُعدّ «مسرح ماسيمو» (Teatro Massimo) أحد أكبر وأجمل دور الأوبرا في أوروبا، وهو شهادة على التراث الفني الغني للمدينة.

تنبض أسواق باليرمو بالحياة والطاقة، وتُعدّ تجربة حسية لا تُنسى. تُعد «سوق بالارو» (Mercato di Ballarò) و«سوق فوتشيريا» (Mercato della Vucciria) من أشهر الأسواق، حيث يمكن للزوار التجول بين الأكشاك التي تعرض الفواكه والخضراوات الطازجة، والمأكولات البحرية، والتوابل العطرية، والحِرف اليدوية المحلية. إنها فرصة رائعة للانغماس في الحياة اليومية للمدينة وتذوق نكهات صقلية الأصيلة.

باستا مع قواقع البحر (الشرق الاوسط)

قصة صقلية مع العرب والمسلمين

في عام 827 ميلادي، بدأ المسلمون العرب (مع الأمازيغ) حملة لفتح صقلية، بقيادة أسد بن الفرات، قادمين من شمال أفريقيا، استمر الفتح تدريجياً حتى عام 902م، حيث أصبحت صقلية تحت الحكم الإسلامي بالكامل، واستمر هذا الحكم قرابة 250 سنة.

وبعدها بدأت حملات النورمانديين المسيحيين لاستعادة الجزيرة في القرن الحادي عشر. بحلول عام 1091م، سقطت آخر معاقل المسلمين، وانتهى الحكم العربي، لكن تأثيرهم الثقافي واللغوي استمر لقرون.

وبعيداً عن صخب المدينة، توفر باليرمو أيضاً واحات من الهدوء والجمال الطبيعي. تُعد «حدائق فيلا جيا» مكاناً مثالياً للاسترخاء والتنزه بين المساحات الخضراء المورقة والنوافير الرائعة. وللباحثين عن مناظر طبيعية خلابة، يُعد «مونتي بيلغرينو» نقطة مراقبة رائعة توفر إطلالات بانورامية على المدينة والبحر الأبيض المتوسط.

تشتهر صقلية بالاسماك على أنواعها (الشرق الاوسط)

باليرمو ليست مجرد مجموعة من المعالم السياحية، إنها تجربة ثقافية غامرة. يُمكن للزوار استكشاف الأحياء القديمة الضيقة، ومشاهدة الحرفيين المحليين وهم يمارسون فنونهم التقليدية، والاستماع إلى الأغاني الشعبية التي تتردد في الشوارع. تُقام كثير من المهرجانات والفعاليات الثقافية على مدار العام؛ ما يضيف بعداً آخر لزيارة المدينة.

ملاعب غولف لمحبي ممارسة هذه الرياضة (الشرق الاوسط)

رحلة بالسيارة

وإذا كان لديك الوقت لاستكشاف مدن أخرى في صقلية، أنصحك بتأجير سيارة والتوجه إلى جنوب صقلية، حيث تقع المعابد اليونانية في كل من أجريجينتو وسيلينونتي.

وعلى بُعد 90 دقيقة بالسيارة جنوباً من مطار باليرمو عبر قلب صقلية الجبلي المنعزل، تصل إلى شاكا وهي ميناء صيد مهم وتتميز بمبانيها الملونة وأسواقها الجميلة، وهي مدينة بسيطة وليست وجهة سياحية راقية، تشتهر بصناعة الخزف وحماماتها الحرارية ومهرجاناتها الدينية، بالإضافة إلى أسطول صيدها الضخم.

شواطئ رملية جميلة (الشرق الاوسط)

ومن أهم الزيارات في المنطقة:

. وادي المعابد (Valle dei Templi)

يُعدّ وادي المعابد في مدينة أجريجنتو من أبرز المواقع الأثرية في صقلية، وواحداً من أعظم الشواهد على الحضارة الإغريقية في العالم. يحتوي الموقع على سلسلة من المعابد الدورية القديمة، مثل معبد كونكورديا ومعبد هيرا، التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. وقد أُدرج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي لـ«يونيسكو». أجمل وقت للزيارة عن الغروب؛ لأن أشعة الشمس تلقي بدفئها على الأعمدة الشامخة وتحول لونها لوناً ذهبياً باهراً.

شرفة مطلة على شواطئ صقلية الجميلة (الشرق الاوسط)

. المسرح اليوناني في سيراكوزا

تقع مدينة سيراكوزا على الساحل الشرقي لصقلية، وكانت ذات يوم من أهم مدن العالم القديم. يُعد المسرح اليوناني فيها من أكبر المسارح في العصور القديمة، ولا يزال يُستخدم اليوم للعروض الفنية والمسرحية، خاصة خلال مهرجان المسرح اليوناني السنوي. هذا المسرح يُجسّد عبقرية المعمار الإغريقي ويُطل على مناظر طبيعية خلابة.

برك سباحة في ظل أشجار النخيل (الشرق الاوسط)

فيلا رومانا ديل كاسالي (Villa Romana del Casale)

في قلب الجزيرة، بالقرب من مدينة بيازا أرمرينا، تقع هذه الفيلا الرومانية الفاخرة، التي تشتهر بأرضياتها الفسيفسائية المحفوظة بشكل مذهل. تعود هذه الأرضيات إلى القرن الرابع الميلادي، وتُعدّ من الأجمل في الإمبراطورية الرومانية، حيث تُصوّر مشاهد من الحياة اليومية، والأساطير، والرياضة.

البريطاني الكسندر هاردي كوبر ممول أعمال التنقيب في وادي المعابد (الشرق الاوسط)

مدينة سيلينونتي الأثرية

كانت سيلينونتي واحدة من أكبر وأغنى المدن الإغريقية في صقلية، وتقع على الساحل الجنوبي الغربي للجزيرة. اليوم، يمكن للزائر التجوّل بين بقايا معابدها الضخمة وأطلالها القديمة التي تروي قصة مجد حضارة اندثرت، بينما تمتد من حولها الطبيعة الساحلية الخلابة.

طبيعة خلابة (الشرق الاوسط)

قلعة زيسا والنفوذ العربي - النورمانيفيها تكتشف التأثيرات العربية والنورمانية التي تميز تصميم العمارة والدليل قلعة زيسا، التي بُنيت في القرن الثاني عشر، والتي تجمع بين الفن الإسلامي والهندسة الأوروبية، وهي مثال على تعايش الثقافات في صقلية خلال العصور الوسطى.

شاكا ميناء صيد تاريخي على الساحل الجنوبي لصقلية.

وادي المعابد (الشرق الاوسط)

الإقامة

يقع منتجع «فيردورا» على طول الساحل الصخري في منطقة نادرة الاستكشاف بجنوب صقلية، ويتميز بمرافق استثنائية تشمل منتجعاً صحياً ضخماً وثلاثة ملاعب غولف؛ إذ يعدّ من أهم العناوين بالنسبة للاعبي هذه الرياضة داخل إيطاليا وخارجها. كما يُعدّ نقطة انطلاق مثالية لجميع المعالم السياحية المذكورة؛ فهو يتمتع بموقع جغرافي ملائم لاكتشاف القسم الجنوبي من الجزيرة.

هذا المكان هو أشبه بمدينة مصغرة؛ فهو يمتد على مساحة 570 فداناً. الساحل الصخري ليس مثالياً للسباحة، مع العلم أن هذا القسم من الجزيرة ليس شهيراً بشواطئه الجميلة إنما تم استيراد الرمل الناعم والأبيض ليجعل الشواطئ الممتدة على طول المنتجع مناسبة للسباحة وممارسة الرياضات الصيفية.

شواطئ رملية (الشرق الاوسط)

ولمحبي الاسترخاء، يوجد في المنتجع مركز صحي مع برك سباحة خارجية وداخلية، ولمحبي ممارسة رياضة الغولف يمكنهم ممارسة تلك الرياضة على مساحات شاسعة وبمحاذاة الشاطئ، وهذه الصفة قلما تجدها في ملاعب الغولف، ومن الممكن التجوال في المنتجع عن طريق الدراجات الهوائية والعربات الكهربائية.

وتنتشر فيه الكثير من المطاعم مثل « ليولا» و«زغارا»، والأجمل هو مطعم «أماري» الذي لا يضم لائحة طعام إنما يعتمد على ما يأتي من البحر يومياً، ويستطيع الزبون اختيار طريقة الطهي والتقديم. ولا بد من تذوق زيت الزيتون الذي يوضع على جميع طاولات المطاعم ويقدم مع الخبز المصنوع هناك، فزيت الزيتون هذا هو محصول الأشجار الكثيرة المزروعة على مساحة هكتارات عدة ولا تباع ولا تصدر إلى أي مكان؛ لأن استخدام الزيت حصري للنزلاء في المنتجع وباقي فنادق «روكو فورتي» الإيطالية المنتشرة أرجاء البلاد كافة. وتوجد في المنتجع غرف بشتى الأحجام، بالإضافة إلى فلل تتسع كل منها لثلاث عائلات، ويمكن تأمين طاهٍ خاص لها وخدمات عدّة أخرى.

ويعدّ هذا المنتجع مناسباً جداً للعائلات؛ لأنه يضم مركزاً مخصصاً للأطفال تحت إشراف مختصين؛ ما يمنح الحرية للأهل للتمتع بجمال الطبيعة وجميع النشاطات المتوفرة.

أجمل ما يمكنك القيام به فهو وداع الشمس من على شرفة مطعم «شيروكو» ويعني «الريح» بالإيطالية، حيث يمتزج منظر الشمس وهي تغيب مع أشجار النخيل المحيطة ببركة السباحة المحاذية للشاطئ.


مقالات ذات صلة

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

سفر وسياحة مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء.

محمد عجم (القاهرة)
سفر وسياحة الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد متسوقون يتجولون في مركز «دولفين» التجاري خلال «الجمعة السوداء» في ميامي (إ.ب.أ)

المستهلكون الأميركيون ينفقون 11.8 مليار دولار في «البلاك فرايدي»

شهد المستهلكون الأميركيون عطلة تسوق قياسية بعد عيد الشكر؛ حيث سجّل الإنفاق عبر الإنترنت في «الجمعة السوداء» (بلاك فرايدي) رقماً غير مسبوق، دافعاً تجارة التجزئة…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق السويد واحدة من أقل دول أوروبا كثافة سكانية (رويترز)

السويد تشجع السياح على زيارتها بهدف «الشعور بالملل»

تشجع السويد الزوار على السفر إليها بحثاً عن الراحة والهدوء.

«الشرق الأوسط» (ستوكلهوم)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.