رغم ضغط ترمب... لماذا لا تستطيع «أبل» تصنيع «آيفون» في أميركا؟

أشخاص ينظرون إلى هواتف «آيفون» في متجر «أبل» بمدينة نيويورك (رويترز)
أشخاص ينظرون إلى هواتف «آيفون» في متجر «أبل» بمدينة نيويورك (رويترز)
TT

رغم ضغط ترمب... لماذا لا تستطيع «أبل» تصنيع «آيفون» في أميركا؟

أشخاص ينظرون إلى هواتف «آيفون» في متجر «أبل» بمدينة نيويورك (رويترز)
أشخاص ينظرون إلى هواتف «آيفون» في متجر «أبل» بمدينة نيويورك (رويترز)

في عام 2011، ضغط الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، على الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» ستيف جوبز، بشأن ما يتطلبه نقل إنتاج هواتف «آيفون» إلى الولايات المتحدة، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

وبعد 14 عاماً، يُعيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، طرح هذا السؤال على الرئيس التنفيذي الحالي لشركة «آبل» تيم كوك، لكن المخاطر أكبر بكثير، وفق تقرير لشبكة «سي إن إن».

هدد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة، على «أبل» وشركات الهواتف الذكية الأخرى، ما لم تُصنّع هواتف تُباع في الولايات المتحدة.

ونشر على «تروث سوشيال» يوم الجمعة: «أبلغتُ تيم كوك، رئيس (أبل)، منذ فترة طويلة، بأنني أتوقع أن تُصنّع وتُبنى هواتف (آيفون) التي ستُباع في الولايات المتحدة الأميركية، وليس في الهند أو أي مكان آخر. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب على (أبل) دفع رسوم جمركية لا تقل عن 25 في المائة للولايات المتحدة».

دونالد ترمب يحمل هاتف «آيفون» (رويترز)

وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرّح كوك أنه يتوقع شحن غالبية هواتف «آيفون» المتجهة إلى الولايات المتحدة من الهند.

ويُعدّ إنعاش التصنيع في الولايات المتحدة هدفاً رئيسياً لرئاسة ترمب. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من ولايته الثانية، شنّ حملةً واسعةً على التعريفات الجمركية، واعداً بفرض رسوم على جميع المنتجات تقريباً المصنوعة في الخارج، في محاولةٍ لتعزيز الوظائف في الولايات المتحدة وإعادة التوازن لما عدّه ممارساتٍ غير عادلة من شركاء أميركا التجاريين.

لكن الخبراء الذين تحدثوا إلى شبكة «سي إن إن» قالوا إن تصنيع هواتف «آيفون» في الولايات المتحدة سيُغيّر طريقة تصنيع «أبل» لأكثر منتجاتها ربحيةً.

فنقل إنتاج «آيفون» إلى الولايات المتحدة يعني الابتعاد عن دولٍ مثل الصين والهند التي تمتلك القوى العاملة المتخصصة والمهارات اللازمة لإنتاج ملايين أجهزة «آيفون» التي تُشحنها «أبل» سنوياً. وقد تُؤدي النتيجة إلى ارتفاع الأسعار أو تغييرات في تصميم الهاتف، وفقاً لتقديرات بعض المحللين.

وقال ديبانجان تشاترجي، نائب الرئيس والمحلل الرئيسي في شركة أبحاث السوق «Forrester»: «هذا ببساطة غير مجدٍ من حيث الجوهر».

وتمتلك الصين نظاماً مترامي الأطراف من المصانع المُصممة خصيصاً لتجميع الإلكترونيات. وتُوظّف شركة «فوكسكون»، شريكة «أبل» العريقة في تجميع هواتف «آيفون»، 900 ألف شخص في موسم الذروة، على الرغم من أنه من غير الواضح نسبة هذه الوظائف في الصين، وما إذا كانت مرتبطة بأعمال «آيفون».

وأشار تشاترجي إلى أن العمال يعيشون في مساكن بالمصنع، مما يُسهّل تغيير خطط الإنتاج دون إشعار مسبق. وتتميز عمليات الإنتاج بتخصصها العالي حسب المنتج؛ فهي ليست نهجاً واحداً يناسب الجميع ويسهل تكراره.

وقال ديفيد ماركوت، نائب الرئيس الأول في شركة أبحاث السوق الدولية كانتار: «إن الخبرة اللازمة لتصنيع كل مكون من المكونات أمرٌ يتطلب العمل عليه لفترة طويلة».

وهناك أيضاً تساؤل حول ما إذا كان هناك طلب كافٍ على وظائف المصانع في أميركا.

ويشهد قطاع التصنيع تراجعاً في الولايات المتحدة، حيث لم يشغل سوى 8 في المائة من العمال الأميركيين وظائف في هذا القطاع بدءاً من أوائل هذا العام، مقارنةً بنحو 26 في المائة في عام 1970، وفقاً لمكتب إحصاءات العمل.

وقد تغير الكثير منذ عام 1970. وصرحت كارولين لي، المديرة التنفيذية لمعهد التصنيع، لشبكة «سي إن إن» سابقاً، أن «الوظيفة تغيرت كثيراً» وأن أدوار التصنيع الحديثة تتضمن مهارات مثل البرمجة وتحليل البيانات.

وكانت «أبل» قد صرحت في فبراير (شباط) الماضي، بأنها تخطط لاستثمار 500 مليار دولار في توسيع حضورها بالولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، مما سيُخصص لتعزيز جهود البحث والتطوير، وافتتاح منشأة جديدة لتصنيع الخوادم لدعم ميزات برنامج «Apple Intelligence»، وإطلاق أكاديمية في ديترويت لتعليم الشركات تقنيات التصنيع الذكي والذكاء الاصطناعي.

وكان ترمب قد أعلن أن هذا الاستثمار - إلى جانب التزام شركة «TSMC» التايوانية لصناعة الرقائق بمبلغ 100 مليار دولار للتوسع في الولايات المتحدة - يُعدّ انتصاراً سياسياً وخطوة نحو نقل مزيد من إنتاج التكنولوجيا إلى الداخل.

لكن أكاديمية «أبل» ستكون مخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وفقاً لبيان «أبل»، وليس لتدريب العمال أو بناء البنية التحتية لإنتاج هواتف «آيفون» بالطريقة التي تتم بها في الصين أو الهند.

وأقر كوك بوجود فجوة في العمالة المطلوبة لإنتاج هواتف «آيفون» في الولايات المتحدة. وفي حديثه بفعالية لمجلة «فورتشن» عام 2017، وصف بيئة التصنيع في الصين بأنها توفر مزيجاً من مهارات «الحرفيين» و«الروبوتات المتطورة» و«عالم علوم الكمبيوتر».

وقال: «هذا التقاطع، الذي نادراً ما نجده في أي مكان، وهذا النوع من المهارات، مهم جداً لأعمالنا نظراً لمستوى الدقة والجودة الذي نحبه».

لكن وفق باتريك مورهيد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «Moor Insights & Strategy» للتحليلات، فإن «أبل» قد تنقل بعض إنتاج «آيفون» إلى الولايات المتحدة في غضون 5 سنوات. لكن ذلك سيتطلب أتمتة بعض العمليات لمراعاة فجوة المهارات في أميركا مقارنةً بالصين والهند.

وقال: «قد يشمل ذلك أيضاً تغيير تصميم هاتف (آيفون) لاستيعاب مزيد من الأتمتة، مثل تغيير طريقة لصق بعض المكونات معاً».

ويتخذ كثير من موردي «أبل» من الصين مقراً لهم، لذا فإن الانتقال إلى الولايات المتحدة، حتى لو كان للتجميع فقط، يعني الابتعاد أكثر عن المكونات الأساسية. وصرّح دان آيفز، الرئيس العالمي لأبحاث التكنولوجيا في «Wedbush Securities»، لشبكة «سي إن إن» الشهر الماضي، بأن ما يُقدر بنحو 90 في المائة من عملية إنتاج «آيفون» تتم في الصين، على الرغم من أنه قال إن هذا الرقم يقترب من 40 في المائة الآن، بعد أن نقلت «آبل» مزيداً من الإنتاج إلى الهند. كما قدّر أن تصنيع أجهزة «آيفون» في الولايات المتحدة قد يضاعف سعر الجهاز 3 مرات.

وقال تشاترجي إن «(أبل) تواجه قراراً صعباً في كلتا الحالتين»، وذلك على الرغم من اجتماع كوك مع ترمب الأسبوع الماضي، والتبرع بمليون دولار الذي قدمه لحفل تنصيب ترمب، وفقاً لـ«أكسيوس» لأنه لا يُمكن واقعياً، من منظور اقتصادي، جلب الإنتاج إلى الولايات المتحدة، ولا يُمكن في ظل هذا المناخ قول: «لا، لن أفعل ذلك». وأضاف: «لذا، يجب السير على هذا الخيط الرفيع، وهذا الحبل المشدود، لأطول فترة ممكنة».


مقالات ذات صلة

«أبل» تتطلع إلى المشاركة في تنامي صناعة الموسيقى بالسعودية

خاص تتطلع «أبل» لزيادة مشاركتها في صناعة الموسيقى بالمنطقة (الشرق الأوسط)

«أبل» تتطلع إلى المشاركة في تنامي صناعة الموسيقى بالسعودية

تتحرك استراتيجية «أبل ميوزيك» الموسيقية في مسار متقاطع مع طموحات «رؤية السعودية 2030»؛ لبناء مشهد ثقافي وإبداعي أكبر حيوية، وتعزيز الهوية الفنية المحلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة من رواد التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم في «أبل ووتش» تستند إلى مستشعر نبضات القلب البصري في الساعة (الشرق الأوسط)

«أبل ووتش» تتيح خاصية التنبيه المبكر لارتفاع ضغط الدم في السعودية والإمارات

قالت شركة «أبل» إنها أتاحت خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم على ساعات «أبل ووتش» لمستخدميها في السعودية والإمارات.

«الشرق الأوسط» (دبي)
إعلام ميزة «الشفافية» على «أبل»... احتكار أم حماية للخصوصية؟

ميزة «الشفافية» على «أبل»... احتكار أم حماية للخصوصية؟

بين الحين والآخر يثار جدل بشأن محاولات الموازنة بين حماية بيانات المُستخدمين ومنع الاحتكار.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

ماذا نعرف عن «الاقتران الخفي» أحدث طرق الاحتيال عبر «واتساب»؟

تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
TT

ماذا نعرف عن «الاقتران الخفي» أحدث طرق الاحتيال عبر «واتساب»؟

تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)

تنتشر حالياً عملية احتيال جديدة ومتطورة تستهدف مستخدمي تطبيق «واتساب»، وتُعرف هذه العملية باسم «الاقتران الخفي» أو (Ghost Pairing)، وهي حيلة تُمكّن المُحتال من السيطرة على حساب «واتساب» الخاص بالضحية دون الحاجة إلى اختراق كلمة المرور أو اعتراض الرسائل.

بدلاً من ذلك، تعتمد هذه العملية على أساليب «الهندسة الاجتماعية»، حيث يتم خداع المستخدمين لحملهم على منح الوصول إلى حساباتهم للمحتالين. ويُحذّر خبراء الأمن السيبراني من مخاطر هذه العملية، التي تنتشر عبر جهات الاتصال الموثوقة، مما يجعلها «خبيثة للغاية»، وفق ما ذكره موقع «صوت المراقب» أو (observer voice).

فهم عملية «الاقتران الخفي»

تبدأ العملية عادةً برسالة تبدو بريئة من جهة اتصال موثوقة. قد يتلقى الضحايا رسالة نصية تقول: «مرحباً، هل هذا أنت في هذه الصورة؟» أو «لقد وجدت صورتك للتو»، مصحوبة برابط يبدو أنه يؤدي إلى منشور مألوف على وسائل التواصل الاجتماعي.

عند النقر على الرابط، يتم توجيه المستخدمين إلى صفحة ويب زائفة مصممة لتقليد موقع شرعي. تطلب هذه الصفحة منهم «التحقق» من هويتهم لعرض المحتوى، مما يُفعّل بدء عملية الاقتران أو الربط مع الجهاز المُستخدم من خلاله تطبيق «واتساب».

وخلال هذه العملية، يُطلب من المستخدمين إدخال رقم جوالهم، يلي ذلك توليد رمز رقمي للربط. ثم تُوجّه الصفحة الاحتيالية الضحية لإدخال هذا الرمز في واتساب، مُخفيةً إياه كأنه «إجراء أمني».

بذلك، تربط الضحية دون علمها جهاز المُهاجِم بحسابها. وبمجرد الربط، يحصل المُهاجم على وصول كامل إلى حساب «واتساب» الخاص بالضحية، مما يسمح له بقراءة الرسائل، وتنزيل الوسائط، وإرسال الرسائل دون علم الضحية.

الانتشار السريع للعملية الاحتيالية

يُعدّ الاحتيال عبر «الاقتران الخفي» خطيراً للغاية نظراً لاعتماده على الثقة. فبمجرد اختراق حساب، يستطيع المهاجمون استخدامه لإرسال روابط خبيثة إلى جهات اتصال الضحية ومجموعات الدردشة.

ولأن هذه الرسائل تأتي من مصادر مألوفة، يزداد احتمال نقر المستلمين عليها، مما يُسهّل انتشار عملية الاحتيال بسرعة دون الحاجة إلى رسائل بريد إلكتروني عشوائية أو علامات تحذيرية واضحة.

ووفق موقع «صوت المراقب»، فقد رُصدت هذه العملية في البداية في أجزاء من أوروبا، لكن الخبراء يُحذّرون من أنها لا تقتصر على منطقة مُحدّدة، بل يُمكن أن تستهدف أي مُستخدم لتطبيق «واتساب» في العالم.

ويُعزّز جانب «الهندسة الاجتماعية» في العملية من فاعليتها. إذ يستغل المحتالون ثقة المستخدمين في جهات اتصالهم وشعورهم بالأمان تجاههم، وهو ما يُشجّع الضحايا على التفاعل أكثر مع عملية الاحتيال.

وتتميز عملية الاحتيال عبر «الاقتران الخفي» عن غيرها من عمليات الاحتيال بأنها لا تعتمد على استغلال ثغرات التطبيقات أو إضعاف التشفير. وتُسلط العملية الضوء على اتجاه مُقلق في التهديدات الرقمية، حيث يُركز المُهاجمون على استغلال السلوك البشري بدلاً من نقاط الضعف التقنية.

كيف تحمي نفسك؟

للحماية من عملية «الاقتران الخفي»، يجب على المستخدمين إعطاء الأولوية للوعي بالحلول التقنية. ويُعدّ التحقق المنتظم من قائمة «الأجهزة المرتبطة» في «واتساب» أمراً بالغ الأهمية، حيث يُمكّن المستخدمين من تحديد أي أجهزة غير مألوفة وإزالتها، كما يجب التعامل بحذر مع أي طلبات لإدخال رموز اقتران أو التحقق من الهوية عبر مواقع ويب خارجية.

ويُمكن أن يُوفّر تفعيل «التحقق بخطوتين» أو (Two-step verification) طبقة إضافية من الأمان. كما يجب على المستخدمين توخي الحذر من الرسائل غير المتوقعة، حتى من جهات الاتصال المعروفة، والتحقق من صحتها قبل النقر على أي روابط.


«تسلا» تعرض الروبوت الشبيه بالبشر «أوبتيموس» في برلين

 «أوبتيموس» (أ.ب)
«أوبتيموس» (أ.ب)
TT

«تسلا» تعرض الروبوت الشبيه بالبشر «أوبتيموس» في برلين

 «أوبتيموس» (أ.ب)
«أوبتيموس» (أ.ب)

كشفت شركة «تسلا»، السبت، عن روبوتها الشبيه بالبشر المُسمى «أوبتيموس» أمام الجمهور في العاصمة الألمانية برلين.

وقام الروبوت بتوزيع الفشار في سوق لعيد الميلاد بمركز التسوق «إل بي 12»، المعروف أيضاً باسم «مول برلين»؛ حيث كان يلتقط علب الفشار الصغيرة ويملؤها، ثم يقدمها للزوار.

وتشكل طابور طويل أمام المنصة. وكما الحال في عروض مماثلة أخرى قدمتها «تسلا»، ظل من غير الواضح إلى أي مدى كان «أوبتيموس» يعمل بشكل ذاتي، أو ما إذا كان خاضعاً للتحكم عن بُعد جزئياً على الأقل.

«أوبتيموس» (أ.ب)

وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تتراجع مبيعات سيارات «تسلا» الكهربائية مرة أخرى هذا العام، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك أن مستقبل «تسلا» يكمن في سيارات الأجرة ذاتية القيادة «الروبوتاكسي»، والروبوتات الشبيهة بالبشر.

كما توقّع ماسك أن يفوق عدد الروبوتات عدد البشر في العالم مستقبلاً، مشيراً إلى أن السيارات ذاتية القيادة والروبوتات ستفضي إلى «عالم بلا فقر»، يتمتع فيه الجميع بإمكانية الوصول إلى أفضل رعاية طبية. وأضاف قائلاً: «سيكون (أوبتيموس) جراحاً مذهلًا».

وأوضح ماسك أنه يأمل في بدء إنتاج هذه الروبوتات بحلول نهاية العام المقبل.

وحسب تقارير إعلامية، يتم التحكم في بعض هذه الروبوتات عن بُعد خلال مثل هذه العروض. وأثار مقطع فيديو ضجة على الإنترنت مؤخراً، يظهر فيه روبوت «أوبتيموس» وهو يسقط إلى الخلف مثل لوح مسطح خلال فعالية في مدينة ميامي.

وقبل أن يسقط يرفع الروبوت ذراعيه الاثنتين إلى رأسه، في حركة توحي بأن الشخص الذي كان يتحكم فيه عن بُعد قد نزع نظارة ثلاثية الأبعاد. ولم تعلق «تسلا» على ذلك.


خبراء يحذِّرون: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
TT

خبراء يحذِّرون: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)

أفاد تقرير بأن تفويض بعض المهام إلى الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ؛ بل وقد يضر بمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.

في وقت سابق من هذا العام، نشر «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) دراسة أظهرت أن الأشخاص الذين استخدموا برنامج «شات جي بي تي» لكتابة المقالات أظهروا نشاطاً أقل في شبكات الدماغ المرتبطة بالمعالجة المعرفية في أثناء قيامهم بذلك.

لم يتمكن هؤلاء الأشخاص أيضاً من الاستشهاد بمقالاتهم بسهولة، كما فعل المشاركون في الدراسة الذين لم يستخدموا روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي. وقال الباحثون إن دراستهم أظهرت «أهمية استكشاف احتمال انخفاض مهارات التعلم».

تم اختيار جميع المشاركين الـ54 من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) والجامعات المجاورة. وسُجِّل نشاط أدمغتهم باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، الذي يتضمن وضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس.

وتضمنت بعض التوجيهات التي استخدمها المشاركون طلب المساعدة من الذكاء الاصطناعي لتلخيص أسئلة المقالات، والبحث عن المصادر، وتحسين القواعد والأسلوب.

كما استُخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الأفكار والتعبير عنها، ولكن بعض المستخدمين شعروا بأنه لم يكن بارعاً في ذلك.

انخفاض التفكير النقدي

وفي دراسة منفصلة، ​​وجدت جامعة «كارنيجي ميلون» و«مايكروسوفت» التي تُشغّل برنامج «Copilot»، أن مهارات حل المشكلات لدى الأفراد قد تتضاءل إذا ما اعتمدوا بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي.

واستطلعت الدراسة آراء 319 موظفاً من ذوي الياقات البيضاء ممن يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في وظائفهم مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، حول كيفية تطبيقهم للتفكير النقدي عند استخدامها.

ودرس الباحثون 900 مثال لمهام مُسندة إلى الذكاء الاصطناعي، تتراوح بين تحليل البيانات لاستخلاص رؤى جديدة والتحقق من استيفاء العمل لقواعد مُحددة.

وخلصت الدراسة إلى أن ارتفاع مستوى الثقة في قدرة الأداة على أداء مهمة ما يرتبط بـ«انخفاض مستوى التفكير النقدي»، وذكرت الدراسة أن «مع أن الذكاء الاصطناعي من الجيل الجديد يُمكن أن يُحسِّن كفاءة العاملين، فإنه قد يُعيق التفاعل النقدي مع العمل، وقد يُؤدي إلى اعتماد مُفرط طويل الأمد على الأداة، وتراجع مهارات حل المشكلات بشكل مستقل».

كما أُجري استطلاع رأي مماثل على طلاب المدارس في المملكة المتحدة، نُشر في أكتوبر (تشرين الأول) من قِبل مطبعة جامعة أكسفورد. وأظهر أن 6 من كل 10 أشخاص شعروا بأن الذكاء الاصطناعي قد أثر سلباً على مهاراتهم الدراسية.

وقد وجدت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد ونُشرت العام الماضي، أن مساعدة الذكاء الاصطناعي حسَّنت أداء بعض الأطباء، ولكنها أضرَّت بأداء آخرين لأسباب لم يفهمها الباحثون تماماً.

معلم خصوصي لا مقدم للإجابات

تقول جاينا ديفاني التي تقود التعليم الدولي في شركة «أوبن إيه آي» -الشركة التي تمتلك «شات جي بي تي»- والتي ساعدت في تأمين الدراسة مع جامعة أكسفورد، إن الشركة «تدرك تماماً هذا النقاش في الوقت الحالي».

وتقول لـ«بي بي سي»: «لا نعتقد قطعاً أن على الطلاب استخدام (شات جي بي تي) لتفويض المهام الدراسية». وترى أنه من الأفضل استخدامه كمعلمٍ خصوصي لا مجرد مُقدّمٍ للإجابات.