ترمب يفتح «باب التفاوض» بعد إعلان الرسوم الجمركية

قلل من شأن خسائر «وول ستريت»... وتحدث عن تريليونات الدولارات المقبلة لبلاده

الرئيس الأميركي دونالد ترمب على شاشة تلفاز وفي الخلفية مؤشر «داكس» الألماني (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب على شاشة تلفاز وفي الخلفية مؤشر «داكس» الألماني (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يفتح «باب التفاوض» بعد إعلان الرسوم الجمركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب على شاشة تلفاز وفي الخلفية مؤشر «داكس» الألماني (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب على شاشة تلفاز وفي الخلفية مؤشر «داكس» الألماني (أ.ف.ب)

لمَّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى استعداده للتفاوض بعد إعلانه فرض رسوم جمركية جديدة وشاملة على جميع دول العالم.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان سينظر في إبرام صفقات مع البلدان المتأثرة، قال ترمب مساء الخميس: «إذا قال لنا أحدهم إنهم سيقدمون شيئاً مذهلاً، ما داموا يعطوننا شيئاً جيداً».

وأضاف ترمب أن الرسوم ستمنح الولايات المتحدة «قوة كبيرة» للتفاوض، متابعاً: «لقد وضعنا أنفسنا في مقعد القائد. إذا كنا قد طلبنا من بعض هذه البلدان، أو من معظمها، أن يقدموا لنا خدمة، كانوا سيقولون (لا). الآن سيفعلون أي شيء من أجلنا».

وكان مسؤول رفيع في الإدارة قد ذكر، في وقت سابق، أن الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات غير قابلة للتفاوض.

وقال ترمب إنه يتوقَّع أن تقوم كثير من الشركات بنقل إنتاجها إلى الولايات المتحدة. وأضاف: «تذكروا، لا توجد رسوم إذا قمتم ببناء مصنعكم أو صنعتم منتجكم في الولايات المتحدة». وتحدَّث عن استثمارات بتريليونات الدولارات «المقبلة إلى بلادنا» من شركات تريد صناعة منتجاتها في الولايات المتحدة لتجنب الرسوم. وقال: «بقية العالم يريدون معرفة إذا كان هناك سبيل لإبرام اتفاق».

وفي يوم الأربعاء، فرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 10 في المائة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة، لكن الرسوم الجمركية العقابية ستكون أعلى لكثير من البلدان، اعتماداً على عجزها التجاري.

وفي نقطة أخرى، قدَّم ترمب تقييماً وردياً بعدما تراجعت البورصة بشكل حاد يوم الخميس، بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها، قائلاً: «أعتقد الأمور تسير بشكل جيد»، مشيراً إلى أن هبوط الأسواق أمر متوقع، مشدداً على أن هذه الخطوة ضرورية لإصلاح الاقتصاد الذي وصفه بأنه مريض. وقال إن «الأسواق سوف تزدهر، والبورصة سوف تزدهر، والبلاد سوف تزدهر».

وتراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي المتوسط أكثر من 1600 نقطة، وخسرت الشركات المدرجة على المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ما مجموعه 2.4 تريليون دولار من قيمتها السوقية في موجة بيع في «وول ستريت» يوم الخميس، وهي أكبر خسارة يومية في القيمة منذ أن دفعت جائحة «كوفيد-19» الأسواق العالمية إلى حالة من الانهيار في 16 مارس (آذار) 2020.

وأغلق المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً بنحو 5 في المائة بعد أن أثارت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس ترمب مخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة، وركوداً اقتصادياً عالمياً.


مقالات ذات صلة

قلق مزدوج في الأسواق اليابانية: عوائد السندات تقفز و«نيكي» يتراجع

الاقتصاد موظف في شركة صيرفة بالعاصمة اليابانية طوكيو يتابع يوم الثلاثاء تحركات الين مقابل الدولار المتهاوي (رويترز)

قلق مزدوج في الأسواق اليابانية: عوائد السندات تقفز و«نيكي» يتراجع

شهدت الأسواق اليابانية، يوم الثلاثاء، حالة من الترقب والحذر، مع تزامن قفزة في عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل، مع تراجع في مؤشر «نيكي» للأسهم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد سوق الخضار في ضواحي الدار البيضاء (رويترز)

تباطؤ التضخم السنوي في المغرب إلى 1.6 % خلال مارس

قالت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، يوم الثلاثاء، إن معدل التضخم السنوي في البلاد، وفق مؤشر أسعار المستهلك، تراجع إلى 1.6 في المائة خلال شهر مارس (آذار).

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد مقر «بنك إنجلترا» في لندن (رويترز)

«بنك إنجلترا»: بريطانيا قد تشهد انخفاضاً في التضخم بسبب رسوم ترمب

قالت صانعة السياسات في «بنك إنجلترا»، ميغان غرين، يوم الثلاثاء، إنه من المرجح أن تشهد بريطانيا انخفاضاً في معدل التضخم بدلاً من ارتفاعه نتيجة للرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)

مسح «المركزي الأوروبي»: تضخم 2025 قد يفوق التوقعات السابقة

أظهر مسح أجراه البنك المركزي الأوروبي للمتنبئين المحترفين يوم الثلاثاء أن التضخم في منطقة اليورو قد يكون أعلى قليلاً هذا العام مقارنة بالتوقعات السابقة.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد صورة تجمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في عام 2019 (واس)

«الأعمال السعودي الهندي»: زيارة مودي تدشّن شراكة استراتيجية جديدة للقطاع الخاص

في وقتٍ يبدأ فيه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة رسمية إلى السعودية يوم الثلاثاء، عبّر قطاع الأعمال عن تفاؤله الكبير بنتائج الزيارة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

قلق مزدوج في الأسواق اليابانية: عوائد السندات تقفز و«نيكي» يتراجع

موظف في شركة صيرفة بالعاصمة اليابانية طوكيو يتابع يوم الثلاثاء تحركات الين مقابل الدولار المتهاوي (رويترز)
موظف في شركة صيرفة بالعاصمة اليابانية طوكيو يتابع يوم الثلاثاء تحركات الين مقابل الدولار المتهاوي (رويترز)
TT
20

قلق مزدوج في الأسواق اليابانية: عوائد السندات تقفز و«نيكي» يتراجع

موظف في شركة صيرفة بالعاصمة اليابانية طوكيو يتابع يوم الثلاثاء تحركات الين مقابل الدولار المتهاوي (رويترز)
موظف في شركة صيرفة بالعاصمة اليابانية طوكيو يتابع يوم الثلاثاء تحركات الين مقابل الدولار المتهاوي (رويترز)

شهدت الأسواق اليابانية، يوم الثلاثاء، حالة من الترقّب والحذر، مع تزامن قفزة في عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل، وتراجع بمؤشر «نيكي» للأسهم، وسط ضغوط عالمية أبرزها التصعيد التجاري من جانب الولايات المتحدة ومخاوف السوق من دورة التشديد النقدي المقبلة في اليابان.

في سوق السندات، ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية ذات الآجال الطويلة، يوم الثلاثاء، رغم نتائج مزاد قوية أُجري لتعزيز السيولة. وقفز عائد السندات لأجل 20 عاماً بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 2.315 في المائة. كما ارتفع عائد السندات لأجل 30 عاماً بالمقدار نفسه ليبلغ 2.785 في المائة، وهو مستوى يقترب من أعلى مستوياته منذ 21 عاماً.

ويعكس هذا الارتفاع قلق المستثمرين من أن «بنك اليابان» قد يمضي قدماً في مسار رفع أسعار الفائدة، رغم أن المزاد الأخير الذي شمل سندات تتراوح آجالها بين 15.5 و39 عاماً قد سجل طلباً قوياً. وارتفعت كذلك عوائد السندات القصيرة، مع صعود عائد السندات لأجل 5 سنوات إلى 0.87 في المائة.

وقال كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في «إس إم بي سي نيكو سيكيوريتيز»، ميكي دين، إن بعض المستثمرين بدأوا إعادة شراء السندات القصيرة مع تراجع التوقعات برفع وشيك لأسعار الفائدة، إلا أن «السوق لا تزال تستعد لاحتمال الرفع لاحقاً هذا العام».

ويتوقع أن يشير «بنك اليابان» الأسبوع المقبل، من خلال تقريره الفصلي في الأول من مايو (أيار)، إلى أن مخاطر زيادة الرسوم الجمركية الأميركية لن تُوقف دورة ارتفاع الأجور والتضخم، مما يعزّز توقعات السوق برفع إضافي في أسعار الفائدة.

أما في سوق الأسهم فقد أغلق مؤشر «نيكي» على انخفاض طفيف بنسبة 0.17 في المائة ليصل إلى 34,220.6 نقطة، رغم محاولات التعافي من خسائر صباحية. وفي المقابل، ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.13 في المائة.

وأسهمت قوة الين الياباني، الذي لامس مستوى 139.885 مقابل الدولار -الأعلى منذ سبتمبر (أيلول) الماضي- في التأثير سلباً على شركات التصدير، إذ تقل أرباحها عند تحويلها إلى العملة المحلية. وكانت شركة «فاست ريتيلينغ»، المالكة للعلامة «يونيكلو»، من أبرز الخاسرين بتراجع 0.67 في المائة، إلى جانب شركات التكنولوجيا؛ مثل: «طوكيو إلكترون» و«أدفانتست». ومن بين أكثر من 1600 سهم متداولة في السوق الرئيسية لبورصة طوكيو، ارتفعت 67 في المائة، وانخفضت 29 في المائة، واستقرت 2 في المائة.

وقال كبير محللي أسواق الأسهم في معهد «توكاي طوكيو» للأبحاث، سييتشي سوزوكي: «أظهر مؤشر (نيكي) قوته حتى مع ارتفاع الين». وأضاف: «كان المستثمرون يبحثون عن شيء يشترونه باستخدام السيولة التي احتفظوا بها من موجة بيع الأسهم الأميركية».

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات السياسية في الولايات المتحدة، إذ أثارت هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، قلقاً بشأن استقلالية البنك المركزي، مما أدّى إلى موجة بيع في الأسواق الأميركية، ودفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، من بينها الين الياباني والأسهم المحلية.

ولامس الين مستوى 139.885 مقابل الدولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ منتصف سبتمبر (أيلول)، مما يجعله ملاذاً آمناً. وعادةً ما يؤثر ارتفاع الين سلباً في الشركات المحلية، إذ يُقلل من قيمة أرباحها الخارجية عند تحويلها إلى العملة اليابانية.

وبينما تبقى الأسواق اليابانية حساسة للتحولات العالمية، يرى مراقبون أن الحسم الحقيقي سيتحدد مع صدور نتائج الشركات الكبرى، لا سيما شركات التكنولوجيا الأميركية والمصدرين اليابانيين، خلال الأسابيع المقبلة.

وصرّح كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي ترست» لإدارة الأصول، هيرويوكي أوينو: «تنتظر السوق مؤشرات جديدة لتحديد توقيت بدء التداول النشط، ربما من توقعات الشركات، خصوصاً شركات التكنولوجيا الأميركية والمصدرين اليابانيين».