مسح «المركزي الأوروبي»: تضخم 2025 قد يفوق التوقعات السابقة

أشار إلى تحسن زخم الأعمال في منطقة اليورو قبل فرض الرسوم الجمركية الأميركية

أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)
TT

مسح «المركزي الأوروبي»: تضخم 2025 قد يفوق التوقعات السابقة

أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)

أظهر مسح أجراه البنك المركزي الأوروبي للمتنبئين المحترفين يوم الثلاثاء أن التضخم في منطقة اليورو قد يكون أعلى قليلاً هذا العام مقارنة بالتوقعات السابقة، إلا أنه سيظل مستقراً عند هدف البنك البالغ 2 في المائة.

وكان «المركزي الأوروبي» قد خفض أسعار الفائدة للمرة السابعة خلال هذا العام يوم الخميس الماضي، مشيراً إلى أن تباطؤ التضخم يسير على المسار المتوقع، وأن مخاطر تسارع نمو الأسعار أقل من التوقعات، وفق «رويترز».

وأشار المسح، الذي يعد مدخلاً رئيسياً في مداولات السياسة النقدية، إلى أن متوسط التضخم في عام 2025 سيبلغ 2.2 في المائة، أي أعلى من 2.1 في المائة التي كانت متوقعة قبل ثلاثة أشهر، بينما تم رفع تقديرات التضخم لعام 2026 من 1.9 في المائة إلى 2 في المائة. ومع ذلك، قد تكون هذه الأرقام أقل أهمية مما كانت عليه في السابق، حيث حدد «المركزي الأوروبي» الموعد النهائي لجمع التوقعات في 4 أبريل (نيسان)، في وقت شهدت فيه الأسواق المالية تحولات كبيرة بفعل السياسة التجارية المتقلبة للولايات المتحدة.

في الوقت ذاته، شهد اليورو ارتفاعاً حاداً مقابل الدولار، في حين انخفضت أسعار الطاقة، وهي تغييرات قد تسهم في تباطؤ ملحوظ للتضخم.

من جانب آخر، قد تؤدي الحواجز التجارية والتوترات مع الولايات المتحدة إلى تباطؤ حاد في النمو الاقتصادي، مما يضغط على الأسعار.

رغم ذلك، أظهر المسح تعديلاً طفيفاً في توقعات النمو، حيث تم تحديد معدل النمو لعام 2025 عند 0.9 في المائة مقارنة بالتوقع السابق البالغ 1 في المائة، مما يشير إلى أن تأثير التوترات التجارية لم يُؤخذ بعين الاعتبار بشكل كامل بعد. وكانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، قد صرحت في وقت سابق بأن الحرب التجارية الشاملة قد تُخصم ما يصل إلى 0.5 نقطة مئوية من النمو الاقتصادي.

انتعاش في القطاع الصناعي رغم التوترات التجارية

كما أظهر مسح آخر أجراه «المركزي الأوروبي» أن الشركات في منطقة اليورو أفادت بتحسن في زخم أعمالها خلال الأسابيع التي سبقت إعلان إدارة ترمب عن فرض الرسوم الجمركية في أوائل أبريل، مما يعكس بشكل رئيسي انتعاشاً ناشئاً في القطاع الصناعي.

وشمل المسح 79 شركة رائدة غير مالية، حيث أفادت الشركات بأن هناك مؤشرات على انتعاش الطلب على الآلات والمعدات، بالإضافة إلى تحسن نشاط البناء، رغم استمرار حالة عدم اليقين.

ومع ذلك، من المرجح أن تكون التوقعات قد أصبحت أكثر سلبية منذ ذلك الحين، حيث تم طرح الأسئلة على الشركات بين 26 مارس (آذار) و2 أبريل، أي قبل الاضطرابات السوقية التي أثارتها إعلانات الرسوم الجمركية الأميركية.

وفي الأسبوع الماضي، حذّر البنك المركزي الأوروبي من أن المخاطر السلبية على النمو الاقتصادي قد ازدادت بشكل كبير، وأن الحرب التجارية ستؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي.

رغم ذلك، في الأسابيع التي سبقت تلك الاضطرابات، قالت الشركات إن توقعات التوظيف قد تحسنت بشكل طفيف، رغم تركيزها بشكل أساسي على تحسين الكفاءة بدلاً من توظيف المزيد من العمال. وحتى نهاية مارس، أعلنت الشركات أنها لم تُعد تقييم استثماراتها الكبرى بعد، مفضلة انتظار تطورات الوضع بشأن الرسوم الجمركية، وفقاً للبنك المركزي الأوروبي.


مقالات ذات صلة

سينتينو: «المركزي الأوروبي» قد يخفض الفائدة دون «المستوى الحيادي»

الاقتصاد ماريو سينتينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في لشبونة (أرشيفية - رويترز)

سينتينو: «المركزي الأوروبي» قد يخفض الفائدة دون «المستوى الحيادي»

قال ماريو سينتينو، عضو مجلس السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، إن البنك قد يضطر إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى ما دون المستوى «الحيادي».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
الاقتصاد لافتة خارج مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يثق باستمرار «الفيدرالي» في توفير الدولارات للخارج

أكد نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي غيندوس، أنه واثق باستمرار دعم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي توفير السيولة خلال الأزمات رغم التحديات السياسية.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

حرب تجارية تهدد التضخم... و«المركزي الأوروبي» يترقب الخفض في يونيو

أشار كلاس نوت، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إلى ضرورة فهم التأثيرات طويلة الأمد للسياسات التجارية الأميركية والأوروبية على التضخم قبل اتخاذ أي قرار.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت - أمستردام)
الاقتصاد رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

لاغارد: الارتفاع الأخير في قيمة اليورو مقابل الدولار هو نتيجة لسياسات ترمب الغريبة

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، إن الارتفاع الأخير في قيمة اليورو مقابل الدولار هو نتيجة لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الغريبة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

البنك المركزي الأوروبي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة لأقل من 2 في المائة

قال محافظ البنك المركزي البلجيكي، بيير ونش، لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة إلى «أقل بقليل» من 2 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار

تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار

تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

بلغت عملة «البتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد أن أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي قانون «جينيوس»، وهو مشروع قانون مهم لتنظيم العملات المستقرة، متجاوزاً بذلك عقبات تشريعية سابقة.

ويشير مصطلح «Stablecoin» (العملة المستقرة) إلى نوع من العملات الرقمية (العملات المشفرة) التي تم تصميمها للحفاظ على قيمة مستقرة، على عكس التقلبات السعرية الكبيرة التي تشهدها معظم العملات المشفرة الأخرى مثل البتكوين والإيثريوم.

وحققت العملة المشفرة سعراً قياسياً جديداً بلغ 109,400 دولار، متجاوزة بذلك ذروتها السابقة التي سجلتها في يناير (كانون الثاني) تزامناً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وجاء هذا الارتفاع الكبير بعدما شهدت «بتكوين» زيادة تفوق 46 في المائة عن أدنى مستوى لها الذي بلغته في أبريل (نيسان)، مدفوعةً بزيادة المخاوف العالمية بشأن الحرب التجارية والرسوم الجمركية الأميركية.

وكان إقرار مشروع قانون العملات المستقرة، يوم الثلاثاء، بمثابة انتصار كبير لقطاع العملات الرقمية، مما يعزز التوقعات حول بيئة تنظيمية أكثر دعماً لهذا القطاع. ومن المتوقع أن يُطرح مشروع القانون للتصويت في مجلس الشيوخ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما يمهد الطريق لإحالته إلى مكتب الرئيس ترمب للتوقيع عليه.

إضافةً إلى ذلك، أسهم قرار إدارة ترمب بإنشاء احتياطي استراتيجي من بتكوين في مارس (آذار)، بهدف تعزيز مكانة الولايات المتحدة بوصفها داعماً رئيساً للأصول الرقمية، في زيادة التفاؤل بين المستثمرين.

ومع ذلك، تبقى التوترات الكامنة قائمة، حيث انتقدت الصين بشدة القيود الأميركية الجديدة على رقائق الذكاء الاصطناعي الصينية، ووصفتها بأنها «تنمر»، متوعدةً بالرد. وتُهدد هذه النزاعات بإفساد الهدنة التجارية الهشة بين البلدين، ما قد يعطل مسار انتعاش الأصول الرقمية.

وقد جاء هذا الارتفاع القياسي في وقت شهد فيه مايو (أيار) تدفقات صافية كبيرة لصناديق تداول بتكوين المتداولة في البورصة، حيث استحوذت هذه الصناديق على 3.6 مليار دولار، مما يعكس تجدد الاهتمام الزائد من قبل المستثمرين.

ويمثل هذا التوجه الجديد تعزيزاً لثقة السوق في بتكوين، خصوصاً في ظل دعم عدد من شركات الخزانة الكبرى التي تركز على العملة المشفرة، مثل شركة «استراتيجي» التابعة لرجل الأعمال مايكل سايلور، وشركة «توينتي ون كابيتال» التي تم إطلاقها حديثاً. وكانت هذه الشركات من بين العوامل التي أسهمت في موجة الشراء الكبيرة، مما ساعد على دفع سعر بتكوين إلى مستويات قياسية جديدة.