أكد الفنان المصري حمادة هلال أن تصوير مسلسل «المداح» طيلة السنوات الخمس الماضية، أثَّر سلباً على مسيرته الغنائية، وأبعده عن تقديم كل ما يطمح إليه في عالم الغناء.
وفي حواره مع «الشرق الأوسط»، قال هلال إن فريق عمل المسلسل لن يقدم جزءاً سادساً؛ كما تحدَّث عن عودته إلى السينما بعد غياب.
وعن الصعوبات التي واجهها في تقديم الجزء الخامس من «المداح»، أوضح: «أكبر صعوبة واجهتني في هذا الجزء كانت التفكير في جديد سنُقدمه للجمهور بعد 4 مواسم ناجحة. كان التحدي أصعب من أي جزءٍ سابق، ولا أعده جزءاً خامساً، بل هو الحلقة رقم 31 من العمل، وهو في رأيي امتداد لما انتهى إليه الجزء الرابع. الجمهور كان يترقب بفارغ الصبر معرفة مصير شخصية (صابر المداح). هذا الجزء كان الأكثر إرهاقاً، إذ تطلَّب مني تقديم مساحات تمثيلية جديدة لم أخُضها من قبل».

ويضيف: «كما أننا صوَّرنا في أماكن لم تُستخدَم سابقاً في التصوير، وهي مواقع قد لا يتخيّل البعض وجودها في بلدنا. وعلى الرغم من صعوبة هذه المواقع، فإنها أضافت بُعداً بصرياً مختلفاً للمسلسل، مما زاد من تميُّزه. ولهذا قدَّمنا شخصية جديدة تُدعى (جاد الله)، وهي امتداد لعائلة تحمل صفات متوارثة عبر الأجيال».
وجّه هلال الشكر لمؤلفي المسلسل، قائلاً: «بذل المؤلفون أمين جمال، ووليد أبو المجد، وشريف يسري جهداً كبيراً، إلى جانب رؤية المخرج أحمد سمير فرج. الجميع كان يخشى أن يقدم موسماً دون المستوى، لكن الحمد لله تخطينا ذلك وفق شهادات وردود فعل مشجعة من الجمهور».

سخَر هلال من الشائعات التي تزعم وجود طلاسم وتعاويذ حقيقية في المسلسل، قائلاً: «اعتدنا في كل عام على هذه الشائعات. حتى لو افترضنا صحتها، فمن المفترض أن يتأذى بطل العمل أولاً، وهذا لم يحدث. علاوة على ذلك، يُرافقنا دائماً في موقع التصوير شيخان من الأزهر الشريف، لمراجعة كل التفاصيل والتأكد من عدم وجود أي مخالفات دينية. في النهاية، أنا رجل مسلم، وكذلك المخرج والمؤلف وفريق العمل، وهدفنا ليس إثارة الخوف أو التضليل، بل التوجيه والإرشاد».
وعن استغراب الجمهور من ظهور الجن قرين (الشيخ صابر - الشخصية التي يُقدمها حمادة هلال) بشكله الطبيعي من دون مؤثرات بصرية مقارنة بباقي الجن، قال: «هذا كان قراراً متفقاً عليه مع المخرج، إذ رأينا أن ظهوره بشكل طبيعي سيجعله أكثر تأثيراً؛ كما أنني استمتعت بتقديم شخصية الشرير، بعد أن اعتدت على أداء الشخصيات الطيبة في أعمالي السابقة».

وأكد حمادة هلال أن الجزء الحالي هو الأخير في مسيرة المسلسل، مستدركاً: «يمكننا تقديم أكثر من 10 أجزاء منه، لأن القصة متشعبة وبها تفاصيل عدة، والحمد لله المواسم الخمسة التي قدمناها حقَّقت نجاحاً كبيراً في الوطن العربي. ورأينا بالاتفاق مع المنتج صادق الصباح، أن نكتفي بهذا القدر من العمل. ونسعى لتقديم مشروع جديد، خصوصاً أن هناك فكرة مختلفة نعمل عليها حالياً».
ورفض حمادة هلال التعليق على غضب الفنانة لوسي بعد أن كذَّبته بشأن حدوث سحر وأمور غير طبيعية في أثناء تصوير الموسم الثاني من «المداح»، قائلاً: «شاهدت غالبية المقابلات التي ظهرت فيها لوسي وتحدَّثت عني، بيد أنني لا أحب التعليق عليها، ولم أحزن ممَّا قالته. تربطني بها صداقة طويلة، وأقدِّرها وأحبها منذ أن قدَّمنا معاً مسلسل (ولي العهد)».
واعترف هلال بأن «المداح» أثَّر على مشوارَيه الغنائي والسينمائي، قائلاً: «لا أنكر أنه أخذني بعيداً عن السينما لفترة، بيد أنني لا أريد أن أظلمه وأجعله السبب في قِلَّة أعمالي الغنائية. فقد أصبحت قليل الإنتاج في الغناء خلال السنوات الأخيرة، ومؤخراً بدأت أعود تدريجياً، وقدمت أغنية (حصل) التي حقَّقت نحو 3 ملايين مشاهدة عبر (يوتيوب)، وأيضاً أغنية (يا ريت أهلنا ما ربونا). وخلال الفترة المقبلة، سيكون هناك أكثر من مشروع غنائي».

وأعرب حمادة هلال عن سعادته باستخدام صناع مسلسل «أشغال شاقة جداً» أغنيته الشهيرة «والله وعملوها الرجالة»، قائلاً: «إن ظروف التَّصوير منعتني من متابعة أغلب الأعمال الدرامية التي عُرضت خلال رمضان؛ بسبب استمرار تصوير (المداح) حتى منتصف الشهر الفضيل. لكن من بين الأعمال التي كنت أتابعها من وقت لآخر مسلسل (أشغال شاقة جداً) لصديقي هشام ماجد، وسعدت للغاية باستخدامهم أغنيتي، وأشكرهم على ذلك».
وعن استعداداته لتقديم «دويتو» غنائي، وفيلم سينمائي خلال الفترة المقبلة، قال: «حالياً، يصعب علي الكشف عن تفاصيل مشروعاتي المقبلة، لأنني بحاجة إلى راحة تامة. ومع ذلك فإن هناك عملاً غنائياً مشتركاً سيبصر النور فور الانتهاء من التحضير له، وأيضاً نعمل على تجهيز فيلم سينمائي جديد».