اتصالات عربية تبحث جهود استئناف وقف إطلاق النار في غزة

عبد العاطي يجري مشاورات مع نظرائه بالبحرين والكويت والإمارات

صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)
صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)
TT

اتصالات عربية تبحث جهود استئناف وقف إطلاق النار في غزة

صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)
صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)

تتواصل الاتصالات العربية المكثفة من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مشاورات مع نظرائه في البحرين والكويت والإمارات بشأن مستجدات الأوضاع في القطاع.

وتؤكد مصر الحاجة الماسّة إلى تحقيق سلام عادل ومستدام للقضية الفلسطينية في إطار «حل الدولتين»، وضمان حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

واستعرض عبد العاطي، ووزير خارجية البحرين، عبد اللطيف بن راشد الزياني، خلال اتصال هاتفي، مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، والمساعي المصرية - القطرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار والعودة لاتفاق 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث. كما تبادل الوزيران الرؤى إزاء مختلف القضايا والموضوعات التي تمس أمن المنطقة واستقرارها.

ويُذكر أن المرحلة الأولى من الاتفاق المؤلّف من 3 مراحل، والتي بدأت في 19 يناير الماضي، شهدت إطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً، من بينهم 8 جثث، مقابل نحو ألفَي أسير فلسطيني.

وبحسب إفادة لوزارة الخارجية المصرية، الأحد، أشاد عبد العاطي خلال الاتصال الهاتفي مع الزياني بالعلاقات الأخوية والوطيدة التي تربط مصر والبحرين، بما يمثل مرتكزاً قوياً لتطوير أوجه التعاون الثنائي بين الجانبين في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية مواصلة التنسيق والعمل المشترك للارتقاء بمستوى التعاون المتميز بين البلدين الشقيقين، مؤكداً على الدور المهم الذي تلعبه البحرين بصفتها الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية.

ودعت «اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية»، في اجتماع بالقاهرة، الأسبوع الماضي، بمشاركة أوروبية، إلى «استئناف مفاوضات هدنة غزة، والعودة الفورية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار»، مشددة على «رفض التهجير»، ومطالبة المجتمع الدولي بحشد الموارد لمؤتمر دعم إعادة إعمار غزة.

وأدانت الأطراف المشاركة في اجتماع «اللجنة» استئناف الأعمال العدائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، داعين إلى العودة الفورية للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وهو الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، والذي جرى برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة.

فلسطينيون نزحوا في وقت سابق إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين لمنازلهم في شمال غزة (رويترز)

وفي اتصال هاتفي آخر، بحث وزير الخارجية المصري مع نظيره الكويتي، عبد الله اليحيا، سبل الترويج وحشد الدعم الدولي للخطة العربية - الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، إلى جانب التنسيق بين الجانبين للإعداد لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة.

وأشار البيان الختامي لـ«قمة فلسطين» العربية الطارئة، في القاهرة، مطلع الشهر الحالي، إلى «التنسيق في إطار اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية المشتركة لإجراء الاتصالات والقيام بالزيارات اللازمة للعواصم الدولية؛ من أجل شرح الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتعبير عن الموقف المتمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه وحقه في تقرير مصيره».

ووفق «الخارجية المصرية»، مساء السبت، تناول اتصال عبد العاطي واليحيا، أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وثمَّن عبد العاطي تنامي وتيرة تطور العلاقات بين البلدين الشقيقين، مثنياً على الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية التي تجمع مصر والكويت، معرباً عن التطلع لدفع وتيرة التعاون مع دولة الكويت الشقيقة، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بتعميق العلاقات بين البلدين، والاستمرار في تطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي، وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.

أيضاً جرى اتصال هاتفي بين بدر عبد العاطي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، تناول آخر التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين في المنطقة العربية والقارة الأفريقية.

وأكد الوزيران على العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، وتوجيهات قيادتي البلدين بالعمل على تحقيق مزيد من التقدم على صعيد تعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي والتجاري المتبادل، ومد آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين. وأشارا إلى أهمية تكثيف وتيرة التنسيق المشترك، وذلك على ضوء تنامي وتشعب مجالات التعاون بين القاهرة وأبوظبي.

فلسطينيات يصرخن خلال جنازة أفراد من عائلتهم قُتلوا في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

إلى ذلك، قال مصدر مصري مسؤول بميناء رفح البري، الأحد، إن الميناء لا يزال مفتوحاً من الجانب المصري، وذلك لليوم الثالث عشر على التوالي؛ انتظاراً لوصول المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم لتلقى العلاج والرعاية، بينما أغلقته السلطات الإسرائيلية من الجانب الفلسطيني وتمنع دخولهم.

وأفاد المصدر المسؤول، بحسب ما أوردت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية بمصر، بأن الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف في وضع استعداد دائم ترقباً لوصول هؤلاء المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم، مشيراً إلى أن «1700 من المصابين والجرحى والمرضى إلى جانب 2500 من مرافقيهم كانوا قد وصلوا على مدار 45 دفعة وذلك حتى 17 مارس (آذار) الحالي».

ووفق المصدر المسؤول، «لا تزال المنافذ التي تربط قطاع غزة مغلقة؛ ما تسبب في عدم دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية وكذا عدم دخول اللوادر ومعدات إعادة الإعمار، كما لا تزال مئات الشاحنات مصطفة على جانبي طريق رفح والعريش منذ أول شهر رمضان الماضي في انتظار الدخول إلى قطاع غزة».

وتواصل السلطات الإسرائيلية إغلاق جميع المنافذ الحدودية المؤدية إلى قطاع غزة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع؛ فقد أدى هذا الإغلاق إلى منع دخول شاحنات المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية والطبية، بالإضافة إلى المعدات الثقيلة الضرورية لعمليات إعادة الإعمار في المناطق المتضررة.


مقالات ذات صلة

«حماس» تعلن استعدادها لتسليم سلاحها لسلطة فلسطينية «إذا انتهى الاحتلال»

المشرق العربي مقاتلون من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز) play-circle

«حماس» تعلن استعدادها لتسليم سلاحها لسلطة فلسطينية «إذا انتهى الاحتلال»

أعلن رئيس «حماس» في غزة خليل الحية، السبت، أن الحركة مستعدة لتسليم سلاحها لـ«الدولة» التي ستدير القطاع مستقبلاً، لكن ذلك مرتبط بانتهاء «الاحتلال» الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: مقتل فلسطينيَّين حاولا دهس أفراد قوة عسكرية بالخليل

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل فلسطينيين اثنين بالرصاص خلال قيادتهما سيارة بسرعة نحو جنود في مدينة الخليل بالضفة الغربية، فيما تم عدّه «محاولة دهس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

الجيش الإسرائيلي يحقق في سلوك جنوده المعتدين على فلسطيني بالضفة الغربية

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه يحقق في سلوك جنود من قوات الاحتياط «زُعم أنهم اعتدوا بالضرب على شاب فلسطيني» في الضفة الغربية، ما تسبّب له في إصابات «مقلقة».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي أطفال فلسطينيون يبكون خلال حضور جنازة أشخاص قُتلوا في خان يونس (أ.ف.ب)

انشغال عربي بمنع تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح

أكدت مصر رفض «تهجير الفلسطينيين» من خلال معبر رفح، وذلك بعد ساعات من موقف مماثل عبَّرت عنه دول عربية وإسلامية رفضت «التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح.

محمد محمود (القاهرة )
المشرق العربي على اليمين صورة لمريم إبراهيم قبل الإصابة في الحرب... ويساراً صورة لها بعد الإصابة (وسائل إعلام محلية - إ.ب.أ)

نجاح عملية معقّدة لفتاة فقدت جزءاً من جمجمتها في حرب غزة

نجت فتاة من غزة كانت تعاني من إصابة في جمجمتها، جراء شظية إسرائيلية، بعد جراحة تمت لها في الأردن.

«الشرق الأوسط» (غزة)

ناجون من الفاشر: رأينا جثثاً تتدلى من الأشجار


صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
TT

ناجون من الفاشر: رأينا جثثاً تتدلى من الأشجار


صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)

قدّم ناجون روايات مُروّعة عن الانتهاكات التي حلّت بهم أو شَهدوها منذ سقوط مدينة الفاشر عاصمة شمال إقليم دارفور في السودان، بأيدي «قوات الدعم السريع» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال أحمد جبريل، الذي فر مع 7 من أفراد أسرته المقربين ولا يعرف مصيرهم إلى الآن: «خرجنا في تلك الليلة حفاة بملابس البيت، وفي الطريق تعرضنا لإطلاق نار كثيف من مقاتلي (قوات الدعم السريع)... كثيرون سقطوا قتلى وجرحى». وأضاف أنه رأى عشرات الأشخاص يموتون جوعاً وعطشاً، وآخرين متأثرين بجراحهم الخطيرة في رحلة فرارهم إلى مخيم طويلة للنازحين الذي يبعد نحو 60 كيلومتراً عن الفاشر.

وأفاد ناجون، خلال اتصالات أجرتها معهم «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، بأن «قوات الدعم السريع» لا تزال تحتجز قسراً مئات من العائلات في المعتقلات ودور الإيواء، وكثيرون ماتوا جوعاً أو بالرصاص.

وقال أحد الناجين: «رأينا جثث نساء ورجال تتدلى من الأشجار، لا أحد يستطيع الاقتراب منها».

وقال المحامي آدم إدريس الذي خرج بعد أيام من سقوط الفاشر: «إن (قوات الدعم السريع) كانت تُجبرنا على الذهاب إلى المساجد، وتُصوِّرنا هناك، ثم تنشر مقاطع فيديو لتقول إن الأوضاع تسير بشكل طبيعي، بينما في حقيقة الأمر كانت تحتجز المواطنين العُزل، وتطلب أموالاً طائلة مقابل إطلاق سراحهم».

بدورها، روت «أ. م.» - وهي أم لطفلين - قائلة: «أوقفوا النساء صفاً واحداً، وصوَّبوا أسلحتهم نحونا، ثم بدأوا التفتيش داخل ملابسنا بحثاً عن الأموال والذهب (...) تعرضنا لعنف جنسي ومعاملة مهينة غير إنسانية من أفراد (الدعم السريع). كانوا يصفوننا بعبارات عنصرية».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) عام 2023، وسط مساع لدمج جميع القوات في جيش واحد، ما أسفر عن خلاف بين الطرفين ونزاع مسلح. (تفاصيل ص 9)

تعيش دمشق، في الذكرى الأولى لـ«التحرير» التي تصادف اليوم، لحظات احتفاء بعودة السوريين إلى بلادهم، وانهيار النظام السابق وهروب رئيسه بشار الأسد.

في العاصمة التي بدت كأنها في «وقفة عيد»، تتداخل بهجة بـ«حق العودة» مع ثقل الذاكرة، فيما تعكس الشوارع ملامح هوية جديدة حلّت محل رموز «الحقبة السوداء»، وصهرت مقاتلي الفصائل في أجهزة الدولة الناشئة، وامتصت جانباً من قلق الدمشقيين تجاه مستقبلهم.

وخلف الزينة والزحام والفنادق المكتظة والعائدين بعد سنوات منفى، ثمة غصة حاضرة لدى أهالي المغيبين وسكان المناطق المدمرة. رغم ذلك، استعاد الناس جرأة النقاش العلني، كأن «الجدران لم تعد لها آذان»، في تعبير عن شعور عام باسترداد القرار الفردي والحق في العودة.

هذا التحول لم يلغِ ذكرى الليلة العصيبة التي أعقبت هروب الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، حين وقفت دمشق على حافة الفوضى؛ فقد انهارت المؤسسات الأمنية، واندفعت مجموعات مسلحة لنهب مقرات حساسة، بينما ترك عناصر النظام بزاتهم في الشوارع.

ومع ذلك، نجحت أحياء مثل الجسر الأبيض وباب توما والقصاع في حماية نفسها عبر لجان أهلية ارتجالية ضمت أطباء وطلاباً وتجاراً. وبفضل هذه المبادرات، أوقف أكثر من 200 لص، وأحبطت محاولات اعتداء ذات طابع طائفي، في لحظة كشفت قدرة الناس على منع الانزلاق.

وفي طهران، تبرز اليوم روايات متناقضة حول انهيار «خيمة المقاومة»، وفقدان إيران عمودها السوري بين خطاب المرشد عن «مؤامرة خارجية»، ورؤية «الحرس الثوري» لسوريا بوصفها «المحافظة الخامسة والثلاثين»، ودفاع الدبلوماسية، واتهامات برلمانيين بهدر عشرات المليارات. وتتوالى الأسئلة حول التكلفة والخسارة، وفيما إذا تستطيع طهران خوض مغامرة جديدة في سوريا بعدما انهار الرهان السابق.


موجة أمطار غزيرة تفرض خطط طوارئ في عموم ليبيا

قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
TT

موجة أمطار غزيرة تفرض خطط طوارئ في عموم ليبيا

قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)

في ظلّ تقلبات جوية عنيفة تضرب ليبيا من شرقها إلى غربها، ومع هطول أمطار غزيرة تذكّر بالكارثة التي ضربت درنة قبل عامين، تحركت جميع الأطراف في البلاد، بما في ذلك حكومة «الوحدة» المؤقتة في طرابلس، وغريمتها حكومة أسامة حماد في بنغازي، و«الجيش الوطني»، و«صندوق إعادة الإعمار»، والبلديات، في سباق مع الزمن لمنع كارثة جديدة.

صورة وزّعها «مركز طب الطوارئ» في ليبيا لرفع جاهزيته الميدانية تحسباً لتقلبات الطقس

وأعلنت هيئة أمن المرافق والمنشآت بحكومة حماد، أنها شرعت بناء على تكليف عاجل ومُباشر من رئيسها، في تنفيذ المهام الموكلة إليها، بشأن تأمين وحراسة السدود المائية بشكلٍ كامل؛ لضمان حماية المُنشآت الحيوية ومنع أي تهديد قد يستهدف البنية التحتية للمياه.

وأكدت الهيئة بدء الانتشار والتمركز الفوري في عدّة نقاط أمنية تم تحديدها، من ضمنها سدّا وادي قطّارة ووادي جازة، حيث تفقَّد رئيس الهيئة اللواء أكرم المسماري الموقعين، وناقش مع مسؤولي السدود الوضع العام، بالإضافة إلى التنسيق المُشترك للحرص على انسيابية العمل دون أيّ عراقيل.

وأكد المسماري بأن السدود المائية ومحيطها «تخضع الآن للحراسة الأمنية المشدّدة على مدار الساعة، مطمئناً بأن مناسيب المياه فيها طبيعية جداً، وهي قيد المتابعة والمشاهدة المستمرة أولا فأول».

من جهته، قال «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا» إنه بتعليمات مباشرة من مديره بالقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني»، باشرت فرق الطوارئ أعمالها بشكل عاجل فور هطول كميات كبيرة من الأمطار، لافتاً إلى الدفع بالشاحنات والمعدات الثقيلة لشفط المياه، وفتح مجاري التصريف، وتنفيذ عمليات التنظيف ومعالجة الاختناقات، بما يضمن إعادة انسيابية الطرق والحفاظ على سلامة المواطنين.

وعلى خلفية التقلبات الجوية وهطول الأمطار الغزيرة وتجمع كميات كبيرة من المياه في عدد من المناطق، ما أدى إلى صعوبة التنقل وشكّل خطراً على السلامة العامة. ورغم استمرار جهود تنفيذ خطط الطوارئ وعمليات شفط المياه ومعالجة المختنقات، قررت بلدية مصراتة الأحد عطلة في جميع المؤسسات التعليمية التابعة لمراقبة التربية والتعليم، ومؤسسات التعليم التقني والفني، بالإضافة إلى الكليات التابعة لجامعة مصراتة داخل نطاق البلدية.

واستثنى القرار طلبة الكليات الذين لديهم امتحانات نهائية، حيث تستمر لجان الامتحانات حسب الجداول المقررة. ودعت البلدية المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر والتعاون مع الجهات المختصة لتجاوز هذه الظروف الطارئة.

وأعلنت مكاتب مراقبة التربية والتعليم في بلديات بشرق البلاد، وهي البيضاء والمرج والمليطانية وأجدابيا وسلوق، الأحد عطلة في جميع المدارس، ضمن نطاقها نظراً للتقلبات الجوية.

واضطرت السلطات المحلية في بنغازي لإجلاء 27 عائلة من منطقة الكيش القديم بسبب ارتفاع منسوب الأمطار، بحسب مسؤول أمني، نفى سقوط أي خسائر بشرية حتى الآن.

وقالت حكومة «الوحدة» المؤقتة، إن وكيل وزارتها للموارد المائية، عبد السلام نصر، تفقَّد عدداً من المواقع المائية والإنشائية، إلى جانب مراجعة عدد من الأودية الواقعة ضمن طوق العاصمة، بهدف رفع مستوى الجاهزية وتعزيز التنسيق الفني، في إطار متابعة جاهزية البنية المائية، ورصد أوضاع مجاري الأودية مع تزايد التقلبات الجوية.

كما أعلنت الحكومة مواصلة فرق شركة المياه والصرف الصحي تنفيذ أعمال شفط المياه ومعالجة المختنقات الناتجة عن تجمع الأمطار، في عدة مدن ومناطق بالمنطقة الغربية، شملت مصراتة وترهونة والزاوية، إضافة إلى عدد من الأحياء بطرابلس، ضمن خطة الاستجابة العاجلة للتعامل مع آثار الأمطار الغزيرة وتحسين قدرة شبكة التصريف على استيعاب الكميات المتساقطة.

بدوره، رفع مركز طب الطوارئ والدعم مستوى جاهزيته الميدانية، تحسّباً لأي حالات طارئة قد تنجم عن سوء الأحوال الجوية.

وأوضح بيان للمركز، مساء السبت، أن فرق الإسعاف والطوارئ بدأت تنفيذ خطة استعداد شاملة، تتضمن تجهيز المركبات الطبية بالمعدات اللازمة، وتعزيز انتشارها عبر نقاط ثابتة ومتحركة لضمان سرعة الوصول إلى مواقع البلاغات المحتملة، مشدداً على جاهزيته للتدخل الفوري عند الحاجة.


«الداخلية» المصرية تفند ملابسات توقيف شقيق إعلامية شهيرة

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
TT

«الداخلية» المصرية تفند ملابسات توقيف شقيق إعلامية شهيرة

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

نفت وزارة الداخلية المصرية «ما تم تداوله من جانب إعلامية شهيرة عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، فيما يتعلق بتوقيف شقيقها، رئيس مجلس إدارة أحد المواقع الإخبارية، ورئيس تحرير الموقع».

وفندت الوزارة ملابسات الواقعة في بيان، جاء فيه أنه «مع تداول المنشور من جانب الإعلامية، وبالفحص تبين أن حقيقة الواقعة تتمثل في أنه بتاريخ 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تقدم رئيس (شعبة الدواجن) بالغرف التجارية المصرية ببلاغ ضد الموقع الإخباري (إيجبتك) لنشره تصريحات منسوبة له وبصورته الشخصية، تحت عنوان (دواجن فاسدة وملونة تغزو الأسواق)، وذلك على خلاف الحقيقة، رغم عدم قيامه بإجراء أي أحاديث مع هذا الموقع».

وأضافت «الداخلية» أنه بالعرض على النيابة العامة «قررت ضبط وإحضار رئيس مجلس إدارة الموقع ورئيس تحريره، وقد تم تنفيذ القرار وعرضهما على النيابة العامة لإعمال شؤونها»، كما تم إحاطة نقابة الصحافيين على ضوء عضوية أحدهما بالنقابة، وأن «جميع الإجراءات تمت في إطار من الشرعية والقانون».

وكان منشور مطوّل متداول على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب الإعلامية المصرية، قصواء الخلالي، أثار جدلاً في الأوساط الإعلامية، بعد أن «استغاثت فيه من إلقاء القبض على شقيقها، رئيس مجلس إدارة أحد المواقع الإخبارية، وكذا رئيس تحرير الموقع ذاته»، لافتة إلى أن «ذلك تم دون سند قانوني، وأنهما محتجزان في مكان غير معلوم»، على حد قولها. وأشارت إلى أن شركتها الإعلامية حصلت على التراخيص اللازمة بعد موافقات رسمية من جهات عليا، بما في ذلك نقابة الصحافيين والمجلس الأعلى للإعلام.

الإعلامية المصرية قصواء الخلالي (حسابها على منصة «إكس»)

واشتهرت الخلالي بتقديم عدد من البرامج الحوارية والثقافية على الشاشات المصرية، كان آخرها برنامج «في المساء مع قصواء» وهو «توك شو» على قناة «سي بي سي» المصرية.

وموقع «إيجبتك»، الذي تم تدشينه مؤخراً، يعرِّفه القائمون عليه بأنه «منصة إخبارية متكاملة تضع القارئ في قلب الحدث، ومساحة مفتوحة للفكر والمعرفة».

وعلّق نقيب الصحافيين المصريين، خالد البلشي، على الواقعة، قائلاً في منشور على حسابه بـ«فيسبوك»، الأحد: «علمت وأنا خارج مصر بواقعة القبض على رئيس تحرير (إيجبتك) ومعه رئيس مجلس الإدارة بناءً على قرار ضبط وإحضار، في بلاغ تم تقديمه ضدهما طبقاً لما علمت به». وأضاف: «كلفت الزملاء بمجلس النقابة والشؤون القانونية بالتحرك الفوري لحضور التحقيق والمطالبة بإخلاء سبيلهما بضمان النقابة». وأشار البلشي إلى أن «قانون تنظيم الصحافة والإعلام يمنع الحبس في قضايا النشر»، وينص قانون النقابة على «ضرورة إخطار النقابة لحضور التحقيقات مع الصحافيين».

فيما أوضح عضو مجلس نقابة الصحافيين، محمود كامل، عبر منشور آخر على «فيسبوك»، الأحد، أن «الإجراءات الطبيعية كانت تقتضي إخطار النقابة بالبلاغ وتحديد موعد للتحقيق مع رئيس تحرير الموقع»، مشيراً إلى النقابة والزميل كانا سيبادران إلى تنفيذ ذلك، «دون الحاجة إلى صدور قرار بالضبط والإحضار، وما صاحب ذلك من ملابسات كان يمكن تجنبها، فالزميل مكانه معلوم ولا يخشى من هروبه».