الطيارون الأفغان الذين قاتلوا «طالبان» لمدة 20 عاماً عالقون في باكستان

بعد أن عرقل ترمب خطط إعادة توطينهم في الولايات المتحدة

خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد «طالبان» لعب طيارو القوات الجوية الأفغانية دوراً محورياً إلى جانب نظرائهم الأمريكيين ولم يرغب الطيارون الذين تحدثت إليهم «سي إن إن» في الكشف عن هوياتهم
خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد «طالبان» لعب طيارو القوات الجوية الأفغانية دوراً محورياً إلى جانب نظرائهم الأمريكيين ولم يرغب الطيارون الذين تحدثت إليهم «سي إن إن» في الكشف عن هوياتهم
TT
20

الطيارون الأفغان الذين قاتلوا «طالبان» لمدة 20 عاماً عالقون في باكستان

خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد «طالبان» لعب طيارو القوات الجوية الأفغانية دوراً محورياً إلى جانب نظرائهم الأمريكيين ولم يرغب الطيارون الذين تحدثت إليهم «سي إن إن» في الكشف عن هوياتهم
خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد «طالبان» لعب طيارو القوات الجوية الأفغانية دوراً محورياً إلى جانب نظرائهم الأمريكيين ولم يرغب الطيارون الذين تحدثت إليهم «سي إن إن» في الكشف عن هوياتهم

في المرة الأولى التي حلّق فيها بطائرته فوق مسقط رأسه كابل، شعر توحيد خان بفخر لا يُوصف.

قال الطيار الأفغاني خان لـ«سي إن إن» في صباحٍ ربيعيٍّ هادئ في العاصمة الباكستانية إسلام آباد: «حلّقت فوق منزل طفولتي، وكنت فخوراً جداً، كان هناك كثير من البهجة لدرجة أنني ما زلت أشعر بها وأحسّها داخل قلبي».

خلال الحرب التي استمرت 20 عاماً بقيادة الولايات المتحدة ضد «طالبان»، لعب طيارو القوات الجوية الأفغانية دوراً رئيسياً إلى جانب نظرائهم الأميركيين، حيث نفَّذ بعضهم هجمات جوية ألحقت خسائر فادحة بالإسلاميين».

عناصر شرطة يختبرون البيانات الحيوية للاجئين أفغان خلال عملية بحث على مشارف كراتشي في باكستان 17 نوفمبر 2023 (غيتي)
عناصر شرطة يختبرون البيانات الحيوية للاجئين أفغان خلال عملية بحث على مشارف كراتشي في باكستان 17 نوفمبر 2023 (غيتي)

وانتهى هذا التحالف في أغسطس (آب) 2021، عندما انسحبت القوات الأجنبية وسقطت كابل في أيدي «طالبان».

اليوم، يجد خان نفسه مع أسرته اليافعة في باكستان المجاورة، يخشى العودة إلى أفغانستان التي تسيطر عليها القوى نفسها التي قاتلها لسنوات.

زاد الوضعَ سوءاً السياساتُ المناهضة للمهاجرين في كل من واشنطن وإسلام آباد، حيث يعني ذلك أن الوقت ينفد ولا يزال يبحث عن بديل آمن قبل انتهاء المهلة المحددة في نهاية هذا الشهر.

بدأت الحرب بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وألحقت دماراً واسعاً بالسكان المدنيين، الذين لا يزالون يعانون من تبعاتها.

أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)
أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)

تغييرات جذرية

أدى إسقاط «طالبان» على يد التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى تغييرات جذرية، بما في ذلك عودة الديمقراطية، وتحسن كبير في أوضاع النساء الأفغانيات. مع ذلك استمرت الحرب وحالة عدم الاستقرار مؤثرة على أنحاء البلاد، خصوصاً في المناطق الريفية.

لقي عشرات الآلاف من الأشخاص حتفهم، وتصاعد عدد الضحايا المدنيين ليصل إلى 5183 قتيلاً في الأشهر الستة الأولى من عام 2021، مع بداية انسحاب الولايات المتحدة من البلاد، والاعتماد بشكل أكبر على الجيش الأفغاني. وكشفت دراسة مدتها خمس سنوات نشرتها الأمم المتحدة عام 2021 عن أن 785 طفلاً قُتلوا إثر الهجمات الجوية الأميركية والأفغانية خلال تلك الفترة.

أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)
أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)

مع الانسحاب الأميركي

ومع الانسحاب الأميركي، انهار الجيش والحكومة الأفغانية، مما سمح لمقاتلي «طالبان» بالعودة إلى السلطة. ووفقاً لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، فإن الأفغان المرتبطين بالحكومة السابقة هم «الأكثر عرضة للخطر» في ظل إدارة «طالبان» الجديدة.

وثّقت «هيومن رايتس ووتش» والأمم المتحدة «عمليات قتل خارج نطاق القانون، وإخفاء قسري، واعتقالات تعسفية، وتعذيب وسوء معاملة» للأفغان الذين كانوا جزءاً من قوام القوات الأمنية السابقة.

أطفال أفغان يلعبون ببنادق بلاستيكية أمام منازلهم في أول أيام عيد الفطر بمنطقة فايز آباد بإقليم بدخشان الأحد (أ.ف.ب)
أطفال أفغان يلعبون ببنادق بلاستيكية أمام منازلهم في أول أيام عيد الفطر بمنطقة فايز آباد بإقليم بدخشان الأحد (أ.ف.ب)

«الطيارون خاطروا بكل شيء»

نظراً إلى وضعهم البارز في مجتمعاتهم، كان يخشى أكثر الطيارين من تعرضهم لهجمات انتقامية بعد سيطرة «طالبان» على الحكم. وقال خان في تصريح لـ«سي إن إن» إن ثمانية إلى عشرة من زملائه قُتلوا في «تفجيرات وعمليات إطلاق رصاص مستهدفة» على يد «طالبان».

وقال شون فاندايفر، مؤسس «#AfghanEvac» الأميركية المؤلفة من مجموعات من المحاربين القدامى والمعنية بإعادة التوطين: «خاطر هؤلاء الطيارون بكل شيء من أجل أميركا. حياتهم الآن على المحك بسبب عدم وفائنا بوعودنا لهم».

يعيش صديق خان، خپلواكا، البالغ من العمر 37 عاماً، في خوف مماثل. وهو مهندس طيران مدرب، عمل في برنامج الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التابع للقوات الجوية الأفغانية، وكان مكلفاً بإخلاء المناطق المدنية قبل أن تستهدفها الطائرات الأميركية من دون طيار.

أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)
أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)

قال خپلواكا إنه كان مجبراً على أداء هذه المهام رغم احتجاجه المتكرر. وأضاف قائلاً: «أصبحت هدفاً لمجموعة (طالبان) المحلية»، وكان يُضطر إلى تغيير منزله كل 3 إلى 4 أشهر لأسباب أمنية، حتى قبل سقوط كابل.

وهو الآن يبيع الحطب على جانب الطريق لإطعام أسرته، ويتحدث مستخدماً اسماً وهمياً، مثل خان، ويعبر عن خوفه من استهداف «طالبان» له في باكستان أيضاً. وأضاف قائلاً: «أعرف أن لديهم اتصالات هنا، ويمكنهم استهدافي إن أرادوا... كل ما أريده هو الخروج من هنا حتى تحصل بناتي على فرصة للتعليم».

أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)
أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)

من جهتها، نفت «طالبان» تعرض الطيارين السابقين لخطر حال عودتهم إلى أفغانستان.

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم «طالبان»، لـ«سي إن إن»: «ليس لدينا أي مشكلة معهم، هناك حاجة إلى الطيارين الذين يريدون العودة إلى أفغانستان، لأنهم يمثلون أصولاً قيّمة للبلاد وعناصر عسكرية مهمة. عاد بعض زملائهم إلى العمل ويخدمون الأمة، وسنتعامل معهم بكرامة».

لم تردّ السفارة الأميركية في إسلام آباد على طلب التعليق.

أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)
أفراد أمن «طالبان» خلال صلاة عيد الفطر في قندهار أفغانستان الأحد (إ.ب.أ)

عالقون في المجهول

جلس خان في غرفة صغيرة من شقته المتواضعة في مبنى غير مميز في إسلام آباد، بينما كانت أشعة الشمس تخترق الستائر لتلقي ظلالاً قاسية على وجوه أطفاله الصغار، الذين كانوا ينامون متكدسين على الأرض تحت بطانيات بالية، غير مدركين ما يجري حولهم.

وبينما كان يتحدث عن حياته السابقة، كان أصغر أطفاله يقفز باستمرار إلى حضنه.

خلال فترة الفوضى التي أعقبت انسحاب القوات الأميركية تمكّن خان من الوصول إلى باكستان في مارس (آذار) 2022، بناءً على نصيحة طيار أميركي كان أحد مدربيه. ودخل البلاد بشكل قانوني سيراً على الأقدام.

قال خان لـ«سي إن إن»: «لقد كنت أتابع إجراءات برنامج القبول للاجئين في الولايات المتحدة (USRAP)، وبعد عامين من الانتظار، وصلت أخيراً إلى السفارة الأميركية لإجراء مقابلة في أبريل (نيسان) الماضي، بهدف إعادة توطيني في الولايات المتحدة».

لكن منذ ذلك الحين، لم يتلقَّ أي رد، وقال: «كان هناك صمت تام».

خلال الشهرين الماضيين، اتخذت سياسات البيت الأبيض منحى أكثر تشدداً ضد المهاجرين تحت قيادة الرئيس دونالد ترمب، مما ألقى بظلال من الشك على فرص أمثال خان.

عشرات الآلاف من الأفغان عالقون بالفعل بسبب أوامر تنفيذية من إدارة ترمب عرقلت برنامج قبول اللاجئين، وأوقفت تمويل الرحلات الجوية لحاملي التأشيرات الخاصة من الأفغان.

وفقاً لمجموعة «#AfghanEvac»، فإن نحو 2000 أفغاني كانوا قد حصلوا سابقاً على الموافقة لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة، لكن لا يزالون عالقين دون أي حلول واضحة.

وهناك مخاوف من أن يشمل حظر السفر القادم أفغانستان، حيث قال مسؤول أميركي مطلع لـ«سي إن إن» إن «أفغانستان قد تكون واحدة من الدول المتأثرة بالقرار الجديد».


مقالات ذات صلة

العالم جانب من حفل إطلاق برنامج «محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال» في كينيا (التحالف الإسلامي)

«التحالف الإسلامي» يُطلق برنامجاً لمحاربة تمويل الإرهاب في كينيا

دشَّن «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، في نيروبي، برنامج «محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال»، بمشاركة ممثلين عن جهات حكومية ورقابية ومصرفية،

«الشرق الأوسط» (الرياض)
آسيا أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)

مخاوف من مقتل 20 شخصاً في هجوم بكشمير الهندية

قالت ثلاثة مصادر أمنية إن هناك مخاوف من مقتل 20 شخصاً على الأقل بعد أن أطلق من يشتبه في أنهم مسلحون النار على سياح في منطقة جامو وكشمير في هجوم هو الأسوأ.

«الشرق الأوسط» (سريناجار (الهند))
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله الأمين العام لـ«مجلس أوروبا» ألان بيرسيه في أنقرة الثلاثاء (الرئاسة التركية)

«مجلس أوروبا» يضغط على تركيا في قضية إمام أوغلو وقمع الاحتجاجات

أجرى الأمين العام لـ«مجلس أوروبا»، ألان بيرسيه، مباحثات بأنقرة وسط أجواء متوترة على خلفية اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو وجدل بشأن الحوار مع أوجلان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أفراد من قوات الشرطة الخاصة الصومالية يسيرون بعد تدريبهم وتجهيزهم من قبل الاتحاد الأوروبي في إطار تعاون يهدف إلى تعزيز السلامة وتعزيز مكافحة التهديد الذي يشكله مسلحو «حركة الشباب» (رويترز)

إفشال هجوم إرهابي لـ«حركة الشباب» بوسط الصومال

لقي عدد من عناصر ميليشيات «الشباب» حتفهم في عملية عسكرية مخططة بالقرب من منطقة آدم يبال بمحافظة شبيلى الوسطى بوسط الصومال.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

إغلاق تام في كشمير الهندية بعد هجوم دامٍ استهدف سائحين

شرطي هندي يحرس وسط المدينة في أثناء إغلاقها بعد مقتل سياح في سريناغار بكشمير الهندية (أ.ب)
شرطي هندي يحرس وسط المدينة في أثناء إغلاقها بعد مقتل سياح في سريناغار بكشمير الهندية (أ.ب)
TT
20

إغلاق تام في كشمير الهندية بعد هجوم دامٍ استهدف سائحين

شرطي هندي يحرس وسط المدينة في أثناء إغلاقها بعد مقتل سياح في سريناغار بكشمير الهندية (أ.ب)
شرطي هندي يحرس وسط المدينة في أثناء إغلاقها بعد مقتل سياح في سريناغار بكشمير الهندية (أ.ب)

تشهد مدينتا كشمير وجامو الهنديتان فرض إغلاق كامل، احتجاجاً على الهجوم الذي شنّه مسلحون على سياح في منطقة بايساران الواقعة ببلدة باهالغام في جامو وكشمير، أمس الثلاثاء. وأفادت صحيفة «ذا إنديان إكسبريس»، اليوم (الأربعاء)، بأن الهجوم «الوحشي» أسفر عن مقتل 26 شخصاً على الأقل -معظمهم من السياح- وإصابة عدد آخر.

ظلّت المحلات والمؤسسات التجارية ومحطات الوقود مغلقة في سريناغار وأجزاء أخرى من وادي كشمير (أ.ب)
ظلّت المحلات والمؤسسات التجارية ومحطات الوقود مغلقة في سريناغار وأجزاء أخرى من وادي كشمير (أ.ب)

ويُعد الإغلاق أول احتجاج من نوعه تشهده منطقة وادي كشمير، إثر «هجوم إرهابي» منذ 35 عاماً، حسب الصحيفة الهندية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وظلّت المحال والمؤسسات التجارية ومحطات الوقود مغلقة في سريناغار وأجزاء أخرى من وادي كشمير. كما كان هناك عدد قليل جداً من وسائل النقل العام، رغم سير سيارات خاصة على الطرق. وفي حين أغلقت المدارس الخاصة ظلّت المدارس الحكومية مفتوحة.

عناصر من الجيش تمر أمام المحلات التجارية المغلقة في كشمير الهندية (د.ب.أ)
عناصر من الجيش تمر أمام المحلات التجارية المغلقة في كشمير الهندية (د.ب.أ)

ودعا عدد من الجماعات الهندية إلى تنظيم الإضراب، من بينها غرفة التجارة والصناعة في كشمير، واتحاد التجار والمصنعين في كشمير، ومفتي جامو وكشمير الأكبر، ناصر الإسلام.

وقع الهجوم، أمس الثلاثاء، في باهالغام، وهي مقصد سياحي شهير في الإقليم الخلاب الواقع في منطقة جبال الهيمالايا الذي شهد انتعاشاً في السياحة مع تراجع عنف المتمردين خلال السنوات القليلة الماضية.

ويُعد هذا أسوأ هجوم على المدنيين في الهند منذ إطلاق النار في مومباي عام 2008 الذي أسفر عن مقتل أكثر من 160 شخصاً، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

مركبات الجيش الهندي في شوارع كشمير (أ.ب)
مركبات الجيش الهندي في شوارع كشمير (أ.ب)

وقطع رئيس الوزراء ناريندرا مودي زيارته إلى السعودية، وعاد إلى نيودلهي صباح اليوم الأربعاء. كما قالت وزارة المالية إن الوزيرة نيرمالا سيتارامن قطعت زيارتها إلى الولايات المتحدة وبيرو، «لمؤازرة شعبنا في هذا الوقت العصيب والحزين».

وقالت الشرطة إن الهجوم وقع في مرج خارج الطريق، وإن القتلى هم 25 هندياً ونيبالي.

وأعلنت جماعة مسلحة غير معروفة، تُدعى «مقاومة كشمير»، مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبرت الجماعة في رسالتها عن استيائها من توطين أكثر من 85 ألف «أجنبي» في المنطقة، مما يُحدث «تغييراً في التركيبة السكانية».

عناصر الأمن يتفقدون موقع الحادث على بُعد نحو 90 كيلومتراً من سريناغار (أ.ف.ب)
عناصر الأمن يتفقدون موقع الحادث على بُعد نحو 90 كيلومتراً من سريناغار (أ.ف.ب)

ودعت أكثر من 10 منظمات محلية، اليوم (الأربعاء)، إلى إغلاق في المنطقة احتجاجاً على مهاجمة السياح، الذين ساعدت أعدادهم المتزايدة الاقتصاد المحلي.

كما علّقت مدارس عديدة الدراسة لمدة يوم تعبيراً عن الاحتجاج.

وقال مسؤولون إن شركات الطيران تعمل على تسيير رحلات إضافية من سريناغار، العاصمة الصيفية للمنطقة، مع رحيل الزوار.

أفراد الأمن يقومون بدورية في سوق مهجورة بمركبة مدرعة في مدينة كشمير (أ.ب)
أفراد الأمن يقومون بدورية في سوق مهجورة بمركبة مدرعة في مدينة كشمير (أ.ب)

وتشهد المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا وتتقاسم الهند وباكستان السيطرة عليها وتطالب كل منهما بها بالكامل، أعمال عنف منذ اندلاع تمرد مناهض لنيودلهي في عام 1989. وقُتل عشرات الآلاف خلال وقائع العنف التي تراجعت حدتها في السنوات القليلة الماضية.

وألغت الهند الوضع الخاص لكشمير عام 2019، مقسمة الولاية إلى منطقتين خاضعتين للإدارة الاتحادية هما جامو وكشمير، ولاداخ. وسمحت هذه الخطوة للسلطات المحلية بمنح الأجانب حقوق الإقامة، ما أتاح لهم الحصول على وظائف وشراء أراضٍ في المنطقة.

والهجمات التي تستهدف السياح في كشمير نادرة. ووقع آخر هجوم كبير في المنطقة في يونيو (حزيران) حينما هاجم مسلحون حافلة تقل زواراً من الهندوس؛ مما أدى إلى سقوطها في وادٍ عميق ومقتل ما لا يقل عن 9 ركاب وإصابة 33.