المدرب الوطني... ملاذ الأندية السعودية «الآمن» في أحلك الظروف

انضمام العطوي رسمياً إلى ضمك بمثابة «تجديد ثقة» بإمكاناتهم

خالد العطوي آخر المدربين الوطنيين المنضمين للدوري السعودي (نادي ضمك)
خالد العطوي آخر المدربين الوطنيين المنضمين للدوري السعودي (نادي ضمك)
TT
20

المدرب الوطني... ملاذ الأندية السعودية «الآمن» في أحلك الظروف

خالد العطوي آخر المدربين الوطنيين المنضمين للدوري السعودي (نادي ضمك)
خالد العطوي آخر المدربين الوطنيين المنضمين للدوري السعودي (نادي ضمك)

بانضمامه رسمياً إلى نادي ضمك مدرباً للفريق الأول، لحق خالد العطوي بالثنائي سعد الشهري ومحمد العبدلي في الدوري السعودي للمحترفين، ليرفع لواء المدرب الوطني أمام نخبة من المديرين الفنيين العالميين.

وأعلن نادي ضمك عن تعاقده الرسمي مع المدرب العطوي إلى نهاية الموسم الحالي، كما قدَّم شكره للمدرب السابق نونو ألميدا، بقوله: «شكرًا نونو ألميدا على كل ما قدمت، تمنياتنا لك بالتوفيق في المشوار المقبل».

ويتسلَّم العطوي مهمته وسط تطلعات كبيرة؛ حيث يسعى مسؤولو نادي ضمك لضمان البقاء في الدوري السعودي هذا الموسم، وإرساء الاستقرار الفني بعد رحيل كوزمين كونترا وإقالة نونو ألميدا.

ويستعد ضمك لمقابلة نادي الرياض في اللقاء الذي يجمع الفريقين ضمن مباريات الجولة السادسة والعشرين من دوري المحترفين السعودي.

ويعد المدرب الوطني «الملاذ الآمن» للأندية السعودية خلال الظروف العصيبة، ومنها انعدام الاستقرار الفني والإبحار بعيداً عن شواطئ الإنجازات و«الأمان»؛ خصوصاً إذا ما كان الأمر يتعلَّق بالهبوط إلى درجة أدنى.

سعد الشهري أنقذ الاتفاق من هبوط وشيك (نادي الاتفاق)
سعد الشهري أنقذ الاتفاق من هبوط وشيك (نادي الاتفاق)

وكان المدرب الوطني سعد الشهري قد قدَّم نفسه بأفضل طريقة ممكنة على مسرح الدوري السعودي بنسخته «العالمية»، مسجلاً انتفاضة تاريخية ومذهلة لـ«كوماندوز» الاتفاق، بعد تدهور لافت في المستويات والنتائج هذا الموسم.

وتولَّى الشهري قيادة الاتفاق في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، وأعطى الشهري إشارات مبكرة لقدرته على إعادة الفريق إلى المسار الصحيح، بعد التراجع الذي عانى منه تحت قيادة المدرب الإنجليزي السابق ستيفن جيرارد.

ورغم أن عقد الشهري مع الاتفاق يمتد حتى نهاية الموسم الحالي، فإن صاحب الـ45 عاماً لا يرى نفسه مجرد مدرب طوارئ جاء لإنقاذ الفريق، بل لديه رؤية طويلة الأمد لمشروع طموح داخل النادي.

وقال الشهري: «لم يكن مخططاً أن أتولَّى المهمة في هذا التوقيت، لكن الاتفاق نادٍ مغرٍ لأي مدرب، خصوصاً لمن يريد بناء مشروع طويل الأمد. لديَّ ثقة تامة بأنني قادر على بناء مشروع ناجح مع النادي، حتى لو أتيت في منتصف الموسم».

التغييرات التكتيكية التي أجراها الشهري منذ توليه المهمة أثمرت نتائج إيجابية، ولعل أبرزها توظيف النجم الهولندي فينالدوم في مركز الوسط المهاجم، وهو ما كان له تأثير كبير على أداء الفريق.

الشهري تحدَّث عن هذا التعديل قائلاً: «أعتقد أن الدفع بفينالدوم في المركز رقم 10 كان قراراً ناجحاً، فبخبرته يمكنه تأدية هذا الدور، وكذلك اللعب في مركز 8 حسب متطلبات المباريات».

وأضاف: «فينالدوم أفضل الخيارات لدينا في مركز 10؛ إذ يستطيع تقديم حلول هجومية، سواء في الصناعة أو التسجيل».

ولا يمكن إغفال الدفعة المعنوية التي بثها الشهري في صفوف الاتفاق، ومنحه الفرصة لجميع اللاعبين. وقال عن ذلك: «نسعى لتجهيز جميع لاعبي الفريق خلال المرحلة المقبلة؛ لذا منحنا اللاعبين الذين لم يشاركوا كثيراً في السابق فرصة المشاركة مجدداً».

العبدلي طالب بتجديد الثقة في المدرب الوطني (نادي التعاون)
العبدلي طالب بتجديد الثقة في المدرب الوطني (نادي التعاون)

وأضاف: «عدد من اللاعبين يحتاجون إلى دقائق لعب، وأعتقد أنهم أحسنوا استغلال ذلك حين سنحت لهم الفرصة».

ويملك الاتفاق تاريخاً ناجحاً مع المدربين الوطنيين، ويبرز اسم خليل الزياني بصفته أحد أعظم المدربين في تاريخ النادي.

وقاد الزياني الاتفاق لتحقيق إنجازات غير مسبوقة؛ إذ تُوج بلقب الدوري السعودي في مناسبتين؛ أولاهما موسم 1982-1983، والثانية موسم 1986-1987، والذي جاء من دون خسارة، ليصبح الاتفاق أول نادٍ سعودي يحقق دوري اللاهزيمة.

كما قاد الفريق للتتويج بكأس الخليج للأندية مرتين عامَي 1983 و1988، إلى جانب كأس العرب للأندية الأبطال عام 1988.

إنجازات الزياني جعلت الاتفاق من الأندية الكبرى محلياً وخارجياً في تلك الفترة. كما قدم خالد العطوي نتائج جيدة خلال فترة تدريبه للفريق، لا سيما في موسم 2020-2021، حين أنهى الدوري في المركز الخامس.

والآن تتجه الأنظار إلى سعد الشهري، الذي يحمل طموحاً كبيراً لإعادة أمجاد الاتفاق، وربما يكون بداية لمرحلة جديدة تُعزز من حضور المدربين السعوديين في دوري المحترفين.

وكان محمد العبدلي، مدرب فريق التعاون، قد طالب في وقت سابق بمزيد من الثقة بالمدرب السعودي، وعدم التشكيك بقدراته وإمكاناته عبر البرامج الرياضية والمنصات الإعلامية، مشيراً إلى أن هذا الحديث لا يخص محمد العبدلي بل كل المدربين الموجودين في الساحة.

وقال العبدلي: «الشاب السعودي يقدم نفسه في كل مجال، وفي كل مكان، رأيت خلال الأيام الماضية الشك بالمدرب السعودي، أتمنى من البرامج الرياضية الثقة بالمدرب السعودي».


مقالات ذات صلة

لماذا وضع مشروع توثيق كرة القدم السعودية مصطلحات وتعريفات للبطولات؟

رياضة سعودية مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)

لماذا وضع مشروع توثيق كرة القدم السعودية مصطلحات وتعريفات للبطولات؟

في خطوة تعكس توجهات الاتحاد السعودي لكرة القدم نحو توثيق التاريخ الرياضي بصورة دقيقة ومنظمة، أصدر مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية وثيقة «المصطلحات والتعريفات».

سعد السبيعي (الخبر )
رياضة سعودية الدكتورة نوف النمير الأمين العام للجنة الوزارية للصحة (الشرق الأوسط)

الرئيس التنفيذي لـ«وقاية»: الاستثمار في الرياضة «استثمار في الصحة»

أكدت الدكتورة نوف النمير، الأمين العام للجنة الوزارية للصحة، أن الصحة في كل السياسات هي منهجية تعاونية لدمج الصحة والعدالة والاستدامة في صنع القرار.

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة سعودية جلسة مخصصة لـ«الاستثمارات في تطوير البنية التحتية الرياضية» بـ«منتدى الاستثمار الرياضي»... (الشرق الأوسط)

الرئيس التنفيذي لـ«شركة رافع»: تطوير البنية التحتية الرياضية في السعودية يتطلب استثمارات بـ20 مليار ريال

أوضح رافع الغامدي، الرئيس التنفيذي لـ«شركة رافع»، أن تطوير البنية التحتية الرياضية في السعودية يتطلب استثمارات تصل إلى 20 مليار ريال.

لولوة العنقري (الرياض) منيرة السعيدان (الرياض)
رياضة عالمية ستان فافرينكا (أ.ف.ب)

دورة مونتي كارلو: فافرينكا يودع مبكراً

ودع السويسري المخضرم ستان فافرينكا بطولة مونتي كارلو المفتوحة لتنس الأساتذة «فئة 1000 نقطة» المقامة على الملاعب الترابية من الدور الأول بعد الخسارة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية الأمير خالد بن سلطان الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدرجات النارية (الشرق الأوسط)

خالد بن سلطان الفيصل: خبرة السعودية كبيرة في استضافة الفعاليات الرياضية العالمية

أكد الأمير خالد بن سلطان الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدرجات النارية أن السعودية أصبحت ذات خبرة كبيرة في استضافة البطولات والأحداث العالمية.

لولوة العنقري (الرياض )

لماذا وضع مشروع توثيق كرة القدم السعودية مصطلحات وتعريفات للبطولات؟

مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)
مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)
TT
20

لماذا وضع مشروع توثيق كرة القدم السعودية مصطلحات وتعريفات للبطولات؟

مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)
مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)

في خطوة تعكس توجهات الاتحاد السعودي لكرة القدم، نحو توثيق التاريخ الرياضي بصورة دقيقة ومنظمة، أصدر مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية وثيقة «المصطلحات والتعريفات»، وهي وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات أو البطولات والإنجازات.

وتأتي هذه الوثيقة لتكون مرجعاً تعتمد عليه الجهات الإعلامية والرياضية والمؤرخون، بما يضع حداً للاجتهادات الفردية التي طالما أثارت الجدل حول عدد البطولات أو مشروعية بعض الألقاب أو الإنجازات.

عرّفت الوثيقة «النادي» على أنه كل كيان رياضي سعودي مسجل لدى الجهة المنظمة المختصة، سواء أُسس قبل وجود هذه الجهة أو بعدها. أما «المنتخب»، فيشمل جميع المنتخبات التي تمثل المملكة، سواء كانت وطنية أو مناطقية، بشرط أن تكون معتمدة من جهة مختصة.

هذا التحديد يسهم في تعزيز الشفافية عند الحديث عن التمثيل الرسمي للمنتخبات أو حساب الإنجازات المرتبطة بها.

الوثيقة أولت اهتماماً بالغاً بتصنيف المسابقات؛ حيث تطرقت إلى «مسابقات الدوري الرئيسية» التي تُنظم بنظام النقاط، وتُعد الأطول خلال الموسم، وتشمل عدداً كبيراً من المباريات، وتُشترط فيها معايير صارمة مثل إشراف الجهة المختصة، واتساع النطاق الجغرافي، وتطبيق نظام الصعود والهبوط.

وثيقة المصطلحات التي وصلت إلى الأندية لتنظيم العمل (الشرق الأوسط)
وثيقة المصطلحات التي وصلت إلى الأندية لتنظيم العمل (الشرق الأوسط)

في المقابل، تم توضيح خصائص «مسابقات خروج المغلوب» مثل كأس الملك وكأس ولي العهد، التي تُنظم وفق نظام الخروج المباشر وتحمل تسميات رسمية، وتُعد من المسابقات ذات الطابع الرمزي الكبير.

في تحديدها لمفهوم «البطل»، وضعت الوثيقة 4 شروط أساسية يجب توفرها، وهي أن تكون المسابقة رسمية، وأن تنص لوائحها على تتويج الفائزين، وأن تُمنح جائزة مادية، أو رمزية كالكأس، أو الميدالية، أو الدرع، وأن تكون هذه الجائزة صادرة بموافقة الجهة المنظمة.

أما الإنجازات فقد فرّقتها الوثيقة إلى إنجازات الأندية، وإنجازات المنتخبات، والإنجازات الفردية، مشيرة إلى أن احتساب أي إنجاز لا يكون إلا في حال تحققه ضمن إطار رسمي معترف به من الجهات المنظمة المختصة، سواء كانت محلية أو خارجية مثل الاتحاد الدولي أو الآسيوي لكرة القدم.

الوثيقة استعرضت أيضاً تطور الجهات التي تولّت مهمة تنظيم اللعبة، بدءاً من فترة الرواد التي اتسمت بالاجتهادات الشخصية قبل تأسيس الجهات الرسمية، مروراً بالجهات المحلية المختصة مثل الاتحاد السعودي لكرة القدم، وانتهاءً بالجهات الخارجية المعتمدة كالاتحادين الدولي والآسيوي، إضافة إلى جهات غير مختصة تنظم بطولات محدودة بموافقة محلية لكنها لا تحمل الصفة الرسمية.

ومن بين أبرز المحاور التي حسمتها الوثيقة وأكثرها جدلاً في الأوساط الرياضية، ما يتعلق بما يُعرف بالبطولات المناطقية، التي كانت محل نقاش واسع حول مشروعيتها ومدى احتسابها كبطولات رسمية. فقد حددت الوثيقة تعريف هذه البطولات بأنها تلك التي يحصل فيها النادي على المركز الأول في نطاق جغرافي محدد، على أن تكون هذه المسابقة قد نُظّمت بقرار أو نظام صادر عن الجهة المحلية المختصة.

الوثائق كشفت عن مفاهيم مصطلحات وضوابط لبطولات خروج المغلوب (الشرق الأوسط)
الوثائق كشفت عن مفاهيم مصطلحات وضوابط لبطولات خروج المغلوب (الشرق الأوسط)

كما اشترطت الوثيقة أن تكون تلك المسابقات مخصصة للدرجة العمرية أو التصنيفية الأعلى في ذلك النطاق، دون أن تكون على مستوى المملكة بالكامل، وأكدت على ضرورة وجود نص أو قرار رسمي من الجهة المنظمة يُعرّف آلية التتويج ويُثبت أن المركز الأول يُمنح لقب «بطل» للمنطقة المعنية.

هذا التحديد يضبط المعايير التي يمكن من خلالها احتساب البطولات المناطقية ضمن السجل التوثيقي، ويمنع إدراج البطولات التي أقيمت دون مظلة تنظيمية واضحة أو بقرار فردي، ما يسهم في فرز دقيق بين البطولات ذات الطابع الرسمي وتلك التي تفتقر للشرعية التنظيمية.

وأبلغ فريق عمل مشروع التوثيق الأندية أعضاء الجمعية العمومية للمشروع بالوثيقة، التي أوصى بها فريق عمل المشروع بعد الاستعانة بالخبراء المرشحين من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومخرجات الاجتماعات التنسيقية المستمرة مع الأندية، والاطلاع على النماذج الدولية، التي عُرضت في الاجتماع الدوري السابق للمشروع الذي عُقد بتاريخ 27 يناير (كانون الثاني) 2025 م في مدينة الرياض.

وجاء إرسال وثيقة المصطلحات والتعريفات إلى الأندية للاطلاع وإبداء المرئيات قبل المصادقة عليها للعمل بموجبها في إعداد التقرير النهائي للمشروع.

وحدد فريق العمل تاريخ 11 أبريل (نيسان) موعداً أخيراً لتلقي الملاحظات والاستفسارات، وعقد الاجتماعات مع الأندية الراغبة في استيضاح أي من المصطلحات والتعريفات في المقترح المرسل إلى الأندية الذي سينعكس على تقرير المشروع، ومن ضمنه الجزء الخاص بمسابقات الأندية في التقرير الختامي.

وكان فريق عمل المشروع قد أعلن في الاجتماع الدوري السابق وصول نسبة الإنجاز إلى 96 في المائة تم خلالها توثيق 123 عاماً من تاريخ كرة القدم السعودية، وذلك منذ عام 1902م، حيث قرر أعضاء الجمعية للمشروع تكليف فريق العمل بتحديد معايير موحدة وثابتة للمسابقات بالاعتماد على 4 مبادئ عامة؛ هي: «الاعتزاز بالمسميات الشرفية مع إعطاء أهمية لنظام المسابقة، والاعتماد على اللوائح الصادرة من الجهة المختصة المحلية التي توضح نظام المسابقة لإعداد المعايير الخاصة، والاعتزاز بالعمق التاريخي لكرة القدم السعودية وإبرازه، ومراعاة النماذج الدولية».

يذكر أن إعداد وإرسال وثيقة التعريفات والمصطلحات إلى الأندية جاء وفقاً للفقرة الثانية من المادة الخامسة لميثاق المشروع التي نصت على: «تحديد منهجية العمل والمعايير وإعداد وثيقة تؤكد المصطلحات والتعريفات الدقيقة للدوريات والكؤوس والبطولات الوطنية والمسابقات الرسمية وغير الرسمية، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخي.