لماذا وضع مشروع توثيق كرة القدم السعودية مصطلحات وتعريفات للبطولات؟

مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)
مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)
TT
20

لماذا وضع مشروع توثيق كرة القدم السعودية مصطلحات وتعريفات للبطولات؟

مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)
مشروع التوثيق وضع وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية (الاتحاد السعودي)

في خطوة تعكس توجهات الاتحاد السعودي لكرة القدم، نحو توثيق التاريخ الرياضي بصورة دقيقة ومنظمة، أصدر مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية وثيقة «المصطلحات والتعريفات»، وهي وثيقة تنظيمية تهدف إلى توحيد المفاهيم المرتبطة بكرة القدم السعودية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات أو البطولات والإنجازات.

وتأتي هذه الوثيقة لتكون مرجعاً تعتمد عليه الجهات الإعلامية والرياضية والمؤرخون، بما يضع حداً للاجتهادات الفردية التي طالما أثارت الجدل حول عدد البطولات أو مشروعية بعض الألقاب أو الإنجازات.

عرّفت الوثيقة «النادي» على أنه كل كيان رياضي سعودي مسجل لدى الجهة المنظمة المختصة، سواء أُسس قبل وجود هذه الجهة أو بعدها. أما «المنتخب»، فيشمل جميع المنتخبات التي تمثل المملكة، سواء كانت وطنية أو مناطقية، بشرط أن تكون معتمدة من جهة مختصة.

هذا التحديد يسهم في تعزيز الشفافية عند الحديث عن التمثيل الرسمي للمنتخبات أو حساب الإنجازات المرتبطة بها.

الوثيقة أولت اهتماماً بالغاً بتصنيف المسابقات؛ حيث تطرقت إلى «مسابقات الدوري الرئيسية» التي تُنظم بنظام النقاط، وتُعد الأطول خلال الموسم، وتشمل عدداً كبيراً من المباريات، وتُشترط فيها معايير صارمة مثل إشراف الجهة المختصة، واتساع النطاق الجغرافي، وتطبيق نظام الصعود والهبوط.

وثيقة المصطلحات التي وصلت إلى الأندية لتنظيم العمل (الشرق الأوسط)
وثيقة المصطلحات التي وصلت إلى الأندية لتنظيم العمل (الشرق الأوسط)

في المقابل، تم توضيح خصائص «مسابقات خروج المغلوب» مثل كأس الملك وكأس ولي العهد، التي تُنظم وفق نظام الخروج المباشر وتحمل تسميات رسمية، وتُعد من المسابقات ذات الطابع الرمزي الكبير.

في تحديدها لمفهوم «البطل»، وضعت الوثيقة 4 شروط أساسية يجب توفرها، وهي أن تكون المسابقة رسمية، وأن تنص لوائحها على تتويج الفائزين، وأن تُمنح جائزة مادية، أو رمزية كالكأس، أو الميدالية، أو الدرع، وأن تكون هذه الجائزة صادرة بموافقة الجهة المنظمة.

أما الإنجازات فقد فرّقتها الوثيقة إلى إنجازات الأندية، وإنجازات المنتخبات، والإنجازات الفردية، مشيرة إلى أن احتساب أي إنجاز لا يكون إلا في حال تحققه ضمن إطار رسمي معترف به من الجهات المنظمة المختصة، سواء كانت محلية أو خارجية مثل الاتحاد الدولي أو الآسيوي لكرة القدم.

الوثيقة استعرضت أيضاً تطور الجهات التي تولّت مهمة تنظيم اللعبة، بدءاً من فترة الرواد التي اتسمت بالاجتهادات الشخصية قبل تأسيس الجهات الرسمية، مروراً بالجهات المحلية المختصة مثل الاتحاد السعودي لكرة القدم، وانتهاءً بالجهات الخارجية المعتمدة كالاتحادين الدولي والآسيوي، إضافة إلى جهات غير مختصة تنظم بطولات محدودة بموافقة محلية لكنها لا تحمل الصفة الرسمية.

ومن بين أبرز المحاور التي حسمتها الوثيقة وأكثرها جدلاً في الأوساط الرياضية، ما يتعلق بما يُعرف بالبطولات المناطقية، التي كانت محل نقاش واسع حول مشروعيتها ومدى احتسابها كبطولات رسمية. فقد حددت الوثيقة تعريف هذه البطولات بأنها تلك التي يحصل فيها النادي على المركز الأول في نطاق جغرافي محدد، على أن تكون هذه المسابقة قد نُظّمت بقرار أو نظام صادر عن الجهة المحلية المختصة.

الوثائق كشفت عن مفاهيم مصطلحات وضوابط لبطولات خروج المغلوب (الشرق الأوسط)
الوثائق كشفت عن مفاهيم مصطلحات وضوابط لبطولات خروج المغلوب (الشرق الأوسط)

كما اشترطت الوثيقة أن تكون تلك المسابقات مخصصة للدرجة العمرية أو التصنيفية الأعلى في ذلك النطاق، دون أن تكون على مستوى المملكة بالكامل، وأكدت على ضرورة وجود نص أو قرار رسمي من الجهة المنظمة يُعرّف آلية التتويج ويُثبت أن المركز الأول يُمنح لقب «بطل» للمنطقة المعنية.

هذا التحديد يضبط المعايير التي يمكن من خلالها احتساب البطولات المناطقية ضمن السجل التوثيقي، ويمنع إدراج البطولات التي أقيمت دون مظلة تنظيمية واضحة أو بقرار فردي، ما يسهم في فرز دقيق بين البطولات ذات الطابع الرسمي وتلك التي تفتقر للشرعية التنظيمية.

وأبلغ فريق عمل مشروع التوثيق الأندية أعضاء الجمعية العمومية للمشروع بالوثيقة، التي أوصى بها فريق عمل المشروع بعد الاستعانة بالخبراء المرشحين من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومخرجات الاجتماعات التنسيقية المستمرة مع الأندية، والاطلاع على النماذج الدولية، التي عُرضت في الاجتماع الدوري السابق للمشروع الذي عُقد بتاريخ 27 يناير (كانون الثاني) 2025 م في مدينة الرياض.

وجاء إرسال وثيقة المصطلحات والتعريفات إلى الأندية للاطلاع وإبداء المرئيات قبل المصادقة عليها للعمل بموجبها في إعداد التقرير النهائي للمشروع.

وحدد فريق العمل تاريخ 11 أبريل (نيسان) موعداً أخيراً لتلقي الملاحظات والاستفسارات، وعقد الاجتماعات مع الأندية الراغبة في استيضاح أي من المصطلحات والتعريفات في المقترح المرسل إلى الأندية الذي سينعكس على تقرير المشروع، ومن ضمنه الجزء الخاص بمسابقات الأندية في التقرير الختامي.

وكان فريق عمل المشروع قد أعلن في الاجتماع الدوري السابق وصول نسبة الإنجاز إلى 96 في المائة تم خلالها توثيق 123 عاماً من تاريخ كرة القدم السعودية، وذلك منذ عام 1902م، حيث قرر أعضاء الجمعية للمشروع تكليف فريق العمل بتحديد معايير موحدة وثابتة للمسابقات بالاعتماد على 4 مبادئ عامة؛ هي: «الاعتزاز بالمسميات الشرفية مع إعطاء أهمية لنظام المسابقة، والاعتماد على اللوائح الصادرة من الجهة المختصة المحلية التي توضح نظام المسابقة لإعداد المعايير الخاصة، والاعتزاز بالعمق التاريخي لكرة القدم السعودية وإبرازه، ومراعاة النماذج الدولية».

يذكر أن إعداد وإرسال وثيقة التعريفات والمصطلحات إلى الأندية جاء وفقاً للفقرة الثانية من المادة الخامسة لميثاق المشروع التي نصت على: «تحديد منهجية العمل والمعايير وإعداد وثيقة تؤكد المصطلحات والتعريفات الدقيقة للدوريات والكؤوس والبطولات الوطنية والمسابقات الرسمية وغير الرسمية، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخي.


مقالات ذات صلة

غونزاليس: أوقفنا فريقاً كبيراً… هذه أفضل مباريات القادسية

رياضة سعودية غونزاليس يحتفل مع لاعبيه بعد الفوز (تصوير: عيسى الدبيسي)

غونزاليس: أوقفنا فريقاً كبيراً… هذه أفضل مباريات القادسية

أبدى الإسباني ميشيل غونزاليس، مدرب القادسية، سعادته الكبيرة بالفوز على النصر بنتيجة 2-1، ضمن الجولة 28 من الدوري السعودي للمحترفين

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية ستيفانو بيولي مدرب فريق النصر (تصوير: عيسى الدبيسي)

بيولي: النصر لم يكن سيئاً… خسارة ليست في الحسبان

قال الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب فريق النصر، إن الخسارة من القادسية 2-1 لم تكن في الحسبان، مشيراً إلى أنه كان يجب عدم الخسارة لكن فريقه سيعمل على التعويض

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية القادسية نجح في خطف ثلاث نقاط ثمينة (الدوري السعودي)

الدوري السعودي: القادسية يُعطّل انطلاقة النصر بثنائية

أوقف فريق القادسية انطلاقة النصر نحو سباق الصدارة، ونجح في استعادة نغمة الفوز محققاً فوزاً ثميناً بهدفين لهدف في اللقاء الذي جمع بينهما ضمن الجولة 28 من الدوري.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية البرتغالي بيدرو إيمانويل مدرب فريق الفيحاء (نادي الفيحاء)

مدرب الفيحاء: لا مجال للبكاء... مواجهة العروبة مصيرية

اعترف البرتغالي بيدرو إيمانويل مدرب فريق الفيحاء بقوة المنافس فريق الأهلي وصعوبة المواجهة، مؤكداً ضرورة النهوض سريعاً، والاستعداد لما هو قادم.

علي العمري (جدة )
رياضة سعودية يايسله عبّر عن فخره بلاعبي فريقه (النادي الأهلي)

يايسله: تفكيرنا في مباراة الوحدة فقط

عبّر ماتياس يايسله، مدرب النادي الأهلي، عن سعادته الكبيرة بالأداء الذي قدّمه فريقه خلال الانتصار العريض على الفيحاء بنتيجة 5-0 ضمن الجولة 28 من الدوري السعودي.

علي العمري (جدة )

إنجاز سعودي «آسيوي» في قوى الناشئين

الفريق السعودي سجل مشاركة ناجحة في البطولة (الشرق الأوسط)
الفريق السعودي سجل مشاركة ناجحة في البطولة (الشرق الأوسط)
TT
20

إنجاز سعودي «آسيوي» في قوى الناشئين

الفريق السعودي سجل مشاركة ناجحة في البطولة (الشرق الأوسط)
الفريق السعودي سجل مشاركة ناجحة في البطولة (الشرق الأوسط)

أختتم المنتخب السعودي لألعاب القوى مشاركته في البطولة الآسيوية السادسة للناشئين والناشئات بحصد خمسة ميداليات، منها ذهبيتان ومثلها برونزية وواحده فضية.

وهذه المشاركة هي الأفضل بتاريخ الفريق السعودي في نفس الفئة العمرية تحت 18 عاماً.

وحقق عباس عبدالباقي برونزية العشاري، وعبر في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بما تحقق له من منجز في المشاركة القارية الأولى، وقال أنه تعلم الكثير من الأخطاء التي وقع فيها وساهمت في عدم نيله الذهبية.

فيما حقق الفريق المكون من مساعد السبيعي ومشعل هزازي ومبارك اليامي وعبدالله الجريان برونزية التتابع المتنوع.

وسبق هذه الميداليات في اليوم الختامي تحقيق 3 ميداليات لمحمد سراج الزاير في رمي المطرقة وهشام حكيم في 2000 متر، حيث حققا الذهبية في كل مسابقة فيما حقق فضية 110 م حواجز.

وعبر رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى العميد علي الشيخي، عن سعادته بما تحقق من منجزات سعودية في هذه البطولة وتحقيق أرقام جديدة سواء للرجال أو السيدات التي كانت مشاركتهن أيضا مميزة.

وبين أن هناك العديد من المكتسبات تحققت في هذه البطولة من بينها تأكيد صعود جيل جديد من الأبطال السعوديين في كافة منافسات أم الألعاب حيث تعقد عليهم آمال كبيرة في المستقبل.

وأشاد الشيخي بالمنافسات التي شهدتها البطولة وحجم الحضور وقوة السباقات، حيث كانت المنافسة قوية بين المتسابقين والمتسابقات في البطولة.

وقدم الشيخي شكره للقيادة السعودية «على كل الدعم التي تحظى به الرياضة وتوفير كل الإمكانيات من خلال وزارة الرياضة ممثلة في الوزير الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، مما كان له الأثر الكبير فيما تحقيق النجاح، وإشادة كافة الوفود وعلى رأسها الاتحاد الآسيوي برئاسة اللواء دحلان الحمد»، مبيناً أن هذا النجاح لم يتحقق لولا العمل الكبير من كافة اللجان والمتطوعين وحجم المنافسة التي شهد لها جميع المهتمين بـ«أم الألعاب».

من جانبه عبر اللواء دحلان الحمد عن الشكر الجزيل للمملكة على هذه الاستضافة، معتبراً هذه البطولة من أنجح البطولات القارية.