منظف أقمشة صديق للبيئة... من الخشب والذرة

المنظف أظهر كفاءة مماثلة للمنظفات التجارية في إزالة البقع (الجمعية الكيميائية الأميركية)
المنظف أظهر كفاءة مماثلة للمنظفات التجارية في إزالة البقع (الجمعية الكيميائية الأميركية)
TT
20

منظف أقمشة صديق للبيئة... من الخشب والذرة

المنظف أظهر كفاءة مماثلة للمنظفات التجارية في إزالة البقع (الجمعية الكيميائية الأميركية)
المنظف أظهر كفاءة مماثلة للمنظفات التجارية في إزالة البقع (الجمعية الكيميائية الأميركية)

طوّر باحثون في الجمعية الكيميائية الأميركية منظفاً صديقاً للبيئة يعتمد على ألياف نانوية من الخشب وبروتين مستخرج من الذرة، في خطوة واعدة لتقليل الأثر البيئي للمنظفات المنزلية.

وأوضح الباحثون أن المنظف أظهر كفاءة مماثلة للمنظفات التجارية في إزالة البقع من الملابس والأواني، بل تفوق عليها في بعض الحالات. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Langmuir».

وتتزايد المخاوف حول تأثير المواد الكيميائية المستخدمة في المنظفات التقليدية على البيئة، خاصة تلك التي يصعب تحللها أو تؤثر سلباً على النظم البيئية.

وقد دفعت هذه المخاوف الباحثين إلى البحث عن بدائل طبيعية، إلا أن المحاولات السابقة واجهت تحديات تتعلق بارتفاع تكلفة الإنتاج وصعوبة إزالة بقايا المنظف بعد الاستخدام، مما قد يتسبب في تلف الأقمشة والأسطح.

لمواجهة هذه التحديات، قام الباحثون بدمج ألياف السليلوز النانوية المستخرجة من الخشب مع بروتين «زين» (Zein) المستخرج من الذرة لإنشاء مستحلب طبيعي.

وتساعد هذه الألياف في جذب وإزالة البقع المختلفة بفضل قدرتها على التفاعل مع الماء والدهون، في حين يعمل بروتين «زين» على تثبيت المستحلب وحبس الزيوت، مما يعزز فاعلية التنظيف، وفق الباحثين.

وقارن الفريق أداء المنظف الجديد مع منظفات تجارية من خلال تنظيف أقمشة قطنية، وأوانٍ متسخة بالحبر وزيت الفلفل الحار ومعجون الطماطم.

وعند استخدام تركيز 1 في المائة من المنظف، كان أداؤه مقارباً لمسحوق الغسيل التقليدي، لكن عند رفع التركيز إلى 5 في المائة، تفوق على مسحوق الغسيل في إزالة البقع. كما أظهرت الفحوصات المجهرية أن المنظف لم يترك أي بقايا على الأقمشة بعد الغسيل، مما يشير إلى عدم تسببه في تلف الأقمشة.

وفي اختبارات تنظيف الصحون، أظهر المنظف الجديد فاعلية مماثلة للمنظفات السائلة التجارية، بل تفوق عليها عند استخدامه بتركيز 5 في المائة.

نتائج واعدة

وعلى سبيل المثال، أزال المنظف 92 في المائة من بقع الزيت عن أطباق الفولاذ المقاوم للصدأ، مقارنة بـ87 في المائة للمنظف التجاري المخفف بنسبة 1 في المائة. كما أكدت الفحوصات المجهرية عدم تركه أي بقايا على الأقمشة أو الأواني، مما يسهل شطفه ويمنع تلف المواد المستخدمة.

وبحسب الفريق، يتميز المنظف الجديد بتركيبته الخالية من المركبات الصناعية الضارة، مثل الفوسفات، مما يجعله آمناً على البيئة والاستخدام المنزلي. كما تعتمد تقنية تصنيعه على مواد طبيعية متوفرة بكثرة، مما يقلل من تكاليف الإنتاج مقارنةً بالمنظفات التقليدية؛ ما يجعله خياراً اقتصادياً للمستهلكين والشركات.

وأشار الفريق إلى أن هذا المنظف يمكن أن يكون حلاً مستداماً وفعالاً لتنظيف الملابس والأواني، مع تقليل الأثر البيئي، مما يفتح المجال أمام تطوير المزيد من المنتجات الصديقة للبيئة في المستقبل.



معرض أثري يحتفي بالمرأة المصرية «أيقونة الصمود» عبر العصور

جانب من المعرض الأثري (متحف الحضارة)
جانب من المعرض الأثري (متحف الحضارة)
TT
20

معرض أثري يحتفي بالمرأة المصرية «أيقونة الصمود» عبر العصور

جانب من المعرض الأثري (متحف الحضارة)
جانب من المعرض الأثري (متحف الحضارة)

بعنوان «نبض وحياة»، ينظّم المتحف القومي للحضارة المصرية معرضاً أثرياً مؤقتاً يحتفي بالمرأة المصرية عبر العصور، ويتضمّن منحوتات ومشغولات معدنية وخزفية مرتبطة بها منذ الأزمان القديمة والحضارات المتنوّعة.

ويتزامن المعرض المستمرّ لأسبوعين مع احتفالات «شهر المرأة» وفق بيان للمتحف، وهو شهر مارس (آذار) الذي يشهد اليوم العالمي للمرأة في الـ8 منه، وعيد الأم في 21، بالإضافة إلى «يوم المرأة المصرية» في 16. ويعكس مكانة المرأة المصرية بكونها نموذجاً فريداً في العطاء والنجاح، وأيقونة في التحدّي والصمود وإثبات الذات على مرّ العصور.

الإكسسوارات من أهم عناصر زِينة المرأة عبر العصور (متحف الحضارة المصرية)
الإكسسوارات من أهم عناصر زِينة المرأة عبر العصور (متحف الحضارة المصرية)

ويضمّ المعرض مجموعة متميّزة من مقتنيات المتحف القومي للحضارة المصرية، يُعرض بعضها للجمهور للمرة الأولى، ويُقدّم لمحة عن مكانة المرأة المصرية ودورها الفعّال عبر العصور، كما يبرُز جوانب من حياتها اليومية وزينتها وجمالها من خلال مشغولات معدنية وخشبية وخزفية تعكس تطوّر أساليب الحياة النسائية في مصر القديمة، وفق نائبة الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، الدكتورة نشوى جابر.

فيما أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور الطيب عباس، أنّ المتحف يضيء على المناسبات الثقافية المهمّة التي تُسهم في رفع الوعي الأثري والثقافي لفئات المجتمع، مشيراً إلى الدور المحوري الذي لعبته المرأة المصرية في بناء الحضارة المصرية وتطوّرها، وكان لإسهاماتها أثر بالغ في مختلف المجالات.

تمثال يُبرز المرأة المصرية عبر العصور (متحف الحضارة)
تمثال يُبرز المرأة المصرية عبر العصور (متحف الحضارة)

بدوره، يقول مدير العرض المتحفي في متحف الحضارة المصرية، الدكتور سيد أبو الفضل: «هذا الشهر احتفينا بالمرأة، ونظّمنا معرضاً أثرياً مؤقتاً عنها بعنوان (نبض وحياة)؛ يُشكّل استمراراً لنهج المتحف القومي للحضارة المصرية في الاحتفاء بالمناسبات المختلفة».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «المعرض يبرز دور المرأة في الحضارات المصرية المختلفة، واهتمامها بمفردات الجمال من زِينة وتصفيف شعر وعطور. وهو يُظهر دورها بكونها أماً ومربّية للأجيال المختلفة، وكذلك دورها سنداً لزوجها، وهو ما نراه في التماثيل المصرية القديمة».

قوارير العطر والأواني الخزفية من الآثار اللافتة في الحضارات المصرية المتعاقبة (متحف الحضارة)
قوارير العطر والأواني الخزفية من الآثار اللافتة في الحضارات المصرية المتعاقبة (متحف الحضارة)

ويُبرز المعرض بعض القطع الأثرية، منها تمثال من العصر الحديث لامرأة تجلس وتحتضن طفلها، وهو من أجمل القطع الأثرية، وفق أبو الفضل الذي يتابع: «نقول من خلال هذا الحدث شكراً لكل سيدة أسهمت بشيء قليل أو كثير لتربّي أجيالاً يمكن الاعتماد عليها في المستقبل».

ويتضمّن أيضاً بعض التماثيل من الحضارة المصرية القديمة، إضافة إلى عدد من القوارير التي احتوت على عطور أو أوانٍ خزفية، إلى جانب أدوات زِينة متنوّعة استخدمتها المرأة المصرية على مرّ الأزمان.

ويُعدُّ متحف الحضارة من أهم المتاحف المصرية؛ افتُتِح رسمياً مع نقل 22 مومياء ملكية إليه، فيما عرف بموكب المومياوات الملكية عام 2021، ويضمّ مجموعة مُختارة من القطع الأثرية التي تعبّر عن مراحل مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، حتى العصر الحديث.