أجلت الشرطة الفرنسية، الثلاثاء، أكثر من 400 مهاجر كانوا يحتلون مسرح غيتيه ليريك في وسط باريس منذ أكثر من 3 أشهر.
وأطلقت الشرطة الفرنسية عمليتها قبيل الساعة السادسة صباحاً (05:00 بتوقيت غرينيتش) في المسرح الذي شهد تجمع المئات من المتظاهرين للاحتجاج على الإخلاء.

واستولت مجموعة من المهاجرين المشردين في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على مسرح غيتيه ليريك، وهو ما أثار كثيراً من الأسئلة حول إدارة الأزمات الاجتماعية في فرنسا.

وبدأ احتلال المهاجرين للمسرح بعد أن استضاف مؤتمراً تحت عنوان: «إعادة الترحيب باللاجئين في فرنسا»، حيث توافد نحو 250 مهاجراً لحضور الحدث، ليقرروا البقاء بعد انتهائه بسبب حاجتهم إلى مأوى مع حلول فصل الشتاء.

وعلى الرغم من أن المسرح كان يشهد حدثاً ثقافياً، فإن المفارقة تكمن في أن المهاجرين الأفارقة الذين حضروا الحدث رفضوا مغادرة المكان، بل انضم إليهم لاحقاً نحو 50 مهاجراً آخرين، ليزيد عدد المهاجرين بشكل تدريجي.
ومع مرور الوقت، أُجبرت إدارة المسرح على إلغاء جميع العروض الفنية.
وكُتب على لافتة كبيرة على المسرح: «حياة 400 (شخص) معرضة للخطر، و80 وظيفة مهددة».
وردد المتظاهرون هتاف «عار، عار، عار على السلطات التي تحارب قُصر دون ذويهم» في تضامن مع المهاجرين، وحثوا السلطات المحلية على توفير سكن دائم لهم بدلاً من إجبارهم على الرحيل.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لفترة وجيزة في بداية عملية الإجلاء التي تمت دون أي حوادث تُذكر.
وأفاد قائد شرطة باريس لوران نونيز لقناة «بي إف إم» التلفزيونية بأن الشرطة اعتقلت 46 شخصاً، وأن 9 أشخاص أُصيبوا بجروح طفيفة.
وقال ديالو أيميدو (16 عاماً) الذي وصل إلى فرنسا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024: «ليس لدينا مكان نذهب إليه، كنا بحاجة إلى مأوى في ليالي الشتاء الباردة. وبالتالي لم يكن أمامنا خيار سوى الإقامة في غيتيه ليريك».
وذكرت آن إيدالجو رئيسة بلدية باريس لإذاعة «فرنس إنتر»، الثلاثاء، أنه كان من الضروري إتمام عملية الإجلاء، وأن السلطات وفرت مساكن طارئة للمهاجرين.