رحَّلت باكستان أكثر من 860 ألف مهاجر أفغاني منذ سبتمبر (أيلول) 2023؛ حيث عاد معظمهم عبر إقليم خيبر بختونخوا.
وتشير بيانات صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن أكثر من نصف هؤلاء الأفراد عبروا الحدود إلى أفغانستان من خلال إقليم خيبر بختونخوا؛ حسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء، الأحد.
وراقبت السلطات الباكستانية والمنظمات الدولية هذه العودة الجماعية للمهاجرين من كثب.
وجرت عودة المهاجرين الأفغان على مرحلتين رئيسيتين: المرحلة الأولى شملت المهاجرين الأفغان غير المسجلين، واتسمت بالترحيل القسري. وطبقاً لتقارير صادرة عن صحيفة «دون» الباكستانية، الاثنين، فقد بدأت المرحلة الثانية في أوائل عام 2025، وأثَّرت هذه المرحلة على المواطنين الأفغان الحاملين لبطاقات المواطن الأفغاني، والذين تم إعطاء موعد نهائي لهم لمغادرة باكستان، بحلول الأول من أبريل (نيسان) 2025.
وتمثل العودة القسرية والطوعية المستمرة للمهاجرين الأفغان من باكستان تحديات كبيرة لكل من باكستان وأفغانستان. وتُلقي جهود الإعادة إلى الوطن واسعة النطاق الضوء على التوازن الدقيق بين مخاوف الأمن الوطني، والالتزامات الإنسانية والاندماج الاجتماعي والاقتصادي لهؤلاء العائدين في أفغانستان.
في غضون ذلك، اتَّهمت حكومة «طالبان» في أفغانستان السلطات الباكستانية باتِّباع نهج عنفي في طرد آلاف من الرعايا الأفغان، بعدما ألغت إسلام آباد تصاريح الإقامة الممنوحة لهم. وكانت إسلام آباد قد أعلنت مطلع مارس (آذار) أنها ستلغي تصاريح إقامة 800 ألف أفغاني في إطار المرحلة الثانية من خطة إعادة، طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من المهاجرين الأفغان غير النظاميين.
وجاء في منشور على منصة «إكس» لوزارة اللاجئين والعودة في حكومة «طالبان»، أن «إساءة بلدان مجاورة معاملة هؤلاء (الأفغان) أمر غير مقبول»، مطالبة باتفاق مشترك من شأنه تسهيل عمليات العودة. وقالت المنظمة الدولية للهجرة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن ما معدَّله 4 آلاف أفغاني عبروا الحدود من باكستان، مشيرة إلى أن الرقم «أعلى بكثير، مقارنة بالمعدل اليومي المسجل في مارس، والبالغ 77».
وفق المنظمة، فإن المرحلة الجديدة من حملة باكستان لإعادة أفغان موجودين على أراضيها إلى بلادهم «يمكن أن تطول في عام 2025 ما يصل إلى 1.6 مليون شخص من المهاجرين الأفغان غير النظاميين، ومن الأفغان الذين يحملون تصاريح إقامة».
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 3 ملايين أفغاني يعيشون في باكستان ألغيت تصاريح إقامة 800 ألف منهم، في أبريل، وهناك 1.3 مليون يحملون تصاريح إقامة صالحة لغاية 30 يونيو (حزيران)؛ لأنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.