هل يقي فيتامين «أ» من الحصبة فعلاً؟

هل يقي فيتامين «أ» من الحصبة فعلاً؟
TT
20

هل يقي فيتامين «أ» من الحصبة فعلاً؟

هل يقي فيتامين «أ» من الحصبة فعلاً؟

شهدت الولايات المتحدة مؤخراً تفشياً كبيراً لمرض الحصبة، الذي امتد إلى 12 ولاية وأصاب أكثر من 220 شخصاً حتى 7 مارس (آذار).

تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن الارتفاع الأخير في حالات الإصابة تَركَّز حول غرب تكساس ونيو مكسيكو. بالإضافة إلى حالات التفشي في هاتين الولايتين، تم الإبلاغ أيضاً عن حالات حصبة في كاليفورنيا ونيويورك وميريلاند. حذَّرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها المسافرين، ونصحتهم بتوخي الحذر مع بدء عطلة الربيع.

وصرَّح روبرت ف. كيندي الابن، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، بأن فيتامين «أ»، الموجود في مكملات غذائية مثل زيت كبد سمك القد، قد أظهر «نتائج جيدة» في المساعدة على علاج الحصبة.

على الرغم من أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تُدرج فيتامين «أ» علاجاً محتملاً للحصبة، فإنها لا تزال توصي بالتطعيم بوصفه «أفضل وسيلة دفاع ضد عدوى الحصبة».

لمعرفة ما إذا كانت مكملات فيتامين «أ» مفيدة ضد الحصبة، تحدَّث موقع «ميديكال نيوز توداي» مع خبيرتين: مونيكا غاندي وهي متخصصة في الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا بسان فرنسيسكو، ودانيل فيشر وهي طبيبة أطفال معتمدة في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا بكاليفورنيا.

هل يمكن لفيتامين «أ» الوقاية من الحصبة أو علاجها؟

أوضحت فيشر: «فيتامين (أ) هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، يُساعد على تحسين الرؤية، بالإضافة إلى تعزيز وظائف الجهاز المناعي. وهو موجود في كثير من الأطعمة الشائعة، بما في ذلك البيض والجبن والأسماك والحليب والخضراوات البرتقالية والخضراء».

وأكدت الخبيرتان أن فيتامين «أ» لا يُقدم أي فائدة وقائية، ولكن المرض نفسه يُمكن أن يُسبب نقص فيتامين «أ»، ويجعل الأعراض أكثر حدة.

وأضافت فيشر: «مع أنه يُساعد الجهاز المناعي، فإن فيتامين (أ) لا يُساعد على الحماية من الأمراض المُعدية مثل الحصبة. فعندما يُصاب شخص ما بفيروس الحصبة، قد يُعاني من نقص فيتامين (أ). في هذه الحالة، قد يكون العلاج بجرعتين فمويتين من فيتامين (أ) مفيداً».

وصحيح أن النقص الحاد في فيتامين «أ» أدى إلى نتائج أكثر خطورة مع الحصبة في الماضي، أوضحت غاندي: «يجب إعطاء جرعتين من فيتامين (أ) للأطفال - خصوصاً أولئك الذين تقل أعمارهم عن عامين - المصابين بالحصبة الشديدة»، وتوصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء جرعتين من فيتامين «أ» للبالغين والأطفال المصابين بالحصبة.

فيتامين «أ» وزيت كبد سمك القد: ما يجب معرفته

أشارت غاندي إلى أن زيت كبد سمك القد يحتوي على فيتامين «أ» وفيتامين «د» والأحماض الدهنية، مما يجعله مكملاً غذائياً أكثر تعقيداً.

وقالت فيشر: «يحتوي زيت كبد سمك القد على كميات كبيرة من فيتامين (أ) وفيتامين (د)، وهما فيتامينان قابلان للذوبان في الدهون، ويمكن أن يتراكما في الجسم إذا تم تناول كميات كبيرة منهما، مما يسبب التسمم بفيتامين (أ)».

على الرغم من اعتقاد الخبراء بأن معظم الناس يلبون احتياجاتهم اليومية من خلال النظام الغذائي، فإن آخرين قد يحتاجون إلى مكملات غذائية لضمان حصولهم على جرعتهم اليومية.

وأضافت فيشر: «يعتمد تناول فيتامين (أ) اليومي الموصى به على السنِّ. يحتاج الرضع والأطفال إلى كمية أقل (نحو 300 ميكروغرام) مقارنةً بالبالغين، حيث يجب أن تتناول النساء 700 ميكروغرام يومياً، ويجب أن يتناول الرجال 900 ميكروغرام يومياً».

وفي الدول الغنية بالموارد مثل الولايات المتحدة، يمكن لمعظم الناس استهلاك الكمية اليومية الموصى بها من نظامهم الغذائي.

في المقابل، حذَّرت غاندي من أن تناول فيتامين «أ» بكميات كبيرة قد يُسبب ضرراً للجسم.

وأضافت: «علاوة على ذلك، يُعدّ فيتامين (أ) من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ما يعني أنه يبقى في الجسم وقد يُسبب سمية (مثل هشاشة الجلد والعظام، والصداع، وتلف الكبد، وغيرها) إذا تم تناوله بكميات كبيرة جداً».

وحذَّرت فيشر قائلةً: «إذا تناول الأشخاص مكملات فيتامين (أ)، فعليهم التأكد من عدم تجاوز مستويات يومية مُحددة، وهذا يتوقف أيضاً على السن».


مقالات ذات صلة

فوائد التعرض للشمس: تنظيم نوم وتحسين مزاج... ودعم للصحة

صحتك التعرض لأشعة الشمس له تأثير بالغ على الصحة العامة (رويترز)

فوائد التعرض للشمس: تنظيم نوم وتحسين مزاج... ودعم للصحة

أكد طبيب أميركي أن التعرُّض لأشعة الشمس له تأثير بالغ على الصحة العامة، حيث إنه يعزز المناعة، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

السمنة والتوتر يزيدان خطر الإصابة بنوع قاتل من السرطان

تشير دراسة جديدة إلى أن السمنة والتوتر قد يزيدان من خطر الإصابة بأحد أكثر أنواع السرطان عدوانية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك علبة من عقار «أوزمبيك» (أرشيفية - رويترز)

5 بدائل طبيعية لـ«أوزمبيك» تُمكنك من التحكم في شهية الطعام

هناك كثير من الطرق الطبيعية للمساعدة على محاربة الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وفقدان الوزن دون أي مخاطر صحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول مائة سعر حراري من المانجو يومياً قد يُساعد على خفض خطر الإصابة بالسكري (رويترز)

فاكهة «لذيذة» تخفِّض خطر إصابتك بالسكري

كشفت دراسة جديدة أن تناول ما يعادل مائة سعر حراري تقريباً من المانجو يومياً، قد يُساعد على خفض خطر الإصابة بمرض السكري.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مشكلات الرؤية قد تكون من أولى علامات التدهور المعرفي (رويترز)

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاماً من التشخيص

يمكن للعينين أن تكشفا كثيراً عن صحة أدمغتنا، حيث إن مشكلات الرؤية قد تكون من أولى علامات التدهور المعرفي، بحسب ما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فوائد التعرض للشمس: تنظيم نوم وتحسين مزاج... ودعم للصحة

التعرض لأشعة الشمس له تأثير بالغ على الصحة العامة (رويترز)
التعرض لأشعة الشمس له تأثير بالغ على الصحة العامة (رويترز)
TT
20

فوائد التعرض للشمس: تنظيم نوم وتحسين مزاج... ودعم للصحة

التعرض لأشعة الشمس له تأثير بالغ على الصحة العامة (رويترز)
التعرض لأشعة الشمس له تأثير بالغ على الصحة العامة (رويترز)

أكد طبيب أميركي أن التعرُّض لأشعة الشمس له تأثير بالغ على الصحة العامة، حيث إنه يعزز المناعة، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض.

وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، قال الدكتور روجر سيهولت، طبيب العناية المركزة ومتخصص أمراض الرئة والأستاذ السريري المشارك في كليتي الطب بجامعة كاليفورنيا وجامعة لوما ليندا، إن ضوء الشمس يعزز قدرتنا على تنظيم النوم والإيقاع اليومي والمزاج.

ووفقاً لسيهولت، يُمكن للتعرُّض لأشعة الشمس لمدة 15 إلى 20 دقيقة فقط أن يُساعد على تعزيز جهاز المناعة، والوقاية من الأمراض المزمنة.

كما أشار إلى أن ضوء الشمس فوق البنفسجي (UV-B) يُنتج فيتامين «د» في الجسم عن طريق إحداث تفاعل كيميائي في الجلد، وهذا الفيتامين يُعرَف بأنه مضاد للالتهابات ومضاد للأكسدة، ويدعم صحة المناعة ووظائف العضلات والدماغ.

كما تُنتج الشمس أيضاً ضوء الأشعة تحت الحمراء، الذي ثبتت فاعليته في تخفيف الألم والالتهابات.

ولفت سيهولت إلى أنه في بداية عشرينات القرن الماضي، استفاد الأطباء من التعرُّض لضوء الشمس لتعزيز الشفاء، حيث استخدمت المستشفيات أسطحاً شمسية، كان من الممكن نقل المرضى إليها لفترات زمنية للاستمتاع بأشعة الشمس والهواء النقي.

ولكن مع التطور الكبير في الطب الحديث، قلّ اعتماد الأطباء على هذا الأمر، على حد قوله.

وأشار الطبيب إلى أن تحذيرات الأطباء من أن أشعة الشمس قد تؤدي إلى سرطان الجلد ربما تكون قد أدت إلى انخفاض التعرُّض لها.

وقال: «بالتأكيد، إذا تعرَّضنا لأشعة الشمس لفترات طويلة دون حماية، فقد نتعرض لهذه الأنواع من تلف الجلد، إلا أن القيام بذلك باعتدال وذكاء قد يقي من هذا الخطر ويؤدي إلى كثير من الفوائد الصحية».

وأكد الطبيب أيضاً أن بعض الدراسات الحديثة وجدت أنه كلما ازداد الوقت الذي يقضيه الناس في الخارج تحت أشعة الشمس، قلَّ احتمال الوفاة بجميع الأسباب، بما في ذلك السرطان.