بغداد ودمشق لـ«مصير مشترك»... ومحاربة «داعش»

الشيباني: سوريا الجديدة تحترم التنوع وترفض العنف

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (يمين) مصافحاً نظيره السوري أسعد الشيباني في بغداد يوم 14 مارس 2025 (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (يمين) مصافحاً نظيره السوري أسعد الشيباني في بغداد يوم 14 مارس 2025 (أ.ب)
TT
20

بغداد ودمشق لـ«مصير مشترك»... ومحاربة «داعش»

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (يمين) مصافحاً نظيره السوري أسعد الشيباني في بغداد يوم 14 مارس 2025 (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (يمين) مصافحاً نظيره السوري أسعد الشيباني في بغداد يوم 14 مارس 2025 (أ.ب)

شدد وزيرا خارجية العراق وسوريا على «المصير المشترك» بين البلدين، وعلى التعاون في محاربة الإرهاب والتنسيق لاستعادة التعاون التجاري والسياسي والأمني.

وفي أول زيارة لبغداد بعد انهيار نظام الأسد، استقبل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الجمعة، نظيره السوري أسعد الشيباني.

وقال الوزير السوري إن السلطات السورية مستعدة «لتعزيز التعاون» مع بغداد بهدف التصدي لتنظيم «داعش». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي، أن «الأمن مسؤولية مشتركة»، وتابع: «نحن مستعدون لتعزيز التعاون مع العراق لمكافحة (داعش) على طول حدودنا. الإرهاب لا يعرف حدوداً». وأوضح الشيباني: «بغداد ودمشق مرتبطتان بمصير مشترك بسبب أواصر التاريخ والثقافة والحضارة منذ قرون... العراقيون أكثر من يفهم التحديات التي يواجهها السوريون لإعادة بناء بلدهم».

وأكد الشيباني أن بلاده «بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع ستتخذ خطوات حاسمة لتطوير العلاقات بين البلدين».

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني متحدثاً خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي في بغداد يوم 14 مارس 2025 (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني متحدثاً خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي في بغداد يوم 14 مارس 2025 (أ.ب)

محاربة «داعش»

من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي إن «(داعش) على رأس قائمة التحديات المشتركة التي يواجهها كل من العراق وسوريا».

وأشار حسين إلى أن مباحثاته مع نظيره السوري أسعد الشيباني، شملت «تشكيل غرفة عمليات لمواجهة تهديدات عمليات (داعش)».

واعرب الوزير العراقي عن أمله في «عملية سياسية تشمل جميع المكونات في سوريا»، وقال إن «إهمال أي طيف في المجتمع السوري يؤدي أحياناً إلى الفوضى».

وقال حسين إن الحكومة «ترحب بالاتفاق بين الرئيس السوري أحمد الشرع ومظلوم عبدي»، وأعرب عن أمله في أن يتم تطبيقه «لتحقيق مصلحة سوريا وبناء علاقات متوازنة بين جميع المكونات».

وأكد الشيباني أن «سوريا والعراق يجب أن يقفا معاً لمنع أي تدخل في شؤونهما الداخلية»، ودعا إلى «إزالة الحواجز التجارية وتعزيز التبادل الاقتصادي بين البلدين».

أحداث الساحل

أعرب الوزير العراقي عن أسفه لما وقع في الساحل السوري من أحداث، ونوه إلى «تأثيرها على العراقيين». ودعا إلى «تجنب خطاب الكراهية لما له من تداعيات خطيرة»، مؤكداً أن «الانتماء الوطني يجب أن يكون الجامع الأساسي في سوريا».

من جانبه، أكد الشيباني أن ما حدث من تجاوزات في الساحل السوري كان له أثر بالغ على الحكومة السورية، وشدد على أن «سوريا الجديدة تحترم التنوع وترفض أي أعمال عنف».

وفي لقاء منفصل، قال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، خلال استقباله الشيباني، إن «موقف العراق واضح وثابت في احترام خيارات الشعب السوري بكلّ مكوناته وأطيافه».

وأكد السوداني «الحرص على أمن واستقرار سوريا، الذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة»، مشيراً إلى «أهمية استمرار المشاورات السياسية والأمنية بين البلدين، وضرورة المضي بعملية سياسية شاملة تحفظ التنوع والسلم الاجتماعي».

وشدد السوداني على «أهمية احترام معتقدات ومقدسات كل فئات وشرائح الشعب السوري»، رافضاً «أي اعتداءات أو انتهاكات تحصل ضد أي مكون منهم».


مقالات ذات صلة

تركيا: من الضروري إعطاء أكراد سوريا حقوقهم

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في جنيف بسويسرا (إ.ب.أ) play-circle

تركيا: من الضروري إعطاء أكراد سوريا حقوقهم

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الأكراد الذين يعيشون في سوريا يجب أن ينالوا الحقوق التي لم يحصلوا عليها في عهد نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي المتحدث الإعلامي لوزارة الدفاع التركية زكي أكتورك (الدفاع التركية)

تركيا تؤكد بقاء قواتها وتتحدث عن تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري

قالت وزارة الدفاع التركية إن الفترة المقبلة قد تشهد تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري أو أفراد اتصال في وزارتي الدفاع لتحديد الاحتياجات العاجلة وتلبيتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تُدمّر كتلاً خرسانية بجوار برج مراقبة يحمل علمَي سوريا وروسيا 19 مارس عند موقع أبو دياب العسكري على المشارف الجنوبية لمدينة القنيطرة الحدودية (أ.ف.ب)

أصوات إسرائيلية تحذّر من خطأ استراتيجي في طريقة التعاطي مع دمشق

أعلن الجيش الإسرائيلي عن قيامه بتدريبات واسعة في هضبة الجولان السورية المحتلة تحاكي عمليات حربية لم يكشف عن مضمونها.

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري قوات سورية في بلدة حوش السيد علي قرب الحدود اللبنانية السورية أمس (أ.ب)

تحليل إخباري هل يحل تطبيق القرار 1680 أزمة الحدود اللبنانية السورية؟

بعد المواجهات المسلّحة التي اندلعت على الحدود الشرقية للبنان، وُضع القرار 1680 مجدداً على طاولة البحث.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في حي جوبر المدمر بدمشق (د.ب.أ)

وزيرة الخارجية الألمانية تزور سوريا للمرة الثانية منذ سقوط الأسد

للمرة الثانية منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد تزور وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك سوريا

«الشرق الأوسط» (لندن - دمشق)

«حماس» تدعو العرب والمسلمين إلى التحرك لوقف «الإبادة» في غزة

خيام النازحين الفلسطينيين بالقرب من مبانٍ مُدمّرة نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (إ.ب.أ)
خيام النازحين الفلسطينيين بالقرب من مبانٍ مُدمّرة نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (إ.ب.أ)
TT
20

«حماس» تدعو العرب والمسلمين إلى التحرك لوقف «الإبادة» في غزة

خيام النازحين الفلسطينيين بالقرب من مبانٍ مُدمّرة نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (إ.ب.أ)
خيام النازحين الفلسطينيين بالقرب من مبانٍ مُدمّرة نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (إ.ب.أ)

دعت حركة «حماس»، الخميس، الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الهجوم الإسرائيلي المتجدد على قطاع غزة، قائلة إن عليها «مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة» لوقف «الإبادة».

واستأنفت إسرائيل ضرباتها الجوية، في وقت مبكر الثلاثاء، بموجة من الغارات الدامية التي أدت إلى خرق الهدوء النسبي الذي ساد الأراضي الفلسطينية منذ وقف إطلاق النار في 19 يناير (كانون الثاني).

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، توسيع عمليته البرية في غزة لتشمل منطقة رفح في أقصى جنوب القطاع.

وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع، الخميس، إلى 504، نتيجة للضربات الجوية الإسرائيلية التي استؤنفت منذ فجر الثلاثاء.

وهذه الحصيلة هي الأعلى منذ بدء الحرب قبل أكثر من 17 شهراً بهجوم «حماس» على إسرائيل.

وقالت «حماس»، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «استمرار المجازر (...) يلقي بمسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لوقف الإبادة التي تُرتكب أمام ناظر العالم أجمع».

وأضافت: «نطالب الدول العربية والإسلامية بالتحرك العاجل أمام المحافل الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي واتخاذ إجراءات فورية لوقف العدوان والابادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني».

وأثار استئناف إسرائيل هجماتها بعد وصول المحادثات بشأن تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، إدانات دولية واسعة.وامتدّت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.

لكنّ المفاوضات التي جرت أثناء التهدئة بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر وصلت إلى الطريق المسدود.

وتريد «حماس» الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنصّ على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من غزة، وإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

في المقابل، تريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف أبريل (نيسان)، وتطالب بـ«نزع السلاح» من غزة وإنهاء سلطة «حماس» التي تحكم القطاع منذ عام 2007، للمضي قدماً في المرحلة الثانية.