ارتفاع عدد نازحي الساحل السوري إلى شمال لبنان وجهود أمنية لمنع الفتنة

نازحون سوريون يعبرون النهر الكبير باتجاه لبنان هرباً من الأحداث الأمنية في الساحل (د.ب.أ)
نازحون سوريون يعبرون النهر الكبير باتجاه لبنان هرباً من الأحداث الأمنية في الساحل (د.ب.أ)
TT
20

ارتفاع عدد نازحي الساحل السوري إلى شمال لبنان وجهود أمنية لمنع الفتنة

نازحون سوريون يعبرون النهر الكبير باتجاه لبنان هرباً من الأحداث الأمنية في الساحل (د.ب.أ)
نازحون سوريون يعبرون النهر الكبير باتجاه لبنان هرباً من الأحداث الأمنية في الساحل (د.ب.أ)

ارتفع عدد النازحين السوريين الهاربين من الساحل السوري إلى شمال لبناني، وتحديداً منطقة عكار وجبل محسن في طرابلس، حيث وصل العدد في الساعات الأخيرة إلى نحو عشرة آلاف شخص.

وبينما يصل هؤلاء إلى الشمال عبر المعابر غير الشرعية ويتم استقبالهم في القرى الحدودية، لا تزال مهمة تأمين المساعدات لهم مشكلة حتى الآن، في حين يتم بذل جهود من قِبل الجيش اللبناني والقوى الأمنية والبلديات للمحافظة على الأمن ومنع تمدد الفتنة إلى هذه المناطق المختلطة.

وبعدما كانت غرفة الكوارث والأزمات في محافظة عكار قد أشارت، الأربعاء، إلى ارتفاع في أعداد النازحين السوريين الجدد إلى 8500 نازح، أي 1791 عائلة بينهم 40 عائلة لبنانية، (جميعهم من الطائفة العلوية)، قال محمد ناصر، مدير «لجنة الإسناد» التي تعمل على مساعدة اللاجئين في عكار بمبادرة مدنية ذاتية، إن العدد تجاوز عشرة آلاف شخص في عكار فقط، في حين هناك عدد غير محدد من العائلات الموجودة في جبل محسن، المنطقة العلوية على تخوم مدينة طرابلس، ويقدر البعض عددها بنحو ألفي شخص.

وفي الوقت الذي يسجّل يومياً عبور مئات النازحين مياه النهر الكبير الشمالي وهم يحملون أطفالهم والأغراض التي تمكنوا من جمعها، يتوزع هؤلاء، بحسب بيان اللجنة، على منازل ومراكز إيواء مؤقتة في 19 بلدة وقرية عكارية في منطقتي السهل والدريب، علماً أن كثيراً منهم يحمل جنسية مزدوجة لبنانية - سورية، كما ولديه عائلات وأقارب في لبنان.

عائلة هاربة من الساحل السوري إلى إحدى المدارس التي تحولت مركز إيواء ببلدة حكر الضهري في عكار (د.ب.أ)
عائلة هاربة من الساحل السوري إلى إحدى المدارس التي تحولت مركز إيواء ببلدة حكر الضهري في عكار (د.ب.أ)

ويتحدث النائب اللبناني عن الطائفة العلوية أحمد رستم لـ«الشرق الأوسط» عن الجهود التي تبذل مع القوى الأمنية والجيش والبلديات لمنع وقوع أي حوادث في المنطقة المعروفة بتنوع طوائف أبنائها، والتي شهدت حوادث سابقة، ويقول: «تم التعميم على البلديات بضرورة إبلاغ القوى الأمنية عن شخص تدور حوله علامة استفهام أو يشتبه بارتكابه جرائم من قِبل النظام السوري السابق؛ وذلك في محاولة لقطع الطريق أمام أي خطر أو أحداث أمنية قد تحصل».

ويؤكد رستم: «بصفتنا طائفة علوية نؤكد عدم وجود بيئة حاضنة للمتورطين بالجرائم ومرجعيتنا هي الدولة اللبنانية وولاؤنا للمؤسسة العسكرية، ونتعاطى مع قضية اللاجئين من الناحية الإنسانية، لا سيما أن عدداً كبيراً منهم هم من الأطفال والنساء وكبار السن»، مشيراً إلى أن «هناك 4 آلاف لبناني كانوا يقيمون في الساحل السوري، وأتى عدد منهم في موجة النزوح الأخيرة».

ويتحدث محمد ناصر عن مشكلة في تأمين المساعدات للاجئين الذين لا يزال عدد منهم في الحدائق العامة، في حين تمكنت بعض العائلات من استئجار منازل يسكن في كل منها بين 4 أو 5 عائلات، مشيراً إلى أن المساعدات اليوم تعتمد على المبادرات الفردية بشكل أساسي.

وكان محافظ عكار عماد اللبكي عقد اجتماعاً، مع رؤساء بلديات سهل عكار، شارك فيه عدد من بلديات الدريب التي تستضيف النازحين السوريين الجُدد.

وتم البحث في «موضوع النازحين السوريين المستجدين أخيراً بعد الأحداث التي وقعت في مدن وبلدات الساحل السوري»، واستمع اللبكي «للهواجس الموجودة عندهم والإمكانات المتاحة للإيواء».

ووضع اللبكي «الخطة التي ستتبعها إدارة غرفة الكوارث في عكار لمساعدة النازحين»، مؤكداً لهم أن «القوى الأمنية بتنسيق كامل لمواجهة أي شيء يحصل»، طالباً «ضرورة إجراء إحصاء دقيق عن كل الموجودين في القرى والبلدات من أجل تأمين المساعدات لهم».

وأجرى خلال اللقاء اتصالات ببعض الجهات المانحة لتأمين المساعدات، وقال: «سننقل هواجسنا للدولة اللبنانية والأمم المتحدة في حال بقي النازحون مدة طويلة ما يلزم تأمين مراكز جديدة للإيواء لأن المراكز الموجودة مكتظة»، مشدداً على «ضرورة التماسك والتشبيك بين البلدات لاجتياز هذه المرحلة»، لافتاً إلى أن «الوجبات الساخنة ستصل ابتداءً من الغد لهم مقدمة من إحدى المنظمات المانحة».

وبعد تسجيل حادثة قبل يومين في جبل محسن على خلفية الأحداث في سوريا وقام الجيش بتطويقها، ترتفع الأصوات في لبنان المطالبة بضرورة منع انعكاس الأوضاع في سوريا على لبنان. وفي هذا الإطار توقف المكتب السياسي في «حزب الكتائب» الذي عُقد برئاسة النائب سامي الجميل، عند «الأحداث الجارية في الساحل السوري وما يمكن أن تنعكس نتيجتها على الوضع في لبنان، لا سيما شمال البلاد»، مشيداً بـ«دور الجيش الذي بادر بسرعة إلى وأد محاولات إثارة الفتن في طرابلس». وطالب في بيان له «القوى الأمنية بالتشدد في ضبط الحدود ومراقبة المعابر الشرعية وغير الشرعية منها، لا سيما بعد وصول آلاف العائلات السورية إلى لبنان بعد التطورات الأخيرة منعاً لعودة أزمة النازحين إلى التفاقم مع ما تحمله من تداعيات على الوضع الداخلي».


مقالات ذات صلة

لبنان يُفاجأ بخطة إسرائيلية «واسعة وشاملة» تقايض الانسحاب بالتطبيع

المشرق العربي جندي إسرائيلي يقف قرب بوابة على طريق حدودية مع لبنان (رويترز)

لبنان يُفاجأ بخطة إسرائيلية «واسعة وشاملة» تقايض الانسحاب بالتطبيع

فوجئ لبنان من تسريبات إسرائيلية، حاولت مقايضة الانسحاب من الأراضي اللبنانية وتحديد الحدود البرية مع لبنان، باتفاق تطبيع بين بيروت وتل أبيب

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي الرئيس جوزيف عون مجتمعاً مع وفد صندوق النقد (الرئاسة اللبنانية)

بعثة صندوق النقد تبدأ مباحثات جديدة مع لبنان

بدأت بعثة صندوق النقد الدولي جولة مباحثات جديدة مع المسؤولين في لبنان، في محاولة للتوصل إلى برنامج إصلاحي اقتصادي شامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آليات عسكرية إسرائيلية تتموضع قرب الحدود مع لبنان (رويترز)

إسرائيل تفرض حظر تجول بالنار على مزارعي الحدود الجنوبية اللبنانية

تواصل إسرائيل استفزاز اللبنانيين بخروقاتها المتواصلة لاتفاق وقف النار رغم استبشار كثيرين خيراً بعد إطلاقها الثلاثاء عدداً من الأسرى الذين كانت قد احتجزتهم

بولا أسطيح (بيروت)
الاقتصاد بعثة «صندوق النقد الدولي» خلال لقائها وزير المالية اللبناني ومستشاريه (وزارة المالية اللبنانية)

وزير المالية اللبناني: سيكون هناك اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي

أعلن وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، يوم الأربعاء، أنه سيكون هناك اتفاق جديد بين بلاده و«صندوق النقد الدولي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شعار صندوق النقد الدولي في مقره بواشنطن (رويترز)

وزير المالية اللبناني: سيكون هناك اتفاق جديد مع «صندوق النقد الدولي»

ذكرت وزارة المالية اللبنانية، في بيان، اليوم (الأربعاء)، نقلاً عن الوزير ياسين جابر، أنه سيكون هناك اتفاق جديد بين لبنان وصندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إحباط هجوم لـ«فلول النظام» على ثكنة باللاذقية واعتقال 4

قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
TT
20

إحباط هجوم لـ«فلول النظام» على ثكنة باللاذقية واعتقال 4

قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)

قال مصدر في وزارة الدفاع السورية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إنه تم القبض على أربعة من مجموعة مسلحة من «فلول النظام السابق» حاولت مهاجمة ثكنة عسكرية في ريف اللاذقية على الساحل الغربي للبلاد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر بوزارة الدفاع قوله «بعد اشتباكات تمكن عناصر حراسة الثكنة من إفشال هجومهم وإلقاء القبض على 4 منهم». وقال مصدر أمني في طرطوس، الواقعة على ساحل البحر المتوسط في غرب سوريا أيضا، للوكالة الرسمية يوم الأربعاء إنه تم العثور على جثامين تسعة من أفراد قوات الأمن العام والشرطة قرب بلدة بارمايا في ريف طرطوس «بعد أن غدرت بهم فلول النظام البائد وقاموا بتصفيتهم ميدانيا».

ولقي المئات حتفهم، ومعظمهم من المدنيين، خلال الأيام القليلة الماضية في واحدة من أسوأ موجات العنف في سوريا بين قوات الأمن التابعة للسلطة الجديدة في البلاد ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في بلدات ومدن ساحل البحر المتوسط. وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، وقالت إنها ستكون منوطة بالتواصل مع السوريين في منطقة الساحل في غرب البلاد.