رسوم ترمب الجمركية تهدد بحرب تجارية عالمية

كندا والمكسيك ردّتا بالمثل... والصين تستعد لرفع دعوى... وصدمة متوقعة في الأسواق الاثنين

سفن إمداد تخدم منصات النفط البحرية على الساحل الشرقي لكندا تحمل بضائع في سانت جونز بعد قرار ترمب (رويترز)
سفن إمداد تخدم منصات النفط البحرية على الساحل الشرقي لكندا تحمل بضائع في سانت جونز بعد قرار ترمب (رويترز)
TT
20

رسوم ترمب الجمركية تهدد بحرب تجارية عالمية

سفن إمداد تخدم منصات النفط البحرية على الساحل الشرقي لكندا تحمل بضائع في سانت جونز بعد قرار ترمب (رويترز)
سفن إمداد تخدم منصات النفط البحرية على الساحل الشرقي لكندا تحمل بضائع في سانت جونز بعد قرار ترمب (رويترز)

يُتوقع على نطاق واسع أن تتلقى الأسواق العالمية صدمة جديدة يوم الاثنين، بعد إطلاق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حرباً تجارية بفرض رسوم جمركية شاملة على كندا والمكسيك والصين، وهو ما يهدد بتقويض النمو الاقتصادي وإعادة إشعال التضخم.

ومع تعهد المكسيك وكندا - أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة - بالرد الفوري، وإعلان الصين أنها ستتخذ «تدابير مضادة»، أصبح المشهد مهيئاً لجولة من الاضطرابات.

وكان ترمب أصدر يوم السبت أوامر تنفيذية بتطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 في المائة على جميع الواردات من كندا والمكسيك، باستثناء النفط الكندي ومنتجات الطاقة الكندية، التي ستواجه ضريبة بنسبة 10 في المائة. وتعدّ كندا أكبر مورد للنفط الأجنبي إلى الولايات المتحدة، حيث تمثل مصدراً لنحو 60 في المائة من وارداتها من النفط الخام. وستواجه الواردات من الصين زيادة في الرسوم الجمركية بنسبة 10 في المائة بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الأميركية الحالية.

هذه الرسوم الجمركية، التي يُتوقع أن تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، تهدد بإحداث اضطرابات في سوق النفط التي تتسم بترابط شديد في أميركا الشمالية، وبدفع أسعار البنزين للارتفاع بالنسبة إلى المستهلك الأميركي.

«لا نحتاج أحداً»

وفي منشور له على منصته «تروث سوشيال» الخاصة به، قال ترمب إنه استخدم «سلطات الطوارئ» لإصدار الرسوم الجمركية «بسبب التهديد الكبير الذي يشكله الأجانب غير الشرعيين والمخدرات القاتلة التي تقتل مواطنينا؛ بما في ذلك (الفنتانيل)».

ثم كتب بعد يوم من إصداره الأوامر التنفيذية: «نحن ندفع مئات المليارات من الدولارات لدعم كندا. لماذا؟ لا يوجد سبب. نحن لا نحتاج إلى أي شيء لديهم. لدينا طاقة غير محدودة، ويجب أن نصنع سياراتنا الخاصة، ولدينا مزيد من الأخشاب أكثر مما يمكننا استخدامه على الإطلاق. من دون هذا الدعم الضخم، تتوقف كندا عن الوجود بصفتها دولة قابلة للحياة. قاسٍ؛ لكنه حقيقي! لذلك، يجب أن تصبح كندا ولايتنا رقم 51 العزيزة: ضرائب أقل بكثير، وحماية عسكرية أفضل بكثير لشعب كندا؛ ولا تعريفات!».

وأضاف: «أميركا تعاني من عجز تجاري كبير مع كندا والمكسيك والصين... وديونها نحو 36 تريليون دولار»، لافتاً إلى أن «أميركا تخسر تريليونات الدولارات في دعم الدول الأخرى». وختم قائلاً: «سنتحمل بعض الألم حتى يعود العصر الذهبي لأميركا».

الرئيس الأميري دونالد ترمب يتحدث للصحافيين (أرشيفية- أ.ف.ب)
الرئيس الأميري دونالد ترمب يتحدث للصحافيين (أرشيفية- أ.ف.ب)

ردود

وردت كندا بإعلانها أنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على بضائع أميركية بقيمة 155 مليار دولار؛ وأنها ستبدأ بفرض رسوم جمركية على بضائع بقيمة 30 مليار دولار من يوم الثلاثاء، و125 مليار دولار بعد 21 يوماً.

رئيس الوزراء الكندي يتحدث لوسائل الإعلام عقب قرار ترمب (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الكندي يتحدث لوسائل الإعلام عقب قرار ترمب (د.ب.أ)

وأعلنت الرئيسة المكسيكية، كلاوديا شينباوم، على الفور، عن «تدابير جمركية وغير جمركية دفاعاً عن مصالح المكسيك» التي تذهب 83 في المائة من صادراتها إلى جارتها الأميركية؛ من سيارات وأجهزة كومبيوتر ومنتجات زراعية. غير أن الرئيسة؛ القومية اليسارية، لم تكشف عن أي تفاصيل بشأن هذه «التدابير الجمركية»، كما أنّها لم تحدّد جدولاً زمنياً، على عكس رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

في حين عبرت بكين عن استيائها الشديد ورفضها القوي للقرار، وقالت إنها ستتقدم بشكوى إلى «منظمة التجارة العالمية» وستتخذ التدابير المضادة المناسبة لحماية حقوقها ومصالحها، وفقاً لما ذكره متحدث باسم وزارة التجارة في بيان.

وعبرت السفيرة الكندية لدى الولايات المتحدة، كريتين هيلمان، في حديث إلى شبكة «إي بي سي» الأميركية، عن أملها بألا تدخل الرسوم حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.

الرئيسة كلاوديا شينباوم خلال مؤتمر «الإسكان من أجل الرفاهية» بمدينة مكسيكو (أ.ب)
الرئيسة كلاوديا شينباوم خلال مؤتمر «الإسكان من أجل الرفاهية» بمدينة مكسيكو (أ.ب)

تأثير الرسوم على الدول الـ4

وشرح «مجلس العلاقات الخارجية»، في تقرير مفصل، التأثيرات الاقتصادية المحتملة لهذه التعريفات الجمركية على البلدان الأربعة:

أولاً: تأثير الرسوم الجمركية على الولايات المتحدة

- يأتي نحو نصف جميع واردات الولايات المتحدة - أكثر من 1.3 تريليون دولار - من كندا والصين والمكسيك. ومع ذلك، يُظهر التحليل الذي أجرته «بلومبرغ إيكونوميكس» أن التعريفات الجمركية الجديدة يمكن أن تقلل من إجمالي الواردات الأميركية بنسبة 15 في المائة. في حين تقدر «مؤسسة الضرائب»، ومقرها واشنطن العاصمة، أن التعريفات الجمركية ستولد نحو 100 مليار دولار سنوياً في عائدات ضريبية فيدرالية إضافية، إلا إنها قد تفرض أيضاً تكاليف كبيرة على الاقتصاد الأوسع: تعطيل سلاسل التوريد، ورفع التكاليف أمام الشركات، والقضاء على مئات الآلاف من الوظائف، وفي نهاية المطاف رفع أسعار المستهلك.

- سوف تتأثر قطاعات معينة من الاقتصاد الأميركي بشدة؛ بما في ذلك قطاعات السيارات والطاقة والأغذية. وقد ترتفع أسعار البنزين بما يصل إلى 50 سنتاً للغالون في الغرب الأوسط، حيث تزود كندا والمكسيك مصافيَ التكرير الأميركية بأكثر من 70 في المائة من واردات النفط الخام. كما تتعرض السيارات والمركبات الأخرى للخطر، حيث تستورد الولايات المتحدة نحو نصف قطع غيار السيارات من جارتَيها الشمالية والجنوبية.

- فرض تعريفة جمركية بنسبة 25 في المائة على كندا والمكسيك من شأنه أن يرفع تكاليف الإنتاج أمام شركات صناعة السيارات الأميركية، مما يضيف ما يصل إلى 3 آلاف دولار إلى سعر بعض السيارات البالغ عددها نحو 16 مليون سيارة، التي تباع في الولايات المتحدة كل عام. وقد ترتفع تكاليف البقالة أيضاً؛ إذ تعدّ المكسيك أكبر مصدِّر للمنتجات الطازجة إلى الولايات المتحدة، فهي تزودها بأكثر من 60 في المائة من واردات الخضراوات الأميركية ونحو نصف واردات الفاكهة والمكسرات.

- مع ذلك، فإن الولايات المتحدة تعتمد بشكل أقل على التجارة مقارنةً بكثير من الاقتصادات الصناعية الأخرى؛ بما فيها ألمانيا واليابان والمملكة المتحدة. وتشكل الواردات والصادرات الربع فقط من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. وتحصل الولايات المتحدة على ما تستورده من مجموعة واسعة، إلى حد ما، من الدول.

ثانياً: تأثير الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك

- ستؤثر الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك بشكل أكبر، حيث تشكل التجارة نحو 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لكلا الاقتصادين. فأكثر من 80 في المائة من صادرات المكسيك؛ بما فيها السيارات والآلات والفواكه والخضراوات والمعدات الطبية، تتجه شمالاً، وهو ما يمثل 15 في المائة من إجمالي الواردات الأميركية. ويتجلى هذا الاعتماد بشكل خاص على الحدود الشمالية للمكسيك؛ فهناك، تمثل الولايات الصناعية؛ شيواوا، وكواهويلا، ونويفو ليون، وباخا كاليفورنيا، نحو نصف صادرات المكسيك إلى الولايات المتحدة؛ إذ تصدّر بما يزيد على 200 مليار دولار من أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات ومعدات النقل... وغيرها من المنتجات كل عام.

- إن فرض تعريفات جمركية أحادية الجانب بنسبة 25 في المائة على هذه السلع من شأنه أن يخفض الناتج المحلي الإجمالي للمكسيك بنحو 16 في المائة، وفقاً لـ«بلومبرغ»، مع تحمل صناعة السيارات في المكسيك العبء الأكبر. ترسل المكسيك نحو 80 في المائة من السيارات التي تنتجها إلى الولايات المتحدة وحدها، أي ما يعادل نحو 2.5 مليون سيارة سنوياً.

- ستهدد الرسوم قطاع الطاقة في المكسيك؛ إذ تستقبل الولايات المتحدة نحو 60 في المائة من صادرات المكسيك من النفط، ومعظمها من النفط الخام المتجه إلى مصافي التكرير الأميركية. وفي الوقت نفسه، تعدّ المكسيك الوجهة الأولى لصادرات النفط المكرر الأميركية، التي تلبّي أكثر من 70 في المائة من الطلب المحلي. ومن المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية الأميركية إلى زيادة تكلفة الوقود، مما يرفع الأسعار في المضخة ويضغط على الاقتصاد الأوسع في المكسيك.

- تواجه كندا تحدياً مماثلاً؛ إذ تشتري الولايات المتحدة أكثر من 70 في المائة من صادرات كندا، وتشكل هذه السلع 14 في المائة من إجمالي واردات الولايات المتحدة. وبموجب التعريفات الجمركية الجديدة، سوف يتضرر قطاع الطاقة الكندي بشكل أكبر، حيث يرسل المصدرون 80 في المائة من نفطهم إلى الجنوب.

ثالثاً: تأثير الرسوم الجمركية على الصين

- الصين أقل اعتماداً، نسبياً، على الولايات المتحدة، وأقل اعتماداً على التجارة بشكل عام. فعلى مدى العقدين الماضيين، قلّلت بشكل مطَّرد من أهمية التجارة لاقتصادها مع قيام بكين بتكثيف الإنتاج المحلي. واليوم، لا تمثل الواردات والصادرات سوى نحو 37 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للصين، مقارنةً بأكثر من 60 في المائة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

- في السنوات الأخيرة، تراجعت التجارة بين الولايات المتحدة والصين، خصوصاً في القطاعات التي تضررت من التعريفات الجمركية السابقة وضوابط التصدير، مثل: قطع غيار السيارات، وخوادم البيانات، والأثاث، وأشباه الموصلات. وبدلاً من ذلك؛ عززت الصين التجارة مع شركاء آخرين؛ بمن فيهم الاتحاد الأوروبي والمكسيك وفيتنام. وارتفعت حصة البلاد من التجارة العالمية بنحو 4 في المائة منذ عام 2016، عندما تولى ترمب منصبه أول مرة، مع انخفاض حصة الولايات المتحدة. وستعمل هذه العوامل مجتمعة على تخفيف صدمة التعريفات الجمركية الإضافية بنسبة 10 في المائة على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.

الاتحاد الأوروبي «يأسف»

وانتقد «الاتحاد الأوروبي»، الأحد، قرار ترمب، واصفاً الخطوة بأنها «مؤذية لجميع الأطراف». وقال ناطق باسم «المفوضية الأوروبية» إن «(الاتحاد الأوروبي) يأسف لقرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين».

وكان ترمب هدد يوم الجمعة بفرض رسوم جمركية على «الاتحاد الأوروبي»، وقال في مؤتمر صحافي إن بعض الدول تتعامل مع بلاده «بشكل سيئ في العلاقات التجارية؛ مما يجعلها تخسر المال». وأضاف: «حتما سأفرض رسوماً على (الاتحاد الأوروبي)؛ فأوروبا تعاملت معنا بشكل سيئ».

من جهته، قال عضو مجلس محافظي «البنك المركزي الأوروبي»، كلاس كنوت، إنه يتوقع أن «تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترمب إلى ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة؛ مما سيضعف اليورو على الأرجح».


مقالات ذات صلة

وزير التجارة الأميركي: الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم مستمرة

الاقتصاد ترمب خلال زيارته مصنع إنتاج «فالك» في ووكر بميشيغان سبتمبر 2024 (رويترز)

وزير التجارة الأميركي: الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم مستمرة

قال وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، إن الرسوم الجمركية الموسعة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب بنسبة 25 في المائة على الصلب والألمنيوم، ستظل سارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أعلام تتلاعب في الرياح بالقرب من نهر ديترويت بين ويندسور وديترويت (رويترز)

كندا تستعد لفرض رسوم جمركية انتقامية على أميركا بقيمة 29.8 مليار دولار

صرّح مسؤول كندي، رفض الكشف عن هويته، بأن كندا ستعلن يوم الأربعاء عن فرض رسوم جمركية انتقامية بقيمة 29.8 مليار دولار كندي (20.68 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (أوتاوا )
الاقتصاد صورة للعلم السويسري في ميناء جنيف (رويترز)

سويسرا تتابع تأثير رسوم ترمب وتعلن مواصلة الحوار مع إدارته

أعلنت الحكومة السويسرية، يوم الأربعاء، أنها تتابع من كثب تأثير الرسوم الجمركية الأميركية المحتملة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، وتواصل الحوار مع إدارته.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
الاقتصاد رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز يحضر اجتماع مجلس شمال الأطلسي خلال قمة قادة الناتو في فيلنيوس (أرشيفية - رويترز)

أستراليا ترفض الرسوم الأميركية على الصلب والألمنيوم وتتجنب الرد بالمثل

قال رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز الأربعاء إن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصلب والألمنيوم الأسترالي غير مبررة

«الشرق الأوسط» (ملبورن )
الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر والرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض فبراير 2025 (رويترز)

بريطانيا تعبر عن خيبة أملها من رسوم ترمب وتختار عدم الرد بالمثل

أعربت الحكومة البريطانية يوم الأربعاء عن خيبة أملها إزاء قرار الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أوبك» تُبقي على توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام الحالي

نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
TT
20

«أوبك» تُبقي على توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام الحالي

نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)

أبقت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الأربعاء، على توقعاتها لنمو قوي نسبياً في الطلب العالمي على النفط في عام 2025، قائلةً إن السفر الجوي والبري سيدعمان الاستهلاك.

وأفادت «أوبك» في تقريرها الشهري، بأن كازاخستان قادت قفزة في إنتاج «أوبك بلس» في فبراير (شباط) رغم استمرار اتفاق الإنتاج.

وقالت «أوبك»، إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 1.45 مليون برميل يومياً في عام 2025، وبمقدار 1.43 مليون برميل يومياً في عام 2026. ولم يتغير كلا التوقعين عن الشهر الماضي.

وأضافت «أوبك» في التقرير: «من المتوقع أن تُسهم المخاوف التجارية في التقلبات مع استمرار الكشف عن سياسات التجارة. ومع ذلك، من المتوقع أن يتكيف الاقتصاد العالمي».

ونشرت «أوبك» أيضاً أرقاماً تُظهر زيادة قدرها 363 ألف برميل يومياً في إنتاج مجموعة «أوبك بلس» في فبراير، مدفوعة بقفزة في إنتاج كازاخستان، التي لا تزال متأخرة في التزامها بحصص إنتاج «أوبك بلس».

وأظهرت البيانات أن كازاخستان ساهمت بأكثر من نصف إجمالي زيادة إنتاج «أوبك بلس» النفطي في فبراير، متخلفة عن تعهداتها بخفض الإنتاج.وتجاوزت كازاخستان باستمرار حصتها الإنتاجية البالغة 1.468 مليون برميل يومياً، بموجب اتفاق كبح الإنتاج الذي أبرمته منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، بمن فيهم روسيا، والمعروفين معاً باسم «أوبك بلس».ووفقاً لبيانات «أوبك»، أنتجت كازاخستان 1.767 مليون برميل يومياً من النفط في فبراير، ارتفاعاً من 1.570 مليون برميل يومياً في يناير (كانون الثاني).وتعهدت كازاخستان بخفض الإنتاج وتعويض فائضه. ومع ذلك، فإنها تعزز إنتاج النفط في حقل «تنجيز» النفطي الذي تديره شركة شيفرون، وهو الأكبر في البلاد.وذكرت بيانات «أوبك» أن إنتاج روسيا من النفط الخام انخفض بنسبة 0.04 في المائة ليصل إلى 8.973 مليون برميل يومياً في فبراير، مقارنةً بـ8.977 مليون برميل يومياً في يناير.ويُعدّ هذا أقل بقليل من حصة روسيا الإنتاجية البالغة 8.98 مليون برميل يومياً بموجب اتفاق مع «أوبك بلس». ومن المتوقع أن ترتفع حصة روسيا إلى 9.004 مليون برميل يومياً اعتباراً من أبريل (نيسان)، مع زيادة إنتاج «أوبك بلس» تدريجياً.كان نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، قد قال الأسبوع الماضي، إن «أوبك بلس» وافقت على البدء في زيادة إنتاج النفط اعتباراً من أبريل، لكنها قد تتراجع عن القرار لاحقاً في حال وجود اختلالات في السوق.