البعثة الأممية تتعهد العمل مع جميع أفرقاء ليبيا لإنهاء الانقسام

مجلس الأمن الدولي للاستماع إلى إحاطتين حول التطورات السياسية والأمنية بالبلاد

المنفي يعتمد أوراق عدة سفراء بطرابلس من بينهم سفير فلسطين (المجلس الرئاسي)
المنفي يعتمد أوراق عدة سفراء بطرابلس من بينهم سفير فلسطين (المجلس الرئاسي)
TT
20

البعثة الأممية تتعهد العمل مع جميع أفرقاء ليبيا لإنهاء الانقسام

المنفي يعتمد أوراق عدة سفراء بطرابلس من بينهم سفير فلسطين (المجلس الرئاسي)
المنفي يعتمد أوراق عدة سفراء بطرابلس من بينهم سفير فلسطين (المجلس الرئاسي)

طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدول المتدخلة في الشأن الليبي، بالكف عن التدخل في ليبيا، واعتبر أنه «من الأفضل للجميع أن تكون هناك ليبيا تنعم بالسلم».

وقال غوتيريش في تصريحات تلفزيونية، مساء الجمعة، إن «على البلدان التي تتدخل في ليبيا لحماية مصالحها أن تدرك أنه من الأفضل أن يكون هناك ليبيا تنعم بالسلم؛ لأن الجميع سوف يستفيد من ذلك».

وبعدما شدد على الحاجة إلى ليبيا «يمكن فيها لليبيين أن يختاروا قادتها»، أعرب عن اعتقاده بأنه «من المهم أن يدرك من هم في السلطة أن هذا الوضع لا يبرر الحفاظ على الأمور وإطالة أمدها».

بدورها، قالت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، في بيان مقتضب، مساء الجمعة، إن ولايتها «تتمثل في العمل مع جميع الأفرقاء الليبيين للتوصل إلى حلول للقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، على أن تكون هذه الحلول بقيادة وملكية ليبية، من أجل مستقبل مستقر ومزدهر لكل الليبيين».

ومن المنتظر أن يستمع مجلس الأمن الدولي في إحاطته نصف الشهرية بشأن الوضع في ليبيا إلى إحاطتين من ممثل عن الأمم المتحدة، حول التطورات السياسية والأمنية والإنسانية الأخيرة في البلاد، وأخرى من رئيس لجنة العقوبات الخاصة بليبيا بشأن أنشطتها.

ضبط كميات من الوقود المهرب (منطقة الساحل العسكرية التابعة لحكومة الوحدة)
ضبط كميات من الوقود المهرب (منطقة الساحل العسكرية التابعة لحكومة الوحدة)

إلى ذلك، أعلنت منطقة الساحل الغربي العسكرية، التابعة لحكومة الوحدة قيام قواتها، بالتعاون مع الشرطة العسكرية الغربية، السبت، بحملة أمنية في مدينة العجيلات لضبط محلات تقوم ببيع المحروقات بطرق غير قانونية، مشيرة إلى أن الحملة أسفرت عن مصادرة آلاف اللترات من الوقود، التي كان يستفيد منها المهربون لبيعه في دول الجوار، حيث كانت تُباع كميات كبيرة خارج الأطر القانونية المعتمدة، والتسعيرة الرسمية المنصوص عليها.

وأدرجت «المنطقة» هذه العملية في إطار خطتها بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص لتوفير الوقود من محطات بيعه الرسمية، وتأمين توفيره بسعره الرسمي، والحد من تسرب كميات الوقود للسوق الموازي، ومن ثم إلى يد المهربين.

وطمأنت «المنطقة» المواطنين أنها باشرت العمل بالتنسيق مع مكتب النائب العام، والجهات المختصة لتوفير الوقود في المحطات الرسمية، التي سوف تعمل على مدار 24 ساعة لتوفير الوقود للمواطنين والسكان بسعره الرسمي، وبعيداً عن استغلال المهربين وصناع الأزمات.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أن معدلات إنتاج ليبيا من النفط الخام بلغت، السبت، 1.4 مليون برميل يومياً، ومن المكثفات أكثر من 50 ألف برميل، فيما سجلت مؤشرات إنتاج الغاز ما قيمته أكثر من 195 ألف برميل مكافئ، ليكون إجمالي الإنتاج قد تجاوز 1.6 مليون برميل يومياً.

وكانت المؤسسة قد أعلنت استمرار ارتفاع معدلات الإنتاج في الحقول النفطية، مشيرة إلى أن إجمالي الإنتاج قد اقترب من 1.7 مليون برميل يومياً.

في غضون ذلك، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه اعتمد، السبت في طرابلس، أوراق عدد من السفراء، من بينهم سفير فلسطين، محمد رحال، متمنياً له التوفيق في أداء مهامه الجديدة في البلاد.

كما اعتمد المنفي أيضاً أوراق لينكا ميهالكوفا، سفيراً فوق العادة ومفوضاً لسلوفاكيا، ورالف طراف سفيراً لألمانيا، وسيسيليا ورامستين سفيراً للسويد، وسناد ماشوفيتش سفيراً مفوضاً فوق العادة للبوسنة والهرسك، ودان مونيوزا سفيراً فوق العادة ومفوضاً لرواندا، وعمر نيتزمبيري سفيراً مفوضاً فوق العادة لبوروندي.

من جهة أخرى، طالبت المؤسسة الوطنيّة لحقوق الإنسان بليبيـا، مكتب النائب العام بفتح تحقيق شامل في ملابسات واقعة مقـتل مواطن أمام منزله بمدينة مسلاتة، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس؛ بسبب تعرضه لاعتداء مسلحين تابعين لقوة التدخل والسيطرة، التابعة لحكومة الوحدة المُؤقتة.

ودعت المؤسسة في بيان لها، السبت، ملاحقة المتهمين في ارتكابها وتقديمهم إلى العدالة، وضمان حق عائلة وأهل الضحية في الوصول إلى العدالة وحق التقاضي، من أجل إنهاء الإفلات من العقاب حيال الجرائم والانتهاكات الجسيمة الماسة بحقوق الإنسان، وحق السلامة الشخصية والأمن، والحق في الحياة.

وأعلن قادة كتائب وسرايا الثوار بمصراتة، في بيان مشترك، براءتهم من المجموعات التي قامت بعمليات إجرامية في مدينتي مسلاتة والخمس، وقالوا إن هذه المجموعة لم تُشكل من قبل مصراتة، ولم تحظ بأي دعم أو غطاء منها، بل كان تشكيلها بقرار من الحكومة وتتبعها إدارياً وتنظيميا. ودعا البيان السلطات الرسمية والقضائية لاتخاذ الإجراءات الصارمة بحق المتورطين في هذه الجرائم، وعدم التساهل معهم تحت أي ظرف.


مقالات ذات صلة

ترهيب أطباء بإطلاق نار داخل مستشفى في جنوب ليبيا

شمال افريقيا مقر المجلس البلدي بغدامس (المكتب الإعلامي للمجلس)

ترهيب أطباء بإطلاق نار داخل مستشفى في جنوب ليبيا

قال المجلس البلدي بغدامس الليبية إن المستشفى العام بالمدينة شهد عملية إطلاق نار مما عرّض حياة المرضى والأطقم الطبيبة والتمريض للخطر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة وبادي في لقاء سابق (حسابات ليبية موثوقة)

استهجان ليبي لدعوة «ميليشياوي» المواطنين إلى «الثورة»

ليبيون يتساءلون: «كيف يتحدث بادي عن (ثورة) ضد فساد ويدعو إلى مصالحة مع نظام سابق؛ وقد تورط في مأساة تهجير أهالي تاورغاء؟!».

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا الحداد مستقبلاً تيتيه وخوري (البعثة الأممية إلى ليبيا)

البعثة الأممية تشدد على أولوية توحيد المؤسسة العسكرية الليبية

قالت البعثة الأممية إلى ليبيا إن تيتيه والحداد بحثا «السبل التي يمكن من خلالها للبعثة دعم جهود ليبيا بفاعلية أكثر نحو توحيد المؤسسات العسكرية الليبية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي (إ.ب.أ)

ما «ضريبة الجهاد» التي أٌقرت في عهد القذافي وألغتها محكمة ليبية؟

حرَّك المواطن الليبي علي السنوسي مناع، الذي يعمل بوزارة التربية التعليم دعوى قضائية طالب فيها بإلغاء اقتطاع مبلغ من راتبه لحساب صندوق «ضريبة الجهاد».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا تصريحات متضاربة بشأن الإفراج عن هانيبال القذافي (الشرق الأوسط)

«الاستقرار» تؤكد الإفراج عن نجل القذافي وسط تجاهل «الوحدة»

التزمت حكومة «الوحدة» الليبية «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال إعلان مفاجئ من حكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد، عن الإفراج عن هانيبال القذافي.

خالد محمود (القاهرة )

تعويل مصري على إشارات مبعوث ترمب «الإيجابية» بشأن «إعمار غزة»

دخان تصاعد في وقت سابق على رفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
دخان تصاعد في وقت سابق على رفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

تعويل مصري على إشارات مبعوث ترمب «الإيجابية» بشأن «إعمار غزة»

دخان تصاعد في وقت سابق على رفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
دخان تصاعد في وقت سابق على رفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

بين الإشادة والانتقاد... أرسلت واشنطن إشارات متضاربة بشأن «الخطة العربية» لإعادة إعمار غزة، عدّها خبراء مصريون، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، انعكاساً لتضارب «متوقَّع» في المواقف، مُولين أهمية أكبر للتصريحات الصادرة من مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مؤكدين «إمكانية البناء عليها لإقناع الإدارة الأميركية بـ(الخطة العربية)».

التضارب الأميركي بدا واضحاً عقب تصريحات المتحدثة باسم «الخارجية الأميركية» تامي بروس، للصحافيين، الخميس، التي قالت فيها إن الاتفاق المقترَح «لا يلبي الشروط ولا طبيعة ما يطالب به ترمب»، مضيفة أنها «ليست على قدر التوقعات». وجاء حديث بروس، عقب إشادة ويتكوف بجهود مصر «دون أن يؤيد تفاصيل الخطة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس.

وقال ويتكوف، للصحافيين في البيت الأبيض: «نحتاج إلى مزيد من النقاش بشأنها؛ لكنها تشكل خطوة حسن نية أولى من جانب المصريين». وأضاف أن «الرئيس الأميركي نجح حالياً في تشجيع أشخاص آخرين في الشرق الأوسط (...) على تقديم مقترحات نشطة يمكننا أن ننظر فيها».

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد اقترح «تهجير الفلسطينيين» من قطاع غزة، وأن تتولى بلاده السيطرة على القطاع، وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، وقُوبل المقترح بانتقادات دولية وعربية واسعة.

وفي مواجهة المقترح الأميركي، أعدّت مصر، بالتعاون مع فلسطين ومؤسسات دولية، خطة للتعافي المبكر، وإعادة إعمار قطاع غزة، من خلال إنشاء صندوق ائتماني، اعتمدتها «قمة فلسطين» العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء الماضي، «خطة عربية جامعة».

مواطن فلسطيني متأثراً عقب مقتل أحد أقاربه في غزة (أ.ف.ب)
مواطن فلسطيني متأثراً عقب مقتل أحد أقاربه في غزة (أ.ف.ب)

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أولى أهمية كبرى لتصريحات ويتكوف، وقال: «ما قاله ويتكوف يُعد خطوة يمكن البناء عليها لبدء محادثات مع الإدارة الأميركية بشأن الخطة».

وأوضح أن «ويتكوف مقرَّب من الرئيس الأميركي، وفي موضوع غزة الكلمة الأولى ستكون لترمب»، مشيراً إلى أن «موقف (الخارجية الأميركية) يمكن تعديله بالحوار والمفاوضات»، واصفاً التضارب بأنه «توزيع أدوار بين الإدارات الأميركية المختلفة».

واتفق معه عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، وقال إن «تصريح ويتكوف هو الأهم والأقرب للدقة بشأن موقف أميركا»، مشيراً إلى أن «الخطة المصرية أُعِدّت استناداً لدراسات مؤسسات دولية، وتتضمن مشروعاً بديلاً وواقعياً لمقترح ترمب».

وأضاف أن «النقطة التي لم تتطرق لها الخطة وكانت الولايات المتحدة، وحتى أوروبا، ترغب في طرحها، هي ما يتعلق بمستقبل حركة (حماس) في قطاع غزة». وأوضح أن «هذه نقطة يمكن التباحث بشأنها مع الأطراف المعنية، والوصول لحل يُرضي جميع الأطراف»، مؤكداً أن «الخطة المصرية (العربية) مرنة وقابلة للتطوير».

وبشأن التضارب الأميركي بين البيت الأبيض و«الخارجية الأميركية»، قال سعيد: «المهم هنا هو تصريحات ويتكوف؛ فهو الأقرب لترمب، أما (الخارجية الأميركية) فمعرفتها بالواقع مبنية على السمع»، على حد قوله.

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

يُذكر أن ويتكوف أكد، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مساء الخميس، اطلاعه على «الخطة العربية»، وقال إنها «تتضمن عناصر جاذبة وتعكس نيات طيبة»، مُبدياً ترحيبه بـ«التعرف على مزيد من التفاصيل بشأن الخطة، خلال الفترة المقبلة»، وفق إفادة لـ«الخارجية المصرية».

في حين عَدّ عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحنفي، تضارب التصريحات الأميركية «أمراً متوقعاً»، وربطه بـ«مدى إحاطة الأطراف المختلفة بتفاصيل (الخطة العربية) لإعادة الإعمار».

وقال الحفني إنه «يجب ألا نبني مواقف على هذا التضارب؛ بل نترك الأحداث تتفاعل في الداخل الأميركي، مع التركيز على اتخاذ خطوات عملية نحو استكمال اتفاق وقف إطلاق النار، تُمهد الطريق لإعادة الإعمار».

وأضاف أن «مصر لديها من الحكمة ما يمكّنها من التعامل مع مختلف الأطراف»، مشيراً إلى أن «هذا كان واضحاً في الخطة التي قدّمتها استناداً لتقارير مؤسسات دولية، والتي أكدت أنها مرنة وقابلة للتطوير».

كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أوضح، في كلمته، خلال «القمة العربية» في القاهرة، الثلاثاء الماضي، أن «بلاده عملت، بالتعاون مع دولة فلسطين والمؤسسات الدولية، على بلورة خطة شاملة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير للفلسطينيين، تبدأ بعمليات الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولاً لعملية إعادة بناء القطاع».