سارعت السلطات السياسية والأمنية في لبنان، إلى تطويق تداعيات مقتل نائب مطران الأرمن الأرثوذكس الأرشمندريت، أنانيا كوجانيان، في منزله وتعرضه للسرقة؛ حيث شهدت منطقة برج حمود حالة غليان وتوتر مع السوريين الموجودين في المنطقة، بعد اتهامات لعمال سوريين بارتكاب الجريمة، دفعت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لدعوة الأجهزة الأمنية إلى الإسراع في توقيف الفاعلين.
وعثِر على الأرشمندريت كوجانيان، (40 عاماً)، المُكلف بإدارة شؤون الطائفة في زحلة وعنجر (شرق لبنان)، جثة داخل منزله في بصاليم (جبل لبنان)، بعدما فُقد الاتصال به، الجمعة. وحضرت الأجهزة الأمنية إلى المكان، وبدأت التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة؛ حيث أفيد بأن دافعها السرقة.
وشهدت منطقة برج حمود، التي تعد معقلاً للبنانيين الأرمن، حالة غليان؛ تنديداً بقتل القس، وتبيَّن أن الدوافع مرتبطة بالسرقة؛ حيث تحدَّثت معلومات عن أن القس وصل إلى شقته في بصاليم لتفقد أعمال الدهان فيها؛ حيث كان العمال السوريون يعملون في الشقة، فقاموا بطعنه وسرقة الصليب الذي يحمله، إضافة إلى مقتنيات أخرى يملكها، ولاذوا بالفرار.
أجرى رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي اتصالا هاتفيا بكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان مقدما له التعازي بوفاة الارشمندريت أنانيا كوجانيان الذي وجد مقتولا داخل منزله.وقد اعطى رئيس الحكومة توجيهاته الى الاحهزة المعنية للاسراع في كشف ملابسات الحادثة وتوقيف الفاعلين....
— رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) February 1, 2025
تدخل سياسي
وأجرى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون اتصالاً هاتفياً بكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، معزياً بمقتل كوجانيان. وفي حين دان الرئيس عون الجريمة، أكد للكاثوليكوس آرام الأول، أن الأجهزة الأمنية تتابع تحقيقاتها لكشف ملابسات ما حصل؛ وصولاً إلى توقيف المرتكبين، وإحالتهم إلى القضاء المختص؛ تمهيداً لإنزال أشد العقوبات بهم.
واتصل رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، اتصالاً هاتفياً بكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس، مقدماً له التعازي بوفاة الأرشمندريت كوجانيان. وأفادت رئاسة الحكومة بأن ميقاتي أعطى توجيهاته إلى الأجهزة المعنية للإسراع في كشف ملابسات الحادثة وتوقيف الفاعلين.
تزداد جرائم السرقة والقتل، والمعابر لا تزال مستباحة ... اليوم جريمة جديدة مروّعة ضحيتها الأرشمندريت أنانيا كوجانيان جراء عملية سرقة لمنزله في منطقة بصاليم، من قبل عمال سوريين يعملون في دهان الشقة، فعندما وصل اليها، قتلوه وسلبوه وسرقوا سيارته ... هناك ضرورة قصوى لاتخاذ إجراءات...
— Razi W. El Hage (@RaziElHage) February 1, 2025
وتعليقاً على الحادث، رأى عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب رازي الحاج، أن «جرائم السرقة والقتل تزداد، والمعابر لا تزال مستباحة»، مضيفاً: «هناك ضرورة قصوى لاتخاذ إجراءات فورية من الجانبين اللبناني والسوري، ومن الأجهزة الأمنية اللبنانية لتوقيف وردع الفاعلين والمجرمين وإنزال أشد العقوبات عليهم».
تضاف جريمة قتل الأرشمندريت #أنانيا_كوجانيان في منطقة #بصاليم اليوم إلى سجلٍ آخذٍ بالاتّساع من الفوضى الأمنية.#لبنان بات رهينة #التفلّت_الأمني، حيث تتنقل الجريمة بحريّة بين المناطق، وسط غياب الردع الفعلي وانتشار منطق الإفلات من العقاب.المطلوب تحرّكٌ حاسم وكشف خيوط الجريمة... pic.twitter.com/pnc6M1Xru2
— بولا يعقوبيان (@PaulaYacoubian) February 1, 2025
وعدّت النائبة بولا يعقوبيان أن جريمة قتل الأرشمندريت كوجانيان «تُضاف إلى سجلٍّ آخذ في الاتساع من الفوضى الأمنية». وأضافت: «لبنان بات رهينة التفلُّت الأمني؛ حيث تتنقل الجريمة بحرية بين المناطق، وسط غياب الردع الفعلي، وانتشار منطق الإفلات من العقاب»، وتابعت بولا يعقوبيان: «المطلوب تحرّكٌ حاسم، وكشف خيوط الجريمة، بما يُعيد للدولة والأجهزة الأمنية بعض هيبتها!».
بدوره، استنكر وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال، النائب جورج بوشكيان، مقتل كوجانيان. وأعلن أنّ «قمّة الجريمة والإخلال بالأمن والاستقرار هي التعرّض للمقامات الدينية، وهي محاولات لزرع الفتن والبلبلة بين الناس، بهدف تغذية الانشقاق والإخلال بالأمن»، واصفاً مقتله بأنه «غاشم ومجرم ومستنكر ومرفوض»، وتمنَّى من «أبناء الطائفة والرعايا الصلاة ليبعد عن لبنان شرّ المحن والفتنة والراحة»، مؤكداً ضرورة «قيام الأجهزة الأمنية بالتقصّي والمتابعة والتنسيق في ما بينها للكشف عن ملابسات الجريمة».