حذَّرت دراسة فنلندية من أن النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء، والمأكولات السريعة، والمشروبات المحلاة بالسكر، يرتبط بتسريع الشيخوخة البيولوجية، حتى في مرحلة الشباب.
وأوضح الباحثون من مركز أبحاث الشيخوخة وجامعة جافاسكيلا، أن هذه النتائج تسهم في زيادة الوعي حول أهمية التغذية الصحية للوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل أمراض القلب، والسكري، والسرطان، ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Clinical Nutrition».
تشير الشيخوخة البيولوجية إلى التغيرات التي تحدث في الجسم على مستوى الخلايا والأنسجة والأعضاء مع مرور الوقت؛ مما يؤدي إلى تدهور وظائف الجسم وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض.
على عكس العمر الزمني الذي يعتمد على تاريخ الميلاد، فإن الشيخوخة البيولوجية تعكس الحالة الصحية الحقيقية للجسم، ومدى تأثير العوامل الوراثية والبيئية، مثل: النظام الغذائي، والنشاط البدني، والتعرض للملوثات على الجسم، وهذا يكشف ما إذا كان الشخص بيولوجياً أكبر أو أصغر من عمره الزمني.
وشملت الدراسة 826 فرداً من التوائم و363 زوجاً من التوائم تتراوح سنهم بين 20 و25 عاماً، وتم تقييم النظام الغذائي باستخدام استبانة لتكرار تناول الطعام؛ حيث قام المشاركون بتحديد التكرار المعتاد لاستهلاك 55 نوعاً من الأطعمة.
وأظهرت النتائج أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات قليلة من الخضراوات والفواكه وكميات مرتفعة من اللحوم الحمراء، واللحوم المُصنَّعة، والوجبات السريعة، والمشروبات المحلاة بالسكر، ترتبط بتسريع الشيخوخة البيولوجية؛ حيث ظهر على الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام علامات الشيخوخة البيولوجية بشكل أسرع، مقارنة بعمرهم الزمني.
في المقابل، كانت الأنظمة الغذائية الغنية بالخضراوات والفواكه والمنخفضة في اللحوم الحمراء والمشروبات السكرية، مرتبطة بشيخوخة بيولوجية أبطأ؛ حيث تدعم هذه الأنظمة الصحية الحفاظ على صحة الجسم، وتبطئ من العمليات التي تؤدي إلى الشيخوخة البيولوجية.
كما أظهرت أن الجينات الوراثية قد تلعب دوراً في كيفية تأثير التغذية على شيخوخة الجسم. وعلى الرغم من أن الدراسة أخذت في الحسبان عوامل أخرى –مثل: النشاط البدني، والتدخين، ووزن الجسم- فإن النظام الغذائي ظل مرتبطاً بشكل مستقل بتسريع الشيخوخة البيولوجية.
وفقاً للباحثين، تشير نتائج الدراسة إلى أن الشيخوخة البيولوجية قد تبدأ في وقت باكر من الحياة، حتى في مرحلة الشباب، وهذا يعزز الحاجة إلى تدخلات غذائية مبكرة للوقاية من تأثيرات النظام الغذائي غير الصحي. كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية التغذية في التأثير على معدل الشيخوخة البيولوجية.
وأضاف الباحثون أن فهم العلاقة بين العوامل الوراثية والتغذية يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات غذائية مخصصة، بناءً على الخلفية الوراثية للفرد؛ ما يعزز فعالية الوقاية والعلاج.
ونوَّه الفريق بأن توجيه السياسات الصحية نحو تعزيز نمط الحياة الصحي والتغذية المتوازنة، يمكن أن يقلل من عبء الأمراض المزمنة في المستقبل؛ مما يساهم في تحسين نوعية الحياة وتقليل التكاليف الصحية على المدى الطويل.