سلطات طرابلس تشنّ عملية أمنية على «أوكار الجريمة» بالعجيلات

تعليق الدراسة وسط انتشار مسلح بالمنطقة

قوات المنطقة العسكرية الساحل الغربي تنتشر في الطرق الرئيسية ومداخل العجيلات (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)
قوات المنطقة العسكرية الساحل الغربي تنتشر في الطرق الرئيسية ومداخل العجيلات (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)
TT
20

سلطات طرابلس تشنّ عملية أمنية على «أوكار الجريمة» بالعجيلات

قوات المنطقة العسكرية الساحل الغربي تنتشر في الطرق الرئيسية ومداخل العجيلات (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)
قوات المنطقة العسكرية الساحل الغربي تنتشر في الطرق الرئيسية ومداخل العجيلات (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)

شنت الأجهزة العسكرية في العاصمة طرابلس عملية استهدفت بها «أوكار الجريمة» بمدينة العجيلات غربي البلاد، وتواكب ذلك مع إثارة حالة من اللغط بشأن وقوع «صراع مسلح» بالمدينة.

وفي الساعات الأولى من صباح الاثنين، أعلنت المنطقة العسكرية (الساحل الغربي) بدء تنفيذ «مداهمات أمنية دقيقة ومُحكمة على أوكار الجريمة في مدينة العجيلات»، موضحة أن هذا التحرك يأتي استكمالاً للعملية الأمنية التي أُطلقت في مدينة الزاوية مطلع الشهر الحالي.

من منطقة العجيلات (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)
من منطقة العجيلات (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)

وفي حين شددت المنطقة العسكرية على ضرورة ابتعاد المدنيين عن الأماكن و«الأوكار المشبوهة»، دعتهم إلى التعاون والتواصل معها للإبلاغ عن «أي أوكار مشبوهة» أو مجموعات خارجة عن القانون لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها.

ومع بدء العملية، انتشرت أنباء بشأن حرق منازل لمواطنين من قبل ميليشيات مسلحة تحت اسم «القوة المشتركة»، لكن المنطقة العسكرية في الساحل الغربي، سارعت وأكدت في تصريح صحافي ظهر الاثنين، أن قواتها دخلت العجيلات فجراً «لفرض الأمن فيها»، وقالت إن «المجرمين وشبكات الجريمة استغلوا بعض مناطقها منذ سنوات لتكون أوكاراً للاتجار بالمخدرات والبشر، بالإضافة إلى ممارسة الخطف والابتزاز والقتل».

وقالت: «تزامناً مع دخول قواتنا العجيلات، رصدت وحداتنا استغلال بعض المندسين الأوضاع لإرباك سير العملية. على أثر ذلك، وجه آمر المنطقة، الفريق صلاح الدين النمروش، غرفة العمليات للتعامل بحزم مع أي جهة أو مجموعة داخل منطقة العمليات تحاول تشويه دور أبطال المنطقة في حفظ الأمن».

قوات المنطقة العسكرية في الطرق الرئيسية ومداخل مدينة العجيلات (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)
قوات المنطقة العسكرية في الطرق الرئيسية ومداخل مدينة العجيلات (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)

وفرضت المنطقة العسكرية بالتنسيق مع الشرطة العسكرية إجراءات على مداخل ومخارج المدينة وفي داخلها، «لملاحقة أي مجموعة وردع كل مَن يحاول التشويش على عمليات الجيش المتواصلة»، متعهدة بأن «مساعي أولئك الذين استهتروا بأرواح الأبرياء وحياتهم لن تثني القوات عن أداء مهامها».

ولوحظ أن الشرطة العسكرية نشرت دورياتها في العجيلات بمساندة من قوات المنطقة العسكرية، وأجرى آمر الشرطة العسكرية الغربية اللواء علي الذيب جولة في شوارع المدينة.

ودعت المنطقة العسكرية المواطنين في مدينة العجيلات كافة إلى التواصل معها للإبلاغ عن أي اعتداءات «أو تحركات مشبوهة وأماكن وأوكار يختبئ فيها الخارجون عن القانون».

جانب من الانتشار العسكري في مداخل العجيلات غربي ليبيا (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)
جانب من الانتشار العسكري في مداخل العجيلات غربي ليبيا (المكتب الإعلامي للقوة الأمنية)

وأمام حالة التوتر التي سادت المنطقة، أعلنت مراقبة التربية والتعليم تأجيل الدراسة، كما اتُّخذ الإجراء ذاته، في جميع المعاهد وكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم.

ومع بدء العملية الأمنية في العجيلات، دعت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» جميع المواطنين والمقيمين القاطنين بالقرب من «مناطق النزاع» إلى أخذ الحيطة والحذر، والتقليل من التحرك والبقاء بمنازلهم.

وطالبت المؤسسة، في بيان، «أطراف النزاع» بفتح ممرات إنسانية آمنة وتمكين فرق الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر من إجلاء العالقين بمناطق العمليات الأمنية والعسكرية، محملة أمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي «المسؤولية القانونية الكاملة حيال ما قد يترتب على العمليات العسكرية التي أطلقها، من مخالفات وتجاوزات أو مساس بأمن وسلامة وحياة المدنيين».

وشددت المؤسسة على أهمية الالتزام بضمانات أمن وسلامة السكان، و«عدم تحويل المناطق السكنية إلى ساحة قتال»، وطالبت جميع القوات العسكرية والأمنية بـ«ضمان أمن وسلامة المدنيين في أثناء العمليات وعدم تعريضهم للخطر، طبقاً لما نصّت عليه قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني».

وسبق أن شنّت القوات التابعة للدبيبة عملية مماثلة في مدينة الزاوية غربي ليبيا استهدفت «الأماكن والأوكار المشبوهة».

في شأن منفصل، داهمت «قوة دعم المديريات المنطقة الغربية»، الاثنين، وكراً لتجميع المهاجرين غير النظاميين في مدينة زوارة الساحلية قبيل تهريبهم إلى الشاطئ الأوروبي.

وقالت القوة إن عناصرها قدّموا المساعدات الطبية والإنسانية اللازمة للمهاجرين الذين يحملون جنسيات أفريقية مختلفة، وبعدما اتخذت الإجراءات القانونية حيال المقبوض عليهم، ثم تسليمهم إلى جهات الاختصاص.


مقالات ذات صلة

المنفي وغوتيريش يؤكدان أهمية إجراء الانتخابات الليبية «بأسرع وقت»

شمال افريقيا اجتماع المنفي مع أمين الأمم المتحدة في أديس أبابا (المجلس الرئاسي)

المنفي وغوتيريش يؤكدان أهمية إجراء الانتخابات الليبية «بأسرع وقت»

خوري تؤكد على أهمية أن تعمل المؤسسات الرقابية الليبية باستقلالية ونزاهة وشفافية

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا مع اقتراب شهر رمضان اتخذت الحكومتان المتنازعتان على السلطة في ليبيا قرارات عدة لإحكام الرقابة على الأسواق (أ.ف.ب)

حكومتا ليبيا لإحكام الرقابة على الأسواق قبيل شهر رمضان

اتخذت الحكومتان المتنازعتان على السلطة في ليبيا قرارات عدة لإحكام الرقابة على الأسواق، وضبط أسعار السلع الغذائية قبيل حلول شهر رمضان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أبو سبيحة خلال التوقيع على ميثاق لـ«المصالحة» الليبية (متداولة)

توقيع ميثاق لـ«المصالحة» الليبية بأديس أبابا في غياب بعض أطرافه

وقع وفد ليبي يمثل بعض الأطراف السياسية، في أديس أبابا على ميثاق «المصالحة»، بحضور رئيس جمهورية الكونغو ورئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا خلال عملية لـ«الجيش الوطني» في منطقة زلة بالجنوب الليبي (الإدارة العامة للعمليات الأمنية)

«الوطني الليبي» يتوعّد مواصلة «حرب الجنوب»

قال «الجيش الوطني» الليبي إن الرد على دماء من سقطوا في العملية العسكرية بالجنوب سيكون «بمواصلة الحرب على الجريمة وحماية أمن ليبيا وسيادتها بكل قوة وحزم».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا عادل جمعة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة (أ.ف.ب)

دعوة أوروبية لمحاسبة مرتكبي محاولة اغتيال وزير في «الوحدة» الليبية

دعت البعثة الأوروبية السلطات الليبية إلى إجراء «تحقيق سريع وشفاف وشامل» في محاولة اغتيال وزير بحكومة «الوحدة» و«ضمان تحديد هوية المسؤولين عنها».


مصر تتحدث عن عدم رغبة «حماس» في «إدارة غزة»

جانب من تسليم الرهائن خلال عملية التبادل السادسة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من تسليم الرهائن خلال عملية التبادل السادسة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

مصر تتحدث عن عدم رغبة «حماس» في «إدارة غزة»

جانب من تسليم الرهائن خلال عملية التبادل السادسة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من تسليم الرهائن خلال عملية التبادل السادسة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

أفاد مصدر مصري مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، السبت، لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، بأن هناك «اتصالات مصرية مكثّفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية إغاثة القطاع وإعادة إعماره»، مشيراً إلى أن «(حماس) تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وعدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة».

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قال، قبل أيام في مقابلة متلفزة، إنه «يجب على (حماس) أن تتوافق مع السلطة الفلسطينية وتنكر الذات»، لافتاً إلى أنه «إذا كانت الرؤية الدولية، والمصلحة الفلسطينية، تتطلبان أن تتنحى (حماس) عن الوجود في الصورة بهذا الشكل الواضح، فليكن وبإرادة عربية، وبتوافق وتراضٍ فلسطيني، وتأخذ السلطة الفلسطينية مسؤوليتها وتدير هذا القطاع، من خلال أي طرح من مصر أو القمة العربية (الطارئة المقبلة أواخر الشهر) إذا ما قررت ذلك».

وأيّد المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، الجمعة، دعوة تنحي «حماس» عن حكم القطاع، قائلاً في منشور عبر منصة «إكس»: «الدعوة العقلانية لأمين عام الجامعة العربية، بتنحي (حماس) عن إدارة غزة في محلها، فمصلحة الشعب الفلسطيني يجب أن تتقدم على مصلحة الحركة، خصوصاً في ظل الدعوات لتهجير الفلسطينيين من غزة».

وسبق أن رعت مصر محادثات بين «حماس» و«فتح» أسفرت بعد 3 جولات في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) الماضية، عن توافق مبدئي على لجنة مستقلة لإدارة القطاع تحت اسم «لجنة الإسناد المجتمعي» لم تقرها السلطة الفلسطينية وذهبت إلى إعلان لجنة أخرى.

أحد عناصر «حماس» يراقب عملية تسليم الرهائن إلى فريق «الصليب الأحمر» في خان يونس (أ.ف.ب)
أحد عناصر «حماس» يراقب عملية تسليم الرهائن إلى فريق «الصليب الأحمر» في خان يونس (أ.ف.ب)

كما أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات قبل أيام، أن «أي تصورات لليوم التالي في غزة يجب أن تكون في إطار وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن تشمل عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع».

ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء سمير فرج، أن «التصريحات المصرية تحمل أهمية كبيرة، وذات تأثير إيجابي على مشهد وقف إطلاق النار في قطاع غزة وبدء مفاوضات الجولة الثانية المعطّلة إسرائيلياً منذ أيام».

وبتقدير فرج فإن تأكيد «حماس» عدم رغبتها في المشاركة بإدارة غزة، «سيحبط خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تهجير الفلسطينيين، وكذلك ذرائع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن رفض بقاء الحركة في القطاع».

ويرى أن تلك التصريحات المصرية بشأن «تشكيل لجنة مؤقتة للإعمار والإغاثة» من شأنها أن تكون عامل حاسم في التعجيل بإنهاء «عراقيل إسرائيل واستكمال مسار المفاوضات بوتيرة سريعة»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن تلك الموافقة من «حماس» ستدعم الموقف المصري المنتظر أن يعلن خطة بديلة لتهجير الفلسطينيين في القمة العربية قريباً.

ولا يستبعد الخبير العسكري والاستراتيجي أن تناور إسرائيل مرة أخرى، وتُصعّد بمطالب أخرى بشأن «إبعاد (حماس) وليس تنحيها فقط»، مؤكداً أن «هذا السيناريو الأسوأ؛ لكن على الأقل مساعي تشكيل (اللجنة المؤقتة) وموافقة الحركة على عدم المشاركة في (إدارة القطاع) ستبطلان أي مخططات حالية».