استعراض جديد لـ«حماس» خلال تسليم الدفعة الثانية من الرهائن (صور)

مقاتلو «حماس» يقومون بتأمين منطقة قبل إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات لفريق من «الصليب الأحمر» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مقاتلو «حماس» يقومون بتأمين منطقة قبل إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات لفريق من «الصليب الأحمر» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT
20

استعراض جديد لـ«حماس» خلال تسليم الدفعة الثانية من الرهائن (صور)

مقاتلو «حماس» يقومون بتأمين منطقة قبل إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات لفريق من «الصليب الأحمر» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مقاتلو «حماس» يقومون بتأمين منطقة قبل إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات لفريق من «الصليب الأحمر» في مدينة غزة (أ.ف.ب)

صعدت الجنديات الإسرائيليات الأربع اللواتي سلمتهن «حماس» اليوم (السبت) في إطار اتفاق الهدنة، على منصة في مدينة غزة، ورفعن أيديهن بالتحية باسمات، وسط حشد شعبي وانتشار مسلّح، في استعراض قوة جديد للحركة الفلسطينية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

خرجت الرهائن الأربع من مركبات، بعضها أبيض والآخر أسود، رُكنت وسط ميدان فلسطين، من ساحات المدينة، وقد أحاط بهن مقاتلون فلسطينيون شكّلوا حاجزاً بينهن وبين الحشود التي تجمّعت في المكان. كن يحملن على أكتافهن حقائب خفيفة عليها شعار «حماس»، قالت مصادر في الحركة إن فيها «هدايا»،

ولوّحن بأيديهن للحشود، ورفعن إبهاماتهن وسط تصفيق حار وهتافات.

الجنديات الإسرائيليات (من اليسار إلى اليمين) نعمة ليفي وليري إلباغ ودانييلا جلبوع وكارينا أرئيف يظهرن على خشبة المسرح قبل تسليمهن إلى ممثل اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» (إ.ب.أ)
الجنديات الإسرائيليات (من اليسار إلى اليمين) نعمة ليفي وليري إلباغ ودانييلا جلبوع وكارينا أرئيف يظهرن على خشبة المسرح قبل تسليمهن إلى ممثل اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» (إ.ب.أ)

كان واضحاً أن «حماس» أرادت هذه المرة رؤية أوضح خلال عملية التسليم، بعد الفوضى العارمة التي سادات تسليم 3 رهائن الأسبوع الماضي في ساحة أخرى من غزة، وصعوبة ضبط الحشود. فأقامت المنصة لعرض المجندات بلباسهن العسكري، واللواتي كن قد خُطفن خلال هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل.

بعد إنزالهن عن المنصة، سُلّمت الشابات الأربع إلى «الصليب الأحمر الدولي» الذي كان ينتظر بسياراته البيضاء في المكان.

وكان عشرات المسلحين الملثمين من حركتي «حماس» و«الجهاد» قد وصلوا إلى ميدان فلسطين بالزي العسكري، في سيارات دفع رباعي ودراجات نارية. وتوزعوا وسط الميدان الذي حوّلت الحرب أرضيته إلى أتربة.

لقطة جوية تُظهر فلسطينيين ومسلحين من حركتي «حماس» و«الجهاد» يتجمعون بالقرب من مركبات اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في يوم إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات (رويترز)
لقطة جوية تُظهر فلسطينيين ومسلحين من حركتي «حماس» و«الجهاد» يتجمعون بالقرب من مركبات اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في يوم إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات (رويترز)

كان بعضهم يحملون رايات الحركتين، ويعصبون رؤوسهم بالأوشحة الخضراء.

واستقبلتهم الحشود بالهتافات لـ«كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، ورشّت عليهم امرأة الزهور، بينما كان عدد منهم يلتقط الصور بكاميرات كبيرة، بينما الناس يصوّرون بهواتفهم.

وقالت مصادر من الحركتين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنهما نشرتا نحو 200 مقاتل من «كتائب عز الدين القسام»، و«سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«الجهاد»، لتأمين ميدان فلسطين.

وصعد العشرات بينهم أطفال فوق تلة من ركام الأبنية، للتفرّج على عملية التسليم.

سيارة تابعة للجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» تمر أمام فلسطينيين ومقاتلي «حماس» في وسط مدينة غزة قبل إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات (إ.ب.أ)
سيارة تابعة للجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» تمر أمام فلسطينيين ومقاتلي «حماس» في وسط مدينة غزة قبل إطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات (إ.ب.أ)

توقيع

قرب شاحنات صغيرة محمّلة بأسلحة ثقيلة، جلس أحد موظفي «الصليب الأحمر» الذي كان يرتدي سترة حمراء على كرسي، وأمام مكتب جهزه المقاتلون، إلى جانب مقاتل في «حماس» عصب رأسه بشارة الحركة الخضراء.

خلفهما، أكوام من الحجارة من آثار القصف، وعلم كبير لفلسطين.

ووقَّع الرجلان على وثيقة الإفراج عن الرهائن.

مسلحو «حماس» في وسط مدينة غزة خلال الاستعداد لإطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات (إ.ب.أ)
مسلحو «حماس» في وسط مدينة غزة خلال الاستعداد لإطلاق سراح 4 جنديات إسرائيليات (إ.ب.أ)

ورُفعت في المكان لافتة بالعبرية، كتب عليها «الصهيونية لن تنتصر».

تمّ اقتياد كل من: دانييل جلبوع، وكارينا أرئيف، وليري إلباغ، ونعمة ليفي، خلال هجوم «حماس» من قاعدة مراقبة عسكرية في تجمّع ناحال عوز السكاني؛ حيث كن يشاركن في مراقبة المنطقة.

وأمضت الجنديات 477 يوماً من الاحتجاز في قطاع غزة.

امرأة ترمي قطع الورق الملونة بينما يستعد مقاتلو «حماس» لتسليم 4 رهينات لفريق «الصليب الأحمر» في إحدى ساحات مدينة غزة (أ.ف.ب)
امرأة ترمي قطع الورق الملونة بينما يستعد مقاتلو «حماس» لتسليم 4 رهينات لفريق «الصليب الأحمر» في إحدى ساحات مدينة غزة (أ.ف.ب)

تل أبيب

في تل أبيب، تجمّع حشد من الإسرائيليين لمواكبة الإفراج عن الرهينات الأربع. وكانت شاشات عملاقة تنقل مباشرة عملية التسليم إلى «الصليب الأحمر» في غزة.

شخصان إسرائيليان يحتفلان بعد الإفراج عن 4 جنديات من غزة (أ.ف.ب)
شخصان إسرائيليان يحتفلان بعد الإفراج عن 4 جنديات من غزة (أ.ف.ب)

وارتدى عدد من المحتشدين قمصاناً قطنية كُتب عليها: «لستم وحدكم» بالعبرية، في رسالة إلى الرهائن.

أقارب وأصدقاء الإسرائيليات اللواتي اختطفن من قبل «حماس» يتفاعلون وهم يتابعون نبأ إطلاق سراحهن في تل أبيب (أ.ب)
أقارب وأصدقاء الإسرائيليات اللواتي اختطفن من قبل «حماس» يتفاعلون وهم يتابعون نبأ إطلاق سراحهن في تل أبيب (أ.ب)

ومنذ 15 شهراً، مع اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل و«حماس»، ردّاً على هجوم الحركة الفلسطينية غير المسبوق على إسرائيل، تحوّل هذا المكان إلى نقطة تجمّع لعائلات الرهائن والإسرائيليين المطالبين بالإفراج عنهم، وأُطلق على الساحة اسم «ساحة الرهائن».

أمهات الجنديات الإسرائيليات يحتفلن بعد إطلاق سراحهن من قبل حركة «حماس» (رويترز)
أمهات الجنديات الإسرائيليات يحتفلن بعد إطلاق سراحهن من قبل حركة «حماس» (رويترز)

وحملت امرأة صورة نعمة ليفي، وبكت عندما رأتها في الصور. كان عمرها لدى خطفها أثناء تأديتها خدمتها العسكرية 19 عاماً، وهي اليوم في العشرين.

أقارب وأصدقاء الجنديات المفرج عنهن من «حماس» يحتفلون بإطلاق سراحهن (أ.ف.ب)
أقارب وأصدقاء الجنديات المفرج عنهن من «حماس» يحتفلون بإطلاق سراحهن (أ.ف.ب)

وتصاعدت الهتافات عندما ظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري على الشاشة، وأعلن وصول الرهينات إلى الأراضي الإسرائيلية.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: أيام حاسمة في انتظار مقترح «التمديد» وسط «تقدم حذر»

تحليل إخباري الدمار يسيطر على المباني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: أيام حاسمة في انتظار مقترح «التمديد» وسط «تقدم حذر»

«تقدم حذر» حول مقترح تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال محادثات الدوحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي أنقاض منازل مدمرة بسبب الحرب على قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة على «مسلحين يزرعون متفجرات» في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة جوية، الخميس، استهدفت مسلحين كانوا يزرعون متفجرات في وسط غزة، وهو أحدث هجوم من نوعه وسط وقف إطلاق النار الهش.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا جريحة فلسطينية تم نقلها في وقت سابق بواسطة أفراد من «الهلال الأحمر» إلى مصر (أ.ب)

معبر رفح: استقبال 38 مصاباً ومرافقاً من غزة

أكد مصدر مسؤول في ميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء، «استقبال مصر 17 جريحاً ومريضاً فلسطينياً إلى جانب 21 من مرافقيهم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ مشاورات عربية ــ أميركية حول إعمار غزة

مشاورات عربية ــ أميركية حول إعمار غزة

عقد وزراء خارجية ومسؤولون عرب لقاءً، أمس، في الدوحة مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لمناقشة تطورات الوضع في قطاع غزة والمنطقة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة – واشنطن)
شمال افريقيا فلسطينية تنتحب حزناً على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية جنوب مدينة غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: مساعٍ إلى «إطار انتقالي» يدفع نحو اتفاق أوسع

جهود مكثفة يبذلها الوسطاء لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة كان أحدثها انضمام مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لمحادثات الدوحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الأونروا تحذّر من حرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين من التعليم إذا انهارت

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
TT
20

الأونروا تحذّر من حرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين من التعليم إذا انهارت

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)

حذّر فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس من أنّ انهيار الوكالة سيتسبّب بحرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينينين من التعليم «ما سيؤدّي لزرع بذور مزيد من التطرّف».

وقال لازاريني لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ هناك «خطرا حقيقيا يتمثّل بانهيار الوكالة وانفجارها» إذا ما استمرّت ضائقتها المالية الشديدة. وأضاف أنّه إذا انهارت الأونروا «فإننا بالتأكيد سنضحّي بجيل من الأطفال الذين سيحرَمون من التعليم المناسب».

ومنذ أكثر من سبعة عقود، تُقدّم الأونروا إلى اللاجئين الفلسطينيين مساعدات أساسية وإنسانية وخدمية مثل التعليم والرعاية الصحية. ووصف لازاريني الأونروا بأنّها «شريان حياة» لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني يتوزّعون على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.

وكان لازاريني قال الاثنين إنّه لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية، بعدما أعلنت إسرائيل أنها تشجع منظمات أخرى على «تولّي المسؤولية» في غزة. وقال لازاريني الاثنين خلال مؤتمر صحافي في جنيف «إن البديل ليس منظمة غير حكومية، وليس منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة»، مشددا على أنّ «البديل الوحيد القابل للاستمرار هو (...) المؤسسات الفلسطينية التابعة للدولة الفلسطينية».

وفي قطاع غزة الذي دمّرته الحرب التي استمرت 15 شهرا، توظف الأونروا 13,000 شخص وتدير عمليات إنسانية لمنظمات أخرى. وفي نهاية يناير (كانون الثاني) علّقت إسرائيل عمل الأونروا على أراضيها بموجب قانون أقِرّ في أكتوبر (تشرين الأول) يحظر نشاط الوكالة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وتتّهم السلطات الإسرائيلية موظفين في الأونروا بالتورط في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ودفعت هذه الاتهامات كبار المانحين إلى تعليق تمويلهم الوكالة. وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة في أغسطس (آب) إلى أن تسعة من موظفي الأونروا «ربما كانوا متورطين» في الهجوم. والخميس، قال لازاريني «نحن نقدّم في المقام الأول خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية». وأضاف «من هنا فأنا لا أرى أيّ منظمة غير حكومية أو وكالة أممية تتدخل فجأة لتقديم خدمات عامة».

وحذّر المسؤول الأممي من أنّ فقدان الخدمات التعليمية التي تقدمها الأونروا قد تكون عواقبه وخيمة. وقال «إذا حرمتَ 100 ألف فتاة وصبي في غزة، على سبيل المثال، من التعليم، وإذا لم يكن لديهم مستقبل، وإذا كانت مدرستهم مجرد يأس ويعيشون بين الأنقاض، فأنا أقول لك إنّنا نزرع بذلك بذور مزيد من التطرف». وأضاف «أعتقد أنّ هذه وصفة لكارثة».