تُعرَض هذا الأسبوع للبيع في مزاد مجموعةٌ «نادرة وفريدة ومثيرة جداً» من الرسائل الأصلية والرسوم المتبادلة بين مُبدعي شخصية «ويني ذا بوه» الكرتونية، وذلك بعد اكتشافها في حقيبة.
ووفق «الغارديان»، فالمجموعة تشمل سلسلة رسائل متبادلة بين إيه. إيه. ميلن مؤلِّف شخصية الأطفال الشهيرة، والرسام إي. إتش. شيبرد، والناشر فريدريك مولر.
المجموعة ملكها الراحل ليزلي سميث، مؤسِّس دار نشر «كريسريلز». وكانت شركته قد استحوذت على دار نشر أخرى بإدارة عائلة فريدريك مولر، ناشر «ويني ذا بوه»؛ مما ترك رسائل مولر في حيازة سميث. وعثر أولاد سميث على الرسائل - بعضها لم يرَ النور منذ عام 1926 - خلال تنظيفهم خزانة سقف ببيت والدهم بعد وفاته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وذكر مدير دار المزادات «فيلدينغز» التي تدير البيع، ويل فارمر، أنه تسلم الرسائل «منذ نحو 5 أشهر» عندما كان أفراد العائلة في حيرة من أمرهم بشأن ما يتعيَّن عليهم فعله حيالها.
وبمساعدة مقدّم برنامج «الطريق إلى التحف» عبر «بي بي سي»، كلايف فاراهار، فقد راجعوا المحتويات بعدما اعتقدوا سابقاً العثور على جميع الوثائق من تلك الحقبة.
تحتوي المحفوظات المُكتشفة مسودات أولية لكتابات ميلن، مثل قصيدته «الريح على التل»، وتقديم افتتاحي لمجموعة الشعر: «الآن نحن في السادسة» عام 1927، بالإضافة إلى رسم لـ«ويني ذا بوه» و«بيغلت» في الثلج.
تضمَّنت الرسائل أيضاً تأنيباً قاسياً كتبه ميلن نيابة عن الدبّ «ويني» ذي الجسد البشري، رداً على كلمات متقاطعة نشرتها صحيفة «أوبزرفر» وصفت فيها الشخصية بأنها «حيوان رائع». وقال ميلن لمولر: «(ويني ذا بوه) يعترض بشدّة»، وأضاف أنّ الدبّ يهدّد بالذهاب إلى دار النشر لتوضيح موقفه.
كما تُظهر بعض «التوترات الإبداعية» بين ميلن وشيبرد، التي كان يتوسّط فيها مولر؛ إذ قال الأول: «(شيبرد) يجب أن يقدّم رسوماً جديدة لشهرَي أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول)؛ فالرسوم الأصلية سيئة جداً». وأيضاً، أظهر ميلن لحظات من الضيق لتأخُّر شريكه في إكمال رسوماته. وفي إحدى رسائله إلى مولر، كتب: «إذا لم يكن شيبرد قد أنجز الرسم الجديد بعد، فهو ليس مضطراً إلى ذلك».
على المقلب الآخر، بدا أنّ شيبرد كان يواجه مشكلات بسبب نقل منزله، ودافع عن تأخر ميلن، موضحاً: «أبذل جهدي للإسراع في الرسوم، لكنَّ عمله تأخَّر نوعاً ما بسبب تلك النقلة اللعينة من منزل إلى آخر، كما سترى من عنوان البيت الجديد أعلاه».
تتراوح قيمة الرسائل المختلفة بين 100 و1500 جنيه إسترليني. ولكن قد تُباع بأسعار أعلى؛ إذ أبدى مشترون سابقون استعداداً لدفع مبالغ قياسية مقابل أعمال مماثلة. وعلى سبيل المثال، بيعت عام 2018 خريطة أصلية لـ«ويني ذا بوه» من رسم شيبرد مقابل 430 ألف إسترليني.