المغرب وكأس العالم 2030... تحالف متوسطي تاريخي

3 قارات مختلفة ستحتضن كأس العالم 2030 (فيفا)
3 قارات مختلفة ستحتضن كأس العالم 2030 (فيفا)
TT

المغرب وكأس العالم 2030... تحالف متوسطي تاريخي

3 قارات مختلفة ستحتضن كأس العالم 2030 (فيفا)
3 قارات مختلفة ستحتضن كأس العالم 2030 (فيفا)

يعقد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مؤتمراً استثنائياً، الأربعاء، لحسم هوية البلدان المنظمة لنسختي 2030 و2034 من بطولة كأس العالم بعرض الأمر على تصويت الاتحادات الأعضاء بعد استيفاء الملفين الوحيدين المرشحين للحد الأدنى المطلوب في تقييم العروض المقدمة.

ومن المقرر أن يصادق «فيفا» بالإجماع في المؤتمر الافتراضي على منح شرف تنظيم دورة 2030 من المونديال للملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال في الاحتفال بمئوية الحدث العالمي ودورة 2034 للسعودية.

وسبق لمجلس «فيفا» أن صادق بالإجماع في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على اعتماد الملف الثلاثي المشترك ملف ترشح وحيداً لاستضافة مونديال 2030، وكذلك الأمر بالنسبة لملف السعودية بخصوص نسخة 2034.

وهكذا بات المغرب قريباً من تحقيق حلم ظل يراوده لمدة 4 عقود ليصبح ثاني دولة أفريقية وعربية ينال شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم بعد جنوب أفريقيا وقطر.

ونظراً لأهمية الخبر؛ فقد حرص القصر الملكي على زف البشرى يوم 4 أكتوبر 2023 في بلاغ رسمي استبق اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم في اليوم نفسه.

ملف الترشيح المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال يجمع ضفتَي الجانب الغربي من البحر الأبيض المتوسط، مجسداً أبعاداً تاريخية وجغرافية وقواسم حضارية مشتركة بين شعوب المنطقة المتوسطية قد لا تتكرر في ملف آخر.

ومن هذا المنطلق، يمثل مونديال 2030 امتداداً للعلاقات الثقافية التي كرَّستها ديناميكية التواصل شمالاً وجنوباً على امتداد قرون من الحضارة الإنسانية.

وإذا كان مبدأ الإرث يشكل إحدى أبرز ركائز تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، فإن المونديال يشكل فرصة أخرى للتقارب والتفاهم والتعايش بين بلدان البحر الأبيض المتوسط في عالم تتزايد فيه هوامش التوتر ومؤشرات الصدام يوماً بعد يوم.

وأخذاً بعين الاعتبار السياق التاريخي لأول نسخة من المونديال، وافق مجلس «فيفا» بالإجماع على إقامة احتفال فريد من نوعه بمناسبة الذكرى المئوية لكأس العالم في عاصمة الأوروغواي مونتفيديو التي شهدت أول نسخة من البطولة سنة 1930 على أن تشاركها في تنظيم ثلاث مباريات من تلك النسخة كل من الأرجنتين وباراغواي، بواقع مباراة لكل منهما.

في عام 1930 سافر 12 منتخباً إلى مونتيفيدو للمشاركة في كأس العالم إلى جانب الدولة المضيفة الأولى الأوروغواي، منهم من سافر لأيام عدة بالسفن للوصول إلى الوجهة النهائية.

وعلى مدار 18 مباراة و18 يوماً تنافست منتخبات معظمها تتألف من لاعبين هواة في حين كانت أخبار البطولة تنتقل ببطء شديد حتى أن المشجعين كانوا ينتظرون في أوطانهم لأيام من أجل معرفة نتائج أبطالهم وتقدمهم في البطولة.

بطولة بدأت متواضعة، لكنها شكَّلت الأساس لما غدا اليوم الحدث الرياضي الأكثر شعبية في العالم، حيث يتنقل اللاعبون المحترفون بأريحية أكثر من أسلافهم في 1930 ويتابع محتوى البطولة عبر وسائل الإعلام ما يناهز خمسة مليارات شخص كما كان عليه الحال في مونديال قطر 2022.

وفي عالم يتزايد فيه الاستقطاب يقدم المغرب وإسبانيا والبرتغال ملفهم المشترك بشعار «يلا فاموس» (هيا بنا)؛ تأكيداً للتكاتف بين الدول الثلاث التي تقول إن لديها حمضاً نووياً مشتركاً، وتسعى من خلال مونديالها المشترك إلى توحيد الناس وتجاوز الحدود والاحتفال بإنسانيتنا المشتركة وفق رؤية توثق الروابط بين أفريقيا وأوروبا في عالم أكثر إنصافاً وعدلاً.

ويتوافق هذا الأمر بشكل وثيق مع شعار «فيفا»: «كرة القدم توحّد العالم»؛ لذلك ففي حال نجاح ملف الاستضافة سيكون أول مونديال كروي ينظَّم في قارتين، بل في ثلاث قارات، أخذاً بعين الاعتبار الاحتفال بالذكرى المئوية للبطولة في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي بأميركا الجنوبية.

العلاقات بين البلدان الثلاثة تميزت تاريخياً بالمد والجزر، وبالخصوص بين المغرب وإسبانيا، ورغم قناعة الدول الثلاث بأهميتها وبأنها استراتيجية وحيوية لكل الأطراف، لكنها عرفت تاريخياً الكثير من الأزمات وقبل ذلك الكثير من الحروب تركت أثرها على ذاكرة شعوبها.

والترشيح المشترك لتنظيم المونديال يعدّ انتقالاً نوعياً في هذه العلاقات وسيكون له دور كبير في تغيير الصور النمطية بين شعوب المنطقة، بل ربما مقدمة لميلاد تحالف وقطب جديد سيكون له تأثير كبير في منطقة غرب المتوسط، كما سيؤثر لا محالة في التوازنات الجديدة المقبلة في المنطقة وفي العالم التي تسارعت بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وأحداث الشرق الأوسط.

من هذا المنطلق، تراهن الدول الثلاث من خلال التنظيم الثلاثي للحدث العالمي على تعزيز الروابط بين الشعوب والثقافات والمجتمعات مع الاحتفاء بتفرد كل بلد، كما سيتمكن المشاركون والزوار من الاستمتاع بالتنوع الجغرافي وفن الطهي والثقافة والعادات المحلية في هذه البلدان، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المواقع السياحية الجذابة.

ويقدم ملف مونديال 2030 مجموعة متميزة من الملاعب تناهز العشرين يُنتظر أن تصبح من أشهر منشآت كأس العالم بمجرد اكتمالها أو تجديدها، ويعكس كل ملعب الطابع الفريد ونقاط القوة في البلد المضيف، ويعرض مزيجاً من الابتكار والتقاليد والتصميم العالمي الذي يعِد بتجربة بطولة لا تنسى.

ورغم أن حجم مشاريع البناء في سياق فترة زمنية مدتها ست سنوات يتطلب مراقبة دقيقة ودعماً عند الضرورة، فإن خبراء «فيفا» أقرّوا في تقريرهم النهائي بأن الكثير من مشاريع الملاعب قد انطلقت بالفعل، كما هو الحال في المغرب، حيث من المقرر الانتهاء من معظمها في الوقت المناسب تحضيراً للنسخة المقبلة من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في أواخر عام 2025.

ولا تشكل الإقامة أي عقبة بالنسبة للبلدان الثلاثة لكونها تُعدّ من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم وتتوفر بها مجموعة من البنى الأساسية والفنادق الجاهزة.

كما تتمتع المدن المرشحة لاستضافة المباريات بخبرة في مجال السياحة، وكذا تنظيم واستيعاب الحشود الكبيرة المتعلقة بكرة القدم وغيرها من الأحداث الرياضية مثل دوري أبطال أوروبا وكأس الأمم الأفريقية.

وتضمن البلدان الثلاثة توفير أكثر من 30 ألف منشأة فندقية و500 ألف غرفة في المدن المرشحة للتنظيم.

وبات من المؤكد أن التنافس على احتضان مباراتي افتتاح ونهائي مونديال 2030 أصبح محصوراً بين ثلاثة ملاعب فقط في المغرب وإسبانيا بعدما أعلنت البرتغال رسمياً منذ مدة أنها لن تخصص أي ميزانيات لتطوير ملاعبها الحالية أو تشيد ملاعب جديدة.

فمن بين 20 ملعباً مقترحاً متواجداً في 17 مدينة سيقتصر التنافس على لقاءي الافتتاح والنهائي بين ملعب «سانتياغو بيرنابيو» في العاصمة الإسبانية مدريد، الذي خضع مؤخراً لعملية تحديث شاملة، وملعب «كامب نو» في العاصمة الكاتالونية برشلونة الذي يخضع حالياً للتطوير وملعب «الحسن الثاني» المستقبلي بمدينة الدار البيضاء.

ويتضمن العرض الثلاثي كذلك 94 موقعاً مقترحاً لإقامة معسكرات المنتخبات المشاركة وموقعين لإقامة معسكر الحكام و80 ملعباً، في حين سيقتصر التنافس بخصوص مركز البت الدولي على مدينتَي الدار البيضاء ومدريد.

ورشحت الدول الثلاث أسماء ست مدن لإقامة القرعة النهائية للمونديال والجمع العام لـ«فيفا» والورش الخاصة بالمنتخبات، ويتعلق الأمر بمدن الرباط والدار البيضاء بن جرير ولشبونة ومدريد وبورتو.

أما الزمن المقترح للنهائيات، فيمتد من 13 يونيو (حزيران) إلى 21 يوليو (تموز) 2030.

ومن المتوقع أن تكون التكلفة الإجمالية لتنظيم المونديال في المغرب وإسبانيا والبرتغال أقل من الرقم المرجعي الذي حدّده خبراء «فيفا» بنحو 250 مليون دولار، وتتعلق أساساً بتكاليف البت التلفزيوني وإدارة القوى العاملة والخدمات الفنية والنقل والمنتخبات والسلامة والأمن وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ووفق تقرير التقييم الذي نشره «فيفا» قبل أيام، يمثل الملف الثلاثي وضعاً تجارياً قوياً من حيث التكاليف والعائدات بفضل المنطقة الجغرافية المميزة والبنيات التحتية الجيدة والطلب المحلي القوي.

ومع ذلك، فقد أظهر عدد من الدراسات المرتبطة بتنظيم البطولات الكبرى أن 15 من 19 بطولة تجاوزت كلها سقف الميزانية المرصودة لها، بل إن 60 في المائة منها تقريباً تجاوزت فيها حجم الزيادة 50 في المائة، في حين تجاوزت في الباقي نسبة 100 في المائة.

مجموعة من الدول والمدن التي استضافت البطولات الكبرى استفادت من الاستثمارات المخصصة لهذه الأحداث من أجل إعادة هيكلة وتطوير المشهد الحضري وتحسين البنية التحتية الأساسية، علماً بأن هذه التحولات لا تكون دائماً مفيدة لجميع الأطراف المعنية بالتغيير؛ إذ تتحول أحياناً إلى تأثيرات سلبية، وهو ما يسميه الباحث مارتن مولر «متلازمة الأحداث الكبرى».

من جانب آخر، يتيح القرب الجغرافي بين البلدان الثلاثة مدة سفر لا تزيد على 3 ساعات حداً أقصى بين جميع المدن المضيفة؛ مما يسهل عملية التنقل على المنظمين والضيوف واللاعبين والمشجعين، فالمدن المذكورة توفر أنظمة نقل جماعي مثل مترو الأنفاق أو الترام أو النقل السريع بالحافلات، بالإضافة إلى بنية تحتية ميسرة للتنقل. كما توفر مواني العبَّارات بديلا ًرائعاً للزوار الذين يدخلون البلدان الثلاثة.

ولعل زائري المغرب في الآونة الأخيرة يلاحظون حجم التحول الذي تشهده مجموعة من مدنه الرئيسة، لا سيما المعنية بتنظيم المونديال من خلال الورش الكبيرة المفتوحة لتوسيع وتحديث البنية التحتية للنقل والإقامة وفق استراتيجية شاملة.

واستناداً للمعطيات المقدمة في الملف المشترك، فإن إدارتَي مطاري محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء ومراكش تخططان لمضاعفة طاقتهما الاستيعابية إلى 37 مليون مسافر بحلول عام 2030؛ مما يعزز من مكانة هاتين المدينتين بصفتهما بوابتين رئيستين للبلاد.

ومن منظور عابر للحدود، فإن اتفاقية الأجواء المفتوحة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والتي تسمح لشركات الطيران من كلتا المنطقتين بالعمل دون قيود على المسارات أو السعة أو الأسعار، تعزز الربط والتعاون عبر منطقة البحر المتوسط وتوفر أساساً لوجيستياً مميزاً لتنظيم مثالي للحدث الرياضي العالمي.


مقالات ذات صلة

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رياضة عالمية رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

أسفرت قرعة كأس العالم، التي أُجريت الجمعة، عن رسم خارطة 72 مباراة موزعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في أكبر نسخة بتاريخ البطولة، عقب تقسيم المنتخبات.

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية منتخب السعودية وقع في مجموعة إسبانيا (أ.ف.ب)

كأس العالم 2026: ماذا يجب على «الأخضر» فعله للتأهل إلى دور الـ32؟

ترتسم ملامح واحدة من أكثر مجموعات كأس العالم 2026 إثارة وتنوعاً، بعدما جمعت القرعة بين إسبانيا بطلة أوروبا، والرأس الأخضر والسعودية.

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية من فعاليات حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي بواشنطن (أ.ب)

انطلاق مراسم حفل سحب قرعة كأس العالم 2026

انطلقت، اليوم الجمعة، مراسم حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 في مركز «جون إف. كينيدي» للفنون المسرحية بالعاصمة الأميركية واشنطن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الرياضة مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عربية الأقرع ودياني ومواجهة أخيرة قبل النزال الرئيسي (الشرق الأوسط)

الأقرع ودياني... لمن يذهب الحزام في نزال الخبر الكبير؟

تستضيف مدينة الخبر الجمعة نهائيات بطولة "بي أف إل مينا" في الخبر أرينا، وسط ترقب واسع من جماهير الفنون القتالية في المنطقة العربية.

لولوة العنقري (الخبر )

مباراة افتتاح مكررة بين مفارقات عديدة حملتها قرعة المونديال

قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)
قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)
TT

مباراة افتتاح مكررة بين مفارقات عديدة حملتها قرعة المونديال

قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)
قرعة المونديال حملت العديد من المواجهات المتكررة (إ.ب.أ)

تحددت بشكل رسمي مباراة الافتتاح لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، والتي ستجمع منتخب أحد البلدان الثلاثة المضيفة للبطولة (المكسيك) مع نظيره الجنوب أفريقي.

وتقام المباراة حسبما تم الإعلان عنه في القرعة التي أجريت مساء الجمعة في مركز كيندي للفنون بواشنطن، على ملعب أزتيكا الشهير بالمكسيك يوم 11 يونيو (حزيران).

ولم يكن يظن منظمو مونديال 2010 بجنوب أفريقيا أن المواجهة الافتتاحية بين منتخبهم ونظيره المكسيكي ستتكرر بعد أكثر من 15 عاماً، ونفس التاريخ أيضاً.

تلك المواجهة التي أقيمت على ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ بحضور 84 ألف متفرج، انتهت بالتعادل 1-1 بعدما سجل تشابالالا هدفاً أيقونياً لأصحاب الأرض، لكن القائد ماركيز أحبط تقدم منتخب جنوب أفريقيا بالتعادل قبل 11 دقيقة من النهاية.

وستتجه أنظار المتابعين إلى ملعب أزتيكا الذي يتسع لنحو 83 ألف متفرج، جميعهم متحمسون لرؤية منتخبهم يحاول التقدم في مجموعة قد تبدو في المتناول، إذ تضم أيضاً كوريا الجنوبية، وأحد المنتخبات المتأهلة عن الملحق الأوروبي (إيطاليا، ويلز، آيرلندا الشمالية، البوسنة).

ولن تكون هذه هي المفارقة الوحيدة بين المونديال القادم والنسخ السابقة، إذ إن هناك أكثر من مجموعة متشابهة مع بطولات أقيمت في السنوات الماضية.

ويقع المنتخب الجزائري مع النمسا ضمن المجموعة العاشرة التي تضم أيضاً بطل العالم، المنتخب الأرجنتيني، بالإضافة إلى الأردن.

وسبق أن لعب منتخب الجزائر إلى جوار النمسا بنفس المجموعة، وذلك في نسخة مونديال إسبانيا 1982، لكن المواجهة هذه المرة ستكون ثأرية بالنسبة للمنتخب العربي.

فبعد 44 عاماً ستكون الفرصة سانحة لمنتخب الجزائر لرد الدين لما فعله المنتخب النمساوي الذي خسر في مباراته الثالثة بدور المجموعات أمام ألمانيا الغربية، ليفوت الفرصة على المنتخب العربي في التأهل رغم الفوز على تشيلي بالجولة ذاتها.

منتخب الجزائر كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل عن هذه المجموعة الصعبة، والتي قاده فيها جيل مميز بقيادة رابح ماجر، ولخضر بلومي، لانتصار تاريخي على ألمانيا بوجود كارل هاينز رومينيغه.

ثم خسرت الجزائر في الجولة الثانية من النمسا، التي كانت قد هزمت تشيلي في الجولة الأولى، ومن ثم لم يعد المنتخب النمساوي بحاجة لنقاط مباراته الأخيرة ضد جاره منتخب ألمانيا، ما جعل المباراة الأخيرة بين ألمانيا والنمسا أشبه بسيناريو مثير للشكوك بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي ودع المسابقة من الدور الأول، وتأهل المنتخبان الألماني، والنمساوي.

ومن بين المفارقات أيضاً أن منتخب المغرب سيواجه مجموعة مقاربة إلى حد كبير جداً من تلك التي لعب فيها بنسخة فرنسا 1998.

وأوقعت القرعة المغرب في المجموعة الثالثة رفقة البرازيل، واسكوتلندا، وكذلك هايتي.

وباستثناء هايتي، فإن نفس المجموعة تكررت في مونديال 98 بوجود المنتخب الرابع وهو النرويج.

وواجه المنتخب المغربي سيناريو خروج مبكر مشابه أيضاً، فقد تعادل المغرب مع النرويج، في جيل ضم المدرب الحالي للمنتخب الاسكندنافي، وهو ستوله سولباكن، بالإضافة إلى توريه أندريه فلو، وأولي غونار سولشاير.

وفازت البرازيل في نفس الجولة على اسكوتلندا 2/1، وفي الجولة الثانية تعادلت اسكوتلندا مع النرويج 1/1، بينما خسر المغرب من البرازيل كما كان متوقعاً.

أصبح منتخب البرازيل، حامل اللقب، ليس بحاجة لنقاط مباراته ضد النرويج، لكن رغم ذلك منح المنتخب الأوروبي نقطة تعادل مثيرة للجدل، وهو ما تسبب في إقصاء المغرب، رغم فوز المنتخب العربي على اسكوتلندا بنفس الجولة بثلاثية، إلا أن النرويج تأهلت في الوصافة بفارق نقطة.

كذلك ستكون فرنسا في مواجهة بذكريات غير سعيدة ضد السنغال، إذ إن بطل نسخة 1998 بدأ حملة الدفاع عن لقبه في 2002 بكوريا الجنوبية، واليابان، بخسارة غير متوقعة ضد المنتخب السنغالي.

فريق المدرب الراحل برونو ميتسو فاجأ الجميع بالفوز على فرنسا بطل العالم بهدف للنجم الراحل أيضاً بابا بوبا ديوب.

وفي هذه البطولة لم يتأهل المنتخب الفرنسي حتى عن مجموعته، بينما سيكون هناك طرف قوي آخر بنسخة مونديال 2026 بجانب فرنسا، والسنغال، وهو المنتخب النرويجي في المجموعة التاسعة، التي تنتظر أيضاً الفائز عن الملحق العالمي ما بين منتخب العراق والفائز من بوليفيا وسورينام.

كذلك ستكرر السعودية المواجهة مع أوروغواي، بعد صدام في دور المجموعات بنسخة 2018 التي أقيمت في روسيا، وانتهت المواجهة بينهما بفوز المنتخب اللاتيني 1/صفر.

وسيأمل منتخب بنما في سيناريو مغاير لذلك الذي حملته مباراته ضد إنجلترا، والخسارة 1/6 في نسخة 2018، عندما يكرر المنتخبان المواجهة في البطولة القادمة أيضاً ضمن المجموعة الثانية عشرة، والتي تضم كذلك كرواتيا، وغانا.

وغانا.


غوارديولا يرفض التسرع في عودة رودري

رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)
رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)
TT

غوارديولا يرفض التسرع في عودة رودري

رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)
رودري لاعب مان سيتي يستعد للعودة للملاعب (رويترز)

أكد جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، أن رودري على بُعد «أسابيع قليلة» من العودة، وتقبل أن اللاعب قد يعود لمستواه في الموسم المقبل.

ومع ذلك، يعتقد مدرب مانشستر سيتي أن لاعب خط الوسط سيحدث فرقاً كبيراً لفريقه عندما يستعيد لياقته، بمجرد وجوده فقط.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبية في عام 2024 غاب عن أغلب مباريات الموسم الماضي، بعدما تعرَّض لإصابة خطيرة في الركبة، وقوبلت محاولاته للعودة هذا الموسم بإحباط متكرر.

وتم استبعاد اللاعب الإسباني الدولي من مباراة الفريق المقرر إقامتها السبت أمام سندرلاند، ويبدو أنه لن يغيب فقط عن رحلة دوري أبطال أوروبا، الأسبوع المقبل، إلى ريال مدريد، بل عن مباريات عدة أخرى أيضاً، إذ يجري التعامل مع عودته بحذر شديد.

وقال غوارديولا: «إنه أكثر حذراً قليلاً بعد ما حدث في المرات السابقة عندما تراجع خطوة إلى الوراء. علينا أن نكون أكثر حرصاً لضمان أن يكون الأمر آمناً».

وأضاف: «هذا ليس تراجعاً. عملية التعافي تسير بشكل جيد. لقد بدأ بالفعل خوض حصص تدريبية في الملعب. لذلك نأمل أنه في غضون بضعة أسابيع يمكنه أن يبدأ في الوجود معنا».

وأكد: «أرغب بشدة في عودته، في مدريد وفي المباريات التالية، ولكن ليس أن يغيب بعدها لـ6 أسابيع أخرى. هذا لا معنى له. أريد أن أتأكد أولاً».

وأكمل: «في بعض اللحظات يكون حزيناً، ولن أكون سعيداً إذا كان حزيناً أو قلقاً، لكنني قلت له: هذه هي الخطوة الأخيرة، أنت على وشك العودة، فلا تتقدَّم خطوةً واحدةً لتتراجع ألف خطوة إلى الوراء».

وأوضح: «لديه كأس عالم والموسم المقبل، ثم الموسم الذي يليه والذي بعده. كلما استعجلنا في استعادته، فلن يكون ذلك من أجل الآن فقط، بل من أجل نهاية الموسم والموسم المقبل. هذا هو الأمر الأهم».


أنشيلوتي يثير الشكوك حول مشاركة نيمار في المونديال

كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)
كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)
TT

أنشيلوتي يثير الشكوك حول مشاركة نيمار في المونديال

كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)
كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي وزوجته في قرعة المونديال (إ.ب.أ)

أثار كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم، شكوكاً حول ما إذا كان نيمار سيكون ضمن تشكيلته في كأس العالم 2026 من عدمه، ولم يقم المدرب الإيطالي باستدعاء القائد السابق منذ أن تولى المهمة في مايو (أيار) الماضي.

وقال أنشيلوتي، في مؤتمر صحافي في واشنطن، الجمعة عقب قرعة المونديال: «إذا كان نيمار يستحق الوجود في القائمة، وإذا كان أفضل من الآخرين، فسيلعب في كأس العالم وهذا كل شيء. أما أنا فلا أجامل أحداً».

وأوقعت قرعة كأس العالم المنتخب البرازيلي في المجموعة الثالثة مع المغرب وهايتي واسكوتلندا.

وأضاف أنشيلوتي: «إذا تحدثنا بشأن نيمار، فعلينا أن نتحدث عن لاعبين آخرين. يجب أن نفكر في البرازيل مع أو دون نيمار، مع أو دون لاعبين آخرين. قائمتنا النهائية سنقررها عقب نهاية فترة المباريات الدولية في مارس (آذار) المقبل».

ولم يتعافَ نيمار (33 عاماً) بشكل كامل من إصابته بقطع في الرباط الصليبي التي تعرَّض لها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 خلال مباراة في التصفيات أمام أوروغواي. ولكنه كان لاعباً رئيسياً لفريق سانتوس في صراعه لتفادي الهبوط في الدوري البرازيلي.

وبسؤاله عن المجموعة التي يوجد فيها في كأس العالم، قال أنشيلوتي يمكن للمنتخب البرازيلي أن يحتل صدارتها.

وقال: «يمكننا الفوز بالمباريات الـ3، هدفنا واضح للغاية. يجب أن نكون تنافسيين طوال مباريات كأس العالم. هدفنا هو اللعب في النهائي ولكي يحدث هذا تحتاج لمواجهة الفرق القوية بطبيعة الحال».

وكان اللقب الذي تُوِّج به المنتخب البرازيلي في نسخة 2002 هو آخر لقب من الألقاب الـ5 التي تُوِّج بها المنتخب البرازيلي.