مقتل شخصين وإصابة عسكري بقصف إسرائيلي على لبنان

جرافة تتبع الجيش اللبناني خلال فتح أحد الطرق بعد انتشار قواته في الجنوب (الجيش اللبناني عبر منصة إكس)
جرافة تتبع الجيش اللبناني خلال فتح أحد الطرق بعد انتشار قواته في الجنوب (الجيش اللبناني عبر منصة إكس)
TT

مقتل شخصين وإصابة عسكري بقصف إسرائيلي على لبنان

جرافة تتبع الجيش اللبناني خلال فتح أحد الطرق بعد انتشار قواته في الجنوب (الجيش اللبناني عبر منصة إكس)
جرافة تتبع الجيش اللبناني خلال فتح أحد الطرق بعد انتشار قواته في الجنوب (الجيش اللبناني عبر منصة إكس)

قالت السلطات اللبنانية إن شخصين على الأقل قتلا، الاثنين، في ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان، في وقت يتسم فيه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى أكثر من عام من الأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية بالهشاشة على نحو متزايد.

وأفاد الجيش اللبناني، الاثنين، بأن أحد أفراده أصيب إثر استهداف طائرة مسيَّرة إسرائيلية جرافة للجيش داخل مركز عسكري في الهرمل.

وأضاف على منصة «إكس»: «استهدفت مسيّرة للعدو الإسرائيلي جرافة للجيش في أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي بالهرمل؛ ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة».

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت لاحق، مقتل شخص في غارة جوية إسرائيلية على مرجعيون قرب الحدود مع إسرائيل.

وقالت المديرية العامة لأمن الدولة في لبنان إن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت أحد عناصرها أثناء تأديته لواجبه في النبطية، على بعد 12 كيلومترا من الحدود، مما أدى إلى مقتله. ووصفت الهجوم بأنه «خرق فاضح لاتفاقية الهدنة».

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مركبات عسكرية عدة كانت تعمل في منطقة موقع تصنيع صواريخ لـ«حزب الله» في البقاع.

وأضاف، في بيان، أنه استهدف «مواقع للبنية التحتية الإرهابية المستخدمة لتهريب الأسلحة بالقرب من الحدود السورية اللبنانية في منطقة الهرمل»، مشيراً إلى أنها «كانت تشكل تهديداً لدولة إسرائيل، وكانت انتهاكاً لوقف إطلاق النار».

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه «على علم بالتقارير المتعلقة بإصابة جندي من الجيش اللبناني في إحدى الضربات»، وأن الحادث قيد التحقيق.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى، الإثنين، إن المبعوث الأميركي آموس هوكستين، الذي توسط في وقف إطلاق النار بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت لأسابيع، حذر إسرائيل من الانتهاكات.

ويسري، منذ فجر الأربعاء، وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، تم التوصل إليه بوساطة أميركية، وضع حداً لنزاع بدأ في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة «حماس» الفلسطينية، إثر فتح «حزب الله» ما سماه «جبهة إسناد» لغزة من جنوب لبنان.

وينص الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، على ألا تنفذ إسرائيل عمليات عسكرية هجومية ضد أهداف مدنية أو عسكرية أو أهداف حكومية أخرى في لبنان بينما سيمنع لبنان أي جماعات مسلحة بما في ذلك «حزب الله» من تنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

وتبادل لبنان وإسرائيل بالفعل الاتهامات بانتهاك الاتفاق، وقالت بيروت، الإثنين، إن الانتهاكات أصبحت تسفر عن سقوط قتلى.

ومنذ سريان الهدنة، تفيد «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في لبنان بشكل يومي بـ«انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار» من جانب القوات الإسرائيلية، مع تعرُّض بلدات، خصوصاً الحدودية، لقصف مدفعي ورشقات رشاشة. وأصيب 3 أشخاص بينهم طفل، السبت، بجروح جراء غارة إسرائيلية طالت سيارة في بلدة مجدل زون.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، الأحد، إنه «تحرك في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بهدف القضاء على تهديدات» تشكل «انتهاكاً لشروط اتفاق وقف إطلاق النار».

وأوضح أن قواته الموجودة في جنوب لبنان «حددت»، وأطلقت النار على «كثير من الإرهابيين المسلحين في جوار كنيسة، وقضت عليهم». كذلك، لفت النظر إلى العثور على نفق «يحوي أسلحة».

وقبل دخول وقف النار حيز التنفيذ، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده تحتفظ بـ«حرية كاملة للتحرك العسكري» في لبنان «إذا انتهك (حزب الله) الاتفاق، وحاول التسلح مجدداً».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه شن غارات جوية عدة على مواقع لـ«حزب الله» في لبنان.

وخلال لقائه مجندين جدداً، الأحد، أكد نتنياهو أن إسرائيل «تحترم اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دقيق»، مضيفاً أن «أي انتهاك سيقابل فوراً برد شديد».

واستقبل قائد الجيش اللبناني جوزف عون، السبت، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، وتناول البحث «آلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب» بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

ووصل جيفرز، وفق ما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، الأسبوع الماضي، هذا الأسبوع إلى بيروت، حيث «سيشارك في رئاسة آلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال القتالية».


مقالات ذات صلة

برّي يتهم إسرائيل بـ«خرق فاضح» لاتفاق وقف إطلاق النار

المشرق العربي نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني خلال انعقاد مجلس النواب في بيروت 31 مايو 2022 (رويترز)

برّي يتهم إسرائيل بـ«خرق فاضح» لاتفاق وقف إطلاق النار

اتهم رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الاثنين، إسرائيل بـ«خرق فاضح» لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه الأسبوع الماضي وأنهى التصعيد مع «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الطائرة الإغاثية السعودية الـ27 تصل إلى مطار بيروت (واس)

الجسر الجوي الإغاثي السعودي إلى لبنان يتواصل بوصول الطائرة الـ27

وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في مدينة بيروت بالجمهورية اللبنانية اليوم، الطائرة الإغاثية السعودية الـ27 التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جانب من الجلسة البرلمانية الأخيرة التي مُدّد فيها لقائد الجيش والقادة الأمنيين والتي أعلن رئيس البرلمان نبيه بري في مستهلها تحديد موعد لانتخاب رئيس للجمهورية (الوكالة الوطنية للإعلام)

المعارضة اللبنانية تباشر بحث خياراتها الرئاسية

باشرت الكتل النيابية المعارضة اتصالاتها ولقاءاتها؛ للبحث والتشاور حول اسم مرشح لرئاسة الجمهورية، تكون قادرة على تسويقه مع الفريق الآخر، خصوصاً الذي كان.

المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال دورية جنوب لبنان (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عناصر لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قتل مقاتلين لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، بعد بضعة أيام على بدء سريان وقف إطلاق نار هش.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال خطابه الأخير بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)

«حزب الله» يحتمي بالطائف وينصرف لترتيب البيت الداخلي

تغيب النبرة «الحربية» وللمرة الأولى عن الكلمة المتلفزة التي ألقاها الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم فور التوصل لوقف النار بين لبنان وإسرائيل.

محمد شقير (بيروت)

وفد «حماس» بحث الوضع في غزة مع مسؤولين مصريين وقياديين من «فتح»

الدمار في موقع غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدمار في موقع غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد «حماس» بحث الوضع في غزة مع مسؤولين مصريين وقياديين من «فتح»

الدمار في موقع غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدمار في موقع غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أفاد قياديان في حركة «حماس» اليوم (الاثنين) بأن وفداً قيادياً من الحركة التقى مسؤولين في المخابرات العامة المصرية، مساء الأحد، في القاهرة، وناقش معهم سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

كما التقى الوفد الذي يرأسه القيادي في الحركة الفلسطينية خليل الحية، وفداً من حركة «فتح» كان في زيارة للقاهرة، وبحث معه في «إدارة قطاع غزة» بعد انتهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 13 شهراً بين إسرائيل و«حماس»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال قيادي في «حماس» إن الوفد القيادي الذي وصل إلى القاهرة، السبت، اجتمع مع رئيس المخابرات العامة بمصر، اللواء حسن رشاد، ومسؤولين في المخابرات، الأحد، و«تمَّت مناقشة السبل لوقف الحرب والعدوان، وإدخال المساعدات إلى غزة، وفتح معبر رفح» الحدودي بين القطاع المحاصر ومصر.

وأكد أن «(حماس) لم تتلقَّ أي عروض أو اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى، رغم أن جهود الوسطاء متواصلة».

وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة وساطة بين إسرائيل و«حماس»، من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة؛ لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى الآن. وأعلنت الدوحة في نوفمبر (تشرين الثاني) تعليق وساطتها إلى حين «توفُّر الجدِّية اللازمة» من الطرفين في المفاوضات.

وقال القيادي في «حماس»: «لا توجد حتى الآن إرادة سياسية لدى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى»، مضيفاً أن «(حماس) جاهزة بناءً على الثوابت التي حددتها فصائل المقاومة».

وأكد أن هذه «الثوابت» هي: «الانسحاب العسكري (الإسرائيلي) من القطاع، وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى؛ سواء على دفعة واحدة أو على دفعتين، وإدخال المساعدات بشكل فوري، والإعمار».

فلسطيني يحمل طفلة مصابة في غزة (د.ب.أ)

وكانت إسرائيل تتمسّك في آخر مواقفها من الهدنة بالإبقاء على وجود عسكري في محورين استراتيجيين في القطاع.

وقال القيادي في «حماس»، إن الحركة «أكدت مجدداً أنها منفتحة لمناقشة أي أفكار أو اقتراحات، وأنها معنيَّة بوقف الحرب والعدوان، والتوصل لاتفاق يضمن تنفيذ هذه الثوابت».

وقال قيادي آخر في «حماس» إن «مصر وقطر وتركيا تبذل جهوداً كبيرة للتوصل لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى؛ لكن نتنياهو ما زال حتى اليوم يعطل»؛ مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني «ينتظر ضغطاً أميركياً ودولياً على نتنياهو لوقف حرب الإبادة، والتوصل لاتفاق كما حدث في لبنان»، في إشارة لاتفاق وقف النار بين إسرائيل و«حزب الله»، الأسبوع الماضي.

منازل مدمَّرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

وكان البيت الأبيض قد أعلن، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.

واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة «حماس» على إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تسبب في مقتل 1207 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخُطِف أثناء الهجوم 251 شخصاً من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 34 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا.

وتنفِّذ إسرائيل منذ ذلك الوقت ردّاً على الهجوم قصفاً مدمراً وعمليات عسكرية في القطاع، تسببت في مقتل 44 ألفاً و466 شخصاً في غزة، غالبيتهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها «حماس»، وتعدُّها الأمم المتحدة ذات صدقية.

فلسطينيون وسط الأنقاض أمام مبنى دُمِّر بغارة جوية إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

من جهة ثانية، قال القيادي الثاني في «حماس»، إن وفد الحركة التقى أيضاً وفداً قيادياً من حركة «فتح»، بقيادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عزام الأحمد: «وبحث معه ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي، وإدارة قطاع غزة حال انتهاء الحرب».

وذكر أن المناقشات مع «فتح» تجري «برعاية مصرية»، و«تركَّزت على تشكيل اللجنة الإدارية المستقلة لإدارة القطاع والإشراف على المساعدات والمعابر والإعمار، بالتوافق مع كل الفصائل الفلسطينية».

وأكَّد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة «فتح» في غزة، جمال عبيد، في اتصال هاتفي، حصول اللقاء، معتبراً أن اللقاءات بين الحركتين «مهمة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني».