خبراء لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق وقف إطلاق النار لا يمنع عودة «حزب الله» إلى ما كان عليه

سيارة إسعاف بموقع استهدفته غارة إسرائيلية في بيروت (رويترز)
سيارة إسعاف بموقع استهدفته غارة إسرائيلية في بيروت (رويترز)
TT

خبراء لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق وقف إطلاق النار لا يمنع عودة «حزب الله» إلى ما كان عليه

سيارة إسعاف بموقع استهدفته غارة إسرائيلية في بيروت (رويترز)
سيارة إسعاف بموقع استهدفته غارة إسرائيلية في بيروت (رويترز)

حتى الآن لا تزال مضامين اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» غير واضحة، وهل الاتفاق، الذي يبدو أنه جُزّئ بين «حزب الله» و«إسرائيل»، يعني أن يدَ «الحزب» العسكرية ستبقى طليقة في لبنان، رغم الحديث عن تحويله إلى حزب سياسي؟

«حزب الله» سيواصل سياساته

أسئلة طرحتها «الشرق الأوسط» على باحثَين أميركيين بشأن الاتفاق المتوقع توقيعه، حيث أعرب مايكل روبين، كبير الباحثين في «معهد أميركان إنتربرايز» بواشنطن، عن تخوفه من أن «يواصل (حزب الله) الاحتفاظ بقدراته لمواصلة سياساته»، فيما يقول ديفيد داود، كبير الباحثين في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» بواشنطن، إنه «على الرغم من أن لغة الاتفاق تبدو أقوى من لغة القرار (1701)»، فإنه لا يبدو كافياً لوقف أنشطة «حزب الله» في المستقبل.

وتتضمن مسودة اتفاق وقف إطلاق النار فترة انتقالية مدتها 60 يوماً ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، وينقل «حزب الله» أسلحته الثقيلة إلى الشمال من نهر الليطاني. وتتضمن الصفقة لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات.

«المحكمة الجنائية» وأموال «حزب الله»

يقول مايكل روبين لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن هناك تقدماً كبيراً، لكن من المؤسف أن اتهامات المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو قد حولت هذه الأمور إلى مسار آخر، مما أجبر بعض الوسطاء في المنطقة على وقف الزيارات المباشرة إلى القدس ومنع نتنياهو من السفر إلى دول ثالثة». وأضاف روبين: «أعظم مخاوفي بشأن (حزب الله) هو أن شبكته المالية والإجرامية في أفريقيا وأميركا الجنوبية لا تزال على حالها. وإذا وجّه (حزب الله) بنادقه نحو بقية اللبنانيين، فسوف تكون لديه الوسائل المالية اللازمة لإعالة نفسه».

وفق الاتفاق، فقد وافقت الولايات المتحدة على إعطاء إسرائيل خطاب ضمانات يتضمن دعماً للعمل العسكري الإسرائيلي ضد التهديدات الوشيكة من الأراضي اللبنانية، واتخاذ إجراءات لتعطيل عمليات مثل إعادة تأسيس الوجود العسكري لـ«حزب الله» بالقرب من الحدود، أو تهريب الأسلحة الثقيلة. وبموجب الاتفاق، ستتخذ إسرائيل مثل هذا الإجراء بعد التشاور مع الولايات المتحدة، إذا لم يتعامل الجيش اللبناني مع التهديد.

موافقة إسرائيل غير مفهومة

يقول ديفيد داود لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من أن لغة الاتفاق تبدو أقوى من لغة القرار الدولي (1701)، فإنه لا يمكن تفسير موافقة حكومة نتنياهو على هذا النوع من الاتفاقات، ما دام القانون الدولي يعطي الحق لأي دولة تتعرض لهجوم، أو ترى أن هناك هجوماً وشيكاً عليها، في أن ترد عليه». وأشار إلى أن «خرق (حزب الله) الاتفاق من دون أن يتسبب في حرب جديدة وشيكة، هو أمر ممكن، إذ يمكنه، على سبيل المثال، أن يبني مصنعاً للأسلحة لا يشكل، تبعاً لمنطوق الاتفاق، تهديداً مباشراً لإسرائيل».

وقال إن «الاتفاق يضمن لـ(حزب الله) مواصلة هيمنته وسيطرته على لبنان في ظل عدم قدرة اللبنانيين على مواجهته، وعدم قدرة الجيش اللبناني على الدخول في حرب معه، والتسبب في حرب أهلية جديدة». ويعتقد داود أن «المشهد الناجم عن قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو قد يعقد الأمور، كما قد يضعه الوضع الداخلي الإسرائيلي في مأزق؛ مما قد يعرض الاتفاق إلى الانهيار... ورغم ذلك، فإننا امام اتفاق لمدة 60 يوماً، مما قد يعطي إدارة ترمب الجديدة (صدقية) بأنها دخلت في عهد خالٍ من الحروب بالشرق الأوسط، لكن لا شيء يضمن عدم انفجارها مجدداً في سنوات مقبلة إذا لم (تتم) إزالة أسبابها».


مقالات ذات صلة

ارتياح عربي لآلية إيصال المساعدات إلى قطاع غزة

شمال افريقيا وفد الجامعة العربية أمام شاحنة مساعدات قبل عبورها إلى قطاع غزة (الجامعة العربية) play-circle 00:42

ارتياح عربي لآلية إيصال المساعدات إلى قطاع غزة

قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، السبت: «نستشعر الرضا والارتياح بشأن عملية تسليم المساعدات والمعونات إلى قطاع غزة».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
الولايات المتحدة​ من جلسة استماع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (الشرق الأوسط)

واشنطن تناقش سياستها حيال دمشق

السيناتور ريش: «صانعو القرار أمام تحدٍّ كبير للموازنة بين الأخطار ودعم القيادة السورية الجديدة».

إيلي يوسف (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير الأول خلال استقبال سابق لزعيم المعارضة في مكتبه بنواكشوط (الوزارة الأولى)

المعارضة الموريتانية تحذر من وصول الفساد لـ«مستويات قياسية»

أكد رئيس حزب «اتحاد قوى التقدم» المعارض محمد ولد مولود أن الفساد في موريتانيا وصل إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
يوميات الشرق صورة الملك فيصل وبالصفحة التي تقابلها المعلومات الشخصية في أول جواز (مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية)

جوازات سفر الملك فيصل: بين التاريخ والدبلوماسية

مثَّلت جوازات سفر الملك فيصل بن عبد العزيز الدبلوماسية، الصادرة قبل 98 عاماً، مراحل مهمة من تطور المملكة العربية السعودية.

سعيد الأبيض (جدة)
العالم العربي أبو الغيط والبديوي خلال مشاركتهما في «القمة العالمية للحكومات» (إنترنت)

أمين جامعة الدول العربية يؤكد أن الضغط على الفلسطينيين يهدّد استقرار الشرق الأوسط

حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من استمرار سياسة الضغط الأميركية.


إدارة ترمب تحاول إعادة عاملين في برامج الأسلحة النووية تم فصلهم

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)
ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)
TT

إدارة ترمب تحاول إعادة عاملين في برامج الأسلحة النووية تم فصلهم

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)
ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

أوقفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فصل مئات من الموظفين الاتحاديين الذين كانوا يعملون في برامج الأسلحة النووية الوطنية، في تحول مفاجئ ترك العاملين في حالة من الارتباك، وحذر الخبراء من أن خفض التكاليف العشوائي الذي تنفذه وزارة الكفاءة الحكومية الأميركية قد يعرض المجتمعات للخطر.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين تحدثوا إلى وكالة أسوشيتد برس إن ما يصل إلى 350 موظفا في إدارة الأمن النووي الوطنية تم فصلهم بشكل مفاجئ في وقت متأخر من يوم الخميس، حيث فقد بعضهم الوصول إلى بريدهم الإلكتروني قبل أن يعلموا أنهم تم فصلهم، ليجدوا أنفسهم في صباح يوم الجمعة غير قادرين على دخول مكاتبهم لأن الأبواب كانت مغلقة. وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام.

وكان أحد المكاتب الأكثر تأثرا هو مصنع بانتكس بالقرب من أماريليو في ولاية تكساس، حيث تم تسريح حوالي 30% من العاملين. هؤلاء الموظفون يعملون في إعادة تجميع الرؤوس الحربية، وهي واحدة من أكثر المهام حساسية في مجال الأسلحة النووية، وتحتاج إلى أعلى مستويات من التصاريح الأمنية.

وكان المئات الذين تم فصلهم في الإدارة الوطنية للأمن النووي جزءا من حملة في وزارة الطاقة استهدفت حوالي ألفي موظف. وبحلول ليل الجمعة، أصدرت المديرة المؤقتة للإدارة الوطنية للأمن النووي، تيريزا روبينز، مذكرة تلغي فيها قرارات الفصل لجميع الموظفين ما عدا 28 من هؤلاء الموظفين الذين تم فصلهم.

وجاء في المذكرة، التي حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس «هذه الرسالة هي إشعار رسمي بأن قرار إنهاء خدمتكم الذي تم إصداره في 13 شباط (فبراير) 2025 قد تم إلغاؤه، وتصبح سارية بأثر فوري».