أمين جامعة الدول العربية يؤكد أن الضغط على الفلسطينيين يهدّد استقرار الشرق الأوسط

تأكيدات على توحيد الموقف العربي حيال القضية

أبو الغيط والبديوي خلال مشاركتهما في «القمة العالمية للحكومات» (إنترنت)
أبو الغيط والبديوي خلال مشاركتهما في «القمة العالمية للحكومات» (إنترنت)
TT

أمين جامعة الدول العربية يؤكد أن الضغط على الفلسطينيين يهدّد استقرار الشرق الأوسط

أبو الغيط والبديوي خلال مشاركتهما في «القمة العالمية للحكومات» (إنترنت)
أبو الغيط والبديوي خلال مشاركتهما في «القمة العالمية للحكومات» (إنترنت)

حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من أن استمرار سياسة الضغط التي تمارسها الولايات المتحدة، خصوصاً إدارة الرئيس دونالد ترمب، على الفلسطينيين والعالم العربي، سيؤدّي إلى تصعيد جديد في المنطقة بدلاً من تحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

وقال أبو الغيط: «إذا استمرّ الرئيس ترمب في هذا النهج فإن الشرق الأوسط قد يدخل دورة جديدة من الخلاف الشديد بين العرب وإسرائيل، وهو أمر أتمنى ألا يحدث، لأن تداعياته ستكون مدمّرة على السلام والاستقرار في المنطقة، وسيهدّد كل ما تمّ بناؤه منذ اتفاقيات (كامب ديفيد) عام 1978 وحتى اليوم».

وانتقد أبو الغيط السياسات التي تهدف إلى فرض حلول غير عادلة على الفلسطينيين، مشيراً إلى أن نقل السكان أو القصف أو التهجير القسري تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف: «المجتمع الدولي لا يمكن أن يلغي فكرة التنظيم الدولي والقانون الدولي الذي بُني عبر آلاف السنين».

وحول الطرح الأميركي، أكد أبو الغيط خلال مشاركته في «القمة العالمية للحكومات» أنه غير مقبول عربياً أو فلسطينياً، مشيراً إلى أن الدول العربية ترفضه بشكل قاطع. وأوضح أن البيان العربي الذي يتم العمل عليه حالياً سيرتكز على إعادة تأكيد مبادرة السلام العربية التي تقوم على مبدأ إقامة دولة فلسطينية مستقلة مقابل انسحاب إسرائيل وتحقيق السلام.

كما شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على ضرورة وجود موقف أميركي متوازن تجاه النزاع، وقال: «الولايات المتحدة، بصفتها القوة الأكبر في العالم، يجب أن تكون أكثر توازناً في التعامل مع الطرفَيْن الإسرائيلي والفلسطيني، وليس بالانحياز التام إلى إسرائيل».

وعن مستقبل قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، أشار أبو الغيط إلى أن الوضع يتطلّب حلولاً عملية لإعادة تأهيل القطاع دون تهجير السكان، موضحاً أن الدول العربية وقوى إقليمية أخرى لديها تصورات مختلفة حول إدارة غزة في المرحلة المقبلة.

وشدد أبو الغيط على أهمية الوحدة العربية لمواجهة التحديات الراهنة، وقال: «نحن اليوم أحوج ما نكون إلى التوافق العربي-العربي والتوافق الفلسطيني-الفلسطيني، لأن استمرار الانقسام سيُضعف موقفنا في مواجهة المخططات التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني».

من جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي: «نقدّر العلاقات الخليجية والعربية مع الولايات المتحدة، وهي ممتدة لعقود عديدة، ونعرف أهمية الدور الأميركي لاستقرار المنطقة وأمنها، لكن الحوار يكون من جانبَيْن».

وشدد البديوي على ضرورة أن يقف العرب صفاً واحداً من أجل حقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة مخططات التهجير.

وأكد أهمية أن يتوازى العمل على سيناريو إعادة إعمار غزة مع شكل اليوم التالي بعد الحرب، وقال إن المرتكز الأساسي هو قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن (أعلى هيئة دولية) في شأن القضية الفلسطينية، الذي يتركز حول حل الدولتَيْن.

وأضاف: «هناك ثوابت واضحة فيما يخص القضية، وفي الصدارة منها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعودة اللاجئين»، وقال: «نحن في مجلس التعاون نعمل وفق هذا الإطار».

وأكد قائلاً: «نحن متفائلون ونتعامل مع الأمور بتروٍ وحكمة، ونسعى إلى موقف عربي موحّد، يستهدف حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه».


مقالات ذات صلة

«اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية» تدين غارات إسرائيل على غزة 

الخليج فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض مبانٍ تهدمت جراء غارة إسرائيلية على غزة الأربعاء (إ.ب.أ)

«اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية» تدين غارات إسرائيل على غزة 

أعربت «اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية المشتركة»، عن إدانتها واستنكارها للغارات التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج من مراسم تقليد سفيري فلسطين ومصر لدى السعودية وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية (واس)

«وشاح الملك عبد العزيز» لسفيريْ فلسطين ومصر لدى السعودية

قلَّد نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد الخريجي سفيري فلسطين ومصر لدى المملكة باسم الآغا وأحمد فاروق، وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي فلسطينيون يقفون في مبنى متضرر بعد هجوم للمستوطنين الإسرائيليين بالقرب من دوما في نابلس بالضفة الغربية المحتلة أول من أمس (رويترز)

«الخارجية» الفلسطينية تطالب بتدخل دولي جاد لوقف «حرب الإبادة والتهجير»

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم (الأحد)، إن إسرائيل تتعمد إطالة أمد حرب الإبادة والتهجير ضد الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي مركبات عسكرية إسرائيلية تسير على طول الطريق أثناء عملية في مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين في مداهمات بالضفة

أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتقالات جديدة مع استمرار المداهمات في شمال الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء، غداة مقتل 3 فلسطينيين بالرصاص في إطار عملية عسكرية.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية الطارئة في 4 مارس الحالي (الرئاسة المصرية)

مصر تشدِّد على رفض تهجير الفلسطينيين «تحت أي مسمى»

جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، رفض بلاده مقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكداً «عدم القبول بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه تحت أي مسمى».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ترمب يتوعد الحوثيين بالقضاء عليهم

مقاتلة أميركية تتأهب للإقلاع من على متن حاملة طائرات في طريقها لضرب الحوثيين (رويترز)
مقاتلة أميركية تتأهب للإقلاع من على متن حاملة طائرات في طريقها لضرب الحوثيين (رويترز)
TT

ترمب يتوعد الحوثيين بالقضاء عليهم

مقاتلة أميركية تتأهب للإقلاع من على متن حاملة طائرات في طريقها لضرب الحوثيين (رويترز)
مقاتلة أميركية تتأهب للإقلاع من على متن حاملة طائرات في طريقها لضرب الحوثيين (رويترز)

توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الأربعاء)، الحوثيين بالقول إنه سيقضي عليهم.

وكتب ترمب على منصته «تروث سوشيال» أن «أضراراً كبيرة لحقت بالهمجيين الحوثيين وراقبوا كيف سيتدهور الوضع تدريجياً. هذه ليست معركة عادلة ولن تكون أبداً على هذا النحو. سيتم القضاء عليهم تماماً». وتحدث الرئيس الأميركي عن تقارير تفيد بتخفيف إرسال الأسلحة التي ترسلها إيران للجماعة، لكنه شدد على ضرورة أن تتوقف الإمدادات «فوراً» وأن تترك الجماعة الحوثية «تقاتل بنفسها».

وغداة إعلان الجماعة استئناف استهداف إسرائيل وإطلاقها صاروخاً باليستياً فرط صوتي، ركّزت الضربات الأميركية في يومها الخامس على مخابئ الحوثيين وتحصيناتهم بمعقلهم الرئيسي في صعدة شمال اليمن، مع امتداد الضربات إلى مواقع في صنعاء وحجة والبيضاء.

وتعتقد مصادر يمنية أن تركيز الضربات على معقل الحوثيين يأتي بهدف تدمير المواقع المحصنة في الجبال والكهوف التي حولتها الجماعة إلى قواعد لتخزين الأسلحة خلال السنوات الماضية، إضافة إلى اتخاذها مخابئ من الاستهداف الجوي.

في الأثناء، قال الفريق ركن محسن الداعري، وزير الدفاع اليمني، إن القوات المسلحة اليمنية وجميع التشكيلات العسكرية في جاهزية عالية للتعامل بصلابة وحَزم مع أي اعتداءات أو مغامرات قد تُقدم عليها الميليشيات الحوثية.