وسط أجواء من الأُلفة... «أيام باكستان» تُسدل الستار على فعاليّاتها في الرياض

جذبت عدداً كبيراً من الزوّار وعزّزت جسور التواصل بين المواطنين والمقيمين

الفنون الشعبية والأغاني الباكستانية ألهبت حماس الحضور (الشرق الأوسط)
الفنون الشعبية والأغاني الباكستانية ألهبت حماس الحضور (الشرق الأوسط)
TT

وسط أجواء من الأُلفة... «أيام باكستان» تُسدل الستار على فعاليّاتها في الرياض

الفنون الشعبية والأغاني الباكستانية ألهبت حماس الحضور (الشرق الأوسط)
الفنون الشعبية والأغاني الباكستانية ألهبت حماس الحضور (الشرق الأوسط)

أسدلت فعاليّة «أيام باكستان» الستار على عروضها، السبت، ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين»، بالشراكة بين وزارة الإعلام السعودية والهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وسط حضور لافت شهدته «حديقة السويدي» في العاصمة السعودية الرياض على مدى الأيام الماضية.

امتلأ المكان (حديقة السويدي) بالزوّار؛ ليس من الجالية الباكستانية فقط، إنّما من عدد متنوّع من الجاليات، بالإضافة للمواطنين الذين دفعتهم الرغبة في التعرّف عن قرب على مختلف الثقافات والفنون والتقاليد الخاصة بالشعب الباكستاني، وسط أجواء عدّها عدد من الحضور تنبض بـ«الحياة والأصالة».

وقال باكستانيّون إن الفعالية أشعرتهم كأنهم في بلدهم مع شعور الألفة الذي لقوه من القائمين على المبادرة والمواطنين السعوديين.

الفعالية جاءت ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها السعودية تحت شعار «انسجام عالمي» (الشرق الأوسط)

وسلّطت الفعالية الضوء على جمال وغِنى الثقافة الباكستانية، وضمن هذا الإطار، انطلقت الفعاليّة وفقاً للقائمين عليها، «بعروض فنية وموسيقية تقليدية تعكس التراث الباكستاني الأصيل»، إذ امتزجت الإيقاعات والأزياء الباكستانية بترحيب الجمهور السعودي والمقيم، حيث عاش الزوار تجربة ثقافية متكاملة، ابتداءً من الرقصات الشعبية، وصولاً إلى ورش تفاعلية تعنى بالحرف اليدوية التقليدية والمأكولات الباكستانية المميزة.

وسجّلت فعالية «أيام باكستان» ردود فعل حماسية من الحضور، من مختلف الجنسيات، حيث أبدى الزوار إعجابهم بالتنوع الثقافي الذي يعكس عمق الهوية الباكستانية، وأثناء انشغاله بتوثيق اللحظات عبر التصوير بالفيديو، أبدى المواطن السعودي أحمد المحمد (29 عاماً) إعجابه بالعروض المسرحية والرقصات الفولكلورية، التي منحت الجميع تجربة ممتعة وفريدة، بينما لم يخفِ كثير من الزوار الباكستانيّين شعورهم بالفخر والاعتزاز بهذا الاحتفاء بثقافتهم، وعدّوها فرصة للتواصل مع باقي الثقافات في السعودية بطريقة ودية ومفتوحة.

لم يُخفِ عدد كبير من الزوّار الباكستانيين شعورهم بالفخر والاعتزاز بهذا الاحتفاء بثقافتهم (الشرق الأوسط)

ومن قلب الفعاليات في حديقة السويدي، وصف مزهر (44 عاماً)، وهو أحد الزوّار الباكستانيين من خارج مدينة الرياض لـ«الشرق الأوسط»، السعودية، بـ«وطني الثاني»، عادّاً أنها «تنبض بالحياة وتمثِّل ملاذاً لكثير من الباكستانيين الذين يسعون للاستقرار والنمو»، محدّداً أهم ما لفته خلال أكثر من ربع قرن من عمله في إدارة المشروعات بقطاع النفط والغاز في السعودية؛ «الجميع يُعاملون بمساواة وكرم»، ويرى مزهر أن هذا التعايش المُثري يوفِّر بيئة مثالية لتربية أبنائه ضمن ثقافة تجمع بين أصالة التقاليد والتطور الحديث.

وأظهرت «أيام باكستان» التي استمرت على مدى 4 أيام، أنها وسيلة فعالة لتجسيد التمازج الثقافي والانفتاح في السعودية، وكشفت الأجواء العامة في المكان كيف تشكِّل الفنون والتقاليد المشتركة جسوراً تربط بين شعوب مختلفة في مجتمع واحد وسط أجواء من البهجة والألفة بين السعوديين والباكستانيين، وجسَّد الحضور المتنوع والتفاعل الودي بين الزوار بشكل مثالي رؤية السعودية نحو مجتمع يشمل الجميع، ويعزز من انسجام الثقافات المتنوعة تحت مظلة واحدة من الاحترام المتبادل.

يذكر أن الفعالية جاءت لتجسِّد أهداف «مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين» في بناء جسور التفاهم وتعزيز الحوار الثقافي، وتمثِّل جزءاً من «رؤية السعودية 2030» في تحقيق التنوع الثقافي، بما يعكس الالتزام المستمر نحو بناء مجتمع شامل يسهم في التعايش والتفاهم المشترك بين جميع المقيمين على أرض البلاد.



«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
TT

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل «الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونيسكو». وارتبط الورد الطائفي بحياة سكان الطائف، ومثّلت زراعته وصناعته جزءاً من النشاط اليومي الذي ينعكس على الممارسات الاجتماعية والتقليدية في المنطقة، ويمتد تاريخ زراعة الورد الطائفي إلى نحو 150 عاماً؛ إذ يعتمد سكان الطائف على زراعته في موسم الورد السنوي.

كما أعلنت «اليونيسكو»، أمس، عن تسجيل عنصر «الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونيسكو» على أنه تراث مشترك بين 16 دولة عربية. ويأتي الملف نتيجة تعاون مشترك بين وزارتَي الثقافة والخارجية المصريتين وسائر الدول العربية التي تعدّ الحناء من العناصر الثقافية الشعبية المرتبطة بمظاهر الفرح فيها، كما تمثل تقليداً رئيساً لمظاهر احتفالية في هذه المجتمعات وهي: السودان، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والعراق، والأردن، والكويت، وفلسطين، وتونس، والجزائر، والبحرين، والمغرب، وموريتانيا، وسلطنة عمان، واليمن وقطر.