إسرائيل تلوّح بـ«ضربة استباقية» لإيران

تل أبيب تستبعد هجوماً من طهران قبل الانتخابات الأميركية

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقرّ وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقرّ وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران (الدفاع الإسرائيلية)
TT
20

إسرائيل تلوّح بـ«ضربة استباقية» لإيران

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقرّ وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقرّ وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران (الدفاع الإسرائيلية)

رغم القناعة الإسرائيلية بأن حديث إيران عن «الرد بشكل حاسم ومؤلم» مجرد «تهديد فارغ»، فإن مسؤولاً عسكرياً كبيراً في تل أبيب قال إن بلاده حددت قائمة أهداف جديدة لضربها في إيران.

وقال المسؤول الإسرائيلي، في تصريحات نشرتها غالبية وسائل الإعلام المحلية، إن «إسرائيل مُجبَرة على أخذ التهديدات الإيرانية بكل جدية. وهي تعمل بشكل حثيث على الاستعداد لمواجهة الخطر الإيراني».

وأضاف المسؤول: «وضعنا قائمة بأهداف جديدة سيتم قصفها في إيران وستكون هي أيضاً مفاجئة لهم في حجمها وخطورتها».

وتابع المسؤول: «قد لا ننتظر هذه المرة إلى أن يأتي هجوم إيراني لنرد عليه، بل قد نجد من الأنسب توجيه ضربة استباقية على إيران، تلحق أضراراً عميقة في القدرات العسكرية الإيرانية».

وجاءت هذه التصريحات الإسرائيلية في وقت كان فيه قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، قد وصل إلى إسرائيل للتداول في خطر الرد الإيراني وكيفية مواجهته بدعم من الولايات المتحدة.

وأتت الضربات الإسرائيلية، السبت الماضي، رداً على هجوم صاروخي باليستي ضخم شنّته طهران على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين ألأول).

وفي عملية استمرت لساعات، استهدفت العشرات من الطائرات الإسرائيلية مواقع عسكرية استراتيجية في أنحاء إيران، وتحديداً مواقع تصنيع وإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي، تزامنت مع وقوع انفجارات في محيط طهران وكرج وأصفهان وشيراز.

صورة التقطتها أقمار اصطناعية للضرر في قاعدة عسكرية إيرانية قرب طهران جراء الضربات الإسرائيلية (رويترز)
صورة التقطتها أقمار اصطناعية للضرر في قاعدة عسكرية إيرانية قرب طهران جراء الضربات الإسرائيلية (رويترز)

ضربة فتاكة

وقال المسؤول الإسرائيلي، إنه «على ما يبدو بدأت القيادات الإيرانية تدرك عمق الضربات الإسرائيلية وحجم الأضرار». وإن «تل أبيب ضربت بشكل فتاك القدرات الإيرانية على حماية أجوائها، والتقديرات تشير إلى أن طهران باتت أضعف بالمقارنة مع فترة ما قبل الهجوم الإسرائيلي».

مع ذلك، رأى المسؤول أن «إيران ستتصرف بمسؤولية ولن تقدِم على الهجوم». و«لكن إن فعلوا فإنهم سيندمون».

وتحظى إسرائيل بدعم كامل من الولايات المتحدة. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أنه «لا ينبغي لإيران أن ترد على الضربات الإسرائيلية».

وذكرت بيير في إفادة صحافية أنه «إذا فعلوا، فسندعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنهم لا ينبغي لهم (فعل ذلك)».

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في مؤتمره الصحافي إنه لن يقدم تقييماً «بشأن ما قد تفعله إيران أو لا تفعله، لكننا نعتقد أنه لا ينبغي لها الرد».

مقاتلة إسرائيلية تغادر مأوى بقاعدة جوية متجهة لتنفيذ ضربات على إيران (رويترز)
مقاتلة إسرائيلية تغادر مأوى بقاعدة جوية متجهة لتنفيذ ضربات على إيران (رويترز)

نهاية التصعيد

وقال ميلر إن الضربات الإسرائيلية كانت رداً مناسباً من جانب حكومة إسرائيل على هجوم غير مسبوق من جانب إيران، لكن هذا ينبغي أن يكون نهاية الأمر.

وبينما رفض التعليق على أي اتصالات قد تكون جرت بين واشنطن وطهران، قال ميلر إن الولايات المتحدة أوضحت علناً أن إيران تعرف أنها لا ينبغي لها بأي حال من الأحوال أن تستمر في تصعيد هذا الصراع.

ونشرت الولايات المتحدة، التي ساعدت إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد وابل الصواريخ الإيرانية وهجوم مماثل من إيران في أبريل (نيسان)، نظام دفاع جوي متقدماً من طراز «ثاد» في إسرائيل يقوم بتشغيله 100 جندي أميركي، إجراءً احترازياً ضد المزيد من الهجمات الإيرانية.

وقالت مصادر إسرائيلية إن الملف الإيراني ورد أيضاً في محادثات آموس هوكستاين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وقال المسؤول الأميركي في مكالمة داخلية إن «إيران باتت عارية إلى حد كبير وتدرك أنها باتت عرضة لهجمات جوية مستقبلية محتملة ولا نعتقد بأنها ستغامر باشتباكات أخرى».

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، قد صرح بأنه «إذا ارتكبت إيران الخطأ وأطلقت دفعة أخرى من الصواريخ على إسرائيل، فسنعرف مرة أخرى كيف نصل إلى إيران. وسنصل هذه المرة بقدرات لم نستخدمها حتى الآن، وستضرب بقوة شديدة كل من القدرات والأماكن التي تجنبناها هذه المرة».


مقالات ذات صلة

إيران تحصن مواقع نووية وسط المحادثات مع أميركا

شؤون إقليمية صورة الأقمار الاصطناعية «بلانت لبس» من منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم على مسافة 120 كيلومتراً شمال أصفهان... أبريل العام الماضي (أ.ب)

إيران تحصن مواقع نووية وسط المحادثات مع أميركا

في ظل تصاعد التهديدات الأميركية والإسرائيلية، عزَّزت إيران إجراءاتها الأمنية حول مجمّعين أنفاقيين مرتبطين بمنشأتها النووية في «نطنز».

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
المشرق العربي منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» (موقع الصناعات الدفاعية التركي)

تحذير أميركي من نشر تركيا صواريخ «إس 400» في سوريا

حذر نائبان أميركيان من إقدام تركيا على نشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية «إس 400» في قاعدة جوية تسعى لإقامتها في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني يتحدث خلال مؤتمر صحافي يناير الماضي (إيسنا)

«الحرس الثوري»: سنردّ بشكل حازم ومُوجِع على أي اعتداء

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني جاهزيته للرد «على أي عدوان»، وذلك بعد تقارير عن استعداد إسرائيلي لاستهداف البرنامج النووي، وسط تهديدات أميركية باستخدام القوة.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
تحليل إخباري نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت في غرفة عمليات تحت الأرض يتابعان ضربة موجهة لإيران في أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)

تحليل إخباري انقسام في إسرائيل حول خيار الضربة العسكرية لإيران

منذ انطلاق المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، تعيش إسرائيل عاصفة من النقاشات، سواء في العلن أو خلف الأبواب المغلقة، حول توجيه ضربة استباقية لطهران.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يتحدث خلال اجتماع ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض 7 أبريل (رويترز) play-circle

قلق إسرائيلي من نتائج المحادثات الأميركية - الإيرانية

أعربت إسرائيل عن قلقها من المحادثات الأميركية الإيرانية، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية احتمال انهيار المفاوضات بمجرد عرض الشروط الأميركية الكاملة.

«الشرق الأوسط» (لندن - تل أبيب)

نتنياهو شبه حركة «حماس» بالنازيين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)
TT
20

نتنياهو شبه حركة «حماس» بالنازيين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، النظام في إيران بأنه «تهديد وجودي - ليس فقط لمستقبلنا، بل لمصير البشرية جمعاء»، وتعهد بأن إسرائيل سوف تضمن عدم حصول إيران على الأسلحة النووية.

وأضاف في كلمة ألقاها خلال إحياء ذكرى الهولوكوست: «إذا فشلت إسرائيل في هذه الحملة، فإن الدول الغربية ستكون التالية في الصف... لكن إسرائيل لن تخسر ولن تستسلم».

شبه حركة «حماس» بالنازيين

وقال: «هم (حماس) في الواقع يشبهون النازيين تماماً، تماماً مثل (أدولف) هتلر»، مضيفاً: «هم يرغبون في قتل وإبادة جميع اليهود، ويعلنون صراحة نيتهم تدمير دولة اليهود. يقولون ذلك جهاراً، لكن هذا لن يحدث. نحن عازمون على إبادة وحوش (حماس)، هؤلاء الوحوش الذين ارتكبوا أسوأ مذبحة شهدناها منذ الهولوكوست».

وتابع: «قبل عامٍ، وقفتُ في هذا المكان نفسه، وتحدَّثتُ بحزمٍ ضدَّ جهاتٍ في المجتمع الدولي سعت إلى تقييدنا. حذَّرونا من أنَّهم سيفرضون حظراً على توريد الأسلحة إلى إسرائيل إذا دخلنا رفح. قلتُ، بصفتي رئيس وزراء دولة إسرائيل، فلن يمنعنا أحد من الدفاع عن أنفسنا. لن يُقيّدنا أحد. إذا اضطررنا للوقوف وحدنا، فسنقف وحدنا».

وقال: «لقد غيّرنا وجه الشرق الأوسط. كل من خشي أن نواجه محرقة أخرى بعد مذبحة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، رأى كيف قلبنا الموازين. في يوم ذكرى المحرقة هذا، أعدكم بأن الضغط العسكري على (حماس) سيستمر. سندمر جميع قدراتها. سنعيد جميع رهائننا. سنهزم (حماس). وسنمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية».