تركيا تؤكد أن الإرهاب لن يعطل مسيرتها بعد هجوم «توساش»

السلطات حمّلته للعمال الكردستاني... وربط بين توقيته والمسار الجديد لحل المشكلة الكردية

رئيس البرلمان التركي ونائب رئيس الجمهوري وزعيم المعارضة خلال تشييع جنازة ضحايا هجوم «توساش» الإرهابي (من حاسب أوغور أوزال في إكس)
رئيس البرلمان التركي ونائب رئيس الجمهوري وزعيم المعارضة خلال تشييع جنازة ضحايا هجوم «توساش» الإرهابي (من حاسب أوغور أوزال في إكس)
TT

تركيا تؤكد أن الإرهاب لن يعطل مسيرتها بعد هجوم «توساش»

رئيس البرلمان التركي ونائب رئيس الجمهوري وزعيم المعارضة خلال تشييع جنازة ضحايا هجوم «توساش» الإرهابي (من حاسب أوغور أوزال في إكس)
رئيس البرلمان التركي ونائب رئيس الجمهوري وزعيم المعارضة خلال تشييع جنازة ضحايا هجوم «توساش» الإرهابي (من حاسب أوغور أوزال في إكس)

أثار الهجوم الإرهابي على شركة صناعات الطيران والفضاء التركية «توساش»، الذي أشارت السلطات بأصابع الاتهام فيه إلى حزب العمال الكردستاني، تساؤلات حول توقيته وأهدافه.

وبينما عدت الحكومة التركية الهجوم يستهدف الصناعات الدفاعية التركية التي باتت إحدى نقاط القوة الاستراتيجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال التام، ومحاولات تحقيق الوحدة والتضامن، تم الربط من جانب الأحزاب السياسية بين توقيت الهجوم والتحركات على مسار السلام الداخلي وإطلاق عملية سلام داخلي جديدة لحل المشكلة الكردية.

وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان، في كلمة خلال مشاركته في «جلسة بريكس+ الموسعة» التي عقدت الخميس في إطار قمة مجموعة «بريكس» الـ16 في قازان جنوب روسيا، أن الهجوم الإرهابي «الدنيء» على شركة «توساش» الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً من مركز العاصمة أنقرة، زاد من عزيمة وإصرار تركيا على دحر الإرهاب.

الإرهاب والصناعات الدفاعية

كما كتب إردوغان على حسابه الرسمي في «إكس» أن الهجوم الإرهابي على إحدى المؤسسات المحركة لصناعة الدفاع التركية؛ هجوم حقير يستهدف بقاء بلدنا وسلام أمتنا ومبادراتنا الدفاعية، التي تمثل رمزاً لـ«لاستقلال تركيا التام».

وأضاف: «ليعلم شعبنا أن الأيادي القذرة التي تمتد إلى تركيا ستُكسر بكل تأكيد، ولن يتمكن أي كيان أو تنظيم إرهابي يستهدف أمننا من تحقيق آماله».

إردوغان تعهد بدحر الإرهاب خلال كلمة في إحدى جلسات قمة بريكس في روسيا الخميس (الرئاسة التركية)

وشيعت تركيا، الخميس، جنازات 5 أشخاص لقوا حتفهم في هجوم إرهابي استهدف مقر شركة صناعات الطيران والفضاء التركية «توساش» في كهرمان كازان بضواحي العاصمة أنقرة.

وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في تصريحات ليل الأربعاء - الخميس، إن 5 أشخاص هم 4 من العاملين في «توساش» وسائق سيارة أجرة، قتلوا في الهجوم الإرهابي وأصيب 22 آخرون، لايزال 19 منهم يخضعون للعلاج.

ولفت إلى استمرار جهود التعرف على هويتي الإرهابيين الاثنين منفذي الهجوم اللذين تم القضاء عليهما عقب الهجوم، وهما رجل وامرأة، وإن كان الاحتمال الأكبر أنهما من عناصر منظمة «حزب العمال الكردستاني» الإرهابية.

ولقي كل من جنجيز جوشكون، ضابط مراقبة جودة في «توساش»، وحسن حسين جانباز، الفني بالشركة، والمهندسة الميكانيكية زاهدة غوتشلو، وحارس الأمن ​​أتاكان شاهين إردوغان، بالإضافة إلى سائق سيارة أجرة، يدعى مراد أرسلان - يرجح أن الإرهابيين قتلاه للاستيلاء على سيارته والتوجه بها إلى موقع الشركة - حتفهم في الهجوم.

رد انتقامي

وقالت وسائل إعلام تركية إن المهندسة زاهدة غوتشلو لقيت حتفها في الهجوم عندما كانت متوجهة إلى البوابة الرئيسية للمبنى لتسلم باقة ورد أرسلها إليها زوجها.

وعقب وقوع الهجوم الإرهابي أطلقت تركيا عملية جوية، ليل الأربعاء، استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني، في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية، في شمال سوريا.

الهجوم الإرهابي على شركة توساش الأربعاء (أ.ب)

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في تصريحات خلال مشاركته في معرض للصناعات الدفاعية في إسطنبول، الخميس، إن العملية الجوية التي لا تزال مستمرة أسفرت عن تدمير 47 هدفاً لتنظيمي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، 29 منها في شمال العراق، و18 في شمال سوريا.

وشدد على أن القوات التركية ستواصل معركتها بتصميم وإصرار متزايدين للقضاء على قوى الشر التي تهدد أمن وسلام البلاد، حتى يختفي آخر إرهابي من هذه الجغرافيا، كما ستواصل تركيا بإصرار تطوير صناعاتها الدفاعية لتحقيق أهداف «قرن تركيا».

وزير الدفاع التركي يشار غولر أعلن إطلاق عملية جوية في شمال العراق وسوريا رداً على هجوم «توساش» الإرهابي (وزارة الدفاع التركية)

وعدّت الحكومة التركية ومؤسسات الدولة أن هجوم «توساش» الإرهابي استهدف عرقلة تركيا عن تطوير صناعاتها الدفاعية وتحقيق سلامها الداخلي.

وقال رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، خلال زيارته مقر شركة «توساش»، قبل أن يشارك في تشييع جنازات ضحايا الهجوم الإرهابي، إن «قوة تركيا في صناعة الدفاع الوطنية التي تعد واحدة من أهم الخطوات الاستراتيجية المتخذة نحو هدفها المتمثل في الاستقلال الكامل، وبغض النظر عمن يضع أي خطط، فإن تركيا لن تتراجع أبداً».

وشدد كورتولموش على أن تركيا لن تستسلم أبداً للإرهاب، لافتاً إلى أن هذا الهجوم لم يتم بمحض الصدفة، لكنه هجوم إرهابي مدروس جيداً من حيث توقيته وموقعه المختار، وأنهم يعرفون العقل المدبر وراءه، وعلينا أن نواصل مواجهته بوحدة وتضامن، في إشارة إلى التحرك لاتخاذ خطوات تجاه مشكلات الأكراد في تركيا.

كما ندد نائب الرئيس التركي، جودت يلماظ، الذي رافق كورتولموش، بالهجوم الإرهابي ومنفذيه والدوائر المظلمة التي تقف وراءه، وأكد أنه استهدف الوحدة الوطنية والسلام وصناعة الدفاع التي يفخر بها الجميع.

الحفاظ على مسار الحل

وبدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، إن من يأمل الاستفادة من الإرهاب مخطئ، محذراً من محاولات وضع الإرهاب في مقدمة أجندة تركيا من أجل ترويع الشعب واستدرار العواطف وتوجيه السياسة من خلال هجوم غادر. وأكد ضرورة عدم الاستسلام لأننا إذا حاولنا تغيير مواقفنا بسبب ذلك، فإن الإرهاب سيحقق هدفه.

عدد من أقارب ضحايا الهجوم الإرهابي يرفعون علم تركيا ولافتات تدين الإرهاب (إعلام تركية)

من جانبه، قال رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي: «لن يتمكن أي خائن أو عدو من تحقيق أي نتيجة، ولن يتمكن أي مشروع دموي وغادر من الصمود ضد وحدتنا الوطنية وأخوتنا».

وكان بهشلي، الذي يعد حزبه شريكاً لحزب العدالة والتنمية الحاكم في «تحالف الشعب»، أطلق عشية الهجوم الإرهابي دعوة للسماح لزعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان، بالحضور إلى البرلمان، لإعلان حل الحزب وترك سلاحه وانتهاء الإرهاب في تركيا، وسط حديث متصاعد عن مفاوضات مع أوجلان لإنهاء المشكلة الكردية في تركيا. وأيد إردوغان دعوة بهشلي.

شرطيتان في نوبة حراسة عقب الهجوم الإرهابي على شركة «توساش» (رويترز)

ووصف نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد والذي يطالب بإنهاء عزلة أوجلان وتحقيق السلام في البلاد، سيزاي تميلي، هجوم «توساش» بالاستفزازي، قائلاً إنه «بينما يحاول المجتمع التركي التخلص من الحرب والعنف والقتل لفترة طويلة، فإننا نواجه مثل هذا الحادث. التوقيت مهم، والاستفزاز واضح، وعلينا أن نرد على مثل هذه الاستفزازات بما يلبي توقعات المجتمع بالعيش في سلام».

امرأة تركية من أقارب ضحايا الهجوم الإرهابي تبكي أمام مقر شركة «توساش» (أ.ف.ب)

كما أكد الحزب في بيان رفضه للأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين، مشدداً على ضرورة توقفها.

وندد السياسي الكردي السجين، صلاح الدين دميرطاش، الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، المؤيد للأكراد، في بيان عبر محاميه، بالهجوم الإرهابي، قائلاً: «إن العقلية التي تحاول إنهاء البحث عن حل مشكلاتنا من خلال الحديث والحوار والسياسة، بالدم، يجب أن تعلم أنه إذا اتخذ زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان مبادرة وأراد تمهيد الطريق للسياسة، فسوف ندعمه بكل ما لدينا من قوة، ولن نقبل أي نهج يهدف إلى تشويه سمعة السياسات الديمقراطية ولن نسمح أبداً بقمع أصوات أولئك الذين يريدون السلام».

وأكد رئيس حزب «الجيد» القومي المعارض، موسافات درويش أوغلو، أننا سنواصل معركتنا حتى اللحظة الأخيرة ضد الإرهابيين الذين هم أعداء تركيا ويهددون وحدة بلادنا وأمنها ومستقبلها.

لماذا «توساش»؟

وقوبل الهجوم الإرهابي على شركة «توساش» التركية باستنكار وتنديد عالميين وعربيين واسعين، كما ندد به الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأكد الجميع التضامن مع تركيا ودعمها في مواجهة الإرهاب.

مشروعات «توساش»

تعد «توساش» من الشركات التركية الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية وتشرف على العديد من المشاريع الاستراتيجية، لا سيما مشروع تطوير المقاتلة من الجيل الخامس «كآن» التي أجرت عليها تجارب التحليق منذ أشهر، والتي من المقرر أن تدخل الخدمة عام 2028.

طائرة كآن القتالية من إنتاج «توساش» (موقع الشركة)

وتأسست «توساش» عام 1973، وتقوم بتصميم وإنتاج وتحديث الطائرات التي تحتاج إليها تركيا، بالإضافة إلى أنشطة تصدير المنتجات الدفاعية إلى الدول الأخرى.

ومن بين المروحيات والطائرات المسيّرة التي تم تصنيعها بإشراف «توساش»، والتي تستخدمها القوات التركية؛ مروحية «تي 129 أتاك» الهجومية، ومروحية «تي 70» للأغراض العامة، وطائرات «العنقاء» و«آك سونغور» المسيّرة.

وتواصل الشركة أعمال تطوير طائرتي «حُر كوش» و«حُر جيت» الهجومية الخفيفة، ومروحية «غوك باي» فضلاً عن مسيّرة «العنقاء 3».

تاريخ من الهجمات الإرهابية

يعد الهجوم الإرهابي على «توساش» هو ثاني الهجمات الإرهابية التي تشهدها تركيا في عام 2024، بعد هجوم كنيسة «سانتا ماريا» في منطقة سارير في إسطنبول خلال قداس يوم الأحد 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنه وتسبب في مقتل رجل يدع تونجر مراد جيهان يبلغ 52 عاماً.

وجاء هجوم «توساش» بعد أكثر قليلاً من عام من هجوم بالقنابل وقع في أول أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام بوابة المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية بالقرب من مقر البرلمان في أنقرة، قبل ساعات من افتتاح الرئيس رجب طيب إردوغان العام التشريعي الجديد.

قداس في كنيسة سانتا ماريا في إسطنبول لتأبين ضحية هجوم نفذه «داعش» عليها في يناير الماضي (إعلام تركي)

وأعلن مركز الدفاع الشعبي، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، مسؤوليته عن الهجوم، الذي قتل فيه أحد المهاجمين بالعبوة الناسفة التي كان يرتديها، وقتل الآخر على يد قوات الأمن. وأصيب اثنان من ضباط الشرطة.

وأعلن وزير الخارجية، هاكان فيدان، عقب الهجوم، أن جميع منشآت وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعدها أنقرة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، في العراق وسوريا، «أهدافاً مشروعة»، ونفذت تركيا العديد من الضربات الجوية في شمال سوريا والعراق عقب الهجوم.

وفي 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، فقد 6 أشخاص حياتهم وأصيب نحو 100 شخص في تفجير وقع في شارع الاستقلال في إسطنبول، ونفذته السورية، أحلام البشير، بأوامر من وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.


مقالات ذات صلة

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)

حليف إردوغان استبعد الخلاف معه... وهاجم مَن يخدمون «أولاد بايدن» بالتبني

أشعل رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» في «تحالف الشعب»، جدلاً جديداً حول حلّ المشكلة الكردية في تركيا، ونفى وجود أي خلاف مع الرئيس إردوغان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

جرائم غزة تكرّس نتنياهو «مطلوباً دولياً»

فلسطيني داخل «مستشفى كمال عدوان» يحمل طفلاً من ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني داخل «مستشفى كمال عدوان» يحمل طفلاً من ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

جرائم غزة تكرّس نتنياهو «مطلوباً دولياً»

فلسطيني داخل «مستشفى كمال عدوان» يحمل طفلاً من ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني داخل «مستشفى كمال عدوان» يحمل طفلاً من ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

في سابقة تاريخية، كرست مذكرة اعتقال أصدرتها «المحكمة الجنائية الدولية»، أمس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «مطلوباً دولياً» جراء اتهامه مع آخرين بارتكاب «جرائم حرب» في غزة التي تجاوز عدد ضحاياها، أمس، 44 ألف قتيل.

وجاء أمر المحكمة ليشمل كلاً من نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف. وقالت المحكمة إنها وجدت أسباباً وجيهة لاتهامهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب».

وبعدما أعلن نتنياهو رفضه القرار، اتهم «الجنائية الدولية» بـ«معاداة السامية» على حد زعمه. أما المدّعي العام للمحكمة، كريم خان، فقد طالب الدول الأعضاء في المحكمة والبالغ عددها 124 دولة بالتحرك لتنفيذ مذكرات التوقيف.

وأعرب متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن رفض واشنطن بشكل قاطع للقرار بحق المسؤولين الإسرائيليين.

لكن دولاً أوروبية، أكدت التزامها القانون الدولي بشكل عام، مع تحفظ البعض عن تأكيد أو نفى تنفيذ أمر الاعتقال. وشدد مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أن «جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، ملزَمة تنفيذ قرارات المحكمة».

ورحبت السلطة الوطنية الفلسطينية بالقرار، ورأت أنه «يُعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته»، وكذلك أيدته حركة «حماس» وعدّته «سابقة تاريخيّة مهمة»، من دون الإشارة إلى المذكرة بحق الضيف.