كييف: تدخُّل قوات كورية شمالية يمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد

أحد أفراد الجيش الأوكراني يستخدم الضوء لتفقد أثر مسيّرات روسية في كييف (رويترز)
أحد أفراد الجيش الأوكراني يستخدم الضوء لتفقد أثر مسيّرات روسية في كييف (رويترز)
TT

كييف: تدخُّل قوات كورية شمالية يمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد

أحد أفراد الجيش الأوكراني يستخدم الضوء لتفقد أثر مسيّرات روسية في كييف (رويترز)
أحد أفراد الجيش الأوكراني يستخدم الضوء لتفقد أثر مسيّرات روسية في كييف (رويترز)

قال وزير الخارجية الأوكراني، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي في كييف اليوم (السبت)، إن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي لأوكرانيا تمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي، بنشر قوات أمن إلى جانب القوات الروسية، والاستعداد لإرسال 10 آلاف جندي؛ لمساعدة موسكو في جهودها الحربية.

وتنفي موسكو وبيونغ يانغ الانخراط في عمليات نقل أسلحة. كما رفض الكرملين تأكيدات كوريا الجنوبية بأن كوريا الشمالية، ربما أرسلت بعض العسكريين؛ لمساعدة روسيا ضد أوكرانيا.

وكشفت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية قرّرت إرسال ما يصل إلى 12 ألف جندي؛ لمؤازرة روسيا. ونشرت صوراً تفصيلية مُلتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، قالت إنها تظهر أول عملية نشر لجنود تابعين لـ«فرقة النخبة» في القوات الخاصة الكورية الشمالية.

وعقد رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، اجتماعاً أمنياً طارئاً، أمس (الجمعة)، واصفاً في بيان دعم بيونغ يانغ المتزايد لحرب روسيا على أوكرانيا «الذي يتخطّى نقل العتاد العسكري، إلى نشر جنود على الأرض» بأنه «تهديد أمني ليس لبلادنا فحسب، بل أيضاً للمجتمع الدولي». وأشارت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية، في بيان منفصل، إلى أنّها «رصدت بين 8 و13 أكتوبر (تشرين الأول) إرسال كوريا الشمالية قوات خاصة إلى روسيا على متن سفينة نقل بحرية روسية، مما يؤكد بدء المشاركة العسكرية لكوريا الشمالية» في الحرب. وبحسب المصدر عينه، أنجزت سفن روسية عدة نقل الدفعة الأولى من الجنود الكوريين الشماليين الذين يتمركزون حالياً في قواعد عسكرية في أقصى شرق روسيا، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت أجهزة الاستخبارات أنّ هذه القوات «ستنتشر على الجبهة» بعد تلقيها التدريبات المناسبة، موضحة أنها زُوِّدت بالزي العسكري الروسي، وبأسلحة روسية الصنع.


مقالات ذات صلة

أوروبا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها يظهران خلال جولة في كييف (إ.ب.أ)

فرنسا: مشاركة كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية ستمثل تصعيداً خطيراً

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها أن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي ستمثل تصعيداً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة خلال جلسة عامة لمنتدى أعمال مجموعة البريكس في مركز التجارة الدولية (د.ب.أ)

بوتين: تصريحات زيلينسكي حول حيازة سلاح نووي «استفزاز خطير»

اعتبر الرئيس الروسي بوتين أن تصريحات نظيره الأوكراني حول احتمال سعي أوكرانيا إلى حيازة السلاح النووي تنطوي على «استفزاز خطير».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا بوتين يحضر اجتماعاً مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة من دول مجموعة «بريكس» في موسكو (رويترز)

بوتين يُعلن انفتاحه على «محادثات سلام» مع أوكرانيا في السعودية

عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الجمعة)، عن انفتاحه على «محادثات سلام» مع أوكرانيا، بشرط «البناء على ما تمّ الاتفاق عليه مع كييف في إسطنبول». وفي ردّه.

«الشرق الأوسط» (موسكو - سيول)
أوروبا أسرى روس يصعدون إلى حافلة بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل مع أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا وأوكرانيا تتبادلان 190 أسير حرب بوساطة إماراتية

قالت وزارة الدفاع الروسية إن موسكو وأوكرانيا تبادلتا 95 أسير حرب من كل جانب، الجمعة، في اتفاق أُبرم بوساطة من الإمارات.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

كيف يعزّز نشر قوات كورية شمالية في روسيا التحالف العسكري بين البلدين؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

كيف يعزّز نشر قوات كورية شمالية في روسيا التحالف العسكري بين البلدين؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

يرى خبراء أنّ قرار كوريا الشمالية نشر آلاف الجنود على خطوط المواجهة في أوكرانيا، من شأنه أن يعزّز التحالف العسكري المثير للجدل مع موسكو، كما قد يدفع روسيا للانخراط بشكل أعمق في القضايا الأمنية المرتبطة بشبه الجزيرة الكورية.

وقالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إنّ نحو 1500 جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية موجودون في روسيا، ومن المرجّح أن يتوجهوا إلى الخطوط الأمامية قريباً، مع استعداد آلاف الجنود لمغادرة البلاد في وقت قريب، فيما يعدّ أول انتشار من نوعه لبيونغ يانغ في الخارج.

وتُظهر هذه الخطوة أن الاتفاق العسكري المبرم بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو (حزيران)، والذي تضمّن بنداً بشأن الدفاع المشترك، لم يكن مجرّد استعراض.

ويقول هونغ مين، وهو محلّل في معهد كوريا للتوحيد الوطني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «هذا يُنشئ إطاراً يحصل بموجبه التدخل الروسي أو الدعم العسكري تلقائياً، إذا تعرّضت كوريا الشمالية لهجوم أو واجهت أزمة».

ويضيف أنّ حقيقة أنّ جنوداً كوريين شماليين سيقاتلون إلى جانب روسيا في أوكرانيا تُثبت مدى «صلابة» الاتفاق بين بوتين وكيم.

كما يشير إلى أنّ تعزيز القوات الروسية من قبل بيونغ يانغ يمكن أن يساعد موسكو في الاحتفاظ «بالأراضي (الأوكرانية) المحتلّة أو في تحقيق مكاسب إقليمية أخرى».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يحضران مؤتمراً صحافياً عقب محادثاتهما في بيونغ يانغ 19 يونيو 2024 (رويترز)

ولا تزال الكوريتان في حال حرب من الناحية التقنية، وذلك بعدما انتهى النزاع بينهما بين عامين 1950 و1953 بهدنة وليس باتفاق سلام، ولكن فيما نجح كيم في بناء ترسانة نووية، فإنّ سيول تفتقر إلى الأسلحة النووية الخاصة بها.

مع ذلك، تتمتّع كوريا الجنوبية بحماية ما يُسمى المظلة النووية الأميركية، كما تُجري سيول وواشنطن تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق بشكل دوري، الأمر الذي يثير غضب بيونغ يانغ.

وربما يأمل كيم في إرسال جنود إلى روسيا في إقامة رادع عسكري أكثر تكاملاً بين كوريا الشمالية وروسيا، على غرار التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ما قد «يؤدي إلى تحوّل كبير» في ديناميات الأمن في الكوريتين، وفقاً لهونغ.

ونشر مركز الاتصالات الاستراتيجية في أوكرانيا، الجمعة، مقطعاً مصوراً يُظهر ما يبدو أنه جنود كوريون شماليون في معسكر روسي يستعدون للمشاركة في الحرب التي تخوضها موسكو في أوكرانيا.

وقالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إنّه «من غير المناسب» بالنسبة إليها التعليق على مواد نشرتها حكومة دولة أخرى.

وفي سياق آخر، يرى خبراء أنّ إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا يمنح جنود النخبة فرصة لتجربة الحرب، وفق الأساليب الحديثة، واختبار أداء الأسلحة المصنّعة محلياً في ساحة المعركة. ومنذ فترة طويلة، تتهم سيول بيونغ يانغ بإرسال أسلحة إلى موسكو.

ويقول لي سانغ مين، الباحث في معهد كوريا للدفاع، إنّ ذلك قد يكون أيضاً محاولة من كيم لتعزيز مكانته الدولية وموقفه التفاوضي قبل الانتخابات الأميركية، الشهر المقبل.

ويضيف أنّ «إحدى الطرق لجذب الانتباه العالمي عبر القيام بشيء مستهجن، هي في إرسال قوات لدعم الحرب في أوكرانيا، ما قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع أو تحويله لصالح روسيا».

بدوره، يرى الأستاذ في الدراسات الكورية في جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف، أنّ فائدة نشر القوات الكورية الشمالية واضحة بالنسبة إلى روسيا.

ويوضح أنّ «العقبة الرئيسية التي تواجه روسيا هي نقص القوى العسكرية واليدوية، وكوريا الشمالية لديها إمكانات كبيرة لمعالجة الأمرين».

ووصلت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها، في وقت أكد فيه كيم، الخميس، أنّ بلاده تخلّت عن «فكرة إعادة التوحيد غير المنطقية».

ويقول خبراء إن بيونغ يانغ قد تستخدم أوكرانيا أيضاً وسيلة لإعادة تنظيم سياستها الخارجية.

ويشيرون إلى أنّ كوريا الشمالية تسعى من إرسال جنودها إلى تثبيت نفسها داخل اقتصاد الحرب الروسي عبر تزويد موسكو بالأسلحة ومنحها دعماً عسكرياً. ويرون أنّها ربما تتجاوز في ذلك حليفها التقليدي وجارتها وشريكها التجاري الرئيسي؛ أي الصين.

وفي هذا السياق، يقول تيخونوف: «هذا يعني أن بيونغ يانغ لن تكون لديها رغبة في السعي لتحسين العلاقات مع اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة».

ويخلص إلى أنّ «هذا يعني حالة مستمرة من التوتر في شبه الجزيرة الكورية».