رئيس الوزراء الياباني يطلب موازنة إضافية تتجاوز 87 مليار دولار

لتمويل حزمة دعم اقتصادي

سيدة تسير بجوار لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
سيدة تسير بجوار لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الياباني يطلب موازنة إضافية تتجاوز 87 مليار دولار

سيدة تسير بجوار لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
سيدة تسير بجوار لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

ذكرت صحيفة «نيكي بيزنس ديلي» يوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا قال إن حكومته تهدف إلى إعداد موازنة تكميلية للسنة المالية الحالية تتجاوز 13.1 تريليون ين (87.6 مليار دولار) لتمويل حزمة دعم اقتصادي.

ونقل عن إيشيبا قوله يوم الثلاثاء، خلال خطاب انتخابي مع انطلاق حملة انتخابات مجلس النواب: «كانت الموازنة التكميلية في العام الماضي 13 تريليون ين، وأود أن أطلب موازنة تكميلية أكبر من ذلك، وأن أناقشها ويقرها البرلمان».

وكان إيشيبا أصدر تعليمات رسمية في وقت سابق من هذا الشهر إلى وزرائه بإعداد هذا الإجراء لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة. وأكد رئيس الوزراء، الذي تولى منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أن تركيزه منصب على جعل الاقتصاد يتخلص بالكامل من الانكماش الذي قوّض النمو على مدى العقود الثلاثة الماضية. وستتضمن الحزمة الجديدة مدفوعات للأسر ذات الدخل المنخفض وإعانات للحكومات المحلية.

وتزامناً مع الأنباء، ارتفعت عائدات السندات الحكومية اليابانية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين، متتبعة ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية خلال ساعات التداول الآسيوية. وصعد العائد القياسي لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.104 في المائة، فيما كانت سوق سندات الخزانة الأميركية مغلقة يوم الاثنين بمناسبة «يوم كولومبوس».

وارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 0.97 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ 2 أغسطس (آب). كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين بمقدار نقطة أساس إلى 0.42 في المائة، والعائد على سندات الخمس سنوات بمقدار 1.5 نقطة أساس إلى 0.59 في المائة، حيث بلغ كلاهما أعلى مستوياتهما منذ أوائل أغسطس.

وفي الوقت نفسه، كان المستثمرون يدرسون التأثير المحتمل الذي قد يخلفه ضعف الين على سياسة بنك اليابان في الأمد القريب مع تراجع العملة مرة أخرى نحو مستوى 150 يناً للدولار.

وبلغ الين في آخر تعاملات 149.365 ين للدولار، بعد أن لامس أدنى مستوى في شهرين ونصف الشهر عند 149.98 ين يوم الاثنين عندما كانت اليابان مغلقة في عطلة.

وتزايدت توقعات السوق لرفع أسعار الفائدة قليلاً في الأسابيع الأخيرة، مع تلاشي المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية الأميركية وضعف الين... ولكن محللي ميزوهو للأوراق المالية قالوا في مذكرة إن الين لا بد أن ينخفض إلى 160 يناً للدولار أو أكثر حتى يكون له تأثير واضح على سياسة بنك اليابان من خلال التضخم، مؤكدين: «نجد صعوبة في تصور ضعف الين إلى هذا الحد».

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم في وقت سابق من هذا الشهر منقسمين تقريباً بشأن احتمال رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، حيث دعت أغلبية ضئيلة للغاية إلى إبقاء الأسعار دون تغيير حتى العام المقبل.

وكان العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عاماً مرتفعاً 1.5 نقطة أساس عند 1.75 في المائة بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوياته منذ 8 أغسطس. واستقر العائد على السندات لأجل 30 عاماً عند 2.165 في المائة، بينما انخفضت العقود الآجلة للسندات لأجل 10 سنوات بمقدار 0.22 نقطة أساس إلى 143.77 ين.

وفي سوق الأسهم، ارتفع المؤشر نيكي الياباني فوق مستوى 40 ألف نقطة يوم الثلاثاء ليبلغ أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، إذ عززت مكاسب وول ستريت القوية الليلة السابقة وضعف الين معنويات المتعاملين.

ووصل المؤشر نيكي إلى 40257.34 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ 18 يوليو (تموز)، بعد استئناف فتح الأسواق اليابانية بعد عطلة عامة يوم الاثنين.

وانخفض المؤشر القياسي في فترة ما بعد الظهيرة ليغلق مرتفعاً 0.8 في المائة عند 39910.55 نقطة، ليضمن رابع جلسة على التوالي من المكاسب. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.6 في المائة ليغلق عند 2723.57 نقطة.

واختتمت وول ستريت تعاملات الاثنين على ارتفاع، إذ سجل كل من المؤشر ستاندرد اند بورز 500 والمؤشر داو جونز الصناعي إغلاقات قياسية جديدة. وارتفع سهم شركة «إنفيديا» إلى مستوى إغلاق قياسي بعدما تفوقت أسهم أشباه الموصلات على غيرها... وساعد ذلك في رفع أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق في اليابان، حيث قفز سهم طوكيو إلكترون 4.5 في المائة وكسب سهم أدفانتست 3.4 في المائة.

وصعد سهم مجموعة سوفت بنك الاستثمارية الناشئة التي تركز على الذكاء الاصطناعي، والتي قفز سهم شركتها التابعة آرم هولدينغز الليلة السابقة، بواقع 5.8 في المائة.

وتلقت الأسهم اليابانية دعماً من ضعف الين، إذ إن ضعفه عادة ما يعزز أرباح المصدرين في الخارج عند إعادة الأموال لليابان. وكان الين قريباً من أدنى مستوى له يوم الاثنين عند 149.98 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل أغسطس.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.