«حزب الله» يشتبك مع قوات إسرائيلية متسللة... ويقصف قاعدة عسكرية جنوب حيفا

واشنطن تطالب بعدم استهداف القوات الأممية وتدعو إلى «مسار دبلوماسي»

TT

«حزب الله» يشتبك مع قوات إسرائيلية متسللة... ويقصف قاعدة عسكرية جنوب حيفا

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لأفراد من قواته المشاركة في العملية البرية بجنوب لبنان (رويترز)
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لأفراد من قواته المشاركة في العملية البرية بجنوب لبنان (رويترز)

أعلن «حزب الله» الأحد أن مقاتليه خاضوا، الأحد، اشتباكات «ضمن مسافة صفر» مع جنود اسرائيليين أثناء تسللهم إلى بلدة لبنانية حدودية، في أول إعلان من نوعه منذ بدء إسرائيل نهاية الشهر الماضي عمليات توغل بري محدودة في جنوب لبنان.

وأورد الحزب في بيان «أثناء محاولة تسلل قوات مشاة العدو الإسرائيلي على مرتفع كنعان في بلدة بليدا (...)، التحم مجاهدو المقاومة الإسلامية واشتبكوا معهم بالأسلحة الرشاشة ضمن مسافة صفر وأوقعوهم بين قتيل وجريح»، تزامناً مع تبني الحزب في بيان آخر «إطلاق صلية صاروخية نوعية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا».

وكان «حزب الله» قد أعلن في وقت سابق اليوم عن التصدي لمحاولتي تسلل لقوات إسرائيلية في جنوب لبنان، بعد اشتباكات بين مقاتليه والقوات الإسرائيلية التي حاولت التسلُّل، فجر الأحد، في نقطتين بمحيط بلدة رامية بجنوب لبنان.

وجاء في بيان للحزب نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» أن مقاتلي «حزب الله» قاموا بتفجير عبوة ناسفة «بقوة من جنود العدو الإسرائيلي، واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل» من موقعين إلى بلدة رامية.

كما أفاد الحزب بأنه استهدف تجمعات للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان وفي الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وقال الحزب، في بيان منفصل، إن مقاتليه استهدفوا «تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في بلدة مارون الراس (الحدودية في جنوب لبنان) بقذائف المدفعية».بدورها، قالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، الأحد، إن الطيران الإسرائيلي شن غارة استهدفت المسجد القديم في وسط قرية كفر تبنيت بجنوب لبنان ما أدى إلى تدميره بالكامل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض، الأحد، «حوالي خمسة صواريخ» أُطلقت من لبنان على عدّة مناطق في شمال الدولة العبرية.

وجاء في بيان للجيش «انطلقت صفارات الإنذار بين الساعة 8:59 والساعة 9:01 في مناطق الجليل الأعلى والجليل الأوسط والجليل الغربي وخليج حيفا والكرمل. وتمّ تحديد حوالي خمسة صواريخ أطلقت من لبنان وتم اعتراضها بنجاح».

يأتي هذا فيما أُصيب جندي ثالث من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) في الصراع المتفاقم بين إسرائيل و«حزب الله» المدعوم من إيران.

وهزَّت الضربات الإسرائيلية القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ودولاً غربية إلى التنديد بالهجمات. ووصفت «اليونيفيل» الهجوم بأنه «تطور خطير»، وقالت إنه يجب ضمان أمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها.

واستدعت فرنسا السفير الإسرائيلي، وأصدرت بياناً مشتركاً مع إيطاليا وإسبانيا وصفت فيه مثل هذه الهجمات بأنها «غير مبرَّرة». وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه طلب من إسرائيل عدم استهداف قوات «اليونيفيل». وقالت روسيا إنها «غاضبة»، وطالبت إسرائيل بوقف «الأعمال القتالية» ضد قوات حفظ السلام.

جبهات مختلفة

على جبهة غزة، قال مسعفون إن الغارات العسكرية الإسرائيلية على القطاع، أمس السبت، أسفرت عن مقتل 29 فلسطينياً على الأقل. وواصل الجيش الإسرائيلي توغُّله في جباليا؛ حيث تقول وكالات الإغاثة الدولية إن الآلاف من الأشخاص محاصَرون.

وقال سكان في جباليا، شمال القطاع وأكبر مخيمات اللاجئين فيه، إن القوات الإسرائيلية قصفت المخيم من الجو والبر.

وفي جبهة لبنان، قال الجيش الإسرائيلي إن «حزب الله» أطلق نحو 320 قذيفة من لبنان على إسرائيل، أمس (السبت)، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأعلن إغلاق المناطق المحيطة ببعض البلدات في شمال إسرائيل.

وصدرت أوامر إخلاء لسكان 23 قرية في جنوب لبنان للانتقال إلى شمال نهر الأولي الذي يتدفق من سهل البقاع في الغرب إلى البحر المتوسط.

وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات الإخلاء ضرورية لسلامة السكان بسبب زيادة عمليات «حزب الله»، مشيراً إلى أن الجماعة تستخدم هذه المواقع لإخفاء أسلحة وشن هجمات على إسرائيل.

وينفي «حزب الله» إخفاء أسلحته بين المدنيين.

أوامر إخلاء جديدة

أصدر الجيش الإسرائيلي، أمس (السبت)، أوامر إخلاء جديدة لمنطقة عند الطرف الشمالي لمدينة غزة، قائلاً إنها «منطقة قتال خطيرة». وفي بيان لها، حثت وزارة الداخلية التي تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة السكان على عدم الانتقال.

واندلع الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» قبل عام عندما بدأت الجماعة في إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل دعماً لـ«حماس»، في بداية حرب غزة.

وتصاعد القتال بين الجانبين في الأسابيع القليلة الماضية؛ إذ قصفت إسرائيل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع، وأرسلت قوات برية عبر الحدود، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من كبار قادة «حزب الله».

من جانبه، أطلق «حزب الله» صواريخ على عمق إسرائيل.

وأدَّت العملية الإسرائيلية الموسَّعة إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، وفقاً للحكومة اللبنانية، التي تقول إن أكثر من 2100 شخص قُتلوا، وأُصيب 10 آلاف آخرون خلال أكثر من عام من القتال. ولا تميز الحصيلة بين المدنيين والمقاتلين، ولكنها تشمل عشرات النساء والأطفال.

يظل الشرق الأوسط في حالة تأهُّب قصوى تحسباً لمزيد من التصعيد، في انتظار رد إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) جاء رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران.

وفي إشارة إلى اتساع رقعة الصراع، قال مصدر أمني سوري إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا استهدف مواقع مرتبطة بإيران بالقرب من مطار دير الزور شمال شرقي سوريا، مساء الجمعة.

واشنطن تدعو إلى «مسار دبلوماسي»

وقالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، أمس السبت، إن جندياً ثالثاً من قوات حفظ السلام أُصيب في هجوم إسرائيلي عندما تعرض لإطلاق نار، يوم الجمعة، وأضافت أن حالة الرجل مستقرة بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة الرصاصة.

وقال بيان «اليونيفيل» أيضاً إن موقعها في بلدة رامية بجنوب لبنان تعرَّض لأضرار كبيرة بسبب الانفجارات التي أعقبت قصفاً قريباً، لكنه لم يحدد المسؤول عن أي من الهجومين.

وأُصيب اثنان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في غارة إسرائيلية بالقرب من برج المراقبة الخاص بهما في القاعدة الرئيسية لـ«اليونيفيل»، في الناقورة بجنوب لبنان، يوم الجمعة.

ويبلغ عدد أفراد «اليونيفيل» أكثر من 10 آلاف، وتُعدّ إيطاليا وفرنسا وماليزيا وإندونيسيا والهند من بين أكبر المساهمين.

وقال «البنتاغون» إن وزير الدفاع، لويد أوستن، عبّر، في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، عن «قلقه العميق» إزاء التقارير التي ذكرت أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، في الأيام القليلة الماضية. وحث إسرائيل على ضمان سلامتهم، وكذلك سلامة الجيش اللبناني.

ووفقاً لبيان «البنتاغون»، أكد أوستن أيضاً «الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن».

وترفض إسرائيل دعوات الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.


مقالات ذات صلة

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)

بوريل: لبنان على شفير الانهيار

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الأحد، من بيروت، بأن لبنان بات «على شفير الانهيار»، بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحد أفراد الدفاع المدني يسير بين أنقاض موقع دمرته غارة إسرائيلية ببيروت (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافاً في البقاع... ويطالب سكان قرى جنوبية بإخلائها

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش هاجم بنى عسكرية مجاورة لمعبر جوسية الحدودي شمال البقاع، التي قال إن «حزب الله» اللبناني يستخدمها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من المباني بعد قصف سابق على حمص (أرشيفية - رويترز)

هجوم إسرائيلي يستهدف معبراً بريف حمص عند الحدود السورية - اللبنانية

ذكرت «وكالة الأنباء السورية»، السبت، أن الطائرات الإسرائيلية شنّت هجوماً استهدف معبر جوسية بمنطقة القصير في ريف حمص عند الحدود السورية - اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر الدفاع المدني يبحثون عن ضحايا بعد قصف إسرائيلي على مدينة بعلبك في 14 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

لبنان: مقتل 24 وإصابة 45 في غارات إسرائيلية على بعلبك الهرمل

أفادت وزارة الصحة اللبنانية اليوم (السبت)، بأن الغارات الإسرائيلية على بعلبك الهرمل اليوم، قتلت 24 وأصابت 45 آخرين في حصيلة غير نهائية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

وزير التعليم اللبناني يعلن تعليق الدراسة الحضورية بالمدارس غداً في بيروت

كرة لهب ودخان تظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)
كرة لهب ودخان تظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

وزير التعليم اللبناني يعلن تعليق الدراسة الحضورية بالمدارس غداً في بيروت

كرة لهب ودخان تظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)
كرة لهب ودخان تظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)

أعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني عباس الحلبي تعليق الدراسة حضورياً في المدارس والمعاهد المهنية الرسمية والخاصة، ومؤسسات التعليم العالي الخاصة، والاستعاضة عنه بالتعليم من بعد.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، الأحد، أن قرار الوزير «يشمل بيروت الإدارية وساحل المتن الشمالي وساحل الشوف وساحل بعبدا، وذلك غداً الاثنين».

أشارت الوكالة إلى أن الوزير الحلبي مدد «مفاعيل التعميم الذي ألزم بموجبه المؤسسات التربوية الخاصة التي تعتمد التعليم الحضوري، بأن يتلازم ذلك مع التعليم من بعد، حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024».

وأكد أن «هذه التدابير، هدفها المحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية والأهالي، في ظل الأوضاع الخطرة الراهنة».

يأتي القرار وسط تصعيد القصف الإسرائيلي، حيث أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن إسرائيل تشن سلسلة غارات مكثفة على حارة حريك وبئر العبد والغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أفادت، في وقت سابق الأحد، بأن نحو 200 صاروخ أطلقت من لبنان على وسط وشمال إسرائيل.