إسرائيل تنوي ضرب مواقع سرية «لا تتخيلها إيران»

بعد تقليص الفجوات بين تل أبيب وواشنطن

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تنوي ضرب مواقع سرية «لا تتخيلها إيران»

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)

أعلن مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة، أن الخلافات والفجوات مع الإدارة الأميركية حول الأهداف التي سيتم ضربها في إيران، رداً على القصف الصاروخي قد تقلصت، وقال إن الطرفين يواصلان الحوار والتنسيق.

لكن أوساطاً أخرى في إسرائيل قالت إن ما يؤخِّر تنفيذ العمليات الإسرائيلية الهجومية هو الحسابات والمعارك الشخصية التي يخوضها نتنياهو مع خصومه في الحكومة وفي قيادة الجيش.

وفي الوقت الذي يستعد فيه رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وبقية أعضاء هيئة الأركان الإعداد للهجوم، ويحرصون فيه على التنسيق مع «البنتاغون» ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، حتى يضمنوا دعماً أميركياً بأعلى مقدار ممكن، يدير نتنياهو حسابات أخرى سياسية وحزبية.

ويحاول نتنياهو احتكار المكسب الذي يمكن تحقيقه، من ضرب إيران، ويحاول المساس بالرئيس الأميركي جو بايدن، لكسب رضا الرئيس السابق، دونالد ترمب، مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة.

ويرى خبراء كثيرون، بينهم مستشارون سابقون مقربون من نتنياهو، أنه «يغامر على كل الصندوق». ويتساءلون: كيف سيتصرف نتنياهو إذا حصل خلل في الهجوم وردَّت إيران بشكل مؤذٍ لإسرائيل؟ وماذا سيفعل إذا خسر ترمب الانتخابات؟

نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي (د.ب.أ)

مواقع لا تتخيلها إيران

وبحسب أوساط سياسية في تل أبيب، فإن الجيش الإسرائيلي يريد توجيه ضربات قاصمة لإيران، ولديه بنك أهداف ضخم يستل منه الخطط العملية، ويحاول إقناع الأميركيين بهذه الأهداف، ويتقدم معهم رويداً رويداً في التفاهمات، آخذاً في الحسبان التحذيرات من ضرب المنشآت النووية والنفطية.

ومن الأهداف التي يوافق عليها الأميركيون، مواقع سرية لا يتخيل الإيرانيون أن إسرائيل تعرفها، وهي جزء لا يتجزأ من المواقع التي تُستخدم في صناعة الأسلحة وتطوير القدرات العسكرية النووية. وهناك مقرات سرية لـ«الحرس الثوري»، وتوجد أسماء عدة على قائمة الاغتيال.

ومع ذلك، فإن الإدارة الأميركية، تخشى من قيام خطة نتنياهو بتوسيع حلقة الحرب، وهي تدير حوارات، وتجري مشاورات لإقناع إيران بالامتناع عن خدمة أهداف نتنياهو، وتؤكد أن القيادات العسكرية الأميركية غير معنية بتاتاً بالحرب معها، لكنها ملتزمة بالدفاع عن حليفتها تل أبيب. بينما يرد الإيرانيون بأنهم، هم أيضاً، غير مَعْنِيين بالحرب، لكن الضغط يجب أن يتركز على لجم إسرائيل.

جر أميركا إلى الحرب

وبحسب المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، يسعى نتنياهو لجر الولايات المتحدة إلى الحرب، من خلال توجيه ضربة قاصمة في العمق الإيراني تستدعي رداً من طهران، ورداً على الرد من تل أبيب ورداً مقابلاً، وعندها ستكون الولايات المتحدة مضطرة إلى الهجوم.

وادعى نتنياهو أن الوقت الحاضر هو فرصة تاريخية لضرب القدرات الإيرانية، وردع قادتها عن المضي قدماً في تطوير مشروعها النووي. وفي خطاباته العلنية يتحدث عن هذا الضرب أيضاً بمبادرة إسرائيلية.

وصرح نتنياهو، خلال خطابه الخميس، أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، قائلاً: «لا توجد إلا قوة واحدة في العالم تقاتل إيران. هذه القوة هي إسرائيل. إذا لم نقاتل، فسنموت. لكن هذه ليست حربنا فقط – هذه حرب العالم الحر، العالم المتحضر».

وتساءل المحرر السياسي في «يديعوت أحرونوت»، الجمعة: «ما الذي يسعى نتنياهو لأن يحققه في إيران. هل إسرائيل قادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية وحدها؟ هل هي قادرة على أن تقف وحيدة في حرب صواريخ مع إيران؟ على فرض أن الجواب عن هذين السؤالين بالنفي، يبقى السؤال الثالث: هل هو يحاول جر الإدارة الأميركية لحرب لا تريدها مع إيران؟».

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يسار) ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وزارة الدفاع الأميركية)

ويواصل المحرر السياسي، قائلاً: «الاشتباه هو أن نتنياهو سيختار عن وعي عملية عسكرية تورط إسرائيل، وعندها لن يكون أمام الإدارة غير الدخول في حرب مع إيران، في توقيت صعب».

ويتابع: «في واشنطن يسمعون خطابات نتنياهو بالإنجليزية، ويلتقطون النبرة المسيحانية، الاستفزازية، ويعدون حديث نتنياهو خصوصاً عن العالم المتحضر، شيئاً من التكبر والتبجح، حيث إنه يستخدم أساليب، وينتهج سياسة أبعد ما تكون عن قيم العالم المتحضر، ليس فقط في غزة بل أيضاً في الضفة الغربية وفي لبنان».

ويختتم: «كنتُ سَأُسَرُّ جداً لو نجحنا في إقناع الشعب الإيراني بأن يبدل النظام، أو على سبيل البديل لو كنا نجد سبيلاً لتصفية العدوان الإيراني. فحروب العالم المتحضر من الأفضل إبقاؤها للآخرين، ولِكَهَنَة التفوق الأبيض في أميركا، ولرؤساء الأحزاب الفاشية في أوروبا، فهم الذين سيرتبون لنا عالماً متحضراً دون سود، ودون ملونين ودون يهود. هم جيدون في هذا».

ويرى محررو الشؤون الحزبية في إسرائيل أن نتنياهو يخطط لتوجيه الضربة لإيران في وقت يستطيع فيه تحقيق أكبر مكاسب حزبية. فإذا تمت الضربة، يوم الثلاثاء المقبل مثلاً، فسيكون وزير دفاعه، غالانت، في زيارة الولايات المتحدة للتباحث في الضربات، وفي تعويض لإسرائيل بكميات إضافية من الأسلحة والذخيرة الثقيلة. ويستطيع أن يقف وحده أمام الإعلام يتحدث عن النصر، من دون أن يتقاسم الرصيد مع غالانت. وسيُضطر غالانت إلى إطراء العمليات في واشنطن، ويقلل هذا من الانتقادات الأميركية في حال وُجدت.


مقالات ذات صلة

عقوبات أميركية ضد قطاع النفط الإيراني رداً على قصف طهران لإسرائيل

شؤون إقليمية وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

عقوبات أميركية ضد قطاع النفط الإيراني رداً على قصف طهران لإسرائيل

أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، فرض سلسلة عقوبات تستهدف صناعة البتروكيماويات الإيرانية «ردا على هجوم الأول من أكتوبر ضد إسرائيل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص دفاعات جوية إسرائيلية تعترض صواريخ إيرانية فوق عسقلان مطلع أكتوبر الحالي (رويترز)

خاص مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إيران أوصلت رسالة إلى إسرائيل عبر قنوات أوروبية

كشفت مصادر دبلوماسية، الجمعة، أن إيران أوصلت أخيراً رسالة عبر قنوات من دول أوروبية بشأن طبيعة ردها على هجوم قد تتعرض له من إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي مجلس الأمن خلال اجتماعه (صور الأمم المتحدة)

إسرائيل تطالب «اليونيفيل» بالابتعاد 5 كيلومترات داخل حدود لبنان

طالبت إسرائيل، خلال جلسة لمجلس الأمن، «اليونيفيل» بالابتعاد 5 كيلومترات عن الحدود مع لبنان، بينما رسمت واشنطن ملامح «خريطة طريق» تشمل نزع سلاح «حزب الله».

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية عباس نيلفروشان (أرشيفية)

«الحرس الثوري» يعلن العثور على جثة نيلفروشان في موقع اغتيال نصر الله

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، اليوم (الجمعة)، العثور على جثة نائب قائد عمليات الحرس، الجنرال عباس نيلفروشان، في موقع اغتيال زعيم «حزب الله» حسن نصر الله.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري إسماعيل قاآني يهمس في أذن قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي (إرنا)

تحليل إخباري مصير قاآني الغامض... وجه آخر لـ«حرب الظل»

خلال الساعات الماضية، استغرق سيل من التكهنات مصير إسماعيل قاآني، قائد «قوة القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، خلصت جميعها إلى نتائج متضاربة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إصابة مبنى في وسط إسرائيل بعد إطلاق مسيّرتين من لبنان... ولا إصابات

رجل يستقل دراجة نارية وسط تل أبيب (رويترز)
رجل يستقل دراجة نارية وسط تل أبيب (رويترز)
TT

إصابة مبنى في وسط إسرائيل بعد إطلاق مسيّرتين من لبنان... ولا إصابات

رجل يستقل دراجة نارية وسط تل أبيب (رويترز)
رجل يستقل دراجة نارية وسط تل أبيب (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إصابة مبنى في مدينة هرتسليا بوسط البلاد بطائرة مسيّرة تم إطلاقها من لبنان. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وقال الجيش إنه تم رصد وتعقب «طائرتين بدون طيار» تم إطلاقهما من لبنان منذ لحظة عبورهما للحدود، وتمكنت المقاتلات الإسرائيلية من إسقاط إحداهما. ولم يتضح على الفور سبب عدم اعتراض الطائرة الثانية.

ولم يذكر الجيش الإسرائيلي ما إذا كان المبنى قد أصيب بالمسيّرة أو بشظايا من صواريخ اعتراضية، لكنه قال إن الحادث «قيد التحقيق».

وأظهر اللقطات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مسيّرة تحلق فوق مباني مدينة هرتسليا. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن «الاصطدام أدى إلى نشوب حريق وأن أجزاء من المدينة أصبحت بدون كهرباء».

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تلقت تقارير متعددة عن سقوط شظايا في هرتسليا. وأضافت «يتواجد ضباط الشرطة وخبراء إبطال مفعول القنابل حالياً في الموقع، ويقومون بإدارة الحطام الناتج عن عملية الاعتراض وإجراء عمليات بحث شاملة للتخفيف من أي مخاطر أخرى على الجمهور».

وأشارت الشرطة إلى أنه «في الوقت الحالي، لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، على الرغم من وقوع بعض الأضرار في المبنى».

وأطلقت صفارات الإنذار، في وقت سابق اليوم، في مدن عدة شمال تل أبيب إثر «تسلل طائرة معادية»، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي أعلن انتهاء الحادث بعد نحو عشرين دقيقة.

وفيما بدأ الاحتفال في اسرائيل بيوم الغفران اعتباراً من المساء، أطلقت صفارات الإنذار خصوصاً في هرتسليا قبيل الساعة 22:00 (19:00 بتوقيت غرينتش).

وقال الجيش، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «إثر تسلل طائرة معادية، حصلت محاولات اعتراض»، محذراً من «انفجارات إضافية قد يتم سماعها بسبب عمليات اعتراض أو (سقوط) شظايا».