إيران تلوح باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية

عراقجي: سنرد بشدة في حال قيام إسرائيل بأي عمل ضد إيران

إيرانية وطفلها يمران أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (أ.ف.ب)
إيرانية وطفلها يمران أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (أ.ف.ب)
TT

إيران تلوح باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية

إيرانية وطفلها يمران أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (أ.ف.ب)
إيرانية وطفلها يمران أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (أ.ف.ب)

لوّح قيادي في «الحرس الثوري» باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية، بما يشمل مصافي النفط إذا شنت هجوماً على إيران، في وقت قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده «لا تعتزم الاستمرار في الهجمات ما لم ترغب إسرائيل في مواصلة اعتداءاتها».

وحذّر عراقجي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني، من «رد أكثر شدة وبطريقة متناسبة ودقيقة إذا قامت إسرائيل بأي عمل آخر ضد إيران». وصرّح: «لم تكن البادئة إيران بالهجوم، بل رددنا على اعتداءات إسرائيل على سفارتنا في دمشق والهجمات ضد أهداف إيرانية».

وأضاف: «نركّز فقط على مهاجمة المراكز العسكرية والأمنية للنظام الصهيوني على عكس إسرائيل التي تقصف الأهداف المنزلية ومنازل الناس والنساء والأطفال».

عراقجي يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)

وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي إن «أوضاع لبنان ليست طبيعية لكي تكون زيارتي طبيعية»، وأشار إلى أنه تحدث مع المسؤولين اللبنانيين بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، لافتاً إلى أن بلاده «على تواصل مع دول أخرى».

وشدّد عراقجي على أن بلاده تدعم الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار «بشرط أن تُراعى أولاً حقوق الشعب اللبناني وتكون مقبولة من (المقاومة)، وثانياً أن تكون متزامنة مع وقف إطلاق النار في غزة».

وقال موقع «فرارو» الإخباري التحليلي الإيراني إن زيارة عراقجي بالتزامن مع مشاركة المرشد الإيراني علي خامنئي في صلاة الجمعة، تحمل رسالتين، إحداهما أن سياسة الجمهورية الإسلامية لن تتغير بتغيير الحكومة وتولي مسعود بزشكيان الرئاسة وحضوره في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت إن «زيارة عراقجي نوعاً ما تترجم شعار (نطلب السلام لكننا نجيد الحرب) المطروح هذه الأيام في إيران».

أمّا الرسالة الثانية التي أشار إليها الموقع فهي «حفظ المسار السياسي والدبلوماسي، إلى جانب المقاومة العسكرية فيما يتعلق بالقرار 1701».

بدوره، قال نائب القائد العام لـ«الحرس الثوري» إن قواته قد تستهدف البنية التحتية الإسرائيلية في حالة اندلاع حرب بين الدولتين. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن فدوي قوله إن «مصافي النفط ومصادر الطاقة أهداف محتملة».

في الأثناء، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، النائب إبراهيم عزيزي، إن إيران أظهرت «مبادئ أخلاقية» للحرب باستهدافها قوات عسكرية إسرائيلية، دون إصابة مناطق سكنية. وقال: «قتلوا ضيفنا بوحشية في طهران».

وصرح عزيزي للتلفزيون الرسمي بأن الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير «جلب الأمل لجبهتنا، واليأس والهزيمة للعدو». ولفت إلى إمكانية «تغيير نظرة الأعداء تجاه إيران على المدى الطويل».

وقال أيضاً إنها وجّهت رسالتين: «الرسالة الجدية لأعدائنا بأن يتخلوا عن المغامرات، وإلا فسيواجهون رداً حاسماً من الآن فصاعداً»، أما عن الرسالة الثانية فقد أوضح أنها «للشعب الإيراني، وهي إذا أكد قادتنا وقواتنا المسلحة وعلى رأسهم المرشد على أمر بعينه، فإنه سيُنفّذ».

وأعرب عزيزي عن أمله بأن يكون الهجوم الصاروخي الإيراني «قد خلق نوعاً من الردع، وألا يرتكب الإسرائيليون خطأ في حساباتهم».

وقال المحلل السياسي الإصلاحي أحمد زيد آبادي إن «خطبة خامنئي تُعد بمثابة خطوة للمساعدة في تهدئة التوتر الإقليمي». وكتب عبر قناته في «تلغرام»: «إذا لم تقم إسرائيل بأي عمل تدميري على الأراضي الإيرانية، أعتقد أن هذه الخطب يمكن أن تحوّل مسار العنف المتزايد في الشرق الأوسط نحو الدبلوماسية». لكنه رأى أن «المشكلة تكمن في أنه لا توجد أي مبادرة دبلوماسية منصفة على جدول الأعمال المعلن للمجتمع الدولي».

وقال الناشط السياسي الإصلاحي محمد علي أبطحي إن تصريحات خامنئي «كانت مهدئة في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة والحالة النفسية الداخلية؛ حيث يشعر الناس بالقلق من الحرب».

ونوّه أبطحي، مستشار الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، بأن «إسرائيل تشعر بالقلق من هذه المواقف، وليس من المواقف المتطرفة والمتشددة».

بدورها، قالت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن «ارتقاء مستوى الردع وجدية الرد المتبادل لإيران، تجاه النظام الصهيوني وحلفائه، تظهر في هذه الخطوة الاستراتيجية للمرشد الإيراني، وتوجه رسالة واضحة إلى الأصدقاء والأعداء».

وأضافت أن «حضور المرشد يوجه رسالة خاصة إلى محور المقاومة وخصوصاً (حزب الله) بأن يشعروا بوجود إيران إلى جانبهم... وسيقدم رداً تاريخياً على مبالغات النظام الصهيوني بأنه لا يمتلك أي فرصة أمام إيران ويعتبر تهديداً فارغاً».

وأشارت جريدة «مستقل» إلى أن الخطبة الأولى لخامنئي باللغة الفارسية كانت موجزة على خلاف خطبته المطوّلة باللغة العربية. ورأت أن خامنئي طلب للمرة الأولى من أنصار موسى الصدر الوقوف إلى جانب «حزب الله».

ورأت أن خطبة خامنئي كانت تتسق مع زيارة بزشكيان إلى قطر من أجل خفض التوترات الإقليمية. وكتب المحرر السياسي: «يبدو أنه بالنظر إلى خطب صلاة الجمعة اليوم في طهران، فإن القائد يراقب أن لا تُجر طهران إلى تصعيد الحرب مع إسرائيل أكثر من ذلك».

وقال المحلل والدبلوماسي السابق، نصر الله تاجيك: «في الظروف الحالية، النقطة الأهم هي دور اللاعبين الرئيسيين (إيران وإسرائيل)، ثم اللاعبين الثانويين مثل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والمجموعات المقاومة»، حسبما أوردت وكالة «إيلنا» الإصلاحية.

وقال تاجيك إن كيفية الرد الإيراني وربما الرد المقابل الإسرائيلي «تعني تجنب لعبة التنس الصاروخي، وهو أمر بالغ الأهمية». وأضاف:

«كما أن كيفية ردنا، وربما الرد المقابل، تعني تجنب لعبة تبادل الصواريخ (بين الطرفين) وهو أمر بالغ الأهمية. طريقة تحركنا الدبلوماسي وكيفية تشكيل تحالفاتنا وإرسال الرسائل ستكون حاسمة للغاية. ومن الطبيعي أن أي خطوة خاطئة من أي من الطرفين يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع».


مقالات ذات صلة

تخفيض الضربات على إيران مقابل تصعيد في لبنان

شؤون إقليمية تظهر صورة جوية قاعدة نيفاتيم الجوية بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأربعاء (رويترز)

تخفيض الضربات على إيران مقابل تصعيد في لبنان

تواصل الولايات المتحدة حوارها المحموم مع مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ومع قيادة الجيش، بغرض منع التدهور أكثر بين إسرائيل وإيران.

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ طائرة نقل عسكرية سلوفاكية تُجلي أشخاصاً يغادرون لبنان عبر مطار بيروت (أ.ف.ب)

احتمالات التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار في لبنان لا تزال بعيدة

ألقت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من بيروت، بظلال من التشاؤم على إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في لبنان.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية عناصر من البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني يشاركون في مناورات بهذه الصورة الملتقطة في 2 أغسطس 2023 (رويترز)

«الحرس الثوري» يُهدد باستهداف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا تعرضت إيران لهجوم

حذَّر نائب قائد «الحرس الثوري» الإيراني، إسرائيل، قائلاً: «إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا شنّت إسرائيل هجوماً على إيران».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي القبة الحديدية الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية (إ.ب.أ)

«الدفاع أكثر تكلفة من الهجوم» في معركة الصواريخ بين إيران وإسرائيل

سلطت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، الجمعة، الضوء على تكلفة الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، الثلاثاء، وتصدي الجيش الإسرائيلي له.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية خامنئي خلال خطبته اليوم في مصلى طهران (موقع المرشد الإيراني)

خامنئي: فقدان نصر الله أفجعنا... ولن يقودنا التسرع والانفعال

أكد المرشد الإيراني علي خامنئي في أول خطبة جمعة له منذ أكثر من 4 سنوات، أنه «فجع» بمقتل زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، لكنه شدد على أن «التسرع لن يقودنا».

«الشرق الأوسط» (طهران)

تقرير: القتال المكثّف في لبنان سينتهي خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع

دبابة إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية للبنان (أ.ب)
دبابة إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية للبنان (أ.ب)
TT

تقرير: القتال المكثّف في لبنان سينتهي خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع

دبابة إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية للبنان (أ.ب)
دبابة إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية للبنان (أ.ب)

نشرت «القناة 12» الإسرائيلية، الجمعة، تقريراً يفيد بأن مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً أخبر أسر الرهائن بأن إدارة المؤسسة الأمنية ترجح أن القتال المكثف في الشمال سينتهي خلال أسبوعين أو 3 أسابيع.

وأضاف المسؤول الأمني، وفق موقع «تايمز أوف إسرائيل»، أن الهدف هو الوصول إلى اتفاق دبلوماسي مع «حزب الله» يمكّن إسرائيل من ضمان صفقة أسرى.

ويدور قتال بين إسرائيل و«حماس» منذ هجوم مفاجئ شنّته «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأَسْر نحو 250 رهينة، وفق إحصاءات إسرائيلية.

وبدأت جماعة «حزب الله» اللبنانية سلسلة هجمات ضد المواقع الإسرائيلية القريبة من الحدود منذ اليوم التالي 8 أكتوبر 2023، فيما وصفته بأنه «عمليات إسناد» للفصائل الفلسطينية في غزة.

وكثّف الجيش الإسرائيلي قصفه ضد «حزب الله» منذ 23 سبتمبر (أيلول) بهدف إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا جراء تبادل إطلاق النار عبر الحدود مع لبنان، إلى منازلهم.

وقتل كثير من كبار قادة «حزب الله» في ضربات جوية، وصولاً للأمين العام للحزب حسن نصر الله، في غارة استهدفت مقراً تحت الأرض في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وحشد الجيش الإسرائيلي كثيراً من الألوية المدرعة وآلاف الجنود قبالة الحدود الجنوبية للبنان، واشتبكت عناصر من «حزب الله» وجنود إسرائيليون بشكل مباشر خلال عمليات تسلل واستطلاع للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.