أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن القاهرة ترفض أي محاولات للتصعيد في المنطقة، وأن مصر تدعم أمن لبنان واستقراره وسيادته، بعد هجوم أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر).
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والوفد المرافق له، خلال زيارة خاطفة يبحث خلالها خصوصاً الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
حضر اللقاء بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، إضافة إلى السفيرة الأميركية بالقاهرة، هيرو مصطفى جارج.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، في بيان نشره على صفحة الرئاسة بموقع «فيسبوك»، الأربعاء، إلى أن الوزير الأميركي نقل تحيات الرئيس جو بايدن وتقديره للدور الحيوي الذي تقوم به مصر لاستعادة الاستقرار في المنطقة، وهو ما ثمّنه الرئيس المصري، مؤكداً أهمية الشراكة الاستراتيجية المصرية الأميركية في حماية مصالح الدولتين وتعزيز الأمن الإقليمي.
هذه الزيارة هي العاشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة قبيل نحو عام. ويعترف المسؤولون الأميركيون سرّاً بأنَّهم لا يتوقعون حدوث اختراق خلال المحادثات التي سيجريها بلينكن في القاهرة الأربعاء، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».
غير أنّ الوزير الأميركي يريد من خلال زيارة مصر مواصلة الضغط باتجاه التوصل إلى اتفاق. وضاعفت واشنطن جهودها للتوصّل إلى اتفاق مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرّرة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) وانتهاء ولاية الرئيس جو بايدن مطلع العام المقبل.
وتناول اللقاء في هذا الصدد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ إذ تم تبادل وجهات النظر بشأن كيفية تعزيز الجهود المشتركة، بين مصر والولايات المتحدة وقطر، للمضي قدماً في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وتيسير إنفاذ المساعدات الإنسانية.
وحرص الرئيس المصري في هذا الإطار على التشديد على أولوية التدخل الحاسم لإزالة العراقيل أمام إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى أهالي غزة، الذين يعانون من كارثة معيشية وصحية، إضافة إلى ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وعدم مواصلة سياسات التصعيد ضد الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، أكد الجانبان أن حل الدولتين يظل هو مسار تحقيق السلام والأمن المستدامين. كما تطرق اللقاء إلى تطورات المشهد الإقليمي؛ إذ أكد السيسي رفض مصر لمحاولات تصعيد الصراع، وتوسعة نطاقه إقليمياً، مشيراً إلى ضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسؤولية.
ووفق المتحدث، تم التوافق على تكثيف الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة بهدف التهدئة وخفض التصعيد، على النحو الذي يضمن استعادة السلم والأمن الإقليميين.
وأضاف المتحدث أن اللقاء تطرق كذلك إلى جهود تطوير العلاقات الثنائية؛ إذ تم تأكيد الحرص المتبادل على استئناف الحوار الاستراتيجي، والترحيب بانعقاده خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي الجارية لمصر، وذلك على النحو الذي يحقق المصالح المشتركة للدولتين.
ويهدف هذا الحوار الاستراتيجي -وفقاً لواشنطن- إلى «تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلاً عن توطيد العلاقات بين شعبي البلدين من خلال الثقافة والتعليم». وسيعقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أنَّ بلينكن سيبحث مع المسؤولين المصريين «الجهود الحالية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، ويخفّف معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء أمن إقليمي أوسع نطاقاً».
وتؤدي مصر إلى جانب كل من الولايات المتحدة وقطر دوراً أساسياً في الوساطة الحالية لوقف الحرب.
وترمي الوساطة الثلاثية: الأميركية - المصرية - القطرية، للتوصل إلى اتفاق يتيح إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة لدى «حماس» منذ هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وفي وقف العملية العسكرية التي شنّتها إسرائيل ردّاً على الهجوم، والتي أسفرت حتى اليوم عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين.