أمير عيد: الشعور المستمر بالملل مصدر إلهامي

المطرب المصري احتفل بإطلاق مشروعه الجديد «روكسي»

عيد اعتبر «روكسي» مشروعاً وليس ألبوماً (حسابه على فيسبوك)
عيد اعتبر «روكسي» مشروعاً وليس ألبوماً (حسابه على فيسبوك)
TT

أمير عيد: الشعور المستمر بالملل مصدر إلهامي

عيد اعتبر «روكسي» مشروعاً وليس ألبوماً (حسابه على فيسبوك)
عيد اعتبر «روكسي» مشروعاً وليس ألبوماً (حسابه على فيسبوك)

لم يُرِد المطرب المصري أمير عيد إطلاق مصطلح «ألبوم» على مشروعه الفني الجديد «روكسي»، الذي احتفى بإصداره مع شركة «سوني ميوزك» في القاهرة مساء الأربعاء، معتبراً أنه قدم «مشروعاً فنياً» لا يستطيع توصيفه بالشكل التقليدي، باعتباره ليس ألبوماً غنائياً وفي الوقت نفسه ليس فيلماً سينمائياً قصيراً، ولكنه «حالة فنية خاصة».

وطرح أمير عيد «روكسي»، وهو عمل مصور يضم 5 أغنيات جديدة في تجربته الأولى بإصدار عمل منفرد بعيداً عن فريق «كايروكي» الذي عرفه الجمهور من خلاله. ضم المشروع الأغاني مقسمة إلى ثلاثة فصول، وشاركته في الجزء المصور منها الممثلة الشابة ندى أبادير.

وخلال الاحتفال، الذي أجاب فيه المطرب المصري على مجموعة من الأسئلة في لقاء حواري أدارته الإعلامية زهرة رامي، تحدث عن تجربته الأولى في التعاون مع شركة إنتاج لإصدار مشروعه المنفرد الجديد، مؤكداً أن «تجربته في العمل كفنان مستقل يتولى تقديم ما يريد جعلته متخوفاً مما قد تريد الشركات فرضه».

وأوضح أنه رغم خوضه تجربة الإنتاج سابقاً مع «كايروكي» من خلال شركتهم الخاصة، فإن تجربته في «روكسي» مع «سوني» جعلته يشعر بفارق كبير، إذ ركز على الجوانب الفنية وترك الكثير من الأمور للشركة لتتولى القيام بها.

وأشار إلى أن من بين هذه الأمور بعض التجهيزات الفنية، بالإضافة إلى الجانب التسويقي والدعاية وغيرها من الأمور التي ليست لديه دراية بتفاصيل بعضها؛ لكون آخرين يقومون بها في «كايروكي»، لافتاً إلى أن «الشركة تفهمت وجهة نظره الفنية وما يريد تقديمه ودعمته، مما جعلها تتنازل عن جزء من التسويق في مقابل تقديم المشروع كما يريد».

وتطرق أمير إلى انفتاحه خلال فترة التحضير على أي أفكار إبداعية يمكن أن تضيف للفكرة التي رغب في تقديمها، والتي كان من بينها التصوير بالأبيض والأسود، باعتبار أنه يريد الأحداث أن تدور في زمن آخر، معرباً عن سعادته بانطباعات الجمهور التي تابعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحدث المدير العام لشركة «سوني ميوزيك الشرق الأوسط»، رامي محسن، عن تفاصيل الاتفاق مع أمير عيد على المشروع، مشيراً إلى أن مسؤولي الشركة «كانوا بصدد تقديم 10 أغنيات جديدة في ألبوم كامل، لكنه أخبرهم خلال التحضيرات بانتهاء المشروع عند 5 أغنيات فقط».

أمير عيد خلال الغناء في الاحتفال (سوني ميوزك)

وأكد محسن أن «الفكرة لم تكن سهلة، لكن جمعه مع أمير عيد الرغبة في تقديم عمل مختلف يعبر عنه وعما يريد قوله»، لافتاً إلى أنهما عملا طوال الوقت على تقريب وجهات النظر، مع تقديم كل طرف لتنازلات تضيف للعمل الفني، مما جعلهما يخرجان بصورة يرضى عنها الجميع.

وتطرق أمير عيد خلال حديثه إلى فلسفة عمله مع زملائه في فريق «كايروكي»، بالسعي لتقديم ما يريدونه وثقتهم في المحتوى الذي يخرج من أعمالهم، مما جعلهم يتجاوزون مواقف صعبة كثيرة خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أن فكرة مشروعه «روكسي» جاءت خلال الفترة التي يحصل فيها الفريق على إجازة.

وقال إن «شعوري المستمر بالملل يعد مصدر إلهامي الدائم»، وكشف عن توجهه للعزف على الغيتار والغناء طوال الوقت، لدرجة أنه يقوم بالعزف في كل وقت تقريباً. وفق تعبيره.

ورغم حرص أمير عيد على غناء كلمات من كتابته باستمرار، فإنه أكد عدم ممانعته في تقديم أغنيات من كتابة آخرين، شريطة شعوره بأنها تعبر عنه وعما يريد قوله. فيما اعتبر أن الموسيقار الراحل رياض السنباطي من أكثر المؤثرين في شخصيته الفنية، باعتبار أنه كان يقوم بتلحين المعنى وليس الكلمات، وهو الأمر الذي يحاول تقديمه في أعماله.


مقالات ذات صلة

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)
خاص فيروز تتحدّث إلى إنعام الصغير في محطة الشرق الأدنى نهاية 1951 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز... من فتاةٍ خجولة وابنة عامل مطبعة إلى نجمة الإذاعة اللبنانية

فيما يأتي الحلقة الثانية من أضوائنا على المرحلة الأولى من صعود فيروز الفني، لمناسبة الاحتفال بعامها التسعين.

محمود الزيباوي (بيروت)
يوميات الشرق فيروز في صورة غير مؤرّخة من أيام الصبا (أرشيف محمود الزيباوي)

فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

منذ سنوات، تحوّل الاحتفال بعيد ميلاد فيروز إلى تقليد راسخ يتجدّد يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث تنشغل وسائل الإعلام بمختلف فروعها بهذه المناسبة، بالتزامن

محمود الزيباوي ( بيروت)
خاص فيروز وسط عاصي الرحباني (يمين) وحليم الرومي (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

عشية عيدها الـ90 تلقي «الشرق الأوسط» بعض الأضواء غير المعروفة على تلك الصبية الخجولة والمجهولة التي كانت تدعى نهاد وديع حداد قبل أن يعرفها الناس باسم فيروز.

محمود الزيباوي (بيروت)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».