ساعات يد تعيش عصرها الذهبي

«روليكس»... «فاشرون كونستانتان»... «بارميجياني» يتوددون بها للرجل

الميناء الأخضر يعزز لون الذهب ويجعل الأرقام والعقارب أكثر وضوحاً (فاشرون كونستانتان)
الميناء الأخضر يعزز لون الذهب ويجعل الأرقام والعقارب أكثر وضوحاً (فاشرون كونستانتان)
TT

ساعات يد تعيش عصرها الذهبي

الميناء الأخضر يعزز لون الذهب ويجعل الأرقام والعقارب أكثر وضوحاً (فاشرون كونستانتان)
الميناء الأخضر يعزز لون الذهب ويجعل الأرقام والعقارب أكثر وضوحاً (فاشرون كونستانتان)

دخل الرجل حديثاً بكل ثقله عالم المجوهرات. لم يعد يكتفي بإكسسواراته التقليدية مثل منديل الجيب أو ربطة العنق. استعاض عن الأول ببروشات مرصعة بكل ما غلا من الذهب والأحجار الكريمة، والثانية بسلاسل وعقود تتدلى بسخاء على صدره، فتغني عنها أو تجعلها تتوارى خلفها. هذه السلاسل كانت إلى عهد قريب حكراً على المرأة مثل «الحمرا» من دار «فان كليف آند آربلز»، لكن ظهر بها مؤخراً نجوم عالميون وعرب، مثل المغربي سعد لمجرد والمصري عمرو دياب.

أصبح الرجل يميل إلى كل ما هو غالٍ ونفيس من المجوهرات لكن تبقى الساعات من أولوياته (فاشرون كونستانتان)

في هذا السباق على البريق، لم تختفِ الساعات الذهبية من عالم الرجل. بالعكس، احتفظت بمكانتها في معصمه وقلبه ولا تزال تدخل كل حساباته كأهم إكسسوار يلجأ إليه عندما يرغب في التميز بالغالي والنفيس. حالياً يُقبل عليها بنفس القوة والرغبة، لا تثنيه عنها سوى خاماتها وموادها. يريدها من الذهب الخالص. وهذا ما توفره العديد من شركات الساعات العالمية، ممن قرأت نبضه وسارعت بإدخال ألوان متوهجة على الموانئ أو ترصيع العلب بالماس، لتعزز الأساور المصنوعة من الذهب من جهة، وإطلالته من جهة أخرى.

ما يزيد من مصداقية هذه الساعات، ويجعل الرجل من كل الفئات والأعمار والجنسيات يُقبل عليها من دون أي تحفظ؛ أنها تخرج من ورشات ومعامل شركات كبيرة مثل «روليكس» و«فاشرون كونستانتان» و«بارميجياني فلورييه» و«أوديمار بيغيه»، وغيرها ممن لهم تاريخ وإرث في صناعة الساعات. من بين كم هائل من الساعات الذهبية الموجهة له، نسلط الضوء على 3 إصدارات أتحفوه بها هذا العام:

ساعة «أويستر بربتشوال داي ديت» من «روليكس»

شكلت ساعة «أويستر بربتشوال داي ديت» ابتكاراً رئيسياً عند إصدارها عام 1956؛ حيث كانت أول ساعة معصم، تبين اليوم بأكمله في نافذةٍ على الميناء، الأمر الذي عُدَّ ميزةً تقنية ثورية. منذ أول صدور لها، وهي تُصنع من المعادن الثمينة، كالذهب الأصفر أو الأبيض أو ذهب إيفروز عيار 18 قيراطاً أو البلاتين. كان تصميمها وفخامة معادنها وميكانيكياتها بمثابة جواز لدخول عالم الرؤساء والسياسيين والفنانين وغيرهم من الذواقة والنخبة. سرعان ما أصبحت تعرف بـ«ساعة الرؤساء».

كانت ساعة «أويستر بربتشوال داي ديت» عند إصدارها عام 1956 أول ساعة معصم تبين اليوم بأكمله في نافذةٍ على الميناء (روليكس)

إضافة إلى تقنياتها ووظائفها، يعود فضل كبير في تميزها واستمرار الإقبال عليها لسوارها، المعروف بـ«سوار بريزيدانت» (PRESIDENT) لارتباطه بالرؤساء والأثرياء. لم يتغير كثيراً عن أول واحد صدر في عام 1956، بروابطه شبه الدائرية. هنا أيضاً جاء مصنوعاً من الذهب عيار 18 قيراطاً، كما يتميز بإبزيم مخفي، حاصل على براءة اختراع، نظراً لجماله وعمليته ومرونته. يُفتح بتاج معلق يوفر لمسة جمالية لا تتعارض مع عمليته ومرونته.

اكتسبت الساعة شهرتها وشعبيتها بفضل سوارها الأيقوني الذي لم يتغير كثيراً عن أول واحد صدر في عام 1956 (روليكس)

إلى جانب السوار، تتميز الساعة بتقويم فوري يستعرض اليوم بأكمله والتاريخ. الأول مكتوب في النافذة على شكل قوس عند علامة الساعة 12، والثاني، أي التاريخ، في نافذةٍ منفردة عند علامة الساعة 3. يتغير الاثنان بتزامن معاً وبشكل فوري.

هذا وتتمتع ساعة «داي»، على غرار كل ساعات «روليكس»، بتوثيق الكرونومتر استناداً إلى المعايير التي أعادت الشركة تحديدها عام 2015، وتُثبث أن كل ساعة اجتازت بنجاح سلسلة من الاختبارات بعد تركيبها كل أجزائها، بما فيها حركتها، لضمان أدائها من حيث الدقة واحتياطي الطاقة ومقاومة الماء والتعبئة الذاتية.

ساعة «توندا بي إف أوتوماتيك 36 مم»

تعود ساعة «توندا بي إف أوتوماتيك 36 مم» بخطوط راقية ورفيعة مناسبة للجنسين (بارميجياني فلورييه)

في عام 1996، أطلقت «بارميجياني فلورييه» مجموعة «كلاسيك لايديز» (Classic Ladies) تتميز كل ساعة فيها بحركة ميكانيكية مُزخرفة يدوياً وفقاً لمعايير صارمة، وهياكل مصنوعة من الذهب أو البلاتين، وأحياناً مرصعة بالماس حسب الإصدار. مرت 28 عاماً، لتعود من خلال ساعة «توندا بي إف أوتوماتيك 36 مم» (Tonda PF Automatic 36mm)، بخطوط راقية ورفيعة مناسبة للجنسين، لا سيما في أسواق آسيا.

الإبداعات الجديدة مصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، وتزدان بماساتٍ مقطوعة على طراز باغيت على الميناء، أو من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً والفولاذ. هناك قاعدة واحدة تسترشد بها ساعة «توندا بي إف أوتوماتيك – 36 مم»، وهي أن الأساسيات تطغى على المكملات غير الضرورية، لتكتسب مظهراً بسيطاً وراقياً في الوقت ذاته.

مشبك سوارها مرصع بالكامل والجزء المكشوف منه هو فقط شعار العلامة التجارية المصنوع من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً. (بارميجياني فلورييه)

الجميل فيها أيضاً أن الذهب والماس المستعملين فيها يخضعان للقيم الأخلاقية، وفقاً للمعايير الدولية وما تتطلبه من شفافية تتتبع كل مرحلة من مراحل صناعتها، من مناجم الاستخراج إلى المنتج النهائي. في معامل الشركة، يتم تقطيع الماس على طراز بريليانت بأحجام مختلفة، تمتد على طول الجوانب الخارجية للسوار، لتتناسب تماماً مع هيكل الساعة الذهبي. وفي حين أن العلبة تزدان بالأحجار الكريمة، فإن مشبك السوار مرصع هو الآخر بالكامل، بينما الجزء المكشوف منه مخصص فقط لشعار العلامة.

جمال الساعة الخارجي لا يأتي على حساب التقنيات والوظائف بداخلها؛ إذ تأتي بحركة أوتوماتيكية ذات خزان طاقة مزدوج، وميناء مُضفّر يدوياً وسوار ذي لمسة نهائية استثنائية تجعلها مطلباً للجنسين.

«أوڤرسيز».. رياضية تتوهج بالأخضر

اختارت «فاشرون كونستانتان» أن تلون ميناء الساعة بالأخضر المتوهج حتى تمنح الرجل خيارات تتعدى الأسود والأبيض والأزرق (فاشرون كونستانتان)

تجمع مجموعة «أوڤرسيز» الجديدة من «فاشرون كونستانتان» الهندسة من خلال هياكل ميكانيكة معقدة، وفن التصميم المعاصر بمزج الألوان لتعزيز الذهب. إلى جانب أن السوار من الذهب الوردي، فإنه أيضاً يتميز بنظام يُحقق زيادة تصل إلى 4 مم في محيط المعصم، أي بتمدد واحد أو حتى 2 من الروابط المتصلة بواسطة مشبك ثلاثي الشفرات. تجدر الإشارة إلى أن تبديل السوار الذهبي بآخر إما مطاطي أو من الجلد، سهل للغاية ومن دون أدوات، إذا لم تتطلب المناسبة ساعة من الذهب.

وكانت دار «فاشرون كونستانتان» قدّمت في السابق مجموعة تتلون موانئها بالبيج الوردي، وجهتها للمرأة تحديداً. بعد نجاحها، أعادت التجربة وقدمت لها مجموعة أخرى بموانئ ذهبية. هذا التنوع في الخيارات هو الذي جعل كريستيان سلموني، مدير قسم التصميم والتراث، يفكر بتوفير الشيء نفسه للرجل. قال إنه أراد أن يُتيح له خيارات أكثر تتعدى الأبيض والأسود والأزرق.

ليست هذه المرة الأولى التي تلون فيها الشركة موانئ ساعاتها الرجالية لأنها أول مرة تختار هذه الدرجة المتوهجة من الأخضر (فاشرون كونستانتان)

ولأن هذه الساعة تتمتع بروح رياضية تكتسبها أولاً من مادة التيتانيوم، كان اللون الأخضر خياراً مناسباً لدمج الأناقة بالرياضة فيه، لا سيما أنه بدرجة متوهجة تستحضر ألوان النباتات والغابات، «أي أنه دعوة إلى الطبيعة والسفر والاستكشاف»، وفق تصريحه.

لكن هذا اللون لم يأتِ بدافع جمالي فحسب، بل اختاره قسم التصميم لأنه يعزز لمعان الذهب مع ضمان وضوح استثنائي لوظائف الساعة وأرقامها، تماماً مثل اللون الأزرق الذي تم استعماله سابقاً في المجموعة نفسها.

علبتها الخلفية المصنوعة من كريستال السافير مقاومة للماء حتى عمق 150 متراً (فاشرون كونستانتان)

تتميز مجموعة «أوڤرسيز» من الناحية التقنية بتعبئة ذاتية، مع عرض التاريخ مقاس 41 مم، بالإضافة إلى الكرونوغراف مقاس 42.5 مم، وإصدار التوقيت المزدوج مقاس 41 مم، تماشياً مع الطابع الرياضي للمجموعة. علبتها الخلفية المصنوعة من كريستال السافير، مقاومة للماء حتى عمق 150 متراً بفضل التاج الملولب، فيما توفر حلقة الغلاف المصنوعة من الحديد الناعم حماية مضادة لأي مغناطيس يمكن أن يؤثر على دقتها.


مقالات ذات صلة

منتَجات «ترمب»... أحذية وعطور وشموع وأكواب وهواتف للبيع

يوميات الشرق أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

منتَجات «ترمب»... أحذية وعطور وشموع وأكواب وهواتف للبيع

دونالد ترمب لا يهدي العطور فحسب، إنما يبيعها. وفي متجره الإلكتروني أكثر من مجرّد عطور، فالسلع كثيرة وأسعارها تناسب الجميع.

كريستين حبيب (بيروت)
لمسات الموضة صُمّمت الساعة وقطعة المجوهرات لتلائم تماماً التركيب على السوار أو العقد الطويل (ڤاشرون كونستنتان)

«ڤاشرون كونستنتان» تتودد للمرأة بالألماس والياقوت والزمرد

للوهلة الأولى تعتقد أنها قطع مجوهرات، وتتساءل ما علاقة ڤاشرون كونستنتان بالمجوهرات؟ ومتى تحوّلت إلى هذا المجال، وهي المتخصصة في صناعة الساعات الفخمة منذ 1755؟…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الأبطال الفائزون لهذا العام وأناقة بلا حدود (رويترز)

كيف تأنّق النجوم في حفل الكرة الذهبية 2025؟

كان حفل الكرة الذهبية الذي جرت فعالياته يوم الاثنين الماضي، على مسرح شاتلييه، بالعاصمة الفرنسية، باريسياً من ناحية الحصة التي حصدها فريق سان جيرمان من الجوائز…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة من ميزاتها قدرتها على عزف نغمة مطابقة تماماً لصوت ساعة «بيغ بن»... (سوذبيز)

ساعات من «باتيك فيليب» بـ10 ملايين؟ ما القصة؟

خبر بـ10 ملايين دولار أعلنته دار «سوذبيز» للمزادات، يتمثل في عرض مجموعة مكونة من 4 ساعات جيب من «باتيك فيليب ستار كاليبر 2000 (Patek Philippe Star Caliber 2000)

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ماكسيميليان بوسير مالك «إم بي آند إف» والفنان ينكا إيلوري والساعات التي أثمرها تعاونهما (خاص)

ساعات سويسرية تمتزج فيها الأحلام بالألوان

الساعات مثل الطبيعة لها جانب خاص وآخر عام، الجميع يرونها، ولكن مَن يضعها على معصمه هو مَن تجمعه بها تلك الصلة الحميمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
TT

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)

في الوقت الذي كان فيه لبنان يحتفل بزيارة البابا روبرت بريفوست (ليو الـ14) التاريخية، كانت اللبنانية تانيا فارس تكتب التاريخ في مجال الموضة بوصفها أول لبنانية تفوز بجائزة التقدير الخاص (Special Recognition Award) عرفاناً لها بـ15 عاماً من مبادرة BFC Fashion Trust، وتقديراً لدورها في تأسيس هذه المبادرة.

تانيا فارس عبَّرت عن فخرها بكونها أول لبنانية تحصل على الجائزة (غيتي)

بكلمات تُعبّر عن فخرها بهويتها قالت تانيا وهي تتسلم الجائزة، إن لا شيء يضاهي سعادتها سوى فخرها بأصولها اللبنانية وكونها أول لبنانية تحصل عليها.

جدير بالذكر أن حفل جوائز الموضة البريطانية السنوي من أهم فعاليات عالم الموضة، حيث تُقدَّم فيه جوائز لأهم المصممين العالميين والشباب إلى جانب صناع الموضة والمؤثرين من رؤساء تنفيذيين ومصممين ومبدعين في مجالات فنية مختلفة أخرى. كما يحضره أفراد من الحكومة دعماً لصناعة تدر على البلد الملايين وتوظف الآلاف.

عمدة لندن صادق خان يتوسط المصممة روكساندا والنجمة كيت بلانشيت لدى وصولهم الحفل (رويترز - أ.ف.ب)

هذا العام، وفي أول ليلة من ديسمبر (كانون الأول)، وبين زخّات مطر خفيفة تلامس شوارع لندن، ازدانت قاعة رويال ألبرت هول بالبريق: أضواء مشعة ونجوم في فساتين مثيرة، وكأنها بهذا الكم من الأناقة الراقية، تطوي عاماً حافلاً بالإبداع والفن والتغييرات الجريئة.

منذ اللحظة الأولى وحتى قبل بدء الحفل، بدت الأجواء خارج القاعة واعدة. مشاهير من عالمي الفن والموضة تحدّوا الطقس اللندني وتألقوا على السجادة الحمراء. من شارون ستون وكيت بلانشيت وصادق خان، عمدة لندن، وهلمّ جراً من الأسماء الكبيرة، والتي كان عدد لا يستهان منها يأمل في أن يسمع اسمه من بين الفائزين.

أندرسون... ثلاثية ذهبية

من هؤلاء كان الآيرلندي جوناثان أندرسون، المدير الإبداعي الحالي في دار «ديور» والذي فاز بجائزة مصمم العام، محققاً بهذا إنجازاً قياسياً. فهذه المرة الثالثة التي يفوز بها باللقب على التوالي، وإن كان هذا العام يحمل قيمة إضافية بالنسبة له؛ لأنه فاز بالجائزة عن علامته الخاصة «جي دبليو أندرسون» وعن دار «ديور» التي التحق بها مؤخراً وقدم لها أول مجموعة من إبداعه منذ أشهر قليلة.

جوناثان أندرسون بعد تسلمه جائزة مصمم العام للمرة الثالثة على التوالي (غيتي)

وقف أندرسون وسط تصفيق حار، وقال بروح مرحة: «سأكون سريعاً... أعلم أن الجميع يرغب في الاحتفال». ثم عبّر عن شكره لدلفين أرنو، الرئيسة التنفيذية للدار وإلى فريقه قائلاً: «أؤمن بأن التعاون طريق النجاح». إنجاز أندرسون لا يقتصر على تحقيقه الرقم القياسي هنا، بل يمثل لحظة تحول مهمة لدار «ديور» التي من المتوقع أن يضخها بروح جديدة تجمع بين الحداثة والحرفية وبين الماضي والمستقبل.

جوائز تُكرّم الإبداع البريطاني

وفي سياق الجوائز التي تحتفي بالفعل الإبداعي البريطاني، فازت سارة بيرتون بجائزة مصمّمة الأزياء النسائية البريطانية للعام عن عملها في دار «جيفنشي»، التي التحقت بها مؤخراً، مؤكدة استمرار تأثيرها الراسخ في عالم الأزياء النسائية.

وعلى الجانب الآخر، توّجت غريس ويلز بونر بجائزة مصمّم الأزياء الرجالية البريطانية للعام عن علامتها Wales Bonner، بعد عام شهد حضوراً قوياً لها على منصات العرض وفي النقاشات الثقافية المرتبطة بالهوية والموضة، لا سيما بعد دخولها دار «هيرميس» خليفة لفيرونيك نيشانيان التي تولت القسم الرجالي لنحو 37 عاماً.

أما جائزة Vanguard، التي تُمنح للمواهب الواعدة، فكانت من نصيب المصمّمة ديلارا فندك أوغلو، التي واصلت خلال العام الماضي فرض نفسها بوصفها واحدةً من أكثر الأصوات الشابة إثارة للاهتمام في عالم الأزياء التجريبية.

برونييلو كوتشينيلي

شارون ستون وبرونيلو كوتشينلي قبل دخولهما قاعة الحفل (أ.ف.ب)

ومن بين الجوائز المهمة أيضاً في الأمسية، كانت جائزة الإنجاز المُتميز التي ذهبت هذا العام إلى المصمّم الإيطالي برونيلو كوتشينيلي، المعروف ببناء إمبراطورية عالمية للرفاهية الهادئة من مقره في قرية سولوميو الحالمة بوسط إيطاليا. وكان توم فورد هو الفائز بهذه الجائزة في العام الماضي؛ الأمر الذي يؤكد استمرار الاعتراف بالأسماء التي تركت بصمتها على الصناعة بأبعادها الإنسانية والحرفية.

الجانب الإنساني يسرق الأضواء

رغم أن أسماء الفائزين ببعض الجوائز كانت معلنة قبل الحدث، فإن اللحظات التي عاشها الضيوف داخل القاعة لم تفقد تأثيرها.

كانت أنوك ياي، الفائزة بجائزة عارضة العام، من أبرز هذه اللحظات. العارضة السودانية - الأميركية التي تصدرت أغلفة المجلات العالمية مثل «فوغ» فرنسا، وظهرت في حملات سان لوران وفيرساتشي، وقدّمت عطراً من تييري موغلر، اعتلت المسرح وهي تتلقى الجائزة من الفائزة السابقة أليكس كونساني. وقالت ياي بخفة ظل: «قيل لي إن مسيرتي لن تتجاوز ستة أشهر... ويبدو أنها كانت ستة أشهر طويلة، أليس كذلك؟»، ثم تحوّلت عباراتها رسالة تمس القلوب: «إلى كل الفتيات السود الصغيرات اللواتي يشاهدنني الآن... لونكن ليس لعنة. أنتنّ أقوى مما تتخيلن». كلمات جعلت القاعة تصمت في لحظة إجلال، قبل أن تنفجر بالتصفيق.

إبداع يربط الموضة بالثقافة

جائزة المبتكر الثقافي كانت من نصيب ليتل سيمز، الفنانة التي تجمع بين الموسيقى والتمثيل، والتي أهدت جائزتها «لنسختها الصغيرة» التي لم تكن لتتخيل هذا اليوم، لكنها «رأته حتى النهاية».

كما شهد الحفل منح جائزتي تقديراً خاصاً في هذا المجال لكل من دلفين أرنو وBFC Fashion Trust متمثلة في تانيا فارس بمناسبة مرور 15 عاماً على تأسيسه.

وحصلت لولو كينيدي ورافاييل مور على تكريم 25 عاماً من Fashion East، بينما ذهبت جائزة «لحظة باندورا الأسلوبية» للعام إلى سام وولف.

أما جائزة «إيزابيلا بلو للإبداع»، فقد مُنحت لكلٍّ من راي كاواكوبو، وأدريان جوفي، وديكون باودن عن Dover Street Market.

تخللت الحفل أنشطة فنية وترفيهية عدة عربوناً على لقاء الموضة والفنون (رويترز)

وهكذا اختُتمت أمسية جمعت بين الأزياء وعروض حية من الموسيقى والباليه، إضافة إلى القصص الإنسانية، وفي الوقت ذاته كرّست مكانة جوائز الموضة بين أكثر الأحداث تأثيراً في روزنامة الموضة العالمية. ليلة كتبت فيها لندن فصلاً جديداً، وكان بطلاها الأساسيان لبنانيةً وآيرلندياً.


أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
TT

أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)

بين افتتاح المتحف المصري الكبير وفضول عالمي متزايد بسوق الموضة وصعود مصممين من أبناء البلد يطمحون لترك بصمتهم على العالم، يأتي أسبوع الموضة المصري ليكون خطوة مهمة في رحلة القاهرة لاستعادة دورها بوصفها عاصمة ثقافية وفنية. سلاحها، العودة إلى الجذور وإلى حكايات ملهمة إلى جانب توظيف خامات طبيعية محلية.

يبدو واضحاً أن معظم المصممين والمبدعين متمسكون بالجذور رغم تطلعهم للعالمية (خاص)

تحت عنوان «التطور» انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري في احتفال يعكس خطوات واثقة بدأت تحققها صناعة الأزياء منذ إطلاق الحدث لأول مرة في عام 2023. في هذه الدورة برزت رغبة محمومة من قبل المصممين المشاركين في توظيف خامات طبيعية كالقماش والقطن. وطبعاً إحياء حرف يدوية تقليدية في مسار يُعبِد الطريق نحو مستقبل مستدام وهوية تصميم مصرية معاصرة.

فتحت الفعاليات أبوابها للجمهور داخل مبنى كونسوليا وبيت بدير في قلب وسط البلد، بعدما أعادت إحياءهما شركة Coterie الشريك الرئيسي لهذا العام.

من علامة «باز القاهرة» تصاميم مستوحاة من التراث بلغة معاصرة (خاص)

كان هناك حرص على أن تُجرى كل فعاليات الحدث في مكان محدد، حتى لا يضطر الحضور إلى التنقل بين الأماكن في زحمة سير القاهرة، وما يمكن أن يترتب عليه من تأخير وضغوط. ثم إن المكان يتوفر فيه كل شيء، بدءاً من فناء أخضر فيه مقهى إلى طوابق مختلفة يحتضن كل واحد منها فعاليات معينة. الطابق الخامس مثلاً خُصص لأعمال أبرز المصممين المصريين عبر معارض ومنصات تفاعلية وورش عمل، فيما خصصت الطوابق العليا، كمسرح لعروض الأزياء وصالونات للماكياج وتصفيف شعر العارضات.

هناك رغبة في العودة إلى الجذور واستعمال خامات طبيعية مستدامة (خاص)

لكن ما ميز أسبوع هذه الدورة أيضاً، تعدد برامج الحوارات، التي شارك فيها أكثر من 30 شخصية محلية ودولية مؤثرة، من ضمنهم الأرشيدوقة كاميلا فون هابسبورغ-لوتيرينغن والمصممة أمينة غالي من عزة فهمي، و كاميلا فراكاسو ديافيريا من White Milano

والباحثة التراثية شهيرة محرز وشرين رفاعي مؤسسة أسبوع الموضة الأردني.

وشاركت ثمانٍ من أبرز مؤسسات تعليم الموضة في مصر إما بعروض أو معارض تبرز أفكاراً مبتكرة لطلاب يدعمهم برنامج GTEX التابع للمركز الدولي للتجارة ومؤسسة دروسوس بعد عملية انتقاء دقيقة لكل واحد منهم.

كانت القاعات تنبض بالنقاشات حول الاستدامة، الملكية الفكرية، تعليم الحرف والتمويل. وفي ورش العمل، قدّم المصمم الأردني ليث معلوف عروضاً تطبيقية على الأقمشة، بينما شرح مشرفون من مبادرة MSNJ كيف أصبح الصبار خيطاً ناعماً يمكن إدخاله في أزياء صديقة للبيئة.

تقول سوزان ثابت، أحد مؤسسي الأسبوع، إن مصر تزخر بالموارد والمواهب، وتاريخ غني في مجال الموضة لا يعرفه كثيرون ويستحق التعريف به وتسليط الضوء عليه بعد أن طاله غبار الزمن.

المصمم بريهان أبو زيد من علامة «باز» (خاص)

من هذه الفكرة أو الرغبة تبدأ قصة أسبوع الموضة في مصر تحت عنوان «التطور».

كانت التصاميم تشبه دفاتر يوميات مفتوحة ترجم فيها الطلاب رؤية لعالم يريدون أن يكونوا جزءاً منه عن استحقاق.

لكن وراء الألوان والقصات والأضواء وتسريحات الشعر الأنيقة، يقف اقتصاد ضخم. فصناعة النسيج مثلاً من أهم ركائز الاقتصاد المصري، وكذلك القطن المصري الذي يعد علامة فارقة في المنتجات العالمية من ناحية جودته وفخامته. تقول سوزان: «هذا تحديداً ما يرتكز عليه أسبوع الموضة ليعيد صياغة هذه الصناعة، ليس فقط عبر تصدير الخامات، بل عبر خلق علامات مصرية قادرة على المنافسة عالمياً وتحمل مفهوم (صنع في مصر)».


لبان ظُفار من الشجرة إلى الزجاجة في وادي دوكة

بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)
بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)
TT

لبان ظُفار من الشجرة إلى الزجاجة في وادي دوكة

بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)
بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)

وأخيراً أصبح في المنطقة العربية مصنع عطور يُجرى فيه تقطير اللبان محلياً، بعدما كان السفر إلى مدينة غراس الفرنسية الخيار الوحيد. أهمية هذه الخطوة لا تقتصر على بناء صناعة متكاملة من الشجرة إلى العطر فحسب؛ بل تمتد أيضاً إلى خفض البصمة الكربونية، وإفادة المجتمعات المحلية، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. واليوم بات بإمكان صُنَّاع العطور التوجه إلى صلالة، وتحديداً وادي دوكة، لمعاينة هذه النقلة في مجالهم عن قُرب، بعد أن كان المشهد محصوراً في صورة شاعرية لطقوس جمع اللبان وترحاله.

تسمع حكايات وتقرأ في كتب التاريخ الكثير عن منطقة ظفار وعلاقتها بالبخور واللبان. تترسخ في مخيلتك صورة شاعرية عن قوافل تجارية وثقافات متنوعة تمر منها إلى أوروبا وإلى آسيا، محملة بالبضائع النادرة، ولكن ما من وصف يضاهي الواقع.

يتم التعامل مع عملية استخراج اللبان بحذر حتى لا تتأثر الأشجار وتعطي الكثير (أمواج)

كانت الرحلة التي نظمتها دار «أمواج» للعطور بمناسبة افتتاح مصنعها الجديد «عين دوكة» لاستخلاص زيت اللبان، فرصة لاكتشاف هذا العالم عن قرب. أقل ما يمكن قوله عن الرحلة إنها بدأت بفضول وانتهت بانغماس في تاريخ قد يكون ضارباً في القدم، إلا أنه لم يفقد في أي مرحلة بوصلته نحو المستقبل.

ففي وادي دوكة، المدرَج على قائمة التراث العالمي لـ«يونيسكو»، تترامى أكبر محمية في العالم لأشجار «بوسويليا ساكرا»، مصدر راتينغ اللبان (إفراز عضوي) الذي شكَّل عبر آلاف السنين ركيزة لثقافات وتجارة وطقوس روحانية لا تُحصى. والآن تريد ظفار تسويقه للعالم بوصفه واحداً من أهم المكونات وأجملها في صناعة العطور، باستخراجه وتقطيره في عقر داره.

بخور المناسبات المهمة

هنا، خلف جبالها وبمحاذاة المنحدرات المنخفضة، وفي بطون الأودية والسهول، تنمو هذه الأشجار المتقشفة التي لا يثير شكلها النظر، إلا أنها بصبرها على مواجهة الرياح والرمال، لا تزال شامخة. جذوعها الخشنة لا تبخل براتينغ مميَّز جعل الإغريق يصفون المنطقة كلها بالبلاد السعيدة «أرابيا فيلكيس».

أنوف مشهورة مثل دومينيك روبيون وباسكال غورين وبيير غيروس وغيرهم انبهروا بطقوس استخراج اللبان (أمواج)

لم تكن الرحلة عادية وتقليدية من ناحية استضافتها وسائل الإعلام وحدها كما جرت العادة. نصف الحضور أو أكثر، كانوا «أنوفاً» عالمية من كبار العطارين، مثل: دومينيك روبيون، وباسكال غورين، وبيير غيروس، وغيرهم. أضفوا على التجربة بُعداً احترافياً. فهذه الأنوف تعوَّدت على أجود أنواع العود والياسمين والنباتات النادرة، ومن الصعب مفاجأتهم بالجديد، ومع ذلك كانوا منبهرين بالمكان وما تبوح لهم به هذه الأشجار من أسرار.

لم تفارق الابتسامة العطار بيير غيروس، فأخذني الحماس لأسأله أن يقارن لي بين هذا المكان وبين مدينة غراس الفرنسية وحقولها التي تعدُّ عاصمة العطور في العالم، فيرد مازحاً: «هناك وُلدت العطور من رحم روائح كريهة كانت تنبعث من دباغة الجلود، أما هنا فالعطر يولد من الأرض نفسها، من هوائها وشجرها ودفئها الصحراوي». هذا الإعجاب لا تلمسه لدى العطارين هنا فحسب؛ بل تلمسه في كل مكان ممزوجاً بفخر، كما تشي حكايات سكان المنطقة عن ارتباطها بالعطر.

بداية الحلم

طقوس محددة وأيادٍ محلية متمرسة تتقن التعامل مع الشجر لاستخراج أفضل ما فيه (أمواج)

كان السلطان الراحل قابوس بن سعيد صاحب فكرة تأسيس دار عطور فاخرة تُعرِّف العالم بالثقافة العمانية و«ذهبها الأبيض». كان ذلك في عام 1983 عندما أطلق مشروعاً كان طموحاً لدرجة الحلم: بناء صناعة محلية متكاملة لا تعتمد على الخارج، تبدأ في استخراج زيت اللبان وتنتهي بابتكار عطور تُعرف عالمياً بـ«هدية الملوك» تُصنع من الألف إلى الياء في أرض اللبان.

بعد أربعة عقود تقريباً، يكتمل هذا المشروع، بوضع حجر الأساس لمصنع «عين دوكة». مصنع لاستخلاص زيت اللبان من الراتينغ، وبه يتم إحياء حِرفة شكَّلت عبر العصور جوهر صناعة العطور في عُمان.

وادي دوكة... حكاية مستمرة

ثقافة اللبان ضاربة في التاريخ... ولكن البوصلة موجهة نحو المستقبل والعالم (أمواج)

في هذا الوادي المدرج على قائمة التراث العالمي لـ«يونيسكو» منذ عام 2000، تمتد أكبر محمية لأشجار «بوسويليا ساكرا» في العالم. أشجار منحت عُمان مكانتها بين الحضارات القديمة، ووفرت لإمبراطوريات عظيمة البخور للتطهير والاحتفال. فاللبان لم يكن مجرد بضاعة فواحة؛ بل لغة روحية وثقافية ودبلوماسية وحلقة وصل بين الشرق والغرب. لم يتردد الإغريق مثلاً -شأنهم شأن الرومان وغيرهم من الثقافات القديمة- في دفع أثمان باهظة لقاء الحصول على اللبان العماني تحديداً. فهو يحتوي على نسبة تتجاوز 70 في المائة من المركب العضوي العطري «ألفا بينين»، مما يجعله مختلفاً بفارق عن زيوت اللبان المستخرجة من المواقع الأخرى.

طقوس محددة وأيادٍ محلية متمرسة تتقن التعامل مع الشجر لاستخراج أفضل ما فيه (أمواج)

هذا التاريخ وُضع في الحسبان عند تصميم المكان؛ حيث يتجلَّى المعمار امتداداً للأرض التي تحتضنه؛ تتماهى ألوانه وتفاصيله مع طبيعة الوادي المدرج على قائمة التراث العالمي لـ«يونيسكو»، فيبدو من بعيد كصخرة ناعمة. ومع الاقتراب، تظهر هندسته الدائرية المستوحاة من التواصل بين الإنسان والطبيعة، تحتضن في قلبها حديقة لشجر اللبان، رمزاً للاستدامة واستمرارية الحياة.

يُدار المكان بأسلوبٍ حديثٍ ومستدام؛ إذ تم تحديد مواقع أكثر من خمسة آلاف شجرة لبان، باستخدام تقنية التتبُّع الجغرافي، ليصبح وادي دوكة أول غابة ذكية في منطقة الخليج. هذه الأشجار تُحصد وفقاً للمعايير الدولية لممارسات الحصاد الأخلاقي والمسؤول، وهو ما أكده اعتماد مؤسسة «فيروايلد» الدولية في أغسطس (آب) الماضي.

رينو سالمون المدير الإبداعي في «أمواج» يشرح تاريخ اللبان وأهميته وطرق استخراجه (أمواج)

يُعلِّق رينو سالمون، المدير الإبداعي في «أمواج»: «كانت رؤيتنا لعين دوكة واضحة منذ البداية. أردناه مكاناً يعكس جمال البساطة وعمق العلاقة بين الأرض والعطر. فالتصميم يبدو وكأنه ينمو من طبيعة المكان ويتناغم معها. ولذا؛ راعينا توفير مساحات مفتوحة لتضفي شعوراً خاصاً وتترك طابعاً يعبر عن شخصية الدار وطبيعة الأرض، وتتيح للحرفة العُمانية أن تكون جزءاً أساسياً من التجربة؛ حيث يرى الزائر كيف يتحوَّل اللبان من مادته الطبيعية إلى عطر بنغمات دافئة ومميَّزة».

ما بدأ بحصاد محلي تحول إلى صناعة عالمية (أمواج)

ما بدأت عطوراً خاصة جداً لتكون هدايا تليق بالملوك، أصبحت اليوم صناعة متكاملة الجوانب. فالدار توسعت، وكلما زاد نجاحها زادت طموحاتها. وللمرة الأولى في تاريخها، تجاوزت مبيعاتها 100 مليون دولار في الربع الأول من عام 2025. وعلى مستوى الإبداعات، حافظ عطر «جايدانس» (Guidance) على مكانته بصفته الأكثر مبيعاً، أما مجموعة «إسينسيس» فقد انضمت عطورها الثلاثة إلى قائمة أفضل 15 عطراً مبيعاً لدى «أمواج» خلال الفترة نفسها.