الأمن الباكستاني يحبط مخططاً إرهابياً في إقليم السند

إجراءات أمنية مشددة قبل الاحتفال بيوم الاستقلال الوطني

مسؤول أمني باكستاني يقف حراسة فيما يحتفل أفراد مجتمع الأقلية المسيحية الباكستانية بيوم الأقلية في كراتشي بباكستان الأحد (إ.ب.أ)
مسؤول أمني باكستاني يقف حراسة فيما يحتفل أفراد مجتمع الأقلية المسيحية الباكستانية بيوم الأقلية في كراتشي بباكستان الأحد (إ.ب.أ)
TT

الأمن الباكستاني يحبط مخططاً إرهابياً في إقليم السند

مسؤول أمني باكستاني يقف حراسة فيما يحتفل أفراد مجتمع الأقلية المسيحية الباكستانية بيوم الأقلية في كراتشي بباكستان الأحد (إ.ب.أ)
مسؤول أمني باكستاني يقف حراسة فيما يحتفل أفراد مجتمع الأقلية المسيحية الباكستانية بيوم الأقلية في كراتشي بباكستان الأحد (إ.ب.أ)

أعلنت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة في إقليم السند جنوب باكستان نجاحها في إحباط هجوم كبير كان مخططاً تنفيذه بالتزامن مع ذكرى يوم استقلال باكستان التي تصادف الرابع عشر من أغسطس (آب). وأوضحت في بيان الليلة الماضية أنها اعتقلت، في عملية أمنية جرى تنفيذها في منطقة لاركانا في إقليم السند، مسلحَين اثنين كانا يخططان للهجوم. وأضافت أن الإرهابيين كانا يخططان لتفجير يستهدف احتفالاً رئيسياً وسجناً في يوم الاستقلال، مشيرةً إلى أنه جرت مصادرة متفجرات تزن 350 جراماً وقنبلة يدوية وفتيل كانت بحوزتهما، وأنهما متورطان أيضاً في جرائم مثل الهجوم على الشرطة.

مسؤولو أمن باكستانيون متأهبون فيما يحتفل أفراد مجتمع الأقلية المسيحية الباكستانية بيوم الأقلية في كراتشي بباكستان الأحد (إ.ب.أ)

ومع اقتراب يوم الاستقلال في باكستان، تجري الاستعدادات والاحتفالات على قدم وساق في جميع أنحاء البلاد، مع تدفق واسع للمواطنين، لا سيما الأطفال والشباب لشراء الأعلام والشارات ومختلف الأشياء ذات اللون الأخضر، بما في ذلك الفساتين والقبعات؛ لإحياء ذكرى استقلال الوطن الأم.

وفي لاهور، نظَّمت إدارة «شؤون الشباب والرياضة» في إقليم البنجاب ما يُعرف بـ«ماراثون آزادي»، وهو حدث شهد مشاركة حماسية من مجموعة متنوعة من العدَّائين، الذين اجتمعوا للإعراب عن روحهم الوطنية والاحتفال باستقلال الأمة، حسب صحيفة «ذا نيشن» الباكستانية، الأحد.

أشخاص يزورون سوقاً لشراء الأعلام والشارات والأقنعة في كراتشي (السبت) قبل احتفالات يوم استقلال باكستان الثامن والسبعين التي تقام 14 أغسطس (أ.ب)

وفي الوقت نفسه، من المقرر إقامة سلسلة من الفعاليات في إسلام آباد بحديقة «إف - 9» في إطار احتفالات يوم الاستقلال. وتضم هذه البرامج حفلاً موسيقياً نابضاً بالحياة، يضم فنانين محليين مشهورين وعرضاً مذهلاً للألعاب النارية وأول عرض على الإطلاق للطائرات من دون طيار في المدينة، مما يَعِد بتقديم متعة بصرية مثيرة للجمهور.

جدير بالذكر أن باكستان تحتفل في الرابع عشر من أغسطس من كل عام بيوم استقلالها عن بريطانيا، حيث أُعلن قيام دولة مستقلة عام 1947.


مقالات ذات صلة

تونس: إيقاف متهمَين بالإرهاب أحدهما محكوم عليه بـ36 عاماً سجناً

أفريقيا قيس سعيد يلتقي رئيس الحكومة الجديد كمال المدوري ويأمره بتنفيذ القانون بحزم (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)

تونس: إيقاف متهمَين بالإرهاب أحدهما محكوم عليه بـ36 عاماً سجناً

أعلنت مصادر أمنية تونسية رسمية أن قوات مكافحة الإرهاب أوقفت مؤخراً متهماً بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي».

كمال بن يونس (تونس )
أوروبا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته في قمة «الناتو» الـ75 في واشنطن الشهر الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا لا ترى تعارضاً بين الالتزام بـ«ناتو» والتوجه شرقاً

أكدت تركيا التزامها الكامل بمسؤولياتها تجاه حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الرغم من محاولتها لأن تكون جزءاً من منظمات ومجموعات يعتقد أنها تبعدها عن الغرب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر (متداولة)

وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم الحد من استخدام الأسلحة البيضاء

في ضوء زيادة هجمات الطعن، تعتزم وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تشديد قانون حيازة الأسلحة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
آسيا لاجئ أفغاني يحمل لافتة خلال احتجاج أمام مكتب الأمم المتحدة في جاكرتا بإندونيسيا الاثنين (إ.ب.أ)

بعد 3 سنوات على عودة «طالبان» إلى الحكم... أفغانستان تعاني الفقر

بعد 3 سنوات على عودة «طالبان» إلى الحكم، تعاني أفغانستان ركوداً اقتصادياً كاملاً، فيما يغرق سكانها في الفقر وسط أزمة إنسانية متفاقمة.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا أفراد أمن «طالبان» يقفون للحراسة على طول أحد الشوارع بينما يحتفل الشيعة الأفغان بعاشوراء في حي بول السختا بكابل 16 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«داعش» يتبنى هجوماً بمنطقة ذات غالبية شيعية في كابل

تبنّى تنظيم «داعش» ليل الأحد - الاثنين هجوماً بقنبلة أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة العشرات في حي تسكنه أغلبية شيعية بكابل

«الشرق الأوسط» (كابل )

3 سنوات من حكم «طالبان»: نجاحات خارجية وتشدد في الداخل

مقاتل من «طالبان» يحرس نساءً خلال تلقي حصص غذائية توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أرشيفية - أ.ب)
مقاتل من «طالبان» يحرس نساءً خلال تلقي حصص غذائية توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أرشيفية - أ.ب)
TT

3 سنوات من حكم «طالبان»: نجاحات خارجية وتشدد في الداخل

مقاتل من «طالبان» يحرس نساءً خلال تلقي حصص غذائية توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أرشيفية - أ.ب)
مقاتل من «طالبان» يحرس نساءً خلال تلقي حصص غذائية توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أرشيفية - أ.ب)

نجحت حكومة «طالبان» خلال 3 سنوات، لم تحصل خلالها على اعتراف أي دولة بها، في تحقيق بعض النجاحات الدبلوماسية، بموازاة تشديد قبضتها في الداخل.

وكان التطور الأبرز مشاركة «طالبان» لأول مرة في مباحثات الدوحة نهاية يونيو (حزيران) الماضي لمناقشة الدعم الاقتصادي ومكافحة المخدرات مع المجتمع الدولي.

ورحب المتحدث باسم الحكومة، ذبيح الله مجاهد، الذي قاد الوفد الأفغاني إلى قطر، بـ«خروج كابل من عزلتها». وصرح في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نؤيد عقد لقاءات إيجابية شرط أخذ الوضع في أفغانستان في الحسبان».

مجسمات لعرض فساتين أعراس بوجوه مغطاة بأكياس بلاستيكية سوداء أو أشرطة لاصقة عريضة (أرشيفية - أ.ف.ب)

فبعد مفاوضات معقدة، حصدت كابل موافقة الأمم المتحدة و20 دولة، تنتقد «الفصل العنصري بين الجنسين» في أفغانستان، على عدم دعوة أي ممثل عن المجتمع المدني، خصوصاً النساء، إلى جولة الدوحة الثالثة.

وبالنسبة إلى عبيد الله باهر، حفيد أمير الحرب السابق قلب الدين حكمتيار، فإن «مقاربة (الدوحة) كانت ذكية».

وقال باهر: «ليس المجتمع الدولي من سيحل قضية المرأة» في إشارة إلى استبعاد النساء من التعليم وجزء من أوساط العمل. وأضاف: «لكنه قادر على إيجاد» بيئة مواتية و«يمكن للانتعاش الاقتصادي أن يأتي بنوع من الانفتاح السياسي».

حوار عن مكافحة الإرهاب

علاوة على ذلك، فإن أفغانستان، التي ما زالت تطالب عبثاً بالحصول على مقعد في الأمم المتحدة، تعمل على إقامة علاقات أكبر مع منطقتها.

أفراد أمن من «طالبان» بأحد شوارع كابل (أ.ف.ب)

ورحب ذبيح الله مجاهد قائلاً: «لدينا علاقات جيدة جداً مع دول الجوار والدول الإسلامية. نحو 40 دولة لها سفارات (...) أو قنصليات» في أفغانستان.

وعلى الرغم من إغلاق السفارات الغربية في كابل منذ 3 سنوات، فإن الصين وروسيا وإيران وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى (باستثناء طاجيكستان) أقامت علاقات دبلوماسية فعلية مع كابل.

كذلك، تستعد موسكو لشطب حركة «طالبان» من قائمتها للمنظمات الإرهابية، وعينت بكين أول سفير لها في كابل منذ 3 سنوات.

وتبرر مكافحة الإرهاب ضرورة الحوار مع كابل بالنسبة إلى الغرب وبكين وموسكو.

وأعربت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، عن قلقها من أنشطة الفرع الإقليمي لـ«داعش» الذي يمثل «أكبر تهديد إرهابي خارجي» في أوروبا.

يقول مجاهد: «لقد قلصنا ظاهرة (داعش) إلى نحو الصفر»، في إشارة إلى «داعش - خراسان» المسؤول عن كثير من الهجمات.

أفغانيات يعملن على توضيب الزعفران بمنشأة في هيرات (أرشيفية - أ.ف.ب)

شرطة الأخلاق

لكن على المستوى الداخلي، لم تعط «طالبان» أي دليل على الانفتاح.

وفي هذا السياق، تدين الأمم المتحدة «مناخ الخوف» الذي تزرعه ألوية وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإمارة الإسلامية، حيث يبدو أي احتجاج شعبي مستحيلاً.

وتقول الحكومة إنها تريد منح «دور مزداد» لشرطة الأخلاق المسؤولة عن تطبيق المراسيم الصادرة من معقلها الجنوبي في قندهار من قبل الأمير هبة الله أخوند زاده وفقاً للشريعة الإسلامية.

ولهذه المراسيم تأثير كبير على حياة الأفغان: الحضور المنتظم إلى المسجد، وارتداء الحجاب، وخروج المرأة مع مرافق، والفصل بين الجنسين. وأي انتهاك قد يؤدي إلى الاعتقال أو العقوبة الجسدية أو الترهيب.

ويقول مجاهد: «لن نقبل فكرة أننا شموليون».

لكن وفقاً لناشط في المجتمع المدني، «أصبحت (طالبان) تدريجاً أكثر صرامة. وسيصبحون أكثر صرامة».

وفي مثل هذا المناخ، فإن النساء اللاتي تظاهرن في بداية حكم «طالبان» ضد الإجراءات القمعية الأولى وتعرضن للضرب أو الاعتقال، أصبحن الآن يعترضن بشكل رمزي فقط خلف جدران منازلهن.

أعضاء من حركة «طالبان» خلال عرض عسكري في كابل (رويترز)

«الأمن أولوية»

يؤكد مجاهد أن هناك «آليات تحدد إصغاء الحكومة إلى صوت الشعب»، أبرزها المجالس المحلية لرجال الدين وشيوخ العشائر. ويضيف: «قد تختلف عن تلك القائمة في الحكومات الديمقراطية، (لكنها) مطابقة للإسلام».

ويقول «البنك الدولي» إن كابل، التي تراجع اقتصادها إلى حد كبير، تخصص جزءاً كبيراً من ميزانيتها للأمن: الجيش والشرطة والاستخبارات.

ويقول مجاهد: «نسيطر على الوضع الأمني. كانت هذه أولويتنا».

ومن الناحية السياسية، لا معارضة مرئية أو مسموعة في غياب انتخابات أو أحزاب سياسية أو صحافة حرة.

ويؤمن الأكاديمي عبيد الله بحير بالحوار، ويقول: «علينا أن نتحاور معهم (طالبان) باستمرار على أمل أن يفهموا أن للشعب مطالب، وأن عليهم تقديم تنازلات».

لكن السكان يشعرون بالامتنان لنظام «طالبان» لاستتباب الأمن بعد أكثر من 40 عاماً من الحرب.

وفي هذا المجتمع الذكوري، لا يشعر جميع الأفغان بالصدمة من التدابير القمعية ضد المرأة.

في المقابل، يطمح آخرون إلى الهجرة، أو ينتظرون الحصول على تأشيرة أو طلب لجوء في الخارج أو حتى سلوك طرق الهجرة الخطرة.