أسعار المنازل البريطانية ترتفع بأكبر وتيرة منذ أشهر

المملكة المتحدة تعدل نمو اقتصادها لعام 2022 بالزيادة إلى 4.8 %

منازل جديدة في مجمع سكني في آيلزبيري (رويترز)
منازل جديدة في مجمع سكني في آيلزبيري (رويترز)
TT
20

أسعار المنازل البريطانية ترتفع بأكبر وتيرة منذ أشهر

منازل جديدة في مجمع سكني في آيلزبيري (رويترز)
منازل جديدة في مجمع سكني في آيلزبيري (رويترز)

أظهرت بيانات من بنك «هاليفاكس» أن أسعار المنازل في بريطانيا ارتفعت بأكبر وتيرة في 6 أشهر في يوليو (تموز)، وفقاً لأرقام نشرتها يوم الأربعاء شركة «هاليفاكس» للتمويل العقاري، والتي أشارت إلى زخم جديد في سوق العقارات.

وزادت أسعار المنازل بنسبة سنوية 2.3 في المائة، وهي أكبر زيادة سنوية منذ يناير (كانون الثاني). وكانت آخر مرة ارتفعت فيها الأسعار بأكثر من ذلك على أساس سنوي في فبراير (شباط) 2023، عندما ارتفعت بنسبة 2.5 في المائة، وفق «رويترز».

وقال بنك «هاليفاكس» إن الأسعار قفزت على أساس شهري بنسبة 0.8 في المائة في يوليو، مقارنة بيونيو (حزيران). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا في الغالب زيادة بنسبة 0.3 في المائة على أساس شهري.

ووعد حزب العمال الذي حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي، بإصلاح نظام التخطيط في بريطانيا، وحدد أهدافاً إلزامية لتسريع بناء المنازل؛ لكن من المرجح أن يظل نقص المعروض عاملاً في دفع أسعار المنازل في الأمد المتوسط.

وعلاوة على ذلك، خفض بنك إنجلترا الأسبوع الماضي أسعار الفائدة إلى 5 في المائة، من أعلى مستوى لها في 16 عاماً عند 5.25 في المائة، وهو أول خفض له منذ مارس (آذار) 2020.

وقالت رئيسة قسم الرهن العقاري في «هاليفاكس»، أماندا برايدن: «على خلفية انخفاض أسعار الرهن العقاري وتخفيضات أسعار الفائدة الأساسية المحتملة، نتوقع أن تستمر أسعار المنازل في اتجاه تصاعدي متواضع طوال بقية هذا العام».

ومع ذلك، لا تزال قيود القدرة على تحمل التكاليف ونقص العقارات المتاحة تشكل تحديات لأصحاب المنازل المحتملين.

كما أظهرت مقاييس أخرى لسوق الإسكان انتعاش الزخم.

وفي الأسبوع الماضي، قالت شركة «نيشن وايد» المنافسة للإقراض العقاري، إن مقياسها لأسعار المنازل ارتفع بنسبة 2.1 في المائة في الأشهر الاثني عشر حتى يوليو، وهي أكبر زيادة سنوية منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022.

وارتفعت أسعار الرهن العقاري عندما تسببت الخطة الاقتصادية لرئيسة الوزراء آنذاك، ليز تروس، في انحدار سوق السندات في سبتمبر (أيلول) 2022. واستقرت تكاليف الاقتراض منذ ذلك الحين إلى حد بعيد، على الرغم من أنها تظل عند ضعف مستواها تقريباً قبل الاضطرابات، وارتفاع أسعار الفائدة القياسية.

ويضع المستثمرون حالياً فرصة بنحو 33 في المائة لقيام بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة أخرى، في اجتماعه المقبل في سبتمبر.

في المقابل، سجل اقتصاد بريطانيا نمواً أقوى مما كان يُعتقد سابقاً في عام 2022، وفقاً لبيانات رسمية منقحة أعطت وزناً أكبر لقطاع النفط والغاز الذي دعمته الأسعار المرتفعة، وقطاع الصحة الذي تعافى من تأخر جائحة «كوفيد-19».

وقال مكتب الإحصاء الوطني، يوم الأربعاء، إنه يعتقد الآن أن اقتصاد بريطانيا نما بنسبة 4.8 في المائة في عام 2022، ارتفاعاً من تقدير سابق بلغ 4.3 في المائة، وفق «رويترز».

وأوضح المكتب أنه قام بتحديث طريقة وزن قطاعات الاقتصاد ضمن بيانات الناتج المحلي الإجمالي الكلي؛ حيث أصبح قطاع التعدين والمحاجر الآن أكبر نسبياً مقارنة بالقطاعات الأخرى، مما يعكس الزيادة في أسعار النفط والغاز.

كما تم إعطاء وزن أكبر لقطاع الصحة؛ حيث كان أكثر انشغالاً من المعتاد بعد الوباء.

وقال المكتب إن قطاع التصنيع الذي تكبد تكاليف أكبر خفضت مساهمته في الاقتصاد، وقطاع الإقامة والطعام الذي لم يعد إلى مستوياته قبل الوباء، كلاهما كانا أصغر نسبياً مما كانا عليه في عام 2019.

وأوضح المكتب أن التعديلات ستمتد إلى بيانات عامي 2023 و2024 حتى الآن في 30 سبتمبر.


مقالات ذات صلة

نمو الأجور في بريطانيا يصل إلى 6 % رغم ضعف سوق العمل

الاقتصاد مواطنون يعبرون جسر لندن (رويترز)

نمو الأجور في بريطانيا يصل إلى 6 % رغم ضعف سوق العمل

استمر نمو الأجور في المملكة المتحدة في الارتفاع بشكل قوي ومتماسك خلال الأشهر الثلاثة حتى نوفمبر، في حين بدأت تظهر مؤشرات إضافية على ضعف سوق العمل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي ميريك دوسيك (المنتدى الاقتصادي) play-circle 01:29

خاص «دافوس 2025»: تفاؤل حذر بمستقبل المنطقة العربية

ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس على خلفية تحولات جوهرية تشهدها منطقة الشرق الأوسط. ويُبدي ميريك دوسيك، مديره العام، تفاؤلاً حذراً بمستقبل المنطقة.

نجلاء حبريري (دافوس)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي مشاركاً في إحدى جلسات دافوس العام الماضي (المنتدى)

وزير الاقتصاد السعودي: إعادة تشغيل محركات النمو العالمي تستلزم دليلاً اقتصادياً جديداً

دعا وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم إلى إعادة كتابة قواعد اللعبة الاقتصادية، من أجل إطلاق محركات جديدة للنمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (دافوس)
الاقتصاد أتراك يتجولون بين المقاهي على كوبري عالاطا في إسطنبول مطلع العام الجديد (د.ب.أ)

«المركزي التركي» يعدل من توقعاته للتضخم في ظل تفاؤل باستمرار التراجع

عدل البنك المركزي التركي من توقعاته للتضخم وأسعار الفائدة والصرف ومعدل النمو بنهاية العام الحالي وسط تحذيرات من تداعيات السياسات الاقتصادية «الخاطئة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)

كيف سيعيد «دافوس 2025» تشكيل مستقبل النمو في العصر الذكي؟

يبدأ المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه السنوي (دافوس 2025)، يوم الاثنين تحت شعار: «التعاون من أجل العصر الذكي».

«الشرق الأوسط» (دافوس)

«رسوم ترمب» تهيمن على أعمال «دافوس»

دينغ برفقة مؤسس منتدى «دافوس» قبل إلقائه كلمته... 21 يناير (رويترز)
دينغ برفقة مؤسس منتدى «دافوس» قبل إلقائه كلمته... 21 يناير (رويترز)
TT
20

«رسوم ترمب» تهيمن على أعمال «دافوس»

دينغ برفقة مؤسس منتدى «دافوس» قبل إلقائه كلمته... 21 يناير (رويترز)
دينغ برفقة مؤسس منتدى «دافوس» قبل إلقائه كلمته... 21 يناير (رويترز)

هيمنت عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض على أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في أول أيامه. فمن مديري الجلسات الحوارية، إلى قادة الدول وأثرى أثرياء العالم، مروراً بسائقي حافلات «دافوس» الكهربائية، تردّد اسم الرئيس العائد آلاف المرات، بنبرة متخوفة تارة، وسعيدة متحمسة تارة أخرى.

وبينما انهمك رواد المنتدى في القراءة بين سطور تسونامي الأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس مساء الاثنين، حرص قادة أوروبا والصين على التحذير من عواقب الحروب التجارية التي قد تسبّبها رسومه الجمركية على النمو الاقتصادي العالمي.

التزام صيني بالتعددية

وفي خطاب عهده العالم «أميركياً بامتياز» حتى انتخاب ترمب لولاية أولى في 2016، انضمّ نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شويشيانغ إلى المحذّرين من خطر الحمائية والحروب التجارية. وقال المسؤول الصيني الرفيع، في خطاب أمام رواد «دافوس»، إنه «لا رابح في الحروب التجارية»، وإن «الحمائية لا تقود إلى مكان».

جانب من خطاب نائب رئيس الوزراء الصيني في «دافوس»... 21 يناير (د.ب.أ)

واعتبر دينغ أن «العولمة الاقتصادية ليست لعبة محصلتها صفر، بل هي عملية منفعة متبادلة، وتقدّم مشترك». كما وصف التعددية على الساحة الدولية بأنها «المسار الصحيح للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية البشرية».

وتأتي تصريحات دينغ بعد ساعات قليلة من تأكيد حكومته التزامها بدعم اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، عقب انسحاب ترمب منهما في قرار عدّته «مقلقاً».

ويكثّف صناع السياسات الصينيون جهودهم لتحفيز اقتصاد البلاد المتعثر بعد جائحة «كوفيد-19»، وسط مخاوف بشأن زيادة الرسوم الجمركية الأميركية بعد تنصيب ترمب.

«سباق نحو القاع»

وانضمّت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى نائب رئيس الوزراء الصيني في التحذير من عواقب الرسوم الجمركية. وقالت أمام رواد دافوس إن اللجوء إلى «أدوات اقتصادية مثل العقوبات، وضوابط التصدير، والرسوم الجمركية» يضع العالم عرضة لخطر «سباق نحو القاع».

حذّرت فون دير لاين من «سباق عالمي نحو القاع» (إ.ب.أ)

وأقرّت المسؤولة الأوروبية بدخول العالم «حقبة جديدة من المنافسة الجيواستراتيجية القاسية». وقالت إنه «مع تكثيف هذه المنافسة، من المرجح أن نستمر في رؤية الاستخدام المتكرر لأدوات اقتصادية، مثل العقوبات وضوابط التصدير والتعريفات الجمركية، التي تهدف إلى حماية الأمن الاقتصادي والوطني»، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة دعم الابتكار.

حلفاء جدد؟

وفي ردّ فعل واضح على ولاية ترمب الثانية، تحدّثت فون دير لاين عن توجه أوروبا للبحث عن حلفاء جدد. وقالت إن أولوية بروكسل القصوى ستكون الدخول في «حوار لاستشراف مصالحنا المشتركة والاستعداد للتفاوض». كما تحدّثت عن اعتماد البراغماتية في التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة، «دون التخلي عن مبادئنا لحماية مصالحنا والدفاع عن قيمنا».

أعربت فون دير لاين عن انفتاح أوروبا على «شركاء جدد» في خطابها بـ«دافوس»... 21 يناير (أ.ف.ب)

وأكّدت رئيسة المفوضية استمرار أوروبا في «الدعوة إلى التعاون، ليس مع أصدقائنا القدامى الذين يشاركوننا قيمنا فحسب، بل مع جميع البلدان التي لدينا مصالح مشتركة معها»، موجّهة رسالة إلى العالم مفادها أن أوروبا «مستعدة للدخول في حوار معكم إذا كان لذلك منافع متبادلة».

وفي خطوة قد تثير غضب ترمب، الذي سيخاطب المنتدى عبر تقنية الفيديو الخميس، تحدّثت فون دير لاين عن استعداد الاتحاد الأوروبي لـ«مد اليد» إلى الصين و«تعميق» علاقاته مع بكين. وقالت: «أعتقد أن الأوان قد حان لإعادة التوازن لعلاقاتنا مع الصين بمبدأ الإنصاف والمعاملة بالمثل».

«ركيزة الازدهار»

حمل المستشار الألماني، أولاف شولتس، رسالة مماثلة لرسالتَي فون دير لاين ودينغ، ودافع عن التبادل الحر الذي وصفه بـ«ركيزة الازدهار». وفيما أقرّ بالتحدي الذي يطرحه شعار «أميركا أولاً»، شدد المستشار الألماني المقبل على انتخابات تشريعية الشهر المقبل على أن «التعاون والتفاهم المتبادلين يصبان بشكل عام في مصلحة الجميع».

جانب من كلمة المستشار الألماني أمام رواد «دافوس»... 21 يناير (د.ب.أ)

وقال شولتس، في كلمة أمام رواد المنتدى الاقتصادي العالمي، إن الأوروبيين الذين يريدون «تجارة عالمية حرة ونزيهة» سيدافعون عن هذا المبدأ «مع شركاء آخرين»، لمواجهة «العزلة» التجارية التي «تضر بالازدهار». كما حذّر من أن «الرئيس ترمب وإدارته سيبقيان العالم في حالة ترقب لسنوات».

وقد تكون الواردات الأوروبية في مرمى الرئيس الأميركي الجديد، خاصة منتجات ألمانيا التي لديها أعلى فائض تجاري مع الولايات المتحدة.

ويقول أحد رجال الأعمال الأوروبيين لـ«الشرق الأوسط» في أروقة «دافوس»، إنه يخشى أن تتسبب «رسوم ترمب» في إطلاق حرب تجارية باردة، تدفع الأوروبيين للرد عبر رسوم على صادراتهم. إلا أنه استدرك قائلاً: «أستبعد أن تصل الأمور إلى هذا الحد، فالعلاقات الأطلسية تتجاوز التبادل التجاري إلى قضايا الأمن المشترك واستقرار الاقتصاد العالمي».

وخلافاً لانفتاح فون دير لاين العلني على «شركاء جدد»، أكّد شولتس أنه يريد أن يفعل «كل شيء» لضمان بقاء الولايات المتحدة «أقرب حليف» لألمانيا خارج أوروبا، سواء من أجل «السلام والأمن في العالم»، أو من أجل «التنمية الاقتصادية».