أولمبياد باريس: ملاعب مبلّلة... وفلسطين ترفض انسحاب رياضييها أمام الإسرائيليين

«العراقية» تتوعّد بالمحاسبة في قضية المنشطات... وفضيحة تؤدي إلى اعتذار رسمي لبعثة كوريا الجنوبية

بعض المنافسات لم تتأثر بالأمطار الغزيرة وانطلقت في مواعيدها (أ.ب)
بعض المنافسات لم تتأثر بالأمطار الغزيرة وانطلقت في مواعيدها (أ.ب)
TT

أولمبياد باريس: ملاعب مبلّلة... وفلسطين ترفض انسحاب رياضييها أمام الإسرائيليين

بعض المنافسات لم تتأثر بالأمطار الغزيرة وانطلقت في مواعيدها (أ.ب)
بعض المنافسات لم تتأثر بالأمطار الغزيرة وانطلقت في مواعيدها (أ.ب)

وضعت الأمطار الغزيرة منظمي أولمبياد باريس في اختبار صعب منذ اليوم الأول، وتسبّبت في تأجيل منافسات التزلج على اللوح في الشوارع للرجال، كما تأجلت مباريات في منافسات التنس.

وشهد حفل الافتتاح المبهر «المبلل» مشاركة آلاف الرياضيين في مسيرة، على متن أسطول من الزوارق على نهر السين في قلب العاصمة الفرنسية، وهم يلوّحون للجماهير رغم هطول الأمطار.

وضحكت لاعبة الريشة الطائرة الصينية هي بينجياو، عندما سُئلت عما إذا كانت تعتقد أن حفل الافتتاح كان جميلاً، وقالت إنها لم تتمكّن من الحضور بسبب الطقس.

وقالت: «للأسف لم أتمكّن من الحضور بسبب المطر. كان عليّ أن أستريح. ليس من الطبيعي إقامة حفل مثل هذا على متن القوارب. كنت أشاهده على هاتفي».

واستمر هطول الأمطار لليوم الثاني؛ ما أدى إلى إعادة جدولة بعض الأحداث، وكانت المظلات أكثر وضوحاً من النظارات الشمسية في لعبة الكرة الطائرة الشاطئية عند سفح برج إيفل.

وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي للتزلج، بعد إعادة جدولة منافسات السبت إلى الإثنين، بسبب غرق منطقة لا كونكورد، المكان المفتوح الذي كان من المفترض أن تُقام فيه المنافسات، «إن عامل الخطر يصبح مرتفعاً للغاية عند التزلج تحت المطر».

كما تعطّل اليوم الافتتاحي لمنافسات التنس؛ إذ أُصيب الآلاف من المتفرجين، الذين لم يكن لديهم تذاكر لحضور المباريات على الملعبين الرئيسيين، بالإحباط بعد الوقوف في طوابير طويلة لمحاولة الدخول.

وبدأ اللعب في الوقت المحدد تحت سقف ملعب «فيليب شاترييه»، وفي ملعب «سوزان لينجلين». لكن المنافسات تأخرت على الملاعب المكشوفة.

ومع ذلك، قال منظمو باريس 2024، إنهم واثقون بأن منافسات الثلاثي ستُقام كما هو مقرر يوم الثلاثاء على الرغم من أن المطر قد يؤدي إلى إلغاء جلسة التدريب الأحد، بسبب المخاوف بشأن جودة المياه في نهر السين.

الأمطار الغزيرة أدت إلى تأجيل مباريات التنس (رويترز)

وتوقعت «هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية» أن يجف الطقس، الأحد، قبل أن يصبح شديد الحرارة الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى 36 درجة مئوية، يوم الثلاثاء.

من جانب آخر، قال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، جبريل الرجوب، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، السبت، إنه لن يطلب من رياضييه المشاركين حالياً في الألعاب الأولمبية في باريس الانسحاب، حال أوقعتهم القرعة مع لاعبين إسرائيليين، وذلك بموازاة الحرب الدائرة في غزة.

وفي أكثر من حالة سابقة، انسحب رياضيون عرب في محافل دولية، تفادياً لمواجهة رياضيين من إسرائيل، رفضاً للتطبيع؛ ما عرّضهم لعقوبات الإيقاف من الاتحادات الدولية.

وقال الرجوب، من مقر البعثة الفلسطينية: «أولاً لن أعطي هذه التعليمات، ولن أعطيها (بالانسحاب). لكن يمكنك سؤال الرياضيين. أحدهم خسر ثمانين شخصاً من عائلته وأقاربه».

وأضاف الرجوب، الذي يرأس أيضاً الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: «لن أطلب أبداً هذا الشيء. أطلب من الرياضيين الالتزام بالشرعية الأولمبية».

وعما إذا كان سيعاقب الرياضيين الذين ينسحبون من مواجهة إسرائيليين، ترك الرجوب الكرة في ملعب رياضييه: «تعليماتي واضحة. من يخالف الشرعة الأولمبية هي إسرائيل. هل تصرّفت اللجنة الأولمبية الدولية فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية وفقاً للشرعة الأولمبية؟ عندها يمكن الحكم على الرياضيين الفلسطينيين».

وتشارك البعثة الفلسطينية بثمانية رياضيين في أولمبياد باريس 2024، باحثة عن تحقيق أول ميدالية في تاريخها.

من جانب آخر، قرر عقيل مفتن، رئيس اللجنة الأولمبية العراقية، فتح تحقيق للكشف عن ملابسات سقوط مصارع الجودو سجاد غانم في اختبار منشطات، قبل مشاركته في ألعاب باريس.

وأوقفت وكالة الاختبارات الدولية الجمعة غانم مؤقتاً، بعد أن كشفت تحاليل عينته عن وجود مواد محظورة رياضياً.

واستُبعد غانم من المشاركة في أي فعاليات في أولمبياد باريس، لكن يمكنه طلب الخضوع لفحص عينة ثانية.

ونقلت «وكالة الأنباء العراقية» عن مفتن قوله في بيان: «اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية لن تقف مكتوفة الأيدي في هذه القضية، وستحاسب المقصر، سواء كان اللاعب أو المدرب أو الإدارة أو اتحاد اللعبة، وستكون العقوبة قاسية بحق من تسبّب بتشويه سمعة اللجنة الأولمبية في هذا المحفل الكبير».

وأضاف: «ما حدث للاعب سجاد غانم يُعد سابقة خطيرة في الرياضة العراقية، إذ إن اللجنة الأولمبية دائماً ما تكون حريصة على أن تكون مشاركتها في المحافل الخارجية بصورة مثالية، وبعيداً عن أي مشكلات تُذكر، لذلك فإن ما حدث لن يمر مرور الكرام، وستكون العقوبات قاسية جداً بحق المتسبب».

من جانب آخر، احتجت كوريا الجنوبية على تقديم رياضييها المشاركين في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية على أنهم من كوريا الشمالية، ما دفع اللجنة الأولمبية الدولية إلى الاعتذار عن هذا الخطأ.

ولدى مرور القارب الذي ينقل رياضيي الجنوب في نهر السين، تم تقديمهم على أنهم من «جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية» باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهو الاسم الرسمي لكوريا الشمالية التي لا تزال جارتها الجنوبية تقنياً في حالة حرب معها.

وتقدمت «الأولمبية الدولية» باعتذار عما حصل، جاء فيه «نعتذر بشدة عن الخطأ الذي حصل عند تقديم الفريق الكوري الجنوبي خلال بث حفل الافتتاح»، وذلك في منشور عبر حسابها باللغة الكورية على منصة «إكس».


مقالات ذات صلة

باخ: إقامة الأولمبياد وكأس العالم بأميركا «مضمون»... ترمب عاشق للرياضة

رياضة عالمية توماس باخ (د.ب.أ)

باخ: إقامة الأولمبياد وكأس العالم بأميركا «مضمون»... ترمب عاشق للرياضة

قال توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، إن مصير بطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال ودورة الألعاب الأولمبية في الولايات المتحدة مضمون.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية توماس باخ (د.ب.أ)

باخ: لا بد من عواقب عقب إساءات للسيدات في الجمباز الألماني

يتوقع توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن تكون هناك عواقب وسط سلسلة من المزاعم بحدوث إساءات للنساء في مجال لعبة الجمباز بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية حرائق لوس أنجليس زرعت الرعب في مواطني المدينة (أ.ف.ب)

بعد الحرائق... هل لوس أنجليس قادرة على استضافة أولمبياد 2028؟

ألقت الحرائق الكارثية التي اجتاحت لوس أنجليس بظلالها على الاستعدادات لأولمبياد 2028، وسط أسئلة حول جاهزية المدينة لضمان سلامة الألعاب الصيفية ونجاحها.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)
رياضة عالمية رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ (رويترز)

الأولمبية الدولية تستبدل ميداليات فقدها سباح أميركي في حرائق لوس أنجليس

قال توماس باخ الأحد إن الميداليات الأولمبية التي فقدها أيقونة السباحة الأميركية غاري هال جونيور في حرائق لوس أنجليس سيتم استبدالها

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية موريناري واتانابي (رويترز)

واتانابي المرشح لرئاسة «الأولمبية» يطرح فكرة «جنونية» لتنظيم الألعاب

تُعد حظوظ الياباني موريناري واتانابي ضئيلة لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لكنه يأمل أن تفتح فكرته «الجنونية» لاستضافة الألعاب في 5 مدن باباً للنقاش.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

رالي داكار- السعودية: لاتيغان يستعيد الصدارة من الراجحي... والسعودية دانية ثالثة

دانية عقيل حلت ثالثة في المرحلة العاشرة (الاتحاد السعودي للسيارات)
دانية عقيل حلت ثالثة في المرحلة العاشرة (الاتحاد السعودي للسيارات)
TT

رالي داكار- السعودية: لاتيغان يستعيد الصدارة من الراجحي... والسعودية دانية ثالثة

دانية عقيل حلت ثالثة في المرحلة العاشرة (الاتحاد السعودي للسيارات)
دانية عقيل حلت ثالثة في المرحلة العاشرة (الاتحاد السعودي للسيارات)

استعاد الجنوب أفريقي هنك لاتيغان (تويوتا) صدارة فئة السيارات في رالي داكار الصحراوي، من السعودي يزيد الراجحي الذي دفع ثمن تأخره، الأربعاء، في المرحلة العاشرة بين حرض وشبيطة في الربع الخالي.

وتمكن الإسباني ناني روما (فورد رابتور) من تسجيل أسرع زمن في المرحلة الخاصة البالغ طولها 120 كلم (2:06:34 ساعتان)، متقدماً على البرازيلي لوكاس مورايس (تويوتا) بفارق 18 ثانية والسعودية دانيا عقيل (بي بي آر) بفارق دقيقة وأربعين ثانية.

الجِمال حاضرة مع المتسابقين في رالي داكار السعودية (أ.ف.ب)

وهذا الفوز هو الأول لروما (52 عاماً)، بطل الدراجات النارية سابقاً، في مرحلة من الرالي منذ عام 2015.

في المقابل، حل لاتيغان في المركز الـ24 بفارق 9 دقائق عن روما، لكنه استفاد من فخوخ رملية سقط فيها الراجحي الذي حل في المركز الـ57 بفارق 19 دقيقة عن روما، ليتراجع إلى وصافة الترتيب العام بفارق 2:27 دقيقة عن الجنوب أفريقي، قبل يومين من نهاية المنافسات.

وقال لاتيغان: «لم نخطط للانطلاق بسرعة اليوم. كنا نسير بإيقاع جيد وثابت. لحسن الحظ، كان بعض الشبان المقبلين من الخلف أسرع منّا كي يفتتحوا المرحلة غداً».

السائق البلجيكي دي ميفيوس ومساعده السائق الفرنسي بوميل يتفقدان سيارتهما (أ.ف.ب)

أما الراجحي، فشرح مرحلته: «كان أداؤنا جيداً اليوم ولم نضغط. يبقى يومان وننهي الرالي».

وتابع الراجحي (43 عاماً) الذي يبحث عن لقبه الأول، علماً أن أفضل مركز له في داكار هو الثالث في 2022: «علقنا لأننا كنا نقود بهدوء. كل الأمور على ما يرام، وهذا الأهم. مركزي جيد، آمل ذلك».

وحل القطري ناصر العطية (داسيا)، حامل اللقب خمس مرات، في المركز الثلاثين بفارق 10 دقائق عن الصدارة، ليبتعد في المركز الرابع في الترتيب العام، بفارق نصف ساعة عن لاتيغان.

يزيد الراجحي عاد ثانياً في المرحلة العاشرة (أ.ف.ب)

وقال العطية الذي أخفق في تقليص الفارق مع الصدارة: «أنا خائب جداً. لكن ماذا بمقدوري أن أفعل؟ كان بمقدورنا القيام بمرحلة رائعة، لكن سنرى في أي موقع سنكون ومن أين سننطلق غداً. كل يوم مهم جداً، وكانت سرعتنا جيدة، بيد أننا خسرنا وقتاً كثيراً. هذا اليوم الأكثر إحباطاً في حياتي».

دي ميفيوس ومساعده السائق بوميل يصلحان إحدى العجلات فيما يمر ناصر العطية بسيارته (أ.ب)

بدوره، قال روما الذي يخوض الرالي بمختلف فئاته للمرة الـ28 محرزاً لقب الدراجات النارية في 2004 والسيارات في 2014: «هذا الرالي صعب بالنسبة إلينا منذ البداية، نحاول إنهاء المراحل دون أخطاء. كنا سريعين جداً هذا الصباح، ثم أدركنا أنه يجب تقليص السرعة. نحن سعداء للفريق. السيارة جيدة، صلبة والفريق يعمل بسلاسة».

لاتيغان بسيارته «تويوتا هايلكس» خلال السباق (إ.ب.أ)

وفي الدراجات النارية، وسَّع الأسترالي دانيال ساندرز (كي تي إم) صدارته مع الإسباني توشا شارينا (هوندا) إلى 16:31 دقيقة، بعد حلوله في المركز الحادي عشر، الأربعاء، فيما حلَّ مطارده في المركز السابع عشر، في المرحلة التي أحرزها الجنوب أفريقي مايكل دوكرتي.