الذكاء الاصطناعي يرصد السرطان بدقة أكبر من الأطباء

الذكاء الاصطناعي تفوق على الأطباء بنسبة 17 % (رويترز)
الذكاء الاصطناعي تفوق على الأطباء بنسبة 17 % (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يرصد السرطان بدقة أكبر من الأطباء

الذكاء الاصطناعي تفوق على الأطباء بنسبة 17 % (رويترز)
الذكاء الاصطناعي تفوق على الأطباء بنسبة 17 % (رويترز)

قالت دراسة جديدة إن الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء، بنسبة 17 في المائة، عندما يتعلَّق الأمر برصد واكتشاف السرطان.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد أجرى الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا لاختبار مدى فاعلية برنامج ذكاء اصطناعي يدعى «Unfold AI»، في كشف السرطان.

ويستخدم برنامج «Unfold AI» الذي صممته شركة «أفيندا هيلث» في كاليفورنيا، وتمت الموافقة عليه مؤخراً من قبل «هيئة الغذاء والدواء الأميركية»، خوارزمية تتنبأ باحتمالية الإصابة بالسرطان بناءً على أنواع مختلفة من البيانات السريرية.

وأُجريت الدراسة على 50 مريضاً بسرطان البروستاتا خضعوا لجراحة لإزالة الأورام، حيث بحث فريق الأطباء عن أي علامات على بقاء السرطان في أجسامهم.

وبعد بضعة أشهر، أجرى برنامج الذكاء الاصطناعي نفس التحليل.

الأداة الجديدة تستخدم خوارزمية تتنبأ باحتمالية الإصابة بالسرطان (أ.ف.ب)

ووجد فريق الدراسة أن البرنامج تمكن من رصد السرطان بدقة 84 في المائة، مقارنة بدقة 67 في المائة للحالات التي اكتشفها الأطباء.

وقال الدكتور علي كاسرايان، طبيب المسالك البولية في فلوريدا، إنه يستخدم تقنية Unfold AI في مشاوراته مع المرضى حول كيفية التعامل مع سرطان البروستاتا وإدارته.

وأضاف لـ«فوكس نيوز»: «يأخذ الذكاء الاصطناعي المعلومات المتوفرة لدينا حول سرطان البروستاتا لدى مرضى بعينهم - مثل الإشعات والتحاليل ونتائج الخزعات - وينشئ تصوُّره لوجود ومدى تطور السرطان».

وتابع: «بالإضافة إلى رصد المرض بدقة، تخبرنا النتائج التي نحصل عليها من Unfold AI عن أفضل علاج لحالة المريض، وما إذا كان العلاج الجراحي الجذري، أو العلاج الإشعاعي، مما يضمن تحسين علاج السرطان».

وكتب الباحثون أنه بناءً على هذه النتائج، يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تشخيصات أكثر دقة وعلاجات أكثر استهدافاً، مما يقلل الحاجة إلى إزالة الغدة بالكامل والآثار الجانبية التي يمكن أن تصاحب ذلك، مثل سلس البول.

ومن جهته، حذر الدكتور هارفي كاسترو، طبيب الطوارئ المعتمد الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة من أن دقة الذكاء الاصطناعي تعتمد بشكل كبير على جودة البيانات التي يتم تدريبه عليها، مشيراً إلى أن البيانات الضعيفة قد تؤدي إلى تشخيصات غير دقيقة.

وحذر كاسترو من «الاعتماد المفرط» على الذكاء الاصطناعي.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي معيار تحليل النتائج المالية للشركات التكنولوجية العملاقة

الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الذكاء الاصطناعي معيار تحليل النتائج المالية للشركات التكنولوجية العملاقة

تتجه الأنظار خلال الأسبوعين المقبلين إلى النتائج المالية المتوقع إعلانها للشركات العملاقة في قطاع التكنولوجيا، وهي ستخضع للتحليل من منظور الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا الصين في سباق مع الولايات المتحدة من أجل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

الشركات الصينية تدّرب الذكاء الاصطناعي ليكون «أكثر شيوعية»

تخضع شركات التكنولوجيا في الصين لاختبارات من قبل المسؤولين الحكوميين للتأكد من أن وظائف الذكاء الاصطناعي لديها تتحدث لغة الحزب الشيوعي وتجسد «قيمه الاشتراكية».

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)

«أوبن أيه آي» تقدم «GPT-4o mini»... نموذج أصغر وأرخص للذكاء الاصطناعي

الهدف هو توسيع إمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات واستهداف مجموعة أوسع من العملاء والمطورين.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد شعار شركة تصنيع أشباه موصلات تايوان «تي إس إم سي» خلال حفل افتتاح مركز البحث والتطوير العالمي التابع لها في هسينشو (أ.ف.ب)

«تي إس إم سي» التايوانية ترفع توقعاتها لعام 2024 مدفوعة بالذكاء الاصطناعي

توقعت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي)، أن تزداد إيراداتها في الربع الحالي بنسبة تصل إلى 34 في المائة.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية

لن يضيف أكثر من 1 % إلى الناتج الاقتصادي الأميركي على مدى العقد المقبل

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بعد تسببها بعطل معلوماتي عالمي... ماذا نعرف عن «كراود سترايك»؟

شعار شركة «كراود سترايك» (أ.ف.ب)
شعار شركة «كراود سترايك» (أ.ف.ب)
TT

بعد تسببها بعطل معلوماتي عالمي... ماذا نعرف عن «كراود سترايك»؟

شعار شركة «كراود سترايك» (أ.ف.ب)
شعار شركة «كراود سترايك» (أ.ف.ب)

استيقظ الملايين من الأشخاص حول العالم، في وقت مبكر من صباح أمس (الجمعة)، ليجدوا القنوات الإخبارية التلفزيونية صامتة، وبعض القطارات والمواقع الإلكترونية معطلة بسبب انقطاع كبير في الإنترنت، أثّر على عشرات الملايين من أجهزة الكومبيوتر.

يبدو أن أي شركة تقوم بتشغيل برنامج Microsoft Windows 10 تقريباً تعرضت لعطل مفاجئ. وبدأت أجهزة الكمبيوتر تغلق نفسها تلقائياً وتعرض ما يسمى «شاشة الموت الزرقاء».

وتسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني العالمية «كراود سترايك»، وهي إحدى كبرى الشركات في القطاع، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل كثير من الخدمات حول العالم.

وتعود اليوم الأنظمة ببطء إلى عملها الطبيعي ــ فقد أطلق أحد الباحثين في مجال الأمن السيبراني على انقطاع التيار الكهربائي الكارثي اسم CrowdStrike Doomsday، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

فماذا نعرف عن الشركة؟

«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة، تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (62 مليار جنيه إسترليني)، وهي مسؤولة عن تطوير برامج الأمن السيبراني الهامة التي تستخدمها آلاف الشركات.

برامجها مدمجة بعمق في أنظمة وشبكات تكنولوجيا المعلومات الهامة. تقوم «كراود سترايك» بتطوير ما يسمى بنظام «الكشف عن نقطة النهاية والاستجابة لها»، ما يساعد الشبكات الكبيرة على اكتشاف هجمات القرصنة وإيقافها - تماماً مثل برامج مكافحة الفيروسات على مستوى الأعمال.

تأسست الشركة في عام 2011 ويقع مقرها الرئيسي في تكساس بالولايات المتحدة، وقد نالت تقنيتها شعبية كبيرة. وقد أعلنت عن إيرادات بلغت 3 مليارات دولار وأكثر من 23 ألف عميل من الشركات العام الماضي. وأصبحت أيضاً معروفة في دوائر الأمن السيبراني لعملها في التحقيق في عمليات الاختراق رفيعة المستوى.

مسافر يمر بالقرب من لوحة معلومات تُظهر تأخيرات متعددة في مطار دالاس الدولي (أ.ف.ب)

وباعتبار أن الشركة يجب أن تستجيب للتهديدات السيبرانية المتطورة باستمرار، تقوم «كراود سترايك» بشكل روتيني بإرسال التحديثات إلى عملائها باستخدام أدوات وطبقات حماية جديدة.

ومع ذلك، يبدو أن تحديثاً معيباً قد تسبب في انهيار هائل لتكنولوجيا المعلومات، وفقاً لخبراء الأمن السيبراني ومهندسي الشركة.

وقد أثر الانقطاع على العملاء بما في ذلك شركات الطيران والقطارات والمطارات وأنظمة الدفع ومحلات السوبر ماركت، وغيرها.

وأبلغ مديرو تكنولوجيا المعلومات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن تعاملهم مع الانهيارات الداخلية التي أثرت على عشرات الآلاف من الآلات في أعمالهم.

قال تروي هانت، خبير الأمن السيبراني: «لا أعتقد أنه من السابق لأوانه القول إن هذا سيكون أكبر انقطاع لتكنولوجيا المعلومات في التاريخ».

مكاتب تابعة لشركة «كراود سترايك» في كاليفورنيا (أ.ب)

على الرغم من أن أنظمة «ويندوز 10» من «مايكروسوفت» هي التي تأثرت إلى حد كبير بمشكلة تكنولوجيا المعلومات، فإن السبب الجذري للخلل يُعزى إلى «كراود سترايك»- على وجه التحديد ملف معيب على ما يبدو في أداة «فالكون سانسور».

وأوضح هانت أن الشركة هي «لاعب ضخم في مجال الأمن» والتي غالبا ما تتمتع تقنيتها بما يسمى الوصول «المتميز» إلى شبكات الأعمال. وهذا يعني أن لديها سيطرة واسعة النطاق لتحديث وتعديل أنظمة العملاء، من الناحية النظرية لإزالة البرامج الضارة.

مع ذلك، أفاد: «وهذا يعني أيضاً أنه إذا حدث خطأ ما في التحديث، فقد يؤدي ذلك إلى تدمير جهازك بشكل كارثي».

كان خبراء الأمن يوجهون غضبهم بالفعل إلى «كراود سترايك» بسبب تعاملها مع انقطاع الخدمة. لعدة ساعات، لم تكن هناك تحديثات عامة أو بيانات رسمية من الشركة حول هذه المشكلة.

ولكن، أصدر لاحقاً جورج كورتز، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، بيانا عاما، وأوضح: «تعمل (كراود سترايك) بنشاط مع العملاء المتأثرين بعيب تم العثور عليه في تحديث محتوى واحد لمضيفي (ويندوز)».

وتابع: «هذا ليس حادثاً أمنياً أو هجوماً إلكترونياً. تم تحديد المشكلة وعزلها ونشر الإصلاح».

وانخفضت أسهم «كراود سترايك» بأكثر من 14 في المائة عند افتتاح التداول في نيويورك.