«اختطاف وحدة تعريف المشترك»... وسيلة شائعة لـ«سرقة التحويلات المالية»

أحد أنواع سرقة الهوية آخذ في الارتفاع

«اختطاف وحدة تعريف المشترك»... وسيلة شائعة لـ«سرقة التحويلات المالية»
TT

«اختطاف وحدة تعريف المشترك»... وسيلة شائعة لـ«سرقة التحويلات المالية»

«اختطاف وحدة تعريف المشترك»... وسيلة شائعة لـ«سرقة التحويلات المالية»

في صباح أحد أيام الاثنين من شهر مايو (أيار)، استيقظتُ وأمسكت هاتفي الجوال لقراءة الأخبار والتصفح. لكن الهاتف كان خارج خدمة الاتصالات الخلوية، ولم أتمكن من إجراء مكالمات أو إرسال رسائل نصية.

ومع ذلك، تبين أن هذه أقل مشكلاتي؛ إذ استخدمت اتصال «واي فاي» المنزلي، وفحصت بريدي الإلكتروني واكتشفت إشعاراً يفيد بتحويل 20 ألف دولار من بطاقتي الائتمانية إلى حساب «ديسكوفر بنك (Discover Bank)» غير مألوف. وأحبطت عملية التحويل، وقدمت بلاغاً عن مشكلات الهاتف الجوال، لكن كابوسي كان قد بدأ للتو.

تحويلات مالية مريبة

وكتبت فاطمة حسن (*) تقول: «بعد أيام، تمكن شخص ما من تحويل مبلغ 19 ألف دولار من بطاقتي الائتمانية إلى الحساب البنكي الغريب نفسه. لقد كنت ضحية لنوع من الاحتيال يُعرف باسم (اختطاف منفذ الخروج - port-out hijacking)، ويُسمى أيضاً (تبديل وحدة تعريف المشترك؛ أي (بطاقة SIM)».

(وفقاً لـ«ويكيبيديا» الإنجليزية، فهذا نوع من أنواع الاحتيال بالاستيلاء على الهاتف باستخدام ثغرة عند تأكيد الهوية الشخصية بواسطة «المصادقة الثنائية المزدوجة» المؤلفة من خطوتين، خصوصاً عندما تتمثل الخطوة الثانية في إرسال رسالة نصيّة. المحرر).

إنه شكل أقل شيوعاً لسرقة الهوية. وتُراجع حالياً اللوائح الفيدرالية الجديدة التي تهدف إلى «منع اختطاف المنافذ»، لكن ليس من الواضح إلى أي مدى ستذهب اللوائح في وقف الجريمة.

سرقة رقم الهاتف والرسائل النصية

تتجاوز عملية اختطاف المنفذ خطوة اختراق متجر أو بنك أو حساب بطاقة ائتمان. في هذه الحالة، يستولي اللصوص على رقم هاتفك. وأي مكالمات أو رسائل نصية تذهب إليهم، وليس إليك. وعندما يفقد أحد المجرمين إمكانية الوصول إلى هاتفك، فإن الخطوات نفسها التي اتخذتها لحماية حساباتك، مثل «المصادقة الثنائية»، يمكن استخدامها ضدك.

ليس من المفيد أن يرسل البنك رسالة نصية للتحقق من المعاملة عندما يكون الهاتف الذي يتلقى الرسالة النصية في يد الشخص نفسه الذي يحاول اقتحام حسابك.

حتى لو كنت فرداً ماهراً نسبياً في مجال التكنولوجيا وتتبع كل التوصيات المتعلقة بكيفية حماية التكنولوجيا والهوية الخاصة بك، فلا يزال من الممكن أن يحدث ذلك لك.

ويقول الخبراء إن عمليات الاحتيال هذه سوف تزداد وتصبح أكثر تعقيداً، وتظهر البيانات أنها آخذة في الارتفاع. أنا لست من أكثر الأشخاص ذكاءً في مجال التكنولوجيا، ولكنني صحفية متعلمة في كلية الحقوق ومختصة في إعداد التقارير المالية. نظراً إلى طبيعة وظيفتي المتصلة بالإنترنت، فقد تعلمت جميع طرق البقاء آمنة عبر الإنترنت: تغيير كلمات المرور الخاصة بي باستمرار من خلال «المصادقة متعددة العوامل»، وتسجيل الخروج من التطبيقات التي لا أستخدمها بانتظام، والحفاظ على معلوماتي الشخصية خارج الإنترنت.

ومع ذلك، على الرغم من أنني آمنة، فقد كنت عرضة للمجرمين. وقد استغرق الأمر كثيراً من الوقت والعمل قبل أن أستعيد أموالي ورقم هاتفي.

ازدياد الشكاوى

أفاد «مركز شكاوى جرائم الإنترنت» التابع لـ«مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)» بأن شكاوى مبادلة بطاقة «SIM» زادت بأكثر من 400 في المائة من عام 2018 إلى عام 2021، بعد أن تلقت 1611 شكوى بشأن مبادلة بطاقة «SIM» مع خسائر شخصية تزيد على 68 مليون دولار. وتضاعفت الشكاوى المقدمة إلى «لجنة الاتصالات الفيدرالية» بشأن الجريمة، من 275 شكوى في عام 2020 إلى 550 بلاغاً في عام 2023.

تقول راشيل توباك، الرئيسة التنفيذية لشركة «سوشيال بروف سيكيورتي (SocialProof Security)»، وهي شركة أمنية عبر الإنترنت، إن معدل الجريمة من المحتمل أن يكون أعلى بكثير نظراً إلى عدم الإبلاغ عن معظم سرقات الهوية. وتضيف أن «المصادقة الثنائية» طريقة قديمة للحفاظ على أمان المستهلكين، نظراً إلى أنه من الممكن العثور على رقم هاتف أي شخص وعيد ميلاده ورقم الضمان الاجتماعي من خلال أي عدد من قواعد البيانات العامة أو الخاصة على الويب.

واجب شركات الاتصالات

وقد حذر خبراء الأمن السيبراني من أن الانتهاكات التي تتورط فيها شركات الهاتف بسبب تسلل القراصنة، تجعل العملاء عرضة لمبادلة بطاقة «SIM». وفي حين يحتاج المستهلكون إلى أن يكونوا أذكياء بشأن امتلاك مجموعة متنوعة من كلمات المرور ووسائل الحماية المختلفة، فإن المستهلكين بحاجة إلى الضغط على الشركات حيث تكون مهمتها حماية البيانات؛ لأن «المصادقة الثنائية» ليست كافية.

* وكالة «أسوشييتد بريس»


مقالات ذات صلة

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

آسيا هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية نصحت السفن والطائرات في منطقة البحر الغربي بالحذر من تشويش إشارة نظام تحديد المواقع (أ.ف.ب)

سيول تتهم بيونغ يانغ بالتشويش على «جي بي إس»

كشف الجيش في كوريا الجنوبية اليوم (السبت) أن كوريا الشمالية قامت بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) أمس (الجمعة) واليوم.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقف إلى جانب محاميه تود بلانش في محكمة مانهاتن الجنائية (أ.ب)

تقرير: قراصنة صينيون تنصتوا على هاتف محامي ترمب

أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أحد كبار محامي الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن هاتفه الجوال كان تحت مراقبة قراصنة صينيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أنباء عن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية (رويترز)

صحيفة: متسللون صينيون رصدوا تسجيلات صوتية لمستشار في حملة ترمب

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأحد، أن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات صوتية لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تعبيرية تظهر شخصاً جالساً أمام جهاز كمبيوتر وخلفه مزج بين علمي إيران والولايات المتحدة (رويترز)

قراصنة «روبرت» الإيرانيون يبيعون رسائل مسروقة من حملة ترمب

نجحت مجموعة قرصنة إيرانية، متهمة باعتراض رسائل البريد الإلكتروني لحملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، أخيراً في نشر المواد التي سرقتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شركة «سناب» تفتتح مكتباً جديداً لها في السعودية وتطلق «مجلس سناب لصناع المحتوى»

جمانا الراشد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام تختبر تقنيات «سناب» للواقع المعزز
جمانا الراشد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام تختبر تقنيات «سناب» للواقع المعزز
TT

شركة «سناب» تفتتح مكتباً جديداً لها في السعودية وتطلق «مجلس سناب لصناع المحتوى»

جمانا الراشد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام تختبر تقنيات «سناب» للواقع المعزز
جمانا الراشد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام تختبر تقنيات «سناب» للواقع المعزز

افتتحت شركة «سناب» (Snap) المطورة لتطبيق «سناب شات» (Snapchat) مكتباً لها في المملكة العربية السعودية، بحضور إيفان سبيغل، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله بن عامر السواحه، ووزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح.

«مجلس سناب لصناع المحتوى»

كما كشفت عن إطلاقها «مجلس سناب لصناع المحتوى» في حي «جاكس» بمدينة الدرعية، بهدف دعم المستخدمين في المملكة وتقديم المساندة الفاعلة لمجتمع حيوي من صناع المحتوى المبدعين، والارتقاء بالشراكات الاستراتيجية مع الجهات الحكومية والعلامات التجارية، وتوفير فرص الاستثمار في الاقتصاد الرقمي للمملكة.

وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله بن عامر السواحه

منصة مهمة للتواصل الرقمي في السعودية

كما سيسهم إنشاء المقر الجديد للشركة في دعم الشراكة المستمرة بينها وبين وزارة الثقافة، من خلال تطوير مهارات المواهب المحلية وإلهام الحركة الثقافية المزدهرة في المملكة. وتُعد منصة «سناب شات» الوجهة الأولى للتواصل الرقمي في المملكة، حيث تضم 25 مليون مستخدم نشط شهرياً، 90 في المائة منهم من الفئة العمرية بين 13 و34 عاماً، ويتم تشغيل التطبيق من قبل المستخدمين نحو 50 مرة يومياً في المتوسط.

شعار «سناب»

جمانا الراشد تدير الجلسة الحوارية

وتضمن حفل الافتتاح جلسة حوارية للمدعوين أدارتها جمانا الراشد، الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، مع إيفان سبيغل، تم التطرق فيها إلى كثير من جوانب مسيرة الشركة من بداياتها الأولى إلى تقنياتها المتقدمة. وأكد عبد الله بن عبد الحميد الحمادي، المدير العام لشركة «سناب» في السعودية، أن المملكة واحدة من الأسواق الأكثر ديناميكية، وأن افتتاح المكتب يعزز تجربة المجتمع الكبير من المستخدمين ويدعم المبدعين وكثيراً من الجهات الأخرى الذين يحققون نجاحات بمستويات ملحوظة على المنصة. ومع تضاعف عدد نجوم «سناب» في السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية، سيكون مجلس «سناب» لصناع المحتوى الأبرز من نوعه في الشرق الأوسط ومُمَكّناً لطاقات الإبداع والابتكار في السعودية.

وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح

تعزيز المنظومة الرقمية في السعودية

وأشار حسين فريجة، نائب رئيس «سناب» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن توسع العمليات في المملكة أكثر من مجرد حضور رمزي، حيث تعدّه الشركة التزاماً أعمق بتعزيز المنظومة الرقمية في السعودية، ودعماً لاقتصاد المبدعين فيها وتمكيناً للنشاطات الابتكارية ودعماً لصناع المحتوى المؤثرين، وهي مرحلة مهمة في مسيرة رحلة الشركة، بما يتماشى مع أجندة التحول الرقمي الطموح للمملكة.